مسلسل مطلقة تحت التهديد

الحلقه الرابعة عشر من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه

الحلقه الرابعة عشر من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه


الحلقة(14)

كانت رهف في غرفتها تحتضن جسدها بذراعيها يلتفا حول قدميها،وهي تبكي بشدة من قسوة البشر عليها وظلمهم،ظل تفكيرها يراوضها حتي طرأ علي فكرها “مراد”،كانت تود محادثته لتفهم لماذا فعل طارق ذلك ولكنها استشعرت الخوف من إبراهيم أن يعلم اتصالها به فأجرت اتصالاً آخر…
_ألو،أيوة يا رهف يا حبيبتي ازيك؟
ردت رهف باكية:مش كويسة خالص يا فرحة
،شفتي الندل الجبان عمل ايه؟
قالت فرحة بصدمة:جوزك؟ماله عمل ايه؟
_لا مش إبراهيم،قصدي علي طارق اللي بيشتغل عند أستاذ مراد…
اندهشت فرحة وقالت:طارق؟عمل ايه؟
أجابتها وسط شهقات بكاؤها:كنت برة من شوية،رجعت لقيته مع ابراهيم وبيتكلم معاه ،تخيلي قاله ايه؟
ردت بقلق:اتكلمي بسرعة يارهف قلقتيني؟
_الحيوان قاله اني كنت علي علاقة بأستاذ مراد،قال كلام وحش أوي يا فرحة…
شعرت فرحة بالصدمة فقالت:يا نهاره اسوح،
وبعدين جوزك عمل ايه؟
زادت شهقاتها ودموعها وهي تقول:بهدلني وضربني،بعد كل ده أطلع خاينة شفتي؟أنا ندمانة اني رجعتله يا فرحة بجد هموت مش طايقاه خلاص،ده غير اللي عمله فيا أول يوم جيت فيه بس أنا ماقلتش لحد خالص
،معرفش حس اني بعدت عن الناس كلها ومابقتش بثق في حد..
قالت فرحة بحنانها المعهود:ياحبيبتي اهدي بس بالله عليكي،ان شاء الله كل حاجة هتتحل،قلتلك يارهف الحل مش انك ترجعيله بس هقول ايه نصيبك وقدرك،بس الحيوان ده اللي اسمه طارق لازم يتربي ازاي يقول كده وكمان بعد اللي عملتيه معاه،ده ندل صحيح،بس أنا عارفة ايه اللي خلاه يقول كده؟
مسحت دموعها وأمعنت التركيز وهي تقول:هو في سبب يخليه يعمل كده؟
قالت فرحة بدون مقدمات:عشان مراد مشاه امبارح…
صدمت رهف وقالت:ايه؟طب ليه؟
_بصراحة يارهف مراد اتعصب أوي لما عرف انك ممكن مترجعيش الشغل تاني،فقال هيمشيه لأنه كان مستحمله عشانك بس…
_لاحول ولا قوة إلا بالله،يقوم يأذيني ويسوء سمعتي قدام جوزي،حسبي الله ونعم الوكيل…
_ربنا هينتقم منه عشان ربنا نهانا عن قذف المحصنات…طب يارهف وجوزك عامل معاكي ايه دلوقتي؟
_بعد اللي عمله قالي اطلعي اوضتك ومفيش خروج منها،يعني حابسني في البيت أو في السجن بمعني أصح…
_وبعدين يارهف هتسكتي،لازم تظهري حقك وتوضحيله براءتك كمان…
قالت وهي تبكي:معرفش هعمل ايه،بس هحاول أكلمه علي الله يرضي يكلمني أصلاً…
_ان شاء الله يا حبيبتي،وطمنيني عليكي وابقي قوليلي عملتي إيه…
_حاضر يافرحة،ان شاء الله…
_____________
لم تصبر فرحة كعادتها،مسكت هاتفها وأجرت اتصالاً بمراد الذي أجاب بخمول…
_ألو…
_أيوة يامراد انت كنت نايم؟
_أيوة يافرحة،في حاجة ولا إيه؟
تلجلجت في حديثها ثم قالت بتلعثم:لا خلاص بقا لما تصحي ابقي كلمني.
