مسلسل مطلقة تحت التهديد

الحلقة الرابعة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه

الحلقة الرابعة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه

الحلقة الرابعة

خرج كلاً من سعد و عبد المنعم من غرفة الصالون بعد انتهاء حديثهم وكانت سارة و رهف تنتظرانهما في الشرفة و تفكران في ماذا ياتري دار بينهم وإلي أين توصلوا من حلول…وعندما رأت رهف والدها و خالها يدلفان من الغرفة اعتدلت و عينيها تسألان خالها بنظرات زائغة طمأنها سعد بنظرته أيضاً مع حركة رأسه حتي استئذن عبد المنعم بالنزول إلي شقته فهو لا يطيق الابتعاد عن حاسوبه لوقت طويل وعندما دلف إلي شقته تسارعت رهف ومعها سارة لسؤال سعد عما دار بينهم فأجابها…
_خلاص يارهف انتي هتفضلي تحت محدش هيقدر يمشيكي من البيت…
سألته وهي تعرف الإجابة ولكن قد يتغير في الأمر شيئاً فقالت…
_طيب وهيتجوز بردو؟
فأجابها بأسف:دي حياته ومانقدرش نتدخل فيها،أنا حاولت بس ماضغطش عليه لأنه مش صغير…
شكرته رهف حتي تركهما وخرج…هبطت رهف وسارة إلي محل شريف لتقوم بصيانة هاتفها…
شريف:هو مشكلته إيه؟
رهف:بيهنج كتير وبطئ أوي لما آجي أفتح اي أبليكشن…
_لا سهلة،عايز يتفرمت بس…
_يعني هياخد وقت؟
_لا علي طول…
_طيب هنروح لعبير وهعدي عليك كمان شوية…
وبمجرد خروج سارة ورهف من المحل وجدوا عمر ووالدته ووالدة مروان يستقلا سيارة مروان للذهاب إلي منزل إيمان خطيبة عمر…
قالت سارة بمزح:الله يسهلوا يا عريس…
رد عمر بحبور:عقبالك يا سوسة…
ضحك الجميع وقالت رهف:ربنا يتمللك علي خير يا عمر…
أجابها:ربنا يخليكي يا رهف،عقبالك…
ابتسمت ببساطة وهي تقول :ربنا يخليك…
قالت رهف لسارة:انتي مش هتروحي معاهم؟
ردت سارة بتردد:لأ،هسيبك لوحدك يعني؟
عقدت رهف حاجبيها بإبتسامة وقالت:والله ده انتي أخت العريس يلا روحي وأنا هطلع عشان ملك…
احتضنتها سارة وقالت:والله وانتي كمان أختنا…
وانطلق الجميع بفرحة إلي منزل العروس ليتموا فرحتهم ويتفقوا علي ميعاد الزواج حتي وصلوا وترجلوا جميعاً من السيارة عدا مروان الذي كان يقود لتوصيلهم وخجل أن يصعد معهم فعاد أدراجه إلي منزل عمه…
كانت رهف في شرفتها تجلس علي كرسيها ترتشف من مشروبها المفضل وهو “الكابتشينو” و تقلب في هاتفها بعد أن أصلحه شريف، صعد مروان إلي أعلي ودلف إلي الغرفة ومنها إلي الشرفة لا يدري لماذا يهوي مشاهدتها من خلال الشرفات ولا يدري لماذا يدق قلبه بمجرد قربه منها،ظل واقفاً في شرفته يراقبها في صمت وهي ترتشف مشروبها و تعبث بهاتفها حتي أعلن الهاتف عن اتصال جديد فأجابت هي في فتور…
_السلام عليكم…
_وعليكم السلام،ازيك يا رهف؟
_الحمدلله…
_عاملة إيه انتي و ملك؟
_كويسين الحمدلله،خير يا إبراهيم؟
قال بلهجة حانية مصطنعة:عايز أقابلك ضروري…
قالت بفتور:ليه خير؟
_مش هينفع في التليفون،لازم أقابلك؟
_طيب ماشي تعالي عند بابا…
تنحنح وقال:لا ماينفعش،نتقابل في نادي ولا كافيه برة أحسن عشان الموضوع ماينفعش حد يعرفه…
صمتت قليلاً وقالت:علي فكرة انت قلقتني ،فيه ايه يعني؟
_لما تيجي بكرة هتعرفي،خلاص هقابلك عندالكافيه اللي علي البحر من برة،اوك…
تنهدت بنفاذ صبر وقالت:ماشي يا إبراهيم بعد الشغل بكرة بس اعمل حسابك مش هتأخر…
_ان شاء الله يا أم موكا،مع السلامة…
انتهت المكالمة وازدادت حيرة رهف من نبرته في الحديث فهي نبرة جديدة عليه تماماً فدائماً تكون قاسية رغم مابها من كلمات غزل وحنين ولكنها لاتشعر بصدقها ربما لأنها هي نفسها لم تشعر به و لم يدق قلبها له ولو دقة واحدة…
دلفت رهف إلي غرفتها وسطحت علي فراشها بجانب ابنتها لتستقبل غد جديد ولكن بعد تفكير و عودة إلي شريط الماضي فهي عادة لمن يملكون قلب مهموم لم يسلم من الجروح…
**********
وهناك في منزل العروس تعالت الزغاريد والفرحة لتحديدهم موعد الزفاف بعد شهر فقط وكان العروسان في قمة
بهجتهم ولم تخلو إيمان من نظرات عمر لها الهائمة والمغازلة ولم تخلو وجنتي العروس من الإحمرار…حتي انتهي يومهم وعاد الجميع أدراجهم إلي المنزل…
استيقظت رهف وقبلت ملك المنغمسة في سباتها،استعدت للذهاب إلي دوامها بعد يومين من الأجازة بكامل نشاطها،هبطت الدرج واستقلت إحدي سيارات الأجرة حتي وصلت إلي المكتب ودلفت لتجد زميلها طارق يجلس علي مكتبه فألقت السلام وجلست هي الأخري علي مكتبها…
ثوانِ قليلة واعتدل طارق ودنا بخطواته إلي مكتبها لينحني نحوها قليلاً ويقول بسخافة…
_منورة مكتبك يا أستاذة…
فزعت رهف من اقترابه لها بهذه الطريقة ولكنها لم تظهر علي ملامحها و تظاهرت بعكس ما تشعر حتي قالت في ثبات وهي تنظر إلي حاسوبها محاوله فتحه…
_متشكرة…
لم يتراجع عن وضعه واستمر في سخافته وهو يقول:واخدة أجازة يومين،لعل المانع خير؟
لم تعره انتباهاً رغم أنها ترتجف بداخلها من دنوه منها وسلاطة لسانه ولكن ردت وهي لاتزل تنظر لحاسوبها بإقتضاب:لاأبداً،دي أجازة عادية،ممكن حضرتك تروح علي مكتبك…
ما ان قدم مراد إلي المكتب وأصابته الصدمة من تلك المشهد فألقي السلام في حنق واعتدل طارق علي الفور في إرتباك بينما رهف وجهها لم يتحمل وأتي بألوان الطيف جميعها في آن واحد…أسرع مراد بخطواته إلي مكتبه وأشار لهم بأن يتبعوه…
دلف إلي مكتبه وجلس علي كرسيه وبعدها دلف إليه طارق ثم رهف حيث قال مراد بعصبية بالغة…
_لازم تعرفوا ياأساتذة ان ده مكتب محترم وانه مش نادي ولا مكان تتسامروا فيه…
انصدمت رهف من اتهامه لها و شعرت بدوار خفيف يكاد يسقطها أرضاً ،حاولت منع دموعها ولكن هيهات فقد فارقت دمعتها جفنيها لتنهمر علي وجنتيها وتسقط هي أرضاً بدلاً من صاحبتها أما الآخر فقد وضع كرات دماؤه في الثلج منذ زمن ولم ينهز له شعره واحدة ،فقط قال ببرود :آسف يا أستاذ مراد…
نظر له مراد نطرة حارقة ثم أذن إليهم بالخروج،خرج طارق علي الفور وتبعته رهف فأوقفها مراد ثم قال بنبرة هادئة معتذراً منها…
_مفيش داع لدموعك دي،أنا عارف ان هو اللي متطفل و غلطان فكنت موجه الكلام ليه هو مش ليكي عشان مايكررش تصرفه مرة تانية…ثم أطرق في حديثه قائلاً:حمدلله علي سلامتك ونورتي مكتبك…
ابتسمت رهف لتستقر دموعها بين شفتيها فمسحتها بمنديلها وقالت:الله يسلمك يا فندم،بعد اذنك…
_اتفضلي بس حضري نفسك للجلسة كمان ساعة وياريت تركزي وماتسرحيش المرة دي…
قالت بصوت خافت:ان شاء الله،بعد اذنك…
_اتفضلي…
خرجت رهف وهي تمسح دموعها تحت مراقبة تلك الآخر الذي قال ببرود وهو جالس علي مكتبه: ولا يهمك منه يا أستاذه…لم تصدر أي ردة فعل لكلماته و آثرت الصمت والتركيز في عملها حتي موعد الجلسة…
افتتحت الجلسة وبدأت رهف بإخراج مذكرتها وتدوين كل ما يدور في الجلسة من إدعاءات وإثباتات وتهم وكانت هذه المرة في غاية التركيز حتي انتهاء الجلسة مما أثني عليها مراد قائلاً…
_ما شاء الله المرة دي مركزة كويس أوي و مدونة كل حاجة كمان…
ابتسمت رهف في صمت …وأتبع مراد بمرح:كويس بعد كدة أبعتك انتي لوحدك تترافعي و تمسكي القضايا من أولها…
انصدمت رهف وقالت:مين أنا؟ لا طبعاً أنا هفضل مساعدة حضرتك وبس انما المرافعة والقضايا دي عايزة حد واثق من نفسه كده و شخصيته قويه وأنا مانفعش خالص…
ضحك مراد علي عفويتها وقال:طيب يلا عشان أوصلك…
تلعثمت رهف وهي تقول:لا أنا ورايا مشوار قبل ما أروح ،اتفضل حضرتك…
_طيب هوصلك…
اندفعت قائلة:لا لا متشكرة يا فندم والله…
شعر مراد بأمر ما لا توده معرفته فلم يلح عليها وودعها ورحل ،توجهت إلي مكان موعدها علي الكافيه مع إبراهيم حتي وصلت وظلت تنتظره قرابة الخمس دقائق لم يأتِ،حاولت الإتصال به دون جدوي فهاتفه كان مغلقاً،انتظرته دقائق قليلة أخري ولم يأتِ أيضاً فعزمت علي الرحيل،اعتدلت و خطت خطوات قليلة لتجد من يوقفها…
_مدام رهف؟
التفتت لتجد ثلاثة من الرجال خلفها فاضطربت قائلة بتلعثم:أيوة مين حضرتك؟
قال الرجل بصوت أجش :اتفضلي معانا أستاذ إبراهيم مقدرش ييجي و باعتنا ناخد حضرتك !
قالت له بثبات مصطنع:لا حضرتك شكراً ،أنا هبقي أروحله وقت تاني…
لتتفاجئ به يسحبها من ذراعها بقوة ويدفعها نحو السيارة المصفوفة،حاولت الصراخ و الإستغاثة ولكن بعد تشوش رؤيتها وفوات الأوان!!
***********
كان مروان يقود سيارته وبجانبه عمرحيث ذهبوا لإنجاز بعض مهام زفاف عمر وشراء بضعة أشياء تنقصه في شقة الزوجية… مرت ساعات علي ميعاد قدومها من عملها مما أصابهم القلق هناك في منزل العائلة حاول عبد المنعم الإتصال بها دون إجابة منها،حاولت سارة وحاول الجميع لكن دون جدوي،قرروا الإنتظار لبعض الوقت بعد أن أجروا اتصالاً بمراد الذي أخبرهم بأنها انتهت من عملها منذ وقت طويل وبعدها ذهبت مشوارلا يعلم إلي أين…حتي وصلا مروان و عمر اللذان تفاجئا بتجمع العائلة في شقة عبد المنعم ينتابهم التوتر و القلق ما ان قال مروان…
_اتصلتوا ببابا ملك طيب؟
رد عبد المنعم:لا وهو ماله بتأخيرها يابني؟
تلعثم مروان قائلاً:طيب ما تجرب حضرتك؟
استجاب له عبد المنعم وأجري اتصاله بإبراهيم ولكن هاتفه كان خارج الخدمة…
قال عبد المنعم :مقفول…
قالت سارة: طيب ما تتصل عند مامته في البيت يا أونكل يمكن تلاقيه هناك…
كل هذا الحوار ومروان يدرك جيداً أنها معه ولكنه تلجم لا يدري لماذا ربما خوفاً من أذيتها…
************
فاقت من ساعات لتجد نفسها مسطحة علي فراش في غرفة غريبة فارغة ،حجابها بجانبها لا يغطي شعرها،لينتابها الذعر وبدأت بالصراخ…
دلف إليها ليهدئها،نظرت إليه و هي تصرخ…
_انت عملت كدة ليه؟جايبني هنا ليه؟عايز مني إيه؟
اقترب منها بخطوات بطيئة ونظرات رغبة وهو يملس علي شعراتها ويقول…
_مارضيتيش ترجعيلي بالذوق قلت أجرب معاكي العافية!
_ابتعدت عنه وهي تغطي شعرها بالحجاب وقالت من بين دموعها و صرخاتها:وانت فاكر اني كدة هرجعلك يعني؟
وكأنها تبتعد عنه لتجذبه نحوها فكلما بعدت خطوة دنا هو منها خطوات وأخذ بشد حجابها وهو يقول ببرود:انتي عايزة بنتي تتربي مع رجل غريب عنها؟
نظرت له بدهشة وهي تتملص من نظراته وقالت:رجل مين ده؟
قال لها بنظرات ثاقبة:أي رجل ما انتي مسيرك هتتجوزي ،أكيد الجمال ده مش هيفضل مركون طول العمر؟ولا ايه؟
ابتعدت عنه وهي تقول:أنا مش هتجوز يا إبراهيم عشان خاطر بنتي والله ماهتجوز ،أبوس إيدك سبني أمشي بقا عشان مايحصلش مشاكل…
انتبه قائلاً:انتي قايلة لحد اننا هنتقابل…
ردت بتلقائلية بل وبغباء وقالت:لأ، بس أنا كدة اتأخرت أوي و زمانهم قلقوا عليا والدنيا مقلوبة…
ابتعد عنها قليلاً وقال بحسم:مش هتمشي قبل مانتفق، بنتي لازم تعيش معايا!
قالت من بين دموعها:حرام عليك يا إبراهيم أنا مامتها…
قال مسرعاً وهو يلتفت إليها: وأنا أبوها…
قالت بحنان :طيب هو أنا حرماك منها ده أنا رفضت نروح محكمة الأسرة عشان هيظلموك في الحكم وهيقولوا تشوفها مرة ولا اتنين في الشهر لكن انا رفضت و بقولك تيجي تشوفها في أي وقت…
مسك ذراعها بقوة وهو يقول:بس أنا عايزها تعيش معايا من دلوقتي وتتمتع بفلوس أبوها بدل الفقر اللي انتي معيشاها فيه ده…
قالت رهف وقد وصلت دموعها مداها:ماتستعجلش يا إبراهيم هي بكرة لما تكبر وتفهم هتختارك انت عشان تعرف تعيش،سيبهالي بقا أشبع منها الكام سنة دول…
_خلاص يبقي ترجعيلي وتعيش وسطينا…
_مش هقدر والله ما هقدر…
حتي قاطعهم رنين هاتفه الذي يخرج من شريحته الخاصة التي لا يعلم أرقامها إلا من يريدهم أن يعلموها فقط…
أجاب علي الفور…
_أيوة؟
قالت فدوي بنبرة حادة:رهف معاك؟
_أيوة ليه؟
انفعلت فدوي من تصرفه وقالت: انت اتجننت في مخك ،انت خاطفها يعني ولا إيه؟
ارتفعت نبرته وهو يقول:أيوة حصل إيه يعني؟
صرخت فدوي وقالت بصوت تكاد رهف تسمع صراخها بجانبه: أبوها اتصل بيا دلوقتي وبيسأل عليك قلتله انك خارج ،قالي رهف مجتش من ساعة ماخرجت مالشغل…سيبها تمشي حالاً ونبه عليها ماتجبش سيرة لحد انشالله تضربها فاهمني؟
قال إبراهيم ببرود:تمام تمام يلا سلام…
قالت رهف علي الفور:في إيه؟
_البسي طرحتك عشان تمشي… ثم اخترق ذراعها بأصابعه الغليظة وقال:بس حسك عينك حد يعرف اللي حصل هتصحي مش هتلاقي بنتك في حضنك فاهمة؟
تأوهت من قبضته وقالت: طيب و هقولهم كنت فين؟
_اخترعلهم أي حاجة وأنا حذرتك يا رهف و موضوعنا بردو لسة مخلصش ومش هسيبك…
ثم سحبها من ذراعها و دلفوا من هذه الشقة التي لم ترها من قبل والتي توجد في إحدي المزارع حتي أوصلها لأقرب مكان من منزلها حتي لا يراه أحد ولا يخلو طريقهما من تحذيراته و تهديداته لها…
حتي وصلت رهف بوجه مضطرب وهي تفكر في سبب مقنع تشبع به تساؤلات الجميع ،وما أن رأوها حتي تهافتوا عليها لتبدأ الإستجوابات فقالت بكلمات متذبذبة و دموع تغمر وجنتيها:كنت ف………

زر الذهاب إلى الأعلى