مسلسل مطلقة تحت التهديد

الحلقة السابعة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه

الحلقة السابعة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه


الحلقة السابعة

عندما ينبض القلب وتتسابق دقاته ثم يأتي العقل بحكمته فيوقف هذه الدقات ويتحكم من نبضاته بل ويمنعها ويضع مكانها غصة تنبش به فيكون ذلك الإحساس الأصعب علي الإطلاق…
رحل مروان و تبقت رهف بغصة قلبها حتي ولو لم يرحل فهي محكوم عليها من عقلها بغلق هذا الجزء اليساري الضعيف إلي الأبد ومنعه عن النبض،ظلت تبكي وهي تحتضن صغيرتها وتزداد شهقاتها وتنهمر دموعها،حتي سألتها ملك…
_تعيطي ليه ياماما؟
قالت رهف بصوت متقطع من أثر البكاء:مفيش يا حبيبتي،ومسحت دموعها بكفيها وقالت بإبتسامة:خلاص عياط بح أهو…
حتي قاطعهما هاتف رهف لتجد إبراهيم فأجابت وهي تقول بداخلها”استر يارب”
_السلام عليكم…
أجابها إبراهيم:وعليكم السلام،ازيك؟
_الحمدلله…
_انتي وراكي حاجة دلوقتي؟
قالت رهف:ليه؟
_سلوي نفسها تشوف ملك،لو مش وراكي حاجة هجبها وآجي وبالمرة نتكلم شوية في موضوعنا…
تنهدت رهف ثم قالت بحنق:تعالوا يا إبراهيم بس أنا بجد مش قادرة أتكلم في حاجة…
رد إبراهيم بعجرفة:ليه هو الكلام بيوجع ولا بيتعب،خلاص هنجيلك دلوقتي…
زفرت رهف وهي تقول:ماشي…
******
قال مراد بآذان صاغية:احكيلي بقا بالتفصيل ايه اللي حصل؟
ردت فرحة بمزح:يانهار أبيض،دي تالت مرة هحكي يا مراد؟ما أنا قلتلك…
رد مراد:ماهو انتي قعدتي معاها كتير أوي وحكتيلي كلمتين بس أنا عايز تفاصيل…
قالت فرحة بضحك:ده انت شكلك وقعت يا مراد؟
رد مراد محاولاً كتمان خجله وقال:بطلي يا بت لعب عيال،طيب قوليلي انتي ايه رأيك فيها؟
قالت فرحة بنفاذ صبر:وربنا قلتلك برده،جميلة ورقيقة وهادية و باين عليها طيبة،ها في حاجة تاني؟
قال مراد وهو يخبطها بوسادة صغيرة:طيب قومي بقا روحي لجوزك،امشي…
ضحكت فرحة وقالت:هههههه بقا كدة أخرتها تطردني،طيب يا مراد أنا ماشية وابقي دور عليا بقا لماتحتجني ها…
***********
قفزت سلوي من فرحتها واستعدت للذهاب إلي ملك،ذهبت لوالدتها وقالت لها…
_مش هتيجي معانا يا ماما تشوفي موكا…
ردت فدوي بكبرياء:أنا اللي أروح لحد عندها وأشوفها ولا هي اللي تجبهالي لحد عندي…
جلست سلوي بجانبها وقالت بهدوء:يا ماما أي حاجة المهم انك تشوفيها وخلاص…
قالت فدوي:لا مش أي حاجة،أنا جدتها و أخوكي يجبهالي لحد عندي هنا…
لوت سلوي شفتيها واعتدلت وهي تقول:ماشي ياماما اللي يريحك،بعد اذنك؟
خرجت سلوي وقالت لإبراهيم وهو يرتدي ثيابه:واحنا ماشيين عايزة أشتري شوية حاجات كدة لموكا…
قال إبراهيم بذكاء:يعني؟
ضحكت سلوي وقالت:ههههه يعني عايزة فلوس يا أبيه…
قال إبراهيم:ماشي بس تنجزي…
*********
وصلا كلاً من مروان ووالدته إلي منزلهم في طنطا،كان مروان مزاجه سيئ ولم يتحدث كثيراً فسألته ساميه…
_مالك يا مروان؟
أجابها وهو يرمي بجسده علي فراشه:مالي يا ماما؟
قالت بحنان:طول الطريق وانت ساكت وعمال تنفخ كأنك مخنوق من حاجة؟
قال نافياً:لا أبداً عادي…
قالت سامية:طيب ياحبيبي قوم غير هدومك علي ما أعملك حاجة تاكلها عشان تظبط نفسك كدة وتنام بدري عشان شغلك…
