مسلسل مطلقة تحت التهديد

الحلقة العاشرة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه

الحلقة العاشرة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه


الحلقة العاشرة

صعدت رهف إلي طابقها فوجدت والدها وزوجته يجلسان سوياً كعاشقين في مقتبل عمرهم،ألقت عليهم التحية ودلفت سريعاً إلي غرفتها ومعها ملك،تسلل إليها الملل،تمنت حلول الليل فالليل نشوي المهمومين ويحلو لهم سهره،ظلت في غرفتها تقلب في صورها القديمة وهي مازالت طفلة مع والدتها وينبعث من وجهها الإشراق والأمل،اشتاقت لنفسها القديمة التي لاتُكسر ولا تحزن،تمنت لو أنها ظلت طفلة إلي الأبد ولكن هيهات فالطفولة أصبحت مجرد صورة علي ورقة أو ذكري في القلب…
دق هاتفها لتجد إسم مراد،اندهشت فهي للتو قادمة من عندهم ،شعرت بالقلق وردت مسرعة…
_السلام عليكم،خير يا أستاذ مراد؟
_وعليكم السلام،اهدي مالك مخضوضة كدة…
_لا أصل أنا لسة كنت معاكوا يعني فاتخضيت…
_لا ماتقلقيش،أنا بس كنت عاوزك ضروري!
_عاوزني ضروري؟وبتقوللي ماأقلقش؟في حاجة حصلت؟فرحة كويسة؟
_فرحة كويسة مفيش حاجة بس أنا لازم أتكلم معاكي ضروري،ينفع تيجي تاني دلوقتي؟
تلجلجت رهف وقالت:لا ماينفعش هقولهم راحة فين،أنا لما نزلت رحت لفرحة قلتلهم راحة لواحدة صاحبتي،لكن دلوقتي هقول إيه؟
_اممم،طيب بصي يارهف،عشان مفيش داعي للمقدمات الطويلة،انتي بلغتي والد ملك انك هترجعيله فعلاً ولا لسة؟
تبلمت رهف و تاهت الحروف من علي لسانها وظلت تلعثم:أنا،ايه،أأه…
قال مراد بجدية:رهف ركزي معايا ومش وقته لغبطه،قلتيله فعلاً ولا لأ؟
قالت بسرعة:قلتله والله…
_اه،طيب والمفروض امتي ترجعي،قلتيله إمتي يعني؟
قالت رهف:قلتله بعد فرح عمر!
قال مراد ببلاهة:عمر مين؟ اللي هو امتي يا رهف فرح عمر ده،ركزي معايا؟
قالت:اه اسفة،عمر ده ابن خالي والفرح كمان يومين…
قال مراد بحنق:الله عيكي،طيب بصي بقا انتي أجازتك مرفوضة تماماً،ومن بكرة الصبح تبقي موجودة في المكتب،ضروري؟
قالت رهف:طيب ليه ممكن أفهم فيه إيه طيب؟
قال مراد بجدية:رهف،فرحة قالتلي كل حاجة،وانتي كدة بتضيعي نفسك وبنتك،والله والله لو كنتي رجعاله برضاكي ومش مغصوبة ماكنت قلت الكلام ده لأنه حرام عليا أصلاً وأظن انتي فاهمة،انما ده اسمه ابتذاذ واستغلال…
كانت كلماته قد وقعت عليها كالسهم أصاب شعورها وحرك دموعها فسالت من مقلتيها…
قالت رهف من بين دموعها التي تحاول إخفاؤها من نبراتها:أنا آسفة يا أستاذ مراد الموضوع ده بالنسبة لي منتهي تماماً ومفيش مجال أصلاً للكلام فيه…
قال مراد بلهجة هادئة:يارهف انتي لازم تساعدي نفسك وبنتك كمان،عشان ماتندميش بعد كدة،واحنا هنعمل محاولة واحدة زي ما بيبتذك هتبتذيه،صدقيني مش هتندمي لو جربتي انما لو ماحاولتيش هتندمي بعد كدة بجد…
