ترفيهمسلسل على بياض

الحلقة السابعة والعشرون من مسلسل على بياض للكاتبة مي حُريز

الحلقة السابعة والعشرون من مسلسل على بياض للكاتبة مي حُريز

 

??الفصل السابع و العشرين

بعد يومين
سوسن: بردو مش عاوزة تقومي تغيري هدومك و تيجي الفرح؟!
ليلى: لأ
شيرين: على فكرة شريف مش رايح…لو ده اللي مخليكي متروحيش
سوسن: بردو مصمم ميحضرش!!! مش خلاص وافق و هو اللي اقنع ياسر و عايدة
شيرين: كان رجع في كلامه و قال هيحضر بس…
سوسن: بس ايه؟!
شيرين: نهلة تعبت اوي من يومين و دخلت في غيبوبة
سوسن: لا حول ولا قوة الا بالله… دي لسه شابة يا ولداه
شيرين: اه و الله يا ماما صعبانة عليا اوى و صعبان عليا ولادها
سوسن: و شريف يا عيني طبعا مينفعش يحضر و يسيبها
شيرين: اه طبعا حالته النفسية زي الزفت… بس كلم ريهام و نادر و باركلهم و مرضيش يأجلوا الفرح عشانه
سوسن: ربنا يعينه
وقفت ليلى و بصت في وشوشهم اوى و قالتلهم بغيظ: يا عيني و يا قلبي و ربنا يعينه انتو مفيش ذرة احساس جواكم؟؟؟ هو انا ليه حاسه أنكم مش اهلي؟؟؟ تكونوش لقيتوني على باب الجامع زمان!!! هو انتو متعاطفين مع مين؟! مع جوزى اللي اتجوز عليا و ضرتي!!! لا و قاعدين تتصعبنوا عليهم قدامي!!! هو انا ايه؟؟؟ ده انا لو كلب بلدي جربان قدامكم المفروض تراعوا مشاعري اكتر من كده؟!
شيرين: دي حاله إنسانية يا ليلى!! انتي ازاي مش صعبانة عليكي ؟
ليلى: عشان انا معنديش احساس… معلش إنسانة مشاعري متبلدة… سيبوني في حالي بقا مش لازم سيرتهم تبقا في كل حاجة في حياتي خلاص انا كرهتهم و كرهت نفسي… يالا قوموا روحوا الفرح انا مش رايحة يالا متعطلوش نفسكم
سوسن: اهدي يا حبيبتي انا بس بقول الولية شكلها هتفلسع و تسيبهولك
شيرين: ده نفس اللي فكرت فيه
سوسن: دى فرصتك تبينيله انك جدعة و أصيلة و تقفي جنبه… و كل حاجة هتتصلح و ترجع المية لمجاريها
ليلى: مش عاوزة ابينله اي حاجة… خلاص مش عاوزاه ولا طايقاه اساسا هو اختار طريقه و انا اخترت طريقي و من فضلكم سيبوني بقا
سوسن: انتي حرة و مبقيتيش صغيرة و حتى مبقيتيش تاخدي راي حد في تصرفاتك.. انا بس بقولك الصح اللي المفروض تعمليه عشان بعدين متلومينيش اني سيبتك لشيطانك اللي مسود قلبك ده… يالا يا شيري احنا عشان منتاخرش
——————
منة بسعادة: بجد حامل!!!! مبرووك يا ليلى
ليلى: وطي صوتك ماما ممكن تسمعك
منة: هو انتي مخبية عليهم ليه مش فاهمة؟! اهلك لازم يعرفوا و هو كمان ده حقه… و كده كده دي حاجة مبتستخباش يبقى هاتيها بجميلة و قوليله.. مش جايز الموضوع ده يكون سبب في ان مشاكلكم تتحل!
ليلى: كان نفسي اوي اقوله و افرح معاه بس فوقت على حقيقة انه مبقاش بيحبني يا منة!!! هقوله أكيد بس مش دلوقتي
منة: ليه مش دلوقتي؟ المفروض يعرف لان الموضوع ده هيغير كل حاجة
ليلى: اهو انا نفسي كل حاجة تتغير عشان بيحبني مش عشان اي حاجة تانية… حاسة انه لو عرف و حاول بعدها يصالحني مش هقبل لأني هحس انه مش راجع عشاني..
منة: انا شايفة انه بالعكس دي حجة كويسة جدا عشان ترضي كرامتكم انتو الاتنين و تقرب المسافات. بطلي تفكري في نفسك و بس فكري في الطفل اللي هييجي ده و محتاج أب.. هتقوليله ايه؟! اصلي محستش انه راجع عشاني فحرمتك منه؟
ليلى: انا عارفة ان كلامك كله صح بس بردو لازم احس انه عاوزني أنا … سميها انانية بقا ولا سميها زي ما تحبي… بس هو كدة
منة: طب يا حبيبتي و انتي مستنياه يرجعلك عشان بيحبك و ميقدرش يعيش من غيرك ابقى افتكري القواضي اللي انتي عاملاهاله… و الله لو عبرك اصلا يبقى يستاهل اللي يجراله.. عاوزاه يعني يفضل يجري وراكي بعد كل ده ازاي؟ كفاية انه مرضيش يعملك محضر هو كمان و يكذبك ولا يتبلى عليكي بأي حاجة زي ما عملتي افتكر ان ده اكبر دليل انه بيحبك بس بردو أكيد هو كمان عنده كرامة مش انتي لواحدك يعني
بدئت ليلى تعيط و قالتلها: طب اعمل ايه؟ اعمل ايه ها؟ هو ليه كلكم بتنسوا انه اتجوز عليا و مبتفتكروش غير القواضي اللي انا عاملاها؟ خلاص عرفت اني اتنيلت اتسرعت في تصرفاتي دي و ندمت.. بس انا بردو من حقي بعد اللي هو عمله اني احس بحبه… انا فقدت الثقة في نفسي يا منة… بقيت احس اني فيا عيب او حاجة غلط خلته يتجوز عليا.. نفسي احس انه بيحبني و عاوزني انا بغض النظر عن اي حاجة تانية.. مش عاوز شوية فلوس او راجع عشان ابنه اللي هو هستحملها عشان نربي ابننا و خلاص!! عاوزة ثقتي بنفسي ترجعلي عشان اقدر اكمل حياتي و انا رافعة راسي مش مهزوزة من جوايا و طول الوقت حاسة انه مجبر عليا
حضنتها منة و طبطبت عليها و قالتلها: حاسة بيكي و الله بس بردو أكيد هو كمان محتاج حاجة ترضي كرامته انه يرجع… طب بلاش تعرفيه دلوقتي بس عالاقل بينيله شوية انك شارياه.. افتحيله سكة يدخل منها بدل ما انتى مقفلاها في وشه كده. طري دماغك دي شوية يا جزمة
ليلى و هي بتعيط في حضنها: حاضر..حاضر يا منة هطريها بس على الله هو اللي ميصدنيش
—————
سوسن: لابسة و رايحة على فين كدة؟
ليلى: رايحة البيت… محتاجة شوية حاجات و لبس من هناك
سوسن: دلوقتي؟! بس الليل دخل و كده هتتاخري
ليلى: كنت ناوية اروح بدري بس راحت عليا نومة بعد الغدا و لسه صاحيه..مش هتاخر ان شاء الله مسافة السكة
سوسن: طب استني هصلي العشا و أجي معاكي
ليلى: كده هتاخريني اكتر انا هاجي على طول
سوسن: ماهو…. هو شريف هناك؟ انا خايفة تقابليه و تتخانقوا ولا حاجة
ليلى: لا مبيكونش موجود دلوقتي ده يعني لو بيروح البيت اصلا و عموما انا لو لقيت عربيته تحت مش هطلع اصلا… انا مش عاوزة وجع دماغ
سوسن: طيب تجيبي حاجتك بسرعة و تيجي قبل ما الوقت يتأخر اكتر من كده و لو لو يعني قابلتيه هناك ما تخليهوش يستفذك و تتخانقي معاه و لو في اي حاجة كلميني
ليلى و هي بتبتسم: حاضر يا حبيبتي متقلقيش
——————
طلعت ليلى الشقة لما ملقتش عربية شريف تحت و اتاكدت انه مش فوق من البواب… دخلت و هي بتبص على كل حاجة في البيت بحسرة… كل حاجة كانت واحشاها حتى الحيطان و الكنب… كل حته في البيت لو نطقت هتشهد على قصة حبهم… كل أوضة و كل ركن ليهم فيه ذكريات جميلة مع بعض.. كانت جاية تاخد لبس و شوية حاجات محتاجاها… بس اكتشفت انها هتاخد حاجات مش مهمة و ان المهم سايباه هنا في البيت… كان نفسها تاخد كل ذكرى و كل لحظة حلوة قضوها سوا… نفسها حتى تاخد الهوا اللي في الشقة عشان فيه نفسه… مشيت براحة بعنيها في كل ركن و دموعها مش راضية تسيبها و بعدين قالت: و هو فين اللي ببكي عشانه اصلا… مش موجود… سايبني و سايب بيته و شغله و كل حياته و قاعد جنبها… مسحت دموعها و طلعت أوضة النوم… مشاعرها و دموعها صحيوا تاني.. بصت حواليها لقت الاوضة مكسرة كلها تقريبا… ضحكت من همها و قالت: ده انا كنت مجنونة اوى
فتحت الدولاب و طلعت شنطة سفر و حطيتها عالسرير و ابتدت تحط حاجتها..
حست انها دايخة شوية… حاولت تقاوم و تكمل بس لقت الدنيا بتلف بيها.. قعدت عالسرير و ركنت راسها ترتاح دقايق و بعدها تقوم تاخد حاجتها و تمشي بس هرمونات الحمل ضحكت عليها و وقعتها في حفرة عميقة معرفتش تطلع منها و هي محاولتش اصلا… استسلمت للنوم زي ما خلاص استسلمت لكل حاجة تانية في حياتها…
روح شريف البيت و عرف انها موجودة لما شاف عربيتها تحت.. احتار يا ترى هي جاية ليه؟ عاوزة تتخانق و لا عاوزة تتكلم معاه عشان تخلص على حد قولها؟ كان راجع هلكان بدنيا و نفسيا بعد يوم طويل في المستشفى جنب نهلة اللي لسه مفاقتش من الغيبوبة… فكر ميطلعش عشان يتجنبها لانه مش قادر يناهد معاها… بس فضوله منعه انه يمشي من غير ما يعرف هي جاية ليه…طلع و دخل براحة… ملاقاهاش في الريسيبشن… طلع على فوق نده عليها مرتين براحة و هو طالع عشان متتخضش لما تلاقيه داخل عليها…بس هي مردتش… شاف نور أوضة النوم مفتوح… قرب خبط عالباب.. محدش رد… فتح الباب براحة عشان يلاقيها نايمة نومه غريبة جدا عالسرير نايمة كأنها قررت تنام فجأة فنامت على وضعها… ايدها مرميه من حرف السرير و رجليها بردو مطلعتهومش عشان لابسه الشوز… استغرب اوى من منظرها و فهم لما شاف شنطة السفر اللي فيها حاجتها انها كانت جاية تاخد شوية حاجات… قرب منها و حاول يصحيها بشويش… ليلى… ليلى… مبتصحاش بالعكس شخيرها زاد… ضحك و قال من امتى و هي بتشخر كده… حاول يصحيها تاني بس صعبت عليه… شكلها و هي نايمة فاتحة بقها و نص جسمها واقع من على السرير و مش دريانه بأي حاجة حسسه انها منامتش بقالها الف سنة… قعد يبصلها و يركز في كل فتفوته في ملامحها اللي واحشاه.. زي ما يكون بيتأكد انها ليلى اللي حبها… هي… فعلا … حس ان