رد مروان بضيق:لا يا ماما كلي انتي أنا مش جايلي نفس،هغير وأنام علي طول…
قالت بحنان:ماشي يا ابني اللي يريحك…
**********
أحضرت رهف فستان صغير جميل لصغيرتها وألبستها وسرحت شعراتها القصيرة الناعمة علي شكل “قطتين”،قبلتها وقالت:بابا وعمتو جايين دلوقتي عشان يشوفوكي،حبيبة ماما بتسمع الكلام وشطورة صح؟
أومأت الصغيرة برأسها وقالت:عمتو جبلي لعبة؟
قالت رهف مبتسمة:معرفش يا موكا،بس لو مجابتش عيب نسألها صح؟
قالت ملك:اه صح…
سمعت رهف صوت سيارة إبراهيم بالأسفل ،دقائق قليلة ودق جرس الباب هرولت ملك نحو الباب وخلفها رهف،فتحت رهف لتجد إبراهيم في المقدمة وسلوي خلفه فإبتسم إبراهيم لرهف،انحني ورفع صغيرته وقبلها، أقبلت سلوي نحو رهف فاحتضنتا بعضهن و قالت سلوي:ازيك يارهف وحشتيني؟
قالت رهف مبتسمة:الحمدلله يا سلوي وانتي كمان والله…
ثم انتشلت سلوي الصغيرة من بين ذراعي إبراهيم،احتضنتها وقالت:روح قلب عمتو يا ناس وحشتيني موت…
قالت ملك:وتي كمان يا سوي…
ضحكوا جميعاً علي حروفها الضائعة وقالت سلوي…
_سوي يا خلاشو أحلي واحدة بتقول اسمي…
قالت رهف:اتفضلوا…فجلسوا جميعاً وخرج لهم عبد المنعم،رحب بهم بينما رهف دلفت إلي المطبخ ودخلت سلوي مع ملك إلي الغرفة وجلست معها علي الأرض لتريها ما أحضرته لها من لعب و حلوي…
قدمت رهف العصير لإبراهيم و والدها والذين بدا عليهم الإرتباك فمن الواضح أنهم يتحدثون عن ذات الموضوع ، دلفت إلي سلوي و ملك في الغرفة…
قالت رهف:كل دي لعب وحلويات يا سلوي،كتير أوي…
قالت سلوي بحب:طبعاً دول لأحلي موكا في الدنيا…
ترددت رهف وهي تقول:طنط فدوي عاملة ايه؟
أجابتها سلوي وهي تلعب مع ملك:الحمدلله بتسلم عليكوا…
ردت رهف بضعف:الله يسلمها…
رفعت سلوي نظرها إلي رهف وقالت:مالك يا رهف،انتي كويسة؟
دمعت عيني رهف ولكنها ابتسمت قالت :الحمدلله…
اعتدلت سلوي وجلست بجانبها،رتبت علي يدها وقالت:رهف انتي عارفة انا بحبك قد ايه وكنتي زي أختي ومازلتي والله، لو في حاجة مضايقاكي قوليلي لو عايزة؟
ابتلعت ريقها وقالت:أكيد يا سلوي بس صدقيني أنا بس مخنوقة شوية و مفيش سبب معين بس أكترهم ان ابراهيم عايز ملك تعيش معاه يا اما نرجع لبعض وتعيش معانا احنا الإتنين والحلين بالنسبة لي أصعب من بعض…
قالت سلوي بأسف:اه عارفة هو الموضوع ده بيبطلوا كلام فيه في البيت،بس والله بفضل أقولهم حرام عليكوا سيبوها في حالها،بس انتي عارفة هما معتبرني لسة صغيرة ومايصحش أتكلم في الحوارات دي…
بدا علي رهف الحزن والشرود وهي تقول:مش عارفة أعمل ايه…
حتي أقبل عليهم إبراهيم وقال بحدة:رهف عايز أتكلم معاكي شوية…
نظرت رهف لسلوي ثم رفعت نظرها إليه وقالت:اتفضل…
قال وهو يتجه ناحية الشرفة:تعالي…
استئذنت رهف من سلوي ودلفت إليه فقال بخبث:كنتي بتشتكيلها مني؟
قالت رهف بتلعثم:لا أبداً…
أشعل سيجارته وهو يقول:قررتي إيه؟
ردت رهف بإرتباك:ما أنا قلتلك يا إبراهيم،مش قادرة أتكلم في الموضوع ده دلوقتي…
وفجأة انتشل ذراعها بين قبضته وهو يقول:بقولك إيه أنا صبرت عليكي كتير لكن والله خلاص أنا جبت أخري في الموضوع ده وشكلي هتصرف بطريقتي بقا…
عقدت حاجبيها في قلق وقالت:هتعمل إيه يعني،وجمعت شجاعتها وحروفها وقالت :لوسمحت يا إبراهيم ماتخلينيش ألجأ للقانون وانت عارف كويس أوي إنه هيحكم في صفي أنا لأنها لسة صغيرة وحضانتها معايا…
ابتسم بمكر وقال في جدية وهو مازال يمسك بذراعها:ما انتي عارفة ان مفيش حاجة بتستعصي عليا،والقانون بتاعك ده مش هينفعك يا قلبي…
أقبلت سلوي عليهم وهي تنادي علي رهف حتي رأت هذا المشهد فتبلمت وهي مقتضبة الجبين،حتي هتف أخوها بوجهها قائلاً:فيه إيه؟
ارتبكت سلوي وقالت بتلعثم وهي ممسكة بهاتف رهف:أصل تليفون رهف كان بيرن…
انتشله منها وأعطاه لرهف فرن الهاتف مرة أخري،نظرت لشاشته وهي ترتجف،قال إبراهيم بحدة:ماتردي…
قالت بصوت متقطع:لا مش عايزة أرد مش هعرف أتكلم وأنا كدة…
قال إبراهيم:هو مين اللي بيتصل؟
ردت بتلقائية:معرفش رقم غريب…
سحب منها الهاتف وهو يقول:طب هاتي ،وفتح الخط وقال:ألو…ألوو
سمع صوت الصافرة تعلن عن غلق الخط فضحك بمكر وقال:الله وكمان أرقام غريبة ومعاكسات…ثم صوب نظره لسلوي وقال:انتي لسة واقفة روحي اقعدي مع ملك…
أومأت برأسها في ذعر و خرجت علي الفور،واستكمل إبراهيم تهديده وابتزازه لها…
*****
وهناك في طنطا،نظر مروان لهاتفه وهو يقول لنفسه”ايه ده مين ده؟هو أنا سرقت رقم غلط ولا إيه؟”…
********
قال إبراهيم بعصبية :بصي بقا هو أسبوع واحد أسمع بعدها قرارك يا ترجعيلي يا بنتك هتعيش معايا وانتي اللي تبقي تيجي تشوفيها وقت ما تحبي،ماشي؟سلام…
وخرج لسلوي وقال لها:يلا قومي هنمشي…
نهضت سلوي علي الفور وقالت بخفوت:طيب نستني شوية صغيرين…
رمقها بنظرة وقال:بقول يلا وسبقها نحو الباب…
ودعت سلوي ملك بحضن عميق وقبلات متتابعة و ودعت رهف بحضن يواسيها ونظرات تهدئها وخرجت لأخوها مسرعة…
أغلقت رهف خلفهم الباب و خرج والدها من غرفته قائلاً:مشيوا؟
قالت بهدوء:اه…
سألها عبدالمنعم:وقررتوا إيه؟
نظرت إليه في وجوم ثم قالت:والله ماعرف يا بابا،بعد اذنك هدخل أنام…
دلفت إلي غرفتها لتجد ملك منغمسة في اللعب وهي في قمة سعادتها بالألعاب فيالها من أجمل أيام لا نبالي فيها سوي بلعبة أو بقطعة حلوي،لا نفهم مايدور حولنا من مشاكل ولا نهتم،فقط ننام لنستيقط للهو واللعب حتي ننام ثانيةً،جلست رهف بجانبها تنظر لها وهي تزرف دمعاً لا تتخيل حياتها بدونها ،مشكلتها مع إبراهيم جعلتها لا تفكر بكلام أخت مراد أو حتي برحيل مروان،تفكر فقط في حل لما هي فيه،ظلت علي فراشها بالساعات حتي رنت تواشيح الفجر في آذانها وما أعذبها وهي تقول “اذا شئت في الدارين تسعد فكثر في الصلاة علي محمد”
خرجت من غرفتها إلي الشرفة تستنشق عبير الفجر والندي يملأ الأركان،سالت دموعها وهي تنظر للسماء وتدعو الله بما يفطر قلبها حتي سقطت عبراتها علي سور الشرفة واختلطت بالندي فما أطهرهم وما أنقاهم من قطرات…دلفت ،توضأت وصلت فرضها،دعت ربها في سجدتها وخلدت للنوم لبضعة ساعات حتي يحين وقت عملها،استيقظت علي رنين هاتفها نظرت للشاشة بنصف عين لتري من المتصل واذا به نفس الرقم الغريب فأجابت…
_السلام عليكم…
أجابها مروان بلهفة:وعليكم السلام،ازيك يا رهف؟
عقدت حاجبيها واعتدلت علي فراشها وقالت في دهشة:الحمدلله،مين؟
قال:أنا مروان…
شعرت بشئ يغزو قلبها حتي تسارعت نبضاته وقالت بإرتباك:مروان؟ازيك؟