قال مراد بضجر:يابنتي اخلصي في ايه مالك؟
_لأ أنا كويسة بس في حاجة حصلت ولازم تعرفها الصراحة…
_حاجة إيه؟
_طارق اللي كان شغال عندك في المكتب…
قال مراد بحسم:مش هرجعه يا فرحة وخلاص بقا بطلي تجيبي سيرته،انسي…
قالت بتردد:لأ مقصدش بس أصل هو…
قاطعها قائلاً:ايه ماله؟
_أصله بصراحة بقا طلع ندل وجبان وراح لجوز رهف في بيتهم وقاله ان…
صمتت فرحة فاعتدل مراد مسرعاً من علي فراشه وهتف بها عبر الهاتف قائلاً:راحلهم البيت؟؟! وقال ايه اتكلمي يا فرحة؟
_قال انكوا كنتوا علي علاقة ببعض انت ورهف، وجوزها بهدلها وضربها وحابسها دلوقتي في أوضتها وهي منهارة ياعيني…
وكأن الأرض تحرقه كالرمال الملتهبة من حرارة الشمس،ظل يقفز في مكانه وهو يلعن في طارق ويسبه،عصفت به أفكاره لايدري ماذا يفعل وكيف يتصرف،ارتدي ملابسه وخرج من منزله،استقل سيارته وأخذ يجول بها في شوارع الإسكندرية تتضارب أفكاره وهو يفكر ما يجدر به أن يفعل،أخذته سيارته إلي المكتب،دلف إليه وأخذ يبحث في ملفات الحاسوب الخاص بطارق حتي عثر علي مايريد،سيرته الذاتية…
حينها حفظ العنوان المدون بها وهبط سريعاً ليستقل سيارته مرة أخري ويتجه ناحية منزل طارق،حتي وصل،ترجل من السيارة بخطوات سريعة،دلف إلي المنزل ليقف علي باب شقته،ظل يدق جرس الباب ويصفع عليه بشدة حتي فتح له بنفسه،وما ثانية إلا ولقي لكمة عنيفة كادت أن تحطم أسنانه
،دفعه بعدها إلي داخل شقته وانهال عليه ممسكاً رقبته وصاح به قائلاً:انت تعمل كدة،ترفص ولي نعمتك يا حيوان…
نطق طارق بصعوبة من تحت يدي مراد وقال بخبث:مش طردتني عشان خاطر الهانم،ورمتني في الشارع بعد ماخدمتك العمر كله،تستاهلوا أكتر من كدة…
زادت لكمات مراد وهو يقول بغضب مبالغ: ده ايه البجاحة دي،انت ايه يا بني آدم،خاف علي مراتك وبناتك يتقال عليهم زي مابتقول علي بنات الناس،ده جزاتها عشان سامحتك عاللي كنت ناوي تعمله فيها..
تحت صراخ زوجة طارق وبناته،فاق مراد من انفعاله واعتدل ممسكاً به وساحباً إياه إلي الخارج وهو يقول:هتيجي معايا دلوقتي وقدامك طريق من اتنين يا بيت مدام رهف تعترف لجوزها علي كل حاجة،يا اما القسم أعمل فيك محضر ومش هتترحم من تحت إيدي يا طارق الكلب…
ظلت زوجته تتوسل لمراد أن يتركه،حتي تسلل الرعب إلي قلب طارق وقال بلسان مرتعد:وحد الله يا أستاذ مراد،أنا غلطان ومستعد لأي حاجة،بس بلاش أقسام أبوس ايدك أنا عندي بنات عايز أربيهم…
_دلوقتي عرفت ان عندك بنات،قدامي…
سحبه إلي سيارته،ذهبوا إلي عنوان رهف بعد أن أجري مراد اتصاله بفرحة للتأكد من العنوان الذي وصفه طارق له خوفاً ألا يضلله…
وصلوا وترجلوا من السيارة،حتي وقفوا علي باب المنزل،وطرقوا علي الباب لتفتح وردة…
قال مراد بحدة:قولي لأستاذ إبراهيم في ناس عايزينك ضروري…
ركضت وردة مسرعة إلي مكتب إبراهيم لتخبره حتي