البيت رجعتله الحياة تاني بعد ما كان ميت مفيهوش روح من يوم ما فارقته… قال ازاي قادرة حتى و انتي نايمة تدي الحياة لكل حاجة حواليكي!! مجرد وجودك في مكان بيخلق فيه الروح من تاني. حس انه نفسه ياخدها في حضنه و ينام وكأن مفيش اي حاجة حصلت… ليه الدنيا متبقاش بسيطة اوى كده… ترجع لبيته و حياته و يكملوا حياتهم و كأن شيئا لم يكن. ليه في خلافات و قواضي و محاضر و كرامة و كبرياء يخلوا الواحد يعمل عكس ما هو عاوز… فكر تاني هيجرى ايه يعني لو عمل كدة؟ ما في الآخر هي لسه مراته برده… فكر شويه في رد فعلها و ضحك على نفسه و قال دي ممكن تنزل صوري في صفحة امسك متحرش… عندها قدرة رهيبة لعمل من الحبة قبة… و بعدين امسك نفسك يا شريف شوية مش كده… مش دي اللي ممرمطاك و مجرجراك في الأقسام و لسه مستحلفالك تجرجرك في المحاكم!!! لا يا عم ابعد عن الشر و غنيله… قلعها الشوز و عدلها في السرير و غطاها و طفى النور و خرج…
نزل تحت و دماغه مشغوله بيها… ليه جت من غير ما تقول و ليه نايمة كده و بعدين هي دي هتفضل نايمة كده لحد امتى!! و ليه مينفعش يطلع ينام في حضنها و خلاص.. لام نفسه و قالها ما هو انت بردو اللي فقري… يعني يوم ما تروش و تتجوز اتنين تطلع واحدة في غيبوبة و التانية المفتش كورومبو طفشانه و خايف تكلمها لتعملك محضر في القسم… سمع موبايل بيرن في البيت و ادرك ان ده أكيد موبايلها… تجاهله شويه بس فضل يرن كتير.. دور و مشي ورا الصوت لحد لما لقا الشنطة على كنبة الصالون.. طلع الموبايل.. كانت سوسن اللي بتتصل.. فهم انها أكيد قلقانه على بنتها… رد عليها..
شريف: الو
سوسن بعدما اتاخدت شوية: ألو.. شريف!!
شريف: ايوة يا طنط
سوسن بقلق: أمال فين ليلى؟
شريف: نايمة
سوسن: نعم!!! مش فاهمة… فين بنتي؟!
شريف: متخافيش في الحفظ و الصون… بس نايمة
سوسن: ده اللي هو ازاي يعني؟
شريف: انا جيت من برة لقيتها نايمة بهدومها و بالشوز عالسرير و نازلة شخير ايه بقا مقولكيش هو انتى كنتى مشغلاها في الفاعل ولا حاجة؟!
سوسن: اه هي بتنام كتير اليومين دول مكتئبة يا عيني ربنا يجازي اللي كان السبب
شريف: انتي بتدعي على مين يا سوسن!! دي بنتك تجيب اكتئاب لبلد بحالها
سوسن: هو في زي بنتي ولا في أدبها و جمالها و خفت دمها! بس نقول ايه بختها اسود
شريف بتريقة: اه يا حبة عيني.. اقفلي يا سوسن…
سوسن: لا صحيلي بنتي.. انا إيش ضمنى انك متكنش عملت فيها حاجة
شريف: اعمل فيها حاجة! طب ابقي اطمني عليا انا لا بنتك تعمل فيا حاجة… روحي نامي يا سوسن…
سوسن: صحيلي بنتي بقولك عاوزة اطمن عليها
شريف: دع الفتنة نائمة.. انا مفياش دماغ لزنها و نكدها دلوقتي… عاوزة تصحيها تعالي صحيها بنفسك…
سوسن: ولا..
شريف: تصبحي على خير يا طنط
سوسن: اه يا كلب يا ….
قفل الخط…
قفلت هي كمان و فكرت شوية و ابتسمت و قالت يا رب يتصلح حالكوا و تفضلي في بيتك يا ليلى على طول… يا رب…
طلع نام في الاوضة التانية و الفكرة مش بتروح من باله… كل شوية يقوم عشان يروحلها بس يرجع في كلامه… مرة ترجعه كرامته لما يفتكر القواضي مرة ترجعه رجولته لما يفتكر الفلوس اللي فضلتها عليه و مره يرجعه جنانها و رد فعلها المتوقع لما تصحى و تلاقيه جنبها و الفضايح اللي هتعملهاله في كل حته… فضل رايح جاي شوية لحد لما اترمى عالسرير من التعب محسش بحاجة هو كمان…
صحى الصبح و اول حاجة جت في باله ليلى… يا ترى صحيت ولا لسه نايمة و اصلا هتعمل ايه لما تكتشف انها راحت عليها نومه هنا… قام يتسحب براحة يشوف ايه الموقف برة الاوضة… مفيش صوت ولا حس… خرج و راح ناحية الاوضة التانية خبط… محدش رد… فتح الباب براحة.. لقاها لسه نايمة… قلق لما لاقاها بنفس الوضع اللي حطها عليه… معقول متقلبتش خالص طول الليل… قرب منها و قرر يصحيها..
شريف: ليلى… ليلى… ليلى
ليلى و هي مخضوضة: ها…. في ايه في ايه؟؟
شريف بهزار: يا خسارة طلعتي عايشة
ليلى و هي مش مستوعبة و بتبص حواليها و بتدعك في عنيها: ايه ده شريف!!! هو ايه اللي حصل مش فاهمه
شريف: صباح الخير… انا اللي المفروض اسألك السؤال ده.
ليلى وهي بتتاوب: هو انا راحت عليا نومه ولا ايه!! هي الساعة كام
شريف: ٨
اتخضت و قامت اتنطرت من عالسرير: ٨ ايه؟ ٨ الصبح؟
شريف: اه
ليلى و هي بتبص على لبسها و بتمم ان كل حاجة في مكانها: يعني انا نمت هنا طول الليل؟
شريف: ايوه… مالك خايفة كده ليه… و بعدين ضحك و قالها: هو انا أكيد مغتصبتكيش و رجعت لبستك هدومك تاني عشان انا أكسل من كده
وقفت مكسوفه من هبلها و ضحكت و بعدين افتكرت مامتها و قالت: يا لهوي ماما!! زمانها هتموت من القلق عليا
شريف: يا شيخة دي تلاقيها ما صدقت خلصت منك
ليلى: لا بجد فين التليفون و قعدت تفتح الادراج تدور عليه
قام وقف و قرب منها وقالها: متقلقيش انا عرفتها انك هنا و راحت عليكي نومه
بطلت تدوير و حركة و بصتله و قالتله: بجد يعني خلاص مش قلقانه؟
شريف: لا اطمني..
ليلى: طب الحمد لله… سكتت شوية و بعدين قالتله: انا اسفه اصلي جيت اخد شوية حاجات و مش عارفة ازاي راحت عليا نومه
بصلها في عنيها وقالها بصوت حنون: انتي بتتأسفي ليه؟ ده لسه بيتك و من حقك تيجي في اي وقت و تقعدي زي ما تحبي
ابتسمت و هي بتبلع ريقها من التثبيت و قالتله: ميرسي… طب… ءءءء…
ابتسم و قالها: ايه!!
معرفتش تجمع جملة مفيدة
قالها: ايه رأيك بما انك هنا نفطر سوا في التراس زي زمان و نتكلم
ليلى: احم.. نتكلم!!
شريف: ءءء.. نتكلم يعني في المواضيع اللي ما بيننا… مش كنتي عاوزة تتكلمي!!
ليلى: اه… اه… نتكلم… خلاص هغير شاور و اخد هدو… ءءء اقصد هاخد شاور و أغير هدومي و أجي نتكلم تحت…
شريف: خلاص… هستناكي… هجهز الفطار.. مشي و بعدين وقف تاني و قالها: بصي انا مبعرفش اعمل حاجة..بس…
ليلى: عارفة… عارفة خلاص لما انزل انا هجهزه
شريف: لا.. لا.. انا قصدي استحملي اكلي بس مش اكتر
ابتسمت و بس لحد لما خرج من الاوضة و قفل الباب
سرحت ثواني و بعدين زي ما تكون افتكرت و جريت عالمراية بصت على نفسها… اتخضت من شكلها… كانت هتعيط… هزئت نفسها… ليه ليه!!! ليه شكلك عامل كده.. شعرك منكوش زي امنا الغوله و الايلاينر سايح و مهبب في كل وشك!!! دي خلقه الراجل يصطبح بيها عالصبح!!! افتكرت الراجل… اتنهدت و حاولت تفتكر كلامه معاها كلمه كلمه من ساعة ما فتحت عنيها… ابتسمت و قالت كان لطيف و ذوق اوي… و كمان هيعملك فطار بايده… ده بيدلعك بقا… انتي تستاهلي الدلع ده بردو. بصت عالمراية عشان تعاكس نفسها… بسرعه اتخضت و قالت اعوذ بالله!!! ايه ده!!! مفيش حاجة في وشي في مكانها كده ليه!!! و ايه اللي انا لابساه ده!!! جينس و تيشيرت واسع!!! هو انا رايحة العب كورة!!! مش كنت لبست حاجة عدلة!! و شعري!! ايه ده واقف كده ليه نام نام… فتحت الدولاب و قعدت تفكر تلبس ايه يمكن تنقذ ما يمكن انقاذه لحد لما عينها وقعت عالفستان الابيض الاوف شولدرز أبو ورد بوردو… لقت نفسها بتبتسم ابتسامتها الخبيثة تلقائيا.. شدته و دخلت اخدت شاور و لبسته… حطت ميكب و ظبطت شعرها بالسيشوار و رشتين برفيوم من اللي شريف أنقذه من ايدها لما كانت متجننه و لبست الهاي هيلز البوردو و بصت لنفسها في المراية متأملة جمالها و مفاتنها و قالت: اهو كده.. مش استغفر اللي العظيم السحنة بتاعة الصبح… لفت يمين و شمال و هي بتبص عالفستان و جسمها فيه… و بعدين ضحكت بخبث لما افتكرت شريف لما منعها تخرج بيه عشان شكله عليها مثير… ضحكت تاني و قالت يالا خليني استخدم اسلحتي الحقيقية ضده مرة و نشوف لسه شاري ولا باع من زمان…
…..
وقف شريف محتاس في المطبخ مش عارف يعمل ايه! انا ايه اللي خلاني ادبس نفسي في الفطار بس؟ و بعدين ابتسم و قال بس يالا كله يهون عشان خاطر عيونها… قلب وشه و قال ايه ده! اجمد يالا شوية .. انت ايه معندكش دم!!! دي ممرمطاك و مقلباك هو في ايه!!! ضحك و قال بس منجة و الله منجة… و بعدين قلب وشه كأنه هيعيط و قال: ايه الخيبة دي؟ ليه يا رب خلقتني بحب المنجة و ضعيف من ناحيتها!!! لأ قصدي ليه يا رب خليت المنجة كعبها عالي عليا!! و أنا ضعيف أوى… لا لا امسك نفسك.. انت هتخيب ولا ايه… افتكر اللي عاملاه فيك شوية و انت قلبك يقوى… ايوه خليك جامد… دي ولا تهز فيك شعره…
نزلت ليلى عالسلم و هي بتنده عليه بدلع عشان تشوف هو فين
بصلها و هي نازله عالسلم زي الموديل بالفستان اللي بيعشقه عليها و فتح بقه
ليلى: شريف… شريف
نزل بسرعة تحت الكاونتر بتاع المطبخ يستخبى منها و هو هيعيط.. ليه الفستان ده ليه!!! كده مش عدل!!! ده لعب أنا مش قده… اه و الله مش قده… حرام يا رب انا راجل غلبان بتاع نسوان و دي بالذات انا مش قدها… ليه كده!!! مفيش عدل في الحياة خالص!!!
ليلى: شريف… انت فين!!
