مسلسل مطلقة تحت التهديد

الحلقه الثانية من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه

الحلقه الثانية من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه

 الحلقة الثانية

انتهت الجلسةولاحظ مراد شرود رهف أثناءها فسألها بهدوء…
_إيه يا أستاذة؟
انتي جاية معايا الجلسة عشان تسرحي؟

زاغت نظراتها:أنا؟لا كنت مركزة…
حدق مراد عينيه:امم طيب فكريني كده بالحكم كان إيه؟
زمت رهف شفتيها في خجل…
_احم هو أنا تقريباً سرحت في لحظة النطق بالحكم بس…
ابتسم مراد:ماشي يا أستاذة ابقي ركزي في الجلسات بعد كدة…
احمر وجهها وهي تقول:حاضر يافندم…
عادت أدراجها إلي المنزل حيث لمحت سيارة مصفوفة أسفل البناية اقتضب لها جبينها،دخلت إلي محل عبير وسألتها:هو إبراهيم فوق؟
حدقت عينيها:مخدتش بالي والله…
قالت في عجالة:طيب أنا طالعة…
_مش هتشوفي الفستان؟
_ابقي عدّي عليا وانتي طالعة…
وصعدت رهف علي أول الدرج وهي شارده في سبب مجيئه ،اصطدمت بمروان فقال سريعاً:أنا آسف…
_لا أنا اللي آسفة كنت سرحانة…
_ولا يهمك،ازيك؟
_تمام الحمدلله…
_وازي موكا؟مش بتنادوها موكا بردو؟
ابتسمت رهف ابتسامة خفيفة:أيوة هي كويسة الحمدلله…
_طيب سلميلي عليها،مش عايزة حاجة أجبهالك من تحت؟
_الله يسلمك،لا ربنا يخليك…
وصعدت حتي دلفت إلي الشقة فوجدت إبراهيم و والدها يتحدثان سوياً بإهتمام و ملك تلهو مع ياسمين في غرفتها…ألقت عليهم السلام فاستأذن والدها وتركهما معاً…
_خير ياإبراهيم في إيه؟
_جاي أشوف ملك،بلاش؟
_طيب ماهي كانت معاك إمبارح،وابتسمت بسخرية:وبعدين أنا شايفاك قاعد مع بابا مش معاها…
_مانا كنت معاها وبعدين سبتها وبتكلم مع باباكي شوية،فيها حاجة دي؟
_لا أبداً…ثم عقدت ذراعيها حول صدرها وقالت…
_ وياتري ايه الموضوع المهم اللي بينك و بين بابا وحاستكوا مشغولين مع بعض بالكلام فيه أوي؟
_مش ناوية ترجعي بيتك؟
ضحكت رهف بتهكم…
_بيتي؟أنا ماليش بيوت غير هنا وبعدين انت مابتزهقش من الحوار ده؟
أطرق برأسه نحو مكان وجود والدها وقال:بس باباكي موافق…
زفرت بقوة:انا ماليش دعوة بحد،ومش هرجع يا إبراهيم ريح نفسك بقا و وفر مشاويرك…
_بقا كدة؟ طيب خللي في علمك بقا يا مدام انك مش هتتجوزي تاني لأنك لو فكرتي بس تتجوزي بنتك مش هتبات في حضنك ولا حتي هتشوفيها تاني…