خرج إليهم مقتضباً جبينه لهيئة طارق الذي كان أفضل حالاً منذ قليل والآن أصبح وجهه كلاعب ملاكمة مهزوم…
قال إبراهيم بصوت أجش ونظرات ثاقبة لمراد:خير يا أستاذ؟مش سعادة البيه المدير بردو؟
قالها بتهكم أثار غضب مراد فرد بحدة قائلاً: أنا مش جاي أتكلم،هسيب الندل ده يعترفلك بكل حاجة…
فرك إبراهيم ذقنه بيده وقال بنظرات واعدة:ماشي اتفضلوا في المكتب…
دلفوا جميعاً إلي مكتبه حتي قال إبراهيم بغضب موجهاً حديثه إلي طارق:خير، عايز تقول ايه تاني؟
___________
وفي غرفتها،حدقت عينيها مستفهمة لما تقوله وردة…
_ايه رجع تاني؟
_أيوة يا هانم بس باينه مضروب علقة موت ومعاه واحد تاني كده بس ايه باشا وماسكه من قفاه بس الشرار هيطق من عينه…
شردت رهف قليلاً وهي تحاول تجميع ما قالته وردة حتي فاقت من شرودها واعتدلت في عجالة قائلة…
_خدي بالك من ملك…
_راحة فين يارهف هانم؟
_هنزل أشوف بيحصل ايه؟
_طب البسي طرحتك…
خبطت بيدها علي جبهتها وقالت:شاطرة يا وردة اتلخبطت خالص…
ارتدت اسدالها وهبطت علي الدرج في عجالة حتي وصلت لنهايته بالأسفل فبطأت خطواتها تماماً وهي تستمع لحديثهم المدوي وقد لمحت مراد من علي بعد فخفق قلبها بشدة،حتي تجمدت مكانها وهي تسمع اعتراف طارق ببراءتها لتنهال دموعها من مقلتيها بفرحة مكسورة…
لمحها مراد من داخل المكتب كاد أن يركض نحوها ويحتضنها،ولكنه تحكم بعواطفه وقال موجهاً حديثه لإبراهيم…
_أظن الحقيقة كدة بانت يا أستاذ إبراهيم؟
كان إبراهيم يهز برأسه ويزم شفتيه حتي أكمل خريطة وجه طارق بلكمة جديدة وهو يقول بغضب:لو شفت وش أمك صدفة بس كدة في الشارع،هكلك بسناني،امشي…
ركض طارق إلي خارج المكتب وقدماه تتعرقل في بعضها البعض حتي رحل…
تأسف إبراهيم إلي مراد،وشكره لتوضيح الأمر حتي استئذن مراد بالرحيل وخرج من المكتب لتتقابل عينيه بعينيها التي قالت له في صمت
“ماتسبنيش”…
نظر إليها بشوق يملأ حواسه ورحل سريعاً فما النظرة إلا لحظة،لكنها تحوي حديث ساعات…!
كانت تقف خلف الدرج تستشيط غيظاً من براءة رهف ولكنها وجدت في نظرة مراد لرهف ما يروقها فاحتفظت به لحين اشعار آخر…!
___________________________________________
ظلت مكانها حتي خرج من مكتبه ليجدها واقفة ودموعها تسيل علي وجهها الذي مازال عليه آثار صفعته القوية،اقترب منها ومسك بوجهها ليمسح دموعها ويقول…
_طلع ابن كدابة…
نظرت رهف للأسفل في صمت،حتي ظهرت فدوي من خلف الدرج لتقول بصوت مزعج انتفض له جسدهم…
_هو لسة في ناس كدة بتحب تأذي الناس؟
خطت نحوهم ورتبت بقوة علي ظهر رهف قائلة بخبث:الحمدلله يا حبيبتي ان ربنا أظهر براءتك،ده انتي زي الفل…
ابتسمت لها رهف وقالت:ربنا يخليكي ياطنط
،بعد اذنكوا…
انسحبت من بينهم وصعدت إلي غرفتها حيث تابعها إبراهيم ليسمع فدوي تقول له :اتقل يا حبيبي مش كدة،بالراحة أحسن تقع…!
وقف إبراهيم علي الدرج واستدار ناحيتها ليقذف لها قبلة في الهواء،ثم ركض سريعاً إلي رهف…
____________________________________________
انطلق بسيارته مرة أخري ولا تغيب عن باله نظرة عينيها الحزينة المغرورقة بالدموع، شعر بأنها تناديه،تتوسله وتستنجد به،ظل يضرب مقود سيارته بيده بعنف حتي آلمته،
قال لها وكأنه يحدث شخصاً أمامه”تستاهلي تتوجعي وتستاهلي القطع عشان تسلمي علي البني آدم ده”،ما أن وصل منزله حتي ألقي بجسده علي الفراش منهكاً من التفكير،حتي أنه لم يشعر كيف أتاه النعاس…
_______________
كانت سلوي في جامعتها طوال اليوم ومن بعدها ذهبت إلي إحدي صديقاتها من الجامعة فلم تشهد ما حدث طوال اليوم
،وحينما أتت أخبرتها وردة كالعادة بكل ماحدث لرهف من عجائب وغرائب…
كانت تود الصعود إليها في غرفتها ولكن علمت ان رهف ليست بمفردها في الغرفة وكان معها إبراهيم
فامتنعت عن ذلك إلي وقت آخر…
______________________________________________
مرت الأيام ثقيلة علي الجميع ،حتي جاء يوم خطبة سارة ومروان،لم تعد رهف تتأثر بعلاقتهم و أصبحت بالنسبة إليها أمر عادي، قد يكون حبها القوي لسارة أنساها كل ما حدث،أو قد يكون لم يحدث شيئاً من الأساس…
في بداية ذاك اليوم كانت فدوي وسلوي في طريقهم إلي زيارة أحد أقاربهم في بلدة أخري بعيدة عن الإسكندرية مما أخذت وردة عطلة يومية…
استئذنت رهف من إبراهيم للذهاب إلي خطبة سارة فقال بصدر رحب…
_براحتك يا حبيبتي…
قالت له في توتر:بس كنت عايزة حاجة كمان،بصراحة عايزة أبات هناك عند بابا يوم يعني عشان أقعد مع البنات شوية بعد الفرح،وفرصة يعني ماحدش هنا…
قال بإبتسامة غير معهودة: ماشي ياحبيبتي
،خدي راحتك…
ابتسمت قائلة:متشكرة أوي يا إبراهيم…
ذهبت من بداية اليوم لتكن مع سارة في تحضيرات الخطبة حيث دلفت أولاً إلي منزل والدها الذي قال…
_ازيك يا بنتي،عاملة ايه؟
قالت رهف بحزن:الحمدلله يا بابا،يعني فكرت تتصل بيا من ساعة مامشيت ولا تسأل عني؟
قال بهروب:معلش يا بنتي والله مشاغل،وبعدين قلت أسيبك مع جوزك تتهنوا كام يوم من غير ازعاج…
شردت قائلة:اتهنيت فعلاً!
قالت جميلة:اتوحشتك كتير حبيبتي كيفك؟
ردت رهف بإبتسامة باهتة:الحمدلله…
ثم أطرقت في حديثها قائلة:خلاص مادام وحشتك هبات معاكوا النهاردة بقا،وبالمرة أقعد مع سارة وعبير شوية…
التفتت جميلة إلي عبد المنعم الذي شحب وجهه،فقالت رهف عاقدة حاجبيها:أيه مالكم؟
قال عبد المنعم في توتر:أصل طنطك جميلة كانت عايزة تغير شوية في الشقة ،فبعنا أوضتك وجبنا مكانها سفرة!
تبلمت رهف ثم قالت:طنطي؟ ليه يا بابا علي أساس اني خلاص مابقتش هاجي هنا وأبات معاكوا…
قالت جميلة بخبث:لاحبيبتي مانقصدش بس تغيير حلو…
أومأت رهف برأسها قائلة بأسي :اه صح التغيير حلو،ماشي
بعد اذنكم…
صعدت رهف مع ملك وهي تشعر انها أصبحت ثقيلة علي والدها،
لم يعد لها شئ في ذلك البيت…
أقيم الحفل في حدود العائلة،كانت سارة بفستانها الوردي وفي كامل فرحتها ومروان الذي كان يختلس دائماً النظرات إلي رهف التي لم تعد تتأثر بشئ…
انتهي الحفل لتعود رهف أدراجها إلي منزلها بعد أن أصبح منزل والدها لا يسعها هي وابنتها،دلفت المنزل بهدوء حيث كانت تحمل ملك النائمة،لم يكن هناك أحد،صعدت الدرج وفتحت غرفتها لتجد ما لم تتوقع رؤيته،مشهداً يشيب له الرأس،شعرت بأن نبضات قلبها توقفت فجأة،جسدها أصيب بالشلل المؤقت،رجة قوية أعلي رأسها جعلتها تصرخ صرخة مدوية…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى