زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الثامنة من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الثامنة من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل الثامن

اعتلت الدهشة ملامح وجهها وهي تقول في دهشة:مين بقى حضرتك?

الشاب:اسمحيلي اعرفك بنفسي…أنا اسمي عصام شاكر كنت بشتغل محاسب في الفرع بتاع شركة والد حضرتك في القاهرة…الفرع اللي أستاذ شريف مسئول عن إدارته…تسمحيلي اخد من وقت حضرتك شوية عشان فيه موضوع مهم لازم اتكلم مع حضرتك فيه

شيرين:بخصوص إيه بالظبط?

عصام:بخصوص حاجات كتير اوي تهمك وبصراحة ضميري ما يسمحليش إني اسكت عليها…تسمحي توافقي علي عزومتي لحضرتك ف الكافية اللي هنا قريب من الشركة عشان اشرح الموضوع بالتفصيل لحضرتك

صمتت شيرين لحظات لتفكر وهي تحاول تخمين هذا الموضوع الذي يريد هذا العصام أن يحادثها بشأنه…لاحظ ترددها فدس يده في جيبه وأخرج حافظة نقوده ثم أستخرج منها بطاقته الشخصية ومد يده بها إلي شيرين التي قالت في دهشة:إيه ده?

عصام:دي بطاقتي بس عشان تتأكدي من كلامي وعشان تطمني…ارجوكي يا انسة شيرين أنا لازم اتكلم معاكي ضروري جدا…صدقيني أنا مش هاعطلك كتير

أجابته في تردد:ماشي بس بسرعة لو سمحت عشان ورايا شغل

ابتسم قائلا:متشكر اوي انك وافقتي…اتفضلي معايا

***********************************

داعبت أنامله وجنتها برقة فاستيقظت علي اثر ذلك…فتحت عينيها لتجده ينظر الىها وعلي وجهه إبتسامة عذبة…ابتسمت بدورها هي الأخري وهي تقول في عذوبة:صباح الخير

أجابها قائلا:صباح النور على أجمل عيون شافتها عنيا

يمنى:لا…أنا مش اد الكلام الحلو ده كله

عمرو:يا حبيبتي الكلام الحلو ده اتوجد عشان يتقال ليكي انتي وبس…ده أنا لو بعرف اكتب شعر كنت كتبته للعيون الحلوة اللي سحرتني من أول نظرةدي…بس يا خسارة كبيري اكتب مذكرة دفاع وبس…بقولك ايه مش يلا بقى عشان تلحقي مشوارك…يلا عشان اوصلك قبل ما اروح شغلي

يمنى:حاضر يا حبيبي ثواني وأكون جاهزة

عمرو:أنا هاخد دش على ماتجهزي

دخل عمرو إلى الحمام ليأخذ دشا ساخنا قبل أن يقوم بتوصيل يمنى لمنزل أسماء صديقتها…تمددت يمنى علي الفراش واغمضت عينيها وشردت وهي تتذكر احداث ليلة الأمس…حين عاد من عمله ليجدها نائمة في الفراش وقد اولت ظهرها للباب…اقترب منها واحاطها بذراعيه من الخلف قائلا:

“فلاش باك”

عمرو:حبيبتي انتي نمتي…ينفع كده ارجع من شغلي مالاقيكيش مستنياني

لم تجبه يمنى وظلت علي هذا الوضع وهي تنظر للجهة الأخرى وتتظاهر بالنوم…كان يدرك انها مستيقظة ولكن يبدو انها مازالت غاضبة بسبب رفضه السماح لها بالذهاب لعقد قران أسماء

عمرو بإبتسامة:ده انتي عملاها زعلة بقي

استفزتها جملته الأخيرة فاستدارت ونظرت إليه ليرى أثر الدموع في عينيها وقالت في أسى:وانت شايف انها حاجة ما تستاهلش إني ازعل طبعا

اقترب منها ومسح علي شعرها بحنان قائلا:طيب حقك عليا…بجد ماكنتش اعرف ان الموضوع ده يفرق معاكي اوي كده …عشان خاطري اوعