ترفيهمسلسل على بياض

الحلقة الثانية عشر من مسلسل على بياض للكاتبة مي حُريز

الحلقة الثانية عشر من مسلسل على بياض للكاتبة مي حُريز


الفصل الثاني عشر:

قعدت ليلى تعيط و هي بتحكي لمنة عاللي حصل
ليلى: قال كل شوية يقولي هما كاسين في بار و بس فاكرلي نفسه أبو لهب
منة و هي بتضحك: دمك زي العسل يا لولو حتى و انتي زعلانة.
ردت بغيظ و هى مستمرة في العياط: انتي بتضحكى على ايه مش فاهمه؟؟ في ايه في اللي أنا فيه ده يضحك؟؟
منة: سورى و الله مش قصدي بس الحمد لله انك ملحقتيش تحبيه اوى و الموضوع انتهى بسرعة قبل ما يبتدي فعاوزاكى تفوقي كده و تفرفشي على طول
سكتت ليلى و بطلت عياط شويه و بصت قدامها و هي بتهرب من النظر في عينها
منة: ايه في ايه؟؟؟
ليلى و هي بترجع تفتح في العياط تاني: اصل انا اتنيلت على عيني و حبيته اوى…
منة باندهاش: هو انتي لحقتي؟؟
ليلى: ما أنا اكتشفت اني كنت بحبه من زمان و انا مش واخدة بالي… و جايز أكون كنت بحبه طول عمري اصلا
منة: لا حول ولا قوة إلا بالله… طب يعني ملقيتيش غير ده و تحبيه؟؟ دونا عن كل الرجالة!!! انتي ايه اللي حصلك
ليلى و هي لسه بتعيط: اهو حبيته و خلاص… نصيبي الزفت خلاني احبه
منة و هي بتحضنها و تطبطب عليها: طب اهدي… اهدي يا حبيبتي… معلش مكنتش فاكرة الموضوع جد اوى كده… منه لله على اللي عمله ربنا يحرق قلبه زي ما حرق قلبك
ليلى بعصبية: لاااا… متدعيش عليه… انتي اتجننتي؟؟
منة: يالهوي و كمان مش عاوزاني ادعي عليه بعد كل ده؟؟ ده انتي واقعة من الطيارة بقا
ليلى: واقعة من الطيارة واقعة من طولي مش مهم… المهم متدعيش عليه… ادعيله ربنا يهديه…
منة: طب بصي عشان طقم المرارات اللي بغير فيه خلص خلينا نتكلم في المهم هتعملي ايه في الشغل الفترة الجاية؟ هتتعاملي معاه ازاي؟
ليلى: عادي
منة: عادي ده اللي هو ازاي يعني؟
ليلى: العادي بتاعنا بتاع زمان يعني هخليني في شغلي و لو اتكلمنا يبقى الكلام العادي و خلاص
منة: و انتي تكلميه ليه اساسا؟
ليلى: أمال المفروض اعمل ايه؟
منة: المفروض تقطعي علاقتك بيه تماما… انا لو منك كنت سيبتله الشغل يولع و أنا مالي مش هو اللي جابه لنفسه!!
ليلى: لا طبعا مينفعش مش لعب عيال هو!!
منة: مش هتقتنعي عمرك ما انا عارفاكي.. بس عالاقل لو هتروحى الشغل يبقى عاوزاكى لا تكلميه ولا تعبريه و لو حاول يكلمك او يفتح معاكي اي مواضيع صديه على طول هما كلمتين الشغل و خلاص… أنا خايفة يضحك عليكي بكلامه و ترجعي تاني و تسامحيه
ليلى: اسامحه؟ ليه هو انا هبله؟ مستحيل طبعا
منة: اه هبلة و هيضحك عليكي و هتسامحيه و بعدها هيديكي حتة مقلب تاني انقح من الاولاني و ابقي افتكري كلامي
ليلى: مستحيل يا منة مستحيل هو مخلاش أي خط للرجوع تاني أبداً انتهى الموضوع للابد.. حتى لو في يوم قلبي صفيله و سامحته مش هقدر أآمنله تاني أبداً
منة: يا ريت تثبتي فعلا على موقفك ده لان اللي زي شريف ده ميتآمنلوش أبداً ده عامل زي التعبان كده تلاقية محترم و شيك و چانتي و هو بيعاملك تقولي و نعم الأخلاق و التربية و هو ليه وش تاني قذر عايش بيه بعيد عن الناس
ليلى و هي بتمسح دموعها: عندك حق ده لا يمكن يتآمنله أبداً و لو لقيتيني في يوم هضعف ولا هحن فكريني بالكلمتين دول بسرعة
منة: أكيد مش هسيبك تندبي فيه تاني
——————
ياسر: ايه يا ابني مش ناوي تيجي الشغل بقا بقالك يومين معتبتش الشركة ده انت عمرك ما عملتها!!
شريف: يومين كمان ولا حاجة و انزل.. و بعدين ما انا بعدي عالمواقع كل يوم و اتابع الشغل بنفسي
ياسر: آد كده متأثر بموضوع ليلى ده؟
شريف: ليلى!! موضوع ايه
فكر ياسر قبل ما يتكلم مكنش عاوز يقوله ان ليلى اتكلمت معاه رغم انها مقالتش اي تفاصيل بس خاف كلامه يزود المشاكل فقاله: الموضوع اللي حصل في عيد ميلاد تالية ده ما خلاص بقا اللي حصل حصل و انتهينا المهم تتصرف صح في اللي جاي
شريف بألم: خلاص بقا لا بقا في جاي ولا رايح كل حاجة انتهت
ياسر و هو بيحاول يعمل نفسه متفاجيء: إيه!! ليه كده؟؟ ما كل حاجة ممكن تتحل و الدنيا تمشي
شريف: لا خلاص احنا اتكلمنا و دي رغبتها و انا احترمتها
ياسر: هو ايه اللي رغبتها و احترمتها؟؟ انت بتعمل فيها ابن ناس على حساب مين؟ على حساب نفسك؟ انت بتحبها يا شريف و هي كمان بتحبك و أيا كان اللى حصل فممكن مع شوية مجهود منك الدنيا تهدا و ترجع المية لمجاريها
شريف: مش عاوز اضغط عليها.. انا اخدت فرصتي معاها كاملة و للأسف ضيعتها من ايدي.. ملوش معنى اني افضل ادور على فرص تانية و أنا زي ما انا مفيش فيا حاجة اتغيرت.. مش هستفيد حاجة غير اني هوجع قلبها و أوجع قلبي عليها
ياسر: ايه الانهزامية اللي بتتكلم بيها دي؟؟ في علاقات تستاهل ان الانسان يحاول فيها مرة و اتنين و عشرة و تستاهل انه يتغير عشانها
شريف: مش وقته… مش وقته يا ياسر خايف لو ضغطت اكتر من كده اخسرها… انا راضي باللى احنا فيه دلوقتي لحد لما الدنيا تهدا شوية
ياسر: طب وافقت ليه عالاستقالة مكنتش توافق يا شريف
شريف: كان لازم أوافق.. اكتر من كده ضغط سنة كمان و كنت هخسرها للابد… لازم اديها فرصة تشم نفسها و متحسش اني مسيطر عليها او غاصبها على حاجة عشان تهدا و تعرف تفكر… و كده كده انت عارف انها عنيدة و لو كنت رفضت كانت هتصمم و ندخل لبعض في دور عند و المشاكل تزيد بدل ما تتلم
ياسر باندهاش: و الله دماغك يا شريف بتبهرني… يعني انا كنت فاكرك عاكك الدنيا و مش عارف تتصرف طلعت قاريها و بتتعامل مع الموقف بعقل.
شريف: هو انا بقا فيا عقل!! ده من حلاوة الروح كده
—————
بعد كام يوم راح شريف الشركة اتفاجئت ليلى و اتلخبطت شوية لما شافته و مكانتش عارفة تتعامل ازاي بس بسرعة افتكرت كلامها انه مش ممكن يتآمنله و كلام منة و هي بتوصيها متضعفش و قررت التعامل يبقى رسمي و في اضيق الحدود.
هو كمان كان بيتعامل من غير ما يحط عينه في عينها مكنش قادر يرفع عينه فيها بعد اللي حصل
شريف: صباح الخير
ليلى: ….. صباح النور
شريف: ازيك؟
ليلى: الحمد لله
شريف: ممكن تجهزي اي شغل متاخر او مستعجل و تجيبيهولي عشان نازل كمان شوية
ليلى: حاضر. خمس دقايق و يكون جاهز
شريف: شكرا
———————
ليلى: انا هتجنن دلوقتي ايه؟؟؟ خير ان شاء الله!! هو اللي زعلان؟؟
منة: اهدي يا بنتي و امسكي نفسك ما طظ فيه زعلان ولا فرحان انتي مالك
ليلى: ده ولا حتى بيبصلي و هو بيكلمني كأني انا اللي عاملة فيه مصيبة
منة: دي حركات عشان يشككك في نفسك و يحسسك انك غلطانة فلما يحاول يرجع تضعفي لكن انتي اصلا ولا يهمك منه خليه يعمل الشويتين دول على حد تاني
ليلى: هي مين دي اللي ترجع ده مستحيل طبعا لو السما انطبقت عالارض مش هقعد يوم زيادة في الشغل بعد تاريخ الاستقالة و دي اخر علاقتي بيه و شكرا اوى
منة: برافو عليكي… تربيتي تمرت فيكي
ليلى: بس انا متغاظة غيظ منه!!! قال عامل نفسه مأموص قال
—————
ريهام: دي سيفيهات البنات اللي اتقدموا لوظيفة مديرة مكتبك
وجعت قلبه الكلمة لانها فكرته ان ليلى خلاص ماشية بجد كلها أيام و ميشوفهاش تاني غير حلني بقا وكل واحد هيبقى في حاله
شريف: اعمل بيها ايه؟
ريهام: شوفهم و اختار منهم كام واحدة للانترفيو
شريف: انا مش فاضي للكلام ده… شوفيهم انتي و اعملي انترفيوز و اختاري اللي تشوفيها مناسبة
ريهام: معقوله يا شريف هتعين مديرة مكتبك من غير ما تشوفها ولا مرة!!
شريف: هى عروسة هتجوزها ولازم أشوفها الاول؟؟ اي واحدة يا ريهام انا دماغي مقلوبة مش فاضي
ريهام : طيب اللي تشوفه
——————
سوسن: أنا هتجنن بقا حد يرفص النعمة برجله؟؟ أختك دي هتموتني ناقصة عمر
شيرين: سيبيها يا ماما كل واحد دماغه مريحاه
سوسن: لا و رايحة تستقيل كمان يعني لا شغل ولا جواز. ده ايه الجنان ده
شيرين: انا زيك استغربت اوى بس أكيد في حاجات احنا منعرفهاش و خصوصا ان شريف وافق على طول و ده مش طبيعي
سوسن: طبعا هيوافق أمال عاوزاه يعمل ايه لما يقولها بحبك قدام الناس كلها و هي تصده بعدها و تستقيل.. أكيد كرامته نقحت عليه يا حبة عيني
شيرين: أكيد الموضوع مش كده خالص و في حوارات كتير احنا منعرفش حاجة عنها . هما الاتنين مش صغيرين و أكيد عارفين هما بيعملوا ايه
سوسن: طب امشى يا بت غوري انتي كمان انتو كلكو عاوزين تحرقوا دمي
——————
بعد كام يوم
ريهام: احنا مستعجلين شوية.. امتى تقدري تبدأي الشغل معانا
رضوى: من بكرة لو تحبي
ريهام: هايل.. يبقى تعالى اعرفك على بشمهندس شريف و باقي الزملا عشان تبتدي معانا من بكرة
——————
شريف: ليلى بعد اذنك ممكن تبعتي للموردين تستعجلي الطلبيات
ليلى: حاضر دلوقتي هبعتلهم
شريف: شكرا.
ليلى: عفوا. عاوز اي حاجة تانية
شريف: لا شكرا.. انا هنزل ابص عالشغل و ممكن مرجعش النهاردة تاني لو في حاجة مهمة كلميني
ليلى: حاضر
هنا دخلت ريهام و معاها رضوى
ريهام: انت نازل ولا ايه يا شريف؟ كويس اني لحقتك..
شريف : خير في حاجة؟
ريهام: اه كنت عاوزة اقدملك آنسة رضوى هتكون مديرة مكتبك ان شاء الله و بصت لليلى و قالت بعد ما آنسة ليلى تخلص مدتها معانا على خير طبعا
ابتسمتلها ليلى ابتسامة صفرا و متكلمتش
شريف زي ما يكون حد غاصبه يتكلم: اهلا و سهلا… عموما استاذة ليلى أهي ان شاء الله تقولك على كل حاجة… عن اذنكم انا لازم انزل دلوقتي. و سابهم و نزل
ليلى: اهلا يا رضوى نورتي الشركة
رضوى: متشكرة اوى يا استاذة ليلى
ليلى: قوليلي ليلى بس
رضوى: حاضر
ريهام: رضوى ان شاء الله هتبدا من بكرة عاوزاكي تعرفيها كل حاجة يا ليلى… كل حاجة…
ليلى: أكيد ان شاء الله
ريهام: ليلى بقالها معانا ييجي سنتين و ما شاء الله عرفت الشغل بسرعة جدا من الاول عاوزاكي تبقى زيها يا رضوى و ترفعي راسي
رضوى: ان شاء الله أكون عند حسن ظنك
ريهام: اهريها أسئلة بقا متسيبيش حاجة متسأليهاش عليها حتى لو صغيرة
ضحكت رضوى و قالت: متقلقيش انا هزهقها و اعصرها لحد لما تقر بكل المعلومات اللي عندها
حاولت ليلى تتدخل في الحوار السمج ده عشان تنهيه فقالت: من غير هرية ولا عصر انا اللي هعرفها كل حاجة لان ده واجبي و مش بروفيشنال خالص اني أكون انا اللي سايبة الشغل و أخبي معلومات مهمة.. اشوفك بكرة يا رضوى ان شاء الله عن اذنكم عشان ورايا شغل مهم.
و خرجت و سابت ريهام مش عارفة ترد
———————
بعد كام يوم
رضوى: خلاص فهمت يا ليلى فايلات الموردين هنا و العملا هنا و الحاجات القانونية هنا متقلقيش مش هتلخبط تاني
ليلى: طيب تمام
رضوى: ليلى هو انتي هتسيبي الشغل ليه؟
بصتلها ليلى باستغراب و مردتش
كملت كلامها و قالت: انا آسفة يعني لو الموضوع ميخصنيش بس عندي فضول اعرف خصوصا اني هحل محلك فيعني عاوزة اعرف لو في مشكلة هنا ولا حاجة
ابتسمت ليلى ابتسامة صفرا و قالت: مفيش مشاكل ولا حاجة
رضوى: أمال هتمشي ليه؟ هو حد لاقي شغل اليومين دول؟!!
ليلى برخامة: اهو انا كده بحب كل فترة اخد بريك من الشغل و اقعد مع نفسي شوية
رضوى: ممممم طيب ممكن أسالك اخر سؤال بس مش عارفة اذا كان ممكن يضايقك ولا لأ؟
ليلى بزهق: اسألي و خلصيني لما نشوف اخرتها
ردت رضوى بسرعة: هو انتي عارفة ان بشمهندس شريف بيحبك؟
فتحت ليلى بقها و برقت بعنيها من مفاجئتها و قالت: ايه اللي انتي بتقوليه ده جبتي الكلام ده منين؟
رضوى: انا عرفت لواحدي من الطريقة اللي بيبصلك بيها لما تكوني مش واخدة بالك
دق قلبها من الفرحة كانت فاكرة أنه مبيبصلهاش اصلا طلع بيبصلها و هي مش واخدة بالها الابتسامة طلعت على وشها من غير قصد بس قدرت تلمها بسرعة و قالت لرضوى بصوت كله حزم: طب نصيحة مني بقا خليكي في شغلك وبس و بلاش تحليلات و استنتاجات في حاجات ملهاش لازمة و لا ليها علاقة بالشغل ولا انتي من اللي بيسيبوا الشغل و يقعدوا يفكروا في الكلام الفاضي ده؟
رضوى بقلق: لا خالص و الله انا بتاعة شغل جدا انا آسفة لو اتدخلت في حاجة متخصنيش
ليلى: يا ريت الموضوع ده ميتكررش تاني.. اتفضلي على مكتبك
رضوى: حاضر عن اذنك.
مشيت رضوى لمكتبها و سابت ليلى بتضحك و بترقص و بتغني بيبص عليا بيبص عليا و بعدين افتكرت عمايله راحت مكشرة و قايلة ما يبص و انا مالى طظ فيه.
——————
بعد كام يوم تاني
شريف و هو بيزعق: زفت… الشغل كله غلط… انتي مبتفهميش؟؟
رضوى: انا عدلته زي ما قلتلي بالظبط.. ايه بس اللي مش عاجبك؟
شريف بعصبية: كله مش عاجبني و مش ده التعديل اللي كنت عاوزه
رضوى بزعيق: لا و الله هو التعديل اللي قلت عليه بس انت بتتلكك
رد بمنتهى النرفذة: انتي كمان بتردي عليا و ايه بتلكك دي كمان انتي اتجننتي
كان صوتهم مسمع كل الشركة كل الموظفين سمعوهم بس مفيش حد جاتله الجرأة انه يتدخل الا ليلى اللي كانت فدائية و دخلت بسرعة
ليلى: ايه في ايه؟
شريف: تعالي شوفي الهانم اللي عاملة الشغل كله غلط و مش عاجبها و كمان بترد عليا
رضوى: اسفه يا بشمهندس بس انا عدلت الشغل ٤ مرات و كل مرة تطلعلي اي حاجة فيه و تخليني ارجع أعيده كله من الاول
شريف: شايفه طريقة كلامها !!! لا لا احنا مش هينفع نكمل كده
ليلى و هي بتبرأ لرضوى: خلاص خلاص روحي انتي دلوقتي و هاتي الشغل ده انا هعمله
رضوى: بس يا ليلى…
ليلى: مبسش روحي دلوقتي
خرجت رضوى بتبرطم في سرها
بصت ليلى لشريف و قالتله: في ايه؟؟ مالك يا شريف؟
رد عليها بعصبية: مالي؟؟؟ مانتي شايفة اللي بترد عليا كلمة بكلمة و ياريتها عارفه تشتغل اصلا!!
ليلى: ماهو بصراحة يعني انت رجعتها تعيد الشغل كله ٤ مرات حرام عليك بجد و بعدين اخر تعديل بيرجعنا تقريبا لنفس اول مرة قبل اي تعديل يعني ليه البهدلة دي
شريف: و الله انا حر و اعمل اللي على مزاجي انا المدير و صاحب الشركة و هي بتاخد مرتب يبقى تشتغل أيا كان الشغل و لو مش عاجبها الباب يفوت جمل
ليلى: اهدى بس يا شريف. البنت كويسة و بتتعلم بسرعة بس هي لسانها متبري منها شوية
شريف: مبتتعلمش ولا نيلة دي هتطلع عيننا على ما تتعلم ده لو اتعلمت
ليلى بنرفذة: شريف انا فاهمة كويس اللي انت بتعمله فبلاش تظلم واحده غلبانة في النص. البنت كويسة و انا مش هقعد يوم زيادة بعد معاد استقالتي عشان نكون واضحين.
قالت كده و سابته و خرجت و راحت تشوف رضوى اللي كانت بتعيط
ليلى: انتي بتعيطي على ايه دلوقتي ده انتي شبشبتيله!
رضوى: هو هيرفدني؟؟ قالك انه هيرفدني؟
ليلى: و لما انتي خايفة على اكل عيشك كده بتردي عليه كلمه بكلمه ليه؟
رضوى: و الله مش قصدي بس خرجنى عن شعورى مش ممكن تتخيلي انه فعلا بيتلكك او قاصد يكرهني في عيشتي… ليلى… انا ما صدقت اشتغل بس شكلي كده هترفد قبل ما اقبض اول مرتب حتى
ليلى: لا ان شاء الله مفيش رفد ولا حاجة. بصي استني شوية لما يهدا و هاخدك و تعتذريله و خلاص و يبقى ده درس ليكي عشان متتسحبيش من لسانك تاني
رضوى: بجد يا ليلى؟ ربنا يخليكي انتي طيبة اوى
ليلى: أيوة ياختى هو جايبني ورا غير طيبة قلبي دي.
————
ليلى: خلاص بقا يا شريف رضوى جاية تعتذرلك عن اللي حصل
شريف: انا مش مستني اعتذار من حد
ليلى و هي بتزغد رضوى عشان تنطق: خلاص يا شريف كانت ساعة شيطان و راحة لحالها
رضوى: انا آسفة يا بشمنهدس معلش
شريف: اه معلش!!! موظفة عندي و بنت امبارح تعلى صوتها عليا و بعدين تقولي معلش
ليلى: أوعدك انا ان الموضوع ده مش هيتكرر تاني. خلاص بقا صافيه لبن
رضوى: اه مش هيتكرر تاني و الله و لو اتكرر اعمل فيا اللي انت عاوزه
ليلى: خلاص بقا يا شريف انت طول عمرك قلبك ابيض
شريف زي المغصوب: خلاص روحي شوفي شغلك
رضوى: الله يخليك يا بشمنهدس ربنا يكرمك
شريف: اسمعي… إياك اسمعلك صوت في الشركة من هنا ورايح
رضوى: و لا صوت ولا نفس و لا هتحس بوجودي اصلا.. شكرا يا ليلى عن اذنكم
خرجت رضوى و بصت ليلى لشريف و هي بتضحك و قالتله: و الله غلبانة بس حشرية و لسانها فالت شوية
شريف بغيظ: و دول حاجة بسيطة بالنسبالك!!
ليلى: يعني فوتلها اصلها لاسعة شوية.
شريف: و ايه اللي يجبرني اتعامل مع واحده لاسعة
ليلى: عادي ما انا كنت لاسعة بردو ولا نسيت
وقف شريف و قرب منها و قالها بصوت حنين: انتي مفيش حد زيك يا ليلى
ليلى بعد ما اتثبتت من الكلمة: احم. جرى ايه يا شريف احنا هنعيده تاني ولا ايه
شريف: لا تاني ولا تالت انا هنزل احسن بدل ما الموظفين يسمعوني بيتزعقلي تاني النهاردة. عن اذنك
بس قبل ما يتحرك تيليفونه رن كانت عايدة بتتصل و دي مش عوايدها تتصل بيه وقت الشغل رد بسرعة بقلق
شريف: الو
عايدة و هي بتعيط: الحقني يا شريف ابوك تعبان اوي
شريف بقلق: ماله؟ فيه ايه؟
عايدة: تعالى… تعالى بسرعة
شريف: طيب انا جاي حالا اتصلي بالإسعاف على ما اجى
ليلى بقلق: في ايه يا شريف خير؟
شريف و هو بيلم حاجته بسرعه عشان يجري: بابا تعبان. بلغي ياسر و ريهام و خليهم يحصلوني عالبيت
ليلى: حاضر. متقلقش و ان شاء الله خير
شريف و هو بيجري يخرج: ان شاء الله ان شاء الله
—————
جري و جريوا كلهم عشان يلحقوا باباهم بس للأسف أمر ربنا نفذ…
حزن بكا و دموع الكل كان حزين و متأثر…. كل واحد فقد حاجة مهمة في حياته… عايدة فقدت الزوج و الحبيب شريك رحلتها و أبو ولادها…. ريهام فقدت ابوها حضنها الدافي اللي كان بيعاملها على انها اميرته…. ياسر فقد الأب و الضهر و السند… أما شريف فكانت خسارته اكبر منهم بكتير… هو مش بس فقد أبوه هو فقد صاحبه الغالي اللي كان بيسمعه و يرمى عليه همومه…. فقد مرشده الروحي اللي لما كانت الدنيا بتقفل في وشه بيروحله يقوله اعمل ايه و كان بيوجهه… فجأه لقا نفسه لواحده.. الضهر اللي كان بيتحامى فيه راح… راح و سابه هو عشان يبقى ضهر لناس تانية بداله… سابه يلعب دور هو مش شايف نفسه فيه لكن مضطر يلعبه.