وذكرها كلامه بتلك الكلمات التي قالها لها مروان أثناء الرحلة في الأهرامات فشردت إلي تلك اليوم مبتسمة ابتسامة ساخرة ،فاقت من شرودها علي صوته في الهاتف…
_رهف،رهف سامعاني؟
انتبهت وقالت :ها،أيوة مع حضرتك…
_خلاص هستناكي بكرة في المكتب ،اوك؟ مفيش أجازات…
قالت رهف مستسلمة:ان شاء الله…
*********
وفي منزل إبراهيم…
هتفت فدوي بصوت عالي:وردة،بت يا وردة…
ركضت وردة مسرعة إليها:أيوة يا هانم؟
_هو أنا لازم كل يوم أقول الغدا جهز ولا لأ؟
قالت بخوف:حاضر والله يا هانم برص الطباق عالسفرة أهو خلاص…
نطرت لها من أعلي رأسها إلي أخمص قدميها دون حديث فركضت وردة إلي المطبخ…
قالت سلوي:بالراحة عليها يا ماما شوية، شغل البيت كله عليها…
قالت فدوي بتهكم:وهي وكلتك محامي ليها؟
صمتت سلوي وكأن والدتها أخرستها،في حضور إبراهيم من عمله،دلف إليهم وألقي التحية فردوا عليه،جلس علي الأريكة أمامهم…
قالت فدوي بضحكة:حمدلله علي سلامتك يا عريس؟
ابتسم إبراهيم قائلاً:الله يسلمك يا أم العريس…
وسلوي تنظر إليهم وهي عاقدة حاجبيها ولا تفهم شيئاً حتي قالت:عريس إيه انت هتتجوز يا أبيه؟
ردت فدوي بغرور:هيرجع مراته…
تفاجئت سلوي وفرحت كثيراً فهي تحب رهف وتعتبرها أخت لها ولا تعلم مدي صعوبة الأمر علي رهف أنها عائدة رغماً عنها،هللت سلوي وقفزت من مكانها وخطت ناحية إبراهيم لتقبله و تبارك له،أما هو فكأنه سلطان زمانه يجلس مبتسماً وقد أشبع غروره و غرور والدته…
قالت فدوي بحدة موجهة كلامها لإبراهيم :اوعي تغيرلها حاجة في الأوضة فوق علشان لما الهانم ترجع ماتتفردش علينا أوي،خليها زي ماهي كدة وأنا هخلي وردة ترصلها هلاهيلها اللي كانت سايباها في الدولاب…
قال إبراهيم بإقتناع و رضا:ماشي يا ست الكل يا مسيطرة منك نستفيد…
ضحكت فدوي علي كلامه بينما سلوي لا تطيق ما يقولوه ويفعلوه فتركتهم كالعادة ودلفت إلي غرفتها…
**********
أقبل الليل وكانت رهف لاتزل في غرفتها حتي أتت إليها سارة وعبير…
سارة:ايه يا روفا يلا البسي…
عقدت رهف حاجبيها وقالت:ليه؟
قالت عبير:عايزانا معاها عشان رايحين لشقة عمر يا ستي بيفرشوا هناك…
قالت رهف:لأ معلش روحوا انتوا،أنا مش هقدر…
قالت سارة بمرح:والله انتي رخمة،يلا بقا عشان نفرح و نهيص شوية…
قالت رهف:والله يا سارة ماقادرة خالص منمتش من امبارح كويس وهنام للصبح عشان الشغل…
ردت عبير وهي ورافعة حاجبها:الموضوع مش نوم يا رهف،انتي فيكي حاجة…
أخفضت رهف بصرها للأسفل قائلة:لا عادي هو إرهاق بس…
اعتدلت سارة واتجهت ناحيتها لتجلس بجانبها وقالت وهي تعانقها:مش هنسيبك إلا لما تقولي في إيه ومالك؟
قالت رهف وهي مترددة:مش عايزة أنكد عليكوا…
ضحكت عبير قائلة:ده العادي يا روفا،قولي بقا؟
قالت رهف بحزن:أنا هرجع لإبراهيم…
شهقت سارة واضعة يدها علي فمها وقالت عبير في صدمة:انتي بتتكلمي بجد؟
نظرت لها رهف و قالت بجدية:تفتكري الموضوع ده في هزار!
قالت سارة وهي منزعجة:ازاي يا رهف هترجعي للقرف برجلك تاني؟
ردت رهف بصوت مختنق:غصب عني ياسارة…
وحل الصمت بينهم لدقائق طويلة ،كل منهم تبحث عن كلمة لتقولها ولكن يخونها تعبيرها فتأثر الصمت حتي كسرت رهف حاجز الصمت هذا قائلة:يلا يا بنات روحوا انتوا عشان مش تتأخروا ونبقي تتكلم بعدين…
وبالفعل نهضت سارة وعبير في وجوم وخرجوا من غرفتها متجهين نحو الباب…
كانت ملك تلهو مع ياسمين في الطابق الأعلي ورهف في غرفتها ،تدثرت في فراشها لتستعد للنوم حتي دق هاتفها،نظرت إلي شاشته لتجد اسم مروان،خفق قلبها بشدة لم تكن تتوقع، فقد قطع اتصاله بها منذ أيام،لم تجب عليه ولن تجب،أغلقت هاتفها وعادت للنوم مرة أخري ولكن هل يسمح لها عقلها بسهولة،ظل يؤرق رأسها التفكير وظلت الدموع تسبح في مقلتيها حتي راحت في سباتها لا تعلم كيف ولكنه أشبه بالإغماء…
*******
لم تشعر بحالها إلا وقت آذان الفجر ،استيقظت ،توضأت ،ارتدت اسدالها وشرعت في الصلاة،سجدت ويالها من سجدة تكون فيها وحدك مع الله،بكت وهي تتضرع إليه،تستغفر،تدعو الله بما يفطر قلبها وما يرهق عقلها حتي انتهت ،أمسكت بمصحفها الصغير وقرأت بعض من آياته لتنزل السكينة علي قلبها حتي غفت دون أن تشعر،فاقت علي ميعاد العمل،قبلت صغيرتها النائمة لا تعلم كيف ومتي جاءت إليها ،ارتدت ثيابها حتي ذهبت…
وفي المكتب كان مراد يجلس تارة ويعتدل تارة أخري وقد أصابه التوتر والقلق حتي قدمت،ألقت السلام علي طارق دون النظر إليه،وما ان جلست علي مكتبها حتي شعر بها مراد فخرج إليها سريعاً قائلاً…
_أستاذة رهف تعالي بعد اذنك…
دلفت خلفه إلي المكتب فقال لها…
_اتفضلي اقعدي،ازيك دلوقتي؟
قالت رهف وهي تجلس:الحمدلله…
جلس مراد علي كرسي مكتبه وقال بجدية:أنا دلوقتي المحامي بتاعك،تحبي نبدأ منين؟
ردت رهف وتزوغ عيناها في أرجاء المكتب كله:بص يا أستاذ مراد،صدقني الموضوع منتهي ومفيش أي لزوم نتكلم فيه،لأني معنديش أي استعداد اني أدخل معاه في محاكم وقواضي…
قال مراد:يا رهف افهمي،احنا هنبدأ ودي وهنكلمه الأول من غير ما نذكر سيرة قواضي،انتي لازم تاخدي خطوة أخيرة…
_المشكلة اني عارفة نتيجتها ،آخدها ليه،وكمان عارفة نتيجة فشلها هتبقي أسوأ من الأول فليه أحط نفسي في مشاكل مش قدها…
وظل الحديث بينهم لساعات ما بين شد وجذب ويحاول مراد إقناعها ولكنها رافضة تماماً حتي استئذن طارق منهم بالدخول وقال…
_في واحد عايز مدام رهف برة…
قال مراد:مين؟
رد طارق:مقالش يا أستاذ مراد…
اعتدلت رهف واستئذنته حتي خرجت من مكتبه لتجد إبراهيم،عقدت حاجبيها وقالت:إيه اللي جابك هنا…
رد إبراهيم مبتسماً ابتسامة باهتة وقال:مش الأول تقوليلي اتفضل، منور المكتب،أي حاجة من دي؟
قالت بحنق:أصل ده مكتب شغل يعني ماينفعش تبقي هنا…
قال إبراهيم:طيب المهم أنا جاي آخدك عشان عايز أشتري شوية حاجات…
عقدت حاجبيها قائلة:حاجات إيه وبعدين وأنا مالي أصلاً…
قال بإبتسامة خبيثة:لا ازاي مالك طبعاً ،ماهي الحاجات دي ليكي انتي…
ردت رهف وقد أصبح حلقها ممتلئ لم يعد يطيق أحد وأصبحت روحها داخل أنفها: ومين قالك يا إبراهيم اني عايزة حاجة؟
قال بنفس نبرته وابتسامته السخيفة:دي حاجات ليكي بس عشاني أنا،افهمي بقا يا فوفو،انتي عروسة ولازمك حاجات جديدة…
فهمت رهف ما يقصده وارتفع ضغطها وهي تقول في حنق شديد:إبراهيم علي فكرة أنا هنا في شغل وانت معطلني ومش وقته كلام خالص في الحوارات دي…
كان مراد في مكتبه قد زاده الفضول فخرج منه بحجة طلب ما،خرج ووجه كلامه لطارق:انزل صورلي الورقة دي…وكان يختلس النظرات إليهم حتي دخل مكتبه مرة أخري…
فقالت رهف:روح دلوقتي يا إبراهيم ونتكلم بعدين…
قال وهو يمسح علي شعره بيده:ماشي،بس
هعدي عليكي بالليل عشان نجيب طلباتنا…
زفرت رهف قائلة:ان شاء الله…
رحل إبراهيم وظلت رهف واقفة وهي شاردة فخرج مراد قائلاً:مين ده يا رهف؟
انتفضت رهف واستدارت لإتجاهه ،قالت بتلعثم:ده إبراهيم بابا ملك…
عقد مراد حاجبيه قائلاً:نعم؟ وجايلك ليه هنا؟
ارتبكت رهف وزاغت نظراتها وهي تبحث عن إجابة حتي قالت:جاي عشان عايزنا نروح نشتري شوية طلبات يعني عشان لما أرجع يعني وكدة…
تنهد مراد بحنق وقال:طيب مش هنكمل كلامنا…
قالت رهف بصرامة:أستاذ مراد ،أرجوك تنسي الموضوع ده،إبراهيم خلاص عمل حسابه علي رجوعي ولو فكرت أفتح الموضوع ده تاني معرفش ممكن يعمل ايه…
صاح مراد فيها بغضب:أنا مش فاهم انتي خايفة منه كده ليه،ضعفك ده هو اللي هيضيعك ويضيع بنتك وحقك…
انصدمت رهف من صراخه بوجهها فهذه المرة الأولي التي يحدث فيها ذلك،انتبه مراد لنفسه فقال معتذراً:أنا آسف جداً بس انفعلت شوية،ثم أطرق قائلاً: يعني قرارك إيه يا رهف؟
قالت بحسم: حضرتك عارف قراري،بعد اذن حضرتك…
وخرجت من مكتبه،جلست علي مكتبها وهي تطبق علي شفتيها لتحبس دمعة أوشكت علي الخروج من مقلتيها،شعرت بأن دمعتها ستفارق جفنيها بالفعل فوضعت كفيها علي وجهها محاولة الهدوء وإخفاء عبراتها…
انتهي وقت دوامها فخرجت مسرعة ويلاحقها مراد الذي شعر بغباؤه حين صرخ بوجهها،أراد الإعتذار مرة أخري ولكنها استقلت سيارة أجرة بسرعة ولم يستطع هو ملاحقتها…
دلفت رهف إلي المنزل لتستكمل مسيرة الإحباط و الحزن حيث وجدت ملك وهي منفطرة من البكاء،فاحتضنتها علي الفور وهي تقول:في إيه مالك يا حبيبتي؟
حتي خرج عبدالمنعم ومعه زوجته والذي قال بغضب:بقولك إيه يا رهف،موضوع ان ملك تفضل هنا وانتي في الشغل ده تنسيه خالص…
قالت رهف:ازاي يعني يا بابا ،ايه اللي حصل؟
قالت “جميلة”زوجة والدها:مابطلت عياط وما راضية تسمع الكلام…
نظرت لها رهف ممتعضة وقالت:علي فكرة أنا سألت بابا مش بسألك انتي…
رد عبد المنعم بحدة:دي مراتي يعني أنا وهي واحد…
انصدمت رهف من رده فقالت:طيب يابابا يعني ما هي ملك كانت بتقعد معاك علي طول،اشمعني دلوقتي؟
رد بجفاء:كبرت يا بنتي ومابقتش أستحمل زن وطلبات…
دمعت عيناها وقالت :ماشي يا بابا خلاص هترتاح مننا قريب…
قالت جميلة بخبث:لا هو مايقصد…
قالت رهف بإنكسار:عادي بقا،بعد اذنكوا…
سحبت ملك في يدها ودلفت إلي غرفتها لتتراكم همومها فوق بعضها و تنهار هي بالبكاء…
دلفت جميلة إليها بعد قليل لتعطي لها الغذاء وقالت:أنا ما أقصد أزعلك…
قالت رهف وهي تبكي:معلش أنا بقيت عصبية شوية…
قالت جميلة: ماتبكيش،كلي وسطحي شوي…
قالت رهف: ماشي…
خرجت جميلة وبدأت رهف بإطعام ملك وهي لم تتذوق طعم الزاد منذ يومان…
سمعت رهف صوت سيارة تُصف أسفل العمارة،ارتجف قلبها وخرجت للشرفة لتتأكد ، لتجد ظنها في محله،كادت أن تصرخ فهي مرهقة إلي أقصي حد ولم تعد تتحمل أي مضاعفات أو ضغوطات…
انتظرته لم يصعد حتي سمعت رنين هاتفها فوجدته يتصل،
أجابت:السلام عليكم…
رد عليها:وعليكم السلام،يلا انزلي…
_يا إبراهيم والله ما قادرة…
_بقولك إيه،انزلي عشان مفيش وقت،أنا واقف مستنيكي ومش هطلع…
_بس أنا ماينفعش أسيب موكا هنا…
_ليه؟
_كده،محدش هيستحملها…
_خلاص هاتيها معاكي…
استسلمت رهف وخرجت معه لتبدأ تلميحاته السخيفة عن رجوعهم وبدأ في شراء ما يعجبه لها من ملابس نوم وظلت رهف فقط تتوتر وتضغط علي أعصابها حتي انتهي اليوم أخيراً وترك إبراهيم ما ابتاعوه معها حتي لا تراه والدته وتسمعه ما لايطيق…
وجاء يوم زفاف عمر والذي انتظره العروسان والمقربون بفارغ الصبر ولكن بالنسبة لرهف كان من أصعب الأيام التي مرت عليها فحمل الكثير من المفاجآت و الأحداث……

زر الذهاب إلى الأعلى