تعصبت رهف:انت جاي تهددني يا إبراهيم،فعلاً عمرك ما هتتغير…
تركته ودخلت غرفتها علي الفور وأوصدت الباب خلفها،زفر إبراهيم و ألقي السلام علي والدهاوخرج في عجالة وهو ينفخ في سيجارته حتي إصطدم بمروان الذي أنهي طلبه سريعاً فوقعت سيجارة إبراهيم أرضاً إثر إصطدامهم…اعتذر منه مروان فقال إبراهيم بعجرفة:مش تاخد بالك…
رحل إبراهيم وظل مروان واقفاً لثوانِ يحدث نفسه”بقا ده يتجوز النسمة دي،سبحان الله”
أما في الأعلي فدخل عليها والدها ليستكمل ما بدأه إبراهيم…
_في إيه يا رهف؟انتي مالكيش كبير يعني؟جوزك جالك لحد عندك و عايز يرجعك ،فيها إيه لما ترجعيله؟
_لا إله إلا الله،أولاً يا بابا ده مابقاش جوزي خلاص وثانياً لو هموت مش هرجعله يا بابا ونفسي تريحوا نفسكوا…
قال والدها بجفاء…
_بس أنا مبقتش قادر علي مصاريفكوا!
عقدت رهف حاجبيها بحزن:مصاريف إيه يا بابا؟ما أنا بشتغل وبصرف عليا أنا و بنتي…
قال بحسم…
_من الآخركدة ،في واحدة جاية هنا الشهر الجاي و هنتجوز و ماينفعش تبقي موجودة هنا…
انصدمت رهف من تغير مجري الحوار…
_واحدة؟؟واحدة مين دي يا بابا؟
_واحدة هتجوزها و هتعيش معايا هنا…
_ازاي يا بابا؟خلاص نسيت ماما الله يرحمها…
_يا بنتي مانستهاش بس أنا محتاج واحدة تعيش معايا بقية عمري…
وكان الحوار ثقيلاً علي قلبها حتي أخرج الدموع من مقلتيها وهي تقول…
_مين دي يابابا؟
_واحدة جاية من المغرب!!
_ايه؟المغرب؟ حرام عليك يا بابا وانت تعرف عنها إيه دي عشان تدخلها بيتك؟ تعرف أصلها وفصلها و دينها و أهلها؟
_عارف عنها كل حاجة،كنا بنتكلم عالنت بقالنا شهر…
_أنا مصدومة بجد مش قادرة أصدق،بقا أنت المفروض اللي تحذرني من النت ومن التعارف عالنت وانت رايح تتعرف علي واحدة من النت، طب انت واثق فيها أزاي انها متكدبش عليك يعني…
_أيوة واثق فيها جداً و خلاص هي جاية ومش عايز كتر كلام و ياريت ترجعي لجوزك بقا عشان ماينفعش خلاص تفضلي هنا لما هي تيجي!
جمعت حروفها وقالت:انت بتطردني يا بابا عشانها،بتطردني أنا وبنتي من بيت أمي…
قال بقسوة:ده مابقاش بيت أمك،ده بيتي أنا وانتي هنا ضيفة فيه…
انتهي حديثهم و لم تجف دموعها من علي وجنتيها فهي مصدومة لفعلة والدها فكيف لحب العمر أن يُمحي في لحظة ويحل محله كائن آخر!!

ظلت رهف علي فراشها تبكي بحرقة لما قاله والدها وما سوف يفعله وفجأة مسحت دموعها وأسرعت إلي الأعلي حيث توجد سارة،طرقت رهف علي باب شقة خالها ليفتح عمر لها الباب…
_رهف،تعالي…
_ازيك ياعمر؟سارة جوة؟
_اه جوة ادخليلها.…ولاحظ دموعها التي تحاول إخفاءها فقال:انتي كويسة؟
قالت وهي تخفي وجهها…
_اه الحمدلله…
وعندما دلفت إلي سارة ارتمت في أحضانها و أفرغت ما تبقي في عينيها من دموع…
_في إيه يا رهف،مالك؟
ابتعدت رهف عن حضنها قليلاً وقالت: بابا هيتجوز وعايزني أسيب البيت!
عقدت سارة حاجبيها وابتلعت ريقها وقالت بهدوء من أثر الصدمة: إيه؟
_اللي سمعتيه،لأ و كمان جاية من المغرب…
_أنا مش مستوعبة…
_قوليلي أعمل إيه،لازم خالو يعرف و يكلمه ويمنعه كمان…
_هو ممكن يكلمه إنما يمنعه دي صعبة يا رهف،باباكي مش صغير عشان حد يمنعه…
شردت رهف و دموعها تغرق وجنتيها فهي تشعر أنها وحيدة رغم من حولها،لا تعلم ماذا يجدر بها أن تفعل،وفاة والدتها أثناء صغرها كسرها و جعلها هشة ضعيفة لا تجيد حسن التصرف في أي موقف صعب تمر به،فوجود الأم يقوي و يصنع جداراً صلباً لأبنائها يستندوا عليه أينما و وقتما شاءوا و برحيلها تتحطم تلك الجدار ليصبح لا شئ نستند عليه…
_رهف ..رهف انتي معايا؟
فاقت من شرودها علي صوت سارة…
_ها،اه معاكي ياسارة،طيب أنا هنزل بقا…
أمسكت بذراعها:لسة بدري،مستعجلة علي إيه؟
_أصلي سايبة موكا تحت و كمان عبير هتعدي عليا…
_ماشي يا حبيبتي بس روقي كدا وان شاء الله كل حاجة هتتحل…
خرجت رهف من غرفة سارة فوجدت خالها و باقي الأسرة يلتفوا حول مائدة الطعام فألقت عليهم السلام ورد الجميع عليها ثم أتبع خالها:ازيك يا رهف؟
_الحمدلله ياخالو…
وقالت نادية:تعالي اتعشي يا حبيبتي…
_ربنا يخليكي يا طنط مش قادرة…بعد اذنكوا…
سعد “خالها”:مالك يا رهف ؟في حاجة مزعلاكي؟
نظرت رهف إلي سارة بعيون زائغة:لا أبداً يا خالو…
سعد بلهجة حانية:في إيه يا بنتي شكلك معيط ومش طبيعي؟
رهف:طيب يا خالو اتعشي وأنا هبقي أطلعلك تاني…
_لا تعالي،هم سعد بالنهوض من علي المائدة وذهب بإتجاه غرفة الصالون فأرسلت رهف نظرة لسارة فهمت منها أن تتبعهما…
دخلوا الغرفة وبدأ خال رهف بسؤالها عن سبب حزنها الواضح تماماً علي ملامحها، ترددت رهف و لكن شجعتها سارة التي بدأت هي بالحديث عن صفقة زواج والد رهف،تفاجأ “سعد” من الخبر وانصدم كثيراً فهذا بيت أخته رحمها الله فكيف يجرؤ علي إتيان بأخري تحل محلها و الأدهي أنه يريد من رهف الرحيل فطمأنها خالها وأرشدها للهدوء وأنه سيتدخل حتماً…
اطمئنت رهف قليلاً عندما تحدثت إلي خالها واستئذنتهم بالرحيل،هبطت الدرج و دلفت إلي شقة والدها،ثواني قليلة و طرقت عبير الباب عليها وجلسا معاً في الشرفة وتبادلا الحديث وسردت لها رهف عما يحزنها،كان رد فعل عبير مختلف تماماً عن غيرها فكانت تتهكم و تسخر من تصرف والدها و بدأت بإقناع رهف أن تلك هم الرجال لا أمان لهم فهي تحمل عقدة من الجنس الآخر لمرورها بتجربة خطبة فاشلة جعلتها تكره مجرد ذكر إسم رجل…
في صباح اليوم التالي استيقظت رهف واستعدت للذهاب إلي دوامها ولكنها تفاجئت بسارة التي استيقظت مبكراً
علي غير عادتها فهي كسولة قليلاً عاشقة للنوم ولكنها بنت رقيقة و جميلة…
رهف:ايه ده تتحسدي؟صاحية بدري ليه؟
قالت سارة وهي يبدو عليها النشاط و الحماس:علشان ألحقك قبل ما تمشي…
_ليه عايزة ايه،مش طالبة تأخير ياسارة؟
ضحكت سارة:لا دي طالبة أجازة وانتي الصادقة مش تأخير!
تعجبت رهف:أجازة؟ ليه؟
أشارت رهف بسبابتها علي رأسها وقالت:طقت في دماغنا بالليل اننا نعمل رحلة…
رهف وهي مصطنعة ضحكة مسرحية: سبحان الله!!
ضحكت سارة وقالت برجاء…
_اه والله وماتبقيش رخمة،كلنا موافقين…
_يا بنتي الله يهديكي ،سبيني أمشي اتأخرت…
_والله هيزعلوا منك كلهم وأنا أولهم طبعاً…
_هما مين دول؟ورحلة فين يعني؟
حركت يديها في الهواء بحركة صبيانية:هنروح القاهرة بقا أهرامات و الحسين و خان الخليلي وكدة وكلنا طالعين ده اتصلوا بسواق أتوبيس وحجزوا أصلاً…
_اممم طب والشغل هقول لأستاذ مراد إيه؟
_قوليله عايزة أجازة أشم نفسي شوية…
_ههههه والله؟ هقوله كده هيقولي طيب شميه بقا علي طول،بجد هقوله ايه؟
فكرت سارة قليلاً…
_بقولك ايه عادي قوليله هتفسح شوية…
قالت رهف وهي تزم شفتيها…
_ربنا يستر لو اترفدت انتي اللي هتدوريلي علي شغل…
ضحكت سارةوقالت:اوك موافقة يلا اتصلي…
أجرت رهف إتصالها بمراد الذي أجابها سريعاً…
_إيه يا رهف في حاجة ولا إيه؟
ضمت رهف حاجبيها وهي تقول: لا يا فندم أنا بس كنت عايزة أطلب من حضرتك طلب بس لو ماينفعش عادي قولي لا…
قال مراد مرحباً: اتفضلي اطلبي…
تنحنحت رهف و قالت: ممكن يعني لو مفيش مانع آخد أجازة النهاردة…
فكر مراد قليلاً وهو يتمتم ثم قال:في حاجة ضروري يعني؟
قالت رهف بتردد:بصراحة يعني العيلة عملة رحلة صغيرة كدة وعايزني معاهم،ثم أردفت :بس لو هعطل الشغل خلاص يا فندم…
وكزتها سارة في ذراعها…فرمقتها رهف بنظرة محذرة…
رد مراد بعد تفكير…
_وطبعاً هترجعي متأخر النهاردة و هتبقي صاحية بكرة تعبانة…
ردت رهف بسرعة:لا لا هاجي بكرة في ميعادي ان شاء الله…
قال مراد بصدر رحب:لا يا ستي خلاص عندك أجازة النهاردة و بكرة بس متاخديش علي كدة…
وضعت رهف يدها علي فمها أثر الفرحة وقالت:بجد شكراً جداً يا أستاذ مراد…
قفزت سارة في الهواء لسماعها شكر رهف له وهي تقول:يس يس…
انتهت المكالمة وأتبعت سارة:انجزي بقا حضري نفسك وصحي موكا عشان كلها ساعة ونتحرك…
حدقت رهف عينيها وقالت…
_نعم انتي بتهرجي مش هلحق أحضر نفسي…
قالت سارة بمرح…
_يا بنتي ماتشغليش بالك ماما و طنط متحملين مسؤلية السندويشتات كلها…
***********
وفي مكتب المحاماة،استدعي مراد مساعده الآخر طارق ليحضر نفسه للذهاب معه الجلسة بدلاً من رهف والذي قال بفضول…
_خير يا أستاذ مراد هي أستاذة رهف مش جاية ليه؟
قال مراد بحدة…
_وحضرتك دخلك إيه يا أستاذ ،اتفضل حضر الملف…
شعر طارق بحرج شديد فأومأ برأسه وهو ينصرف…

زر الذهاب إلى الأعلى