قام وقف من تحت الكاونتر و حاول يتماسك و قالها: ايوه… احم… هنا… و بصلها بصة بلهاء و قالها: صباح الخير
راحت عليه و بصت عالفطار اللي عمله… بيض محروق و توست بردو كان قرب يتحرق و مربى الحمد لله مش محروقة و زبدة قربت تسيح من حرارة انفاسه.. ضحكت و قالتله بدلع و هي بتاخد الأطباق: تسلم ايدك.. بس واضح ان الحرارة كانت عالية اوى عشان كل حاجة اتحرقت
بصلها و هو متنح و قالها: اه الدنيا حر اوي انا هفطس
ضحكت تاني و قالتله: انا قصدي عالبوتاجاز..
شريف و هو بيحاول يفوق نفسه: اه البوتاجاز… احم… معلش لو تحبي اعملك بداله
قاطعته و قالتله و هي بتسبله: هاكله… حلو كده تسلم ايدك
خدت الأطباق و راحت عالتراس و هو خد باقي الأطباق و راح وراها و هو بيحاول يقاوم انه يبصلها بس لا مقدرش… رفع المقاسات كلها و هو ماشي وراها…
دخلوا و قعدوا و بدأوا ياكلوا في صمت تام الا من بعض الكلمات اللي بدون قيمة في الوقت ده زي: الجو لطيف النهارده… عجبك الأكل!!… تسلم ايدك…
كانوا كل شوية يبصوا لبعض و يبتسموا و يرجعوا يبصوا للأكل بعد ما كل واحد يتردد في اللي عاوز يقوله و يقرر يسيب التاني يبدأ الكلام بس التاني بردو يتردد و يبص للطبق و ياكل…
اخيرا هي قررت تتكلم قالتله: شريف انا اتنازلت عن محضر الضرب في القسم… انا اسفه اني دخلتك في حاجة زي دي كانت ساعة شيطان
بصلها باندهاش و سعادة و قالها: متشكر يا حب… يا ليلى أنا كنت متأكد اني مش ههون عليكي
زعلت انه استخسر فيها كلمة حبيبتي بس ابتسمت و قالتله: انا متشكرة انك عذرتني و معملتليش محاضر انت كمان… الحقيقة موقفك ده هو اللي خلاني أراجع نفسي و اتكسف منها
بصلها بعمق في عينها و قالها: مهما عملتي انا مستحيل اعمل اي حاجة تئذيكي…
اتكسفت و بصت في الأرض و قالتله: ميرسي
شريف: طب و…. قضية الطلاق!
ليلى: انت ايه رأيك؟
شريف: على راحتك
سكتوا تاني فترة مش قصيرة و بعدين قالت: بالنسبة للميديا انا هوضح كل حاجة عشان الكلام اللي اتقال عليك
شريف: بليز متعمليش كده
ليلى: ليه؟
شريف: هتفتحي الموضوع تاني و يقعدوا يتكلموا تاني و انا ماصدقت انهم سكتوا
ليلى: بس هيتكلموا عليك كويس المرادي
شريف: انا مش مهم… ليلى انتي متعرفيش احساسي كان عامل ازاي لما بشوف الستات و الرجالة بتتكلم عليكي و يقعدوا يفصصوا في صورك و شكلك و كل تفاصيلك انا كنت بموت و مش قادر اتكلم لان اي حاجة هقولها هتزود الموضوع… من فضلك ابعدي عن الميديا و القرف ده
سكتت شويه و هي بتراجع في دماغها كلامه مستمتعة بنشوة انه بيغير عليها… ضحكت براحة و قالتله: انت ليه طول عمرك مكبر دماغك من السوشال ميديا؟!
ابتسم و قالها: مش فاضي
ليلى و هى بتبتسم و بتخبطه بدلع على ايده بالعيش: مش فاضي ولا دي عادة فرعونية قديمة من أيام ما كنت بتصاحب ٩ في نفس الوقت فعشان متتقفشش
ضحك براحة و قالها: جبتيها ازاي دي!! انتي على طول فاقساني كدة!!
ضحكوا هما الاتنين و بعدين قامت لما سمعت زقزقة العصافير… راحت ناحيتهم و وقفت قدام القفص و هي بتلاعبهم بكل حب و حنان و قالت: عصافيري حبايبي وحشتوني اوي
قام وقف وراها… أتردد شوية انه يلمسها بس غامر و مسك كتافها و قرب اكتر و قالها و هو بيحسس بوشه على شعرها : و انتى كمان وحشتيهم أوي ..كنت باخد بالي منهم و لازم لو ورايا ايه اجيلهم كل يوم…كانوا زي ما يكونوا عاوزين ينطقوا و يسألوني عليكي… عنيهم كانت بتقولي..
قاطعته بهزار و دلع: متأڤورش
ضحك براحة: مش سكتك دي.. ها
ليلى وهي بتلف و بتبصله: خالص
ضحك و قالها: كويس انك لحقيتيني ده انا كنت لسه هحكيلك عالمج بتاعك و الكرسي اللي بتحبي تقعدي عليه
ليلى و هي بتضحك: الحمد لله اني لحقتك
ضحك و بعدين سكت و بصلها نظرة فيها اشتياق و حزن و قالها: الحقيقة ان كل حاجة زي ما هي… انا اللي بقيت بشوف كل حاجة بشكل مختلف بعد ما مشيتي… العصافير زي ما هي بس انا اللي كنت بشوفها مشتاقالك عشان انا اللي مشتاقلك… حاجاتك كلها كنت بشوفها حزينة عشان انا اللي حزين… كنت بصبر نفسي بالإحساس ده اني مش لواحدي اللي حزين و مشتاقلك.. كنت بقول لنفسي ان حتى الجماد زعلان على فراقك و انك ليكي سحر خاص بيدي كل حاجة روح و انك خدتي الروح اللي كانت في كل حاجة معاكي… حتى روحي… خدتيها مني… كنت بقول كده عشان اطمن نفسي انك أكيد هترجعي لو مش علشاني يبقى عشان كل حاجة تانية في البيت… لأني في وقت حسيت اني مش في قلبك و مش ممكن ترجعي بس عشاني…
كلامه داعب قلبها و خلى عنيها تدمع… قالتله بصوت بيترعش من العياط: لا انت غلطان عشان انت في قلبي… انت في قلبي و كل كياني… انا بتنفسك يا شريف… و لو مش شايف ده تبقى مبتشوفش… بس انت جرحتني… جرحتني جرح كبير اوى عمري ما هاقدر أنساه… ضمها ليه بسرعة و هي سابت نفسها لحضنه و كملت عياط جواه… قالها: انا اسف و الله العظيم ما كان قصدي اجرحك… عشان انا بعشقك يا ليلى… غلطت… ارجوكي سامحيني…انا مستعد اعمل أي حاجة عشان تسامحيني
رفعت راسها و بصتله بعنيها اللي كلها دموع… بصلها بحب و ألم و مسح دموعها بايده و قرب منها و باسها بحنين و شغف… رمت أحزانها و اشتياقها في حضنه للحظات نسيت فيها حتى اسمها… دفنوا كل مشاعرهم فى حضن بعض لحد لما دابوا و بقوا حاجة واحدة… افتكرت الخبر اللي عندها… بذلت مجهود عشان تفصل نفسها عنه و بصتله بعيون كلها فرحة و قالتله: حبيبي… عاوزة أقولك حاجة..
ابتسم و قالها: لأ… خلص وقت الكلام… و شدها من ايدها على فوق و هي بتجري وراه و بتضحك و بتقوله: براحة… براحة بس يا مجنون…
وصلوا عند باب أوضة النوم فتح الباب و دخل و شدها… مدخلتش… وقفت مكانها… وقف و اتلفتلها و قالها بقلق: في ايه؟
فجأة ابتسامتها تلاشت شوية بشوية و بصتله بجدية و قالتله: طلقها..
هربت ابتسامته هو كمان و قالها: ايه؟
ردت بكبرياء و عزة نفس: لو عاوزني… ردلي كرامتي و طلقها..

زر الذهاب إلى الأعلى