قال بحنان:الحمدلله،كنت بلبس ورايح الشغل وعارف ان انتي كمان راحة شغلك فقلت أصبح عليكي،آسف اني اتصلت بدري كدة…
قالت وهي تحاول لملمة حروفها:لا عادي بس انت جبت رقمي منين؟
قال مروان:بصراحة سرقته من عمر…
ابتسمت رغماً عنها وقالت:بس السرقة حرام…
قال بهدوء:ربنا يسامحني بس ملحقتش أخده منك لما سبتيني ومشيتي…
انتابها الخجل وآثرت الصمت ثم قالت لتهرب منه:انتوا وصلتوا بالسلامة؟
رد بتهكم قائلاً:لا لسة في الطريق أهو…
أصدرت صوت ضحكة خفيفة عبر الهاتف رغماً عنها فقال مروان:ياااه أهو أنا نفسي كنت أبقي واقف قدامك دلوقتي وأشوف الضحكة دي…
تسلل الخجل إليها مرة أخري فصمتت،قال مروان:علي فكرة رنيت عليكي إمبارح أول ما وصلنا بس رد عليا رجل ومش صوت باباكي خالص…
تلعثمت وهي تقول:لا مش بابا،ده بابا ملك كان جاي يشوفها…
قال مروان:اااه،أنا آسف لو كنت سببتلكوا مشاكل ولا حاجة؟
صمتت قليلاً وقالت:لا أبداً…
قال مروان:طيب يلا عشان معطلكيش عن الشغل،وأنا كمان المدير هيعلقني…
ابتسمت وقالت:ماشي ربنا معاك…
قال:لا إله إلا الله…
أكملت:محمد رسول الله…
انتهت المكالمة وهي لاتزال علي فراشها حتي زحفت تلك الإبتسامة مرة أخري علي ثغريها فارتمت بجسدها للخلف علي فراشها ثم تسلقت مشكلتها مع إبراهيم إلي عقلها فتلاشت تلك الإبتسامة سريعاً واعتدلت للذهاب إلي عملها،ويستمر الصراع دائماً بين مشاعر القلب الرقيقة و تحديات العقل المزعجة!!
******
وعلي مائدة الإفطار إلتفت الثلاث حولها ليترأسها إبراهيم…
قالت فدوي:عملتوا إيه عند ملك إمبارح؟
ردت سلوي بحبور:عسل يا ماما كنت هاكلها والله بقا دمها زي السكر…
قالت بتهكم:اممم و مامتها دمها كان إيه؟
رد إبراهيم بخبث:دمها كان محروق!
قالت فدوي بضحك:ههههههه ازاي يعني يا إبراهيم؟
حدق عينيه وهما يطلا بالشر وقال:يعني خلاص كلها أسبوع و ترجعلي راكعة…
ردت سلوي بإمتعاض وقالت:أستغفر الله العظيم،الركوع لربنا وحده،ارحموها بقا…
رمقها إبراهيم وكاد أن يصفعها…
وقالت فدوي في غلاظة :وربنا ان ماسكتي يا سلوي لأحرمك من الجامعة، وانتي عارفة اني أعملها، ثم أطرقت قائلة:ربنا اللي بيرحم يختي!
اعتدلت سلوي في تذمر و تركتهم كالعادة وذهبت لجامعتها وهي تتأفف…
********
وفي مكتب المحاماة،دلفت لتجد طارق علي مكتبه،ألقت السلام كالعادة ثم جلست علي مكتبها…
شعر مراد بحركة خارج مكتبه فاستدرك أنها وصلت ،كان يجلس علي نار ،يريد معرفة رأيها ولكن كيف يعلم وهو يُفرض أنه لا يعلم شيئاً عما دار بينها وبين فرحة أخته،ظل يفكر حتي استدعاها فربما يشعر من معاملتها أو نظراتها بشئ ما…
دلفت إلي مكتبه وألقت التحية…
رد علي تحيتها ثم قال:راجعتي الملف اللي خدتيه امبارح…
زمت شفتيها وقالت في خجل:أنا آسفة جداً يا فندم بصراحة لأ…
رد مراد متظاهراً بالجدية قائلاً:طيب ليه؟
بدا عليها الإرتباك وهي تبحث عن سبب تقوله حتي قالت:أصل كان عندنا ضيوف إمبارح ومشيوا متأخر فملحقتش أراجعه بس أوعد حضرتك اني أخلصه النهاردة…
قال مراد بصدر رحب محمل بتنهيدة طويلة:ماشي يا رهف ،براحتك…
استئذنته وخرجت، جلس علي كرسيه ولم يصل له أي فكرة من الحوار الذي دار بينهم وظل متوتراً حتي أجري اتصاله بفرحة……

زر الذهاب إلى الأعلى