كان اكتر واحد لازم يبان متماسك و كويس عشان مامته و أخواته بس الموقف كان اكبر من انه مينهارش عشانه… فكرة الموت مهما بتسمع عنها من ناس مش قريبة غير لما تشوفها في حد قريب منك… حصلتله صدمة… مكانش ينفع ينهار قدام حد… اليوم الطويل انتهى دخل اوضته و انهار لواحده.. بكى كتير اوى مكنش يعرف انه كراجل ممكن يعيط كده… اخد قرارات… قرر يتوب بجد عن كل حاجة غلط بيعملها… قرر و قام جاب مصحف حلف عليه انه مش هيعمل حاجة غلط تاني قام اتوضى و صلى و مسك المصحف قرا فيه شوية… يااااه… انا كنت فين و ايه اللي كنت بعمله ده… و ليه مفوقتش من زمان… مكنش لازم اخسر أبويا عشان احس باللي كنت بعمله…. قال كده لنفسه و هو بيأنبها بعد ما داق طعم جديد عليه… داق حلاوة الإيمان بس كانت ناقصة… كانت ناقصة فرحة ابوه بيه… ابوه اللي كان بيحلم باليوم اللي يشوفه فيه واقف بيصلي من نفسه او ماسك مصحف بيقرا فيه من غير ما حد يقوله… بس أكيد هو شايفني… أكيد حاسس بيا… حاول يطمن نفسه بالكلام ده و يكمل قراية في المصحف.. لحد لما شمس يوم جديد طلعت و اتولد معاها من تاني إنسان جديد…
————-
بعد كام يوم
ليلى: شريف!!!! صباح الخير
شريف: صباح النور
ليلى: ايه اللي جابك كنت خليك معاهم في البيت و لو في حاجة مهمة هكلمك
شريف: ملوش لزوم كفاية ياسر و ريهام و بعدين الشغل لازم يمشي دي بيوت مفتوحة و التزامات ملهاش دعوة بظروفنا الشخصية
مشيت معاه و هو رايح مكتبه لاحظت انه بيبص على صورة باباه اللي متعلقة في المكتب بحزن قالتله بحزن شديد: الله يرحمه و يحسن اليه… و الله انا حاسة ان أبويا مات مرتين.. اصلك متعرفش أنكل مصطفى كان ايه بالنسبالي… الواحد كان بيحس ان ليه ضهر في الدنيا دي بس خلاص بقا اهو راح و سابنا كلنا
التفتلها و بصلها و قالها: و أنا فين؟؟!! و سكت ثواني و كمل كلامه: أنا و ياسر فين؟؟!! احنا اخواتك و ضهرك بردو يا ليلى.. أوعي في يوم تقولي ان ملكيش ضهر دي و احنا موجودين
اتصدمت من كلمة اخواتك بس مكنش وقته أي كلام او أي تعبير عن الصدمات كل اللي قالته: كتر خيرك يا شريف… طبعا ربنا يخليكوا ليا… هروح اجيب الشغل و اجى.
كان عارف ان معاد استقالتها عدى بس هي لسه بتيجي عشان بت جدعة كان عاوز يقولها شكرا بس خاف يفتح الموضوع لتقوله انها ماشية كمان كام يوم كان بمعنى اصح بيهرب من انه يعرف الحقيقة…
أما من ناحيتها فطبعا مقدرتش تسيب الشغل و تمشي في الظروف دي و خصوصا انها متأكدة ان البديل الجديد مش جاهزة و هتعك الدنيا ففضلت من سكات لحد امتى متعرفش كل اللي كانت عارفاه انه مش هينفع تسيبه دلوقتي.
كان بيبص عليها و هي خارجة بكل حب و ندم على انه خسرها و في نفس الوقت تليفونه رن.. رقم غريب
شريف: ألو
⁃ ازيك يا شريف
شريف: الحمد لله… مين معايا؟
⁃ مش عارف صوتي؟
شريف: لا و الله مش واخد بالي
كان حاسس انه صوت يعرفه كويس بس مش قادر يفتكر مين صاحبة الصوت ففكر انها واحدة من أصحابه الضايعين و بما انه قرر يتوب فقرر كمان يقفل الصفحة دي من حياته فكان بيتكلم برخامه…
⁃ البقية في حياتك يا شريف… انا زعلت اوى لما عرفت… ربنا يرحمه و يصبركم
رد بدهشة و اشتياق: معقول!!!! نهلة!!!!
——————

زر الذهاب إلى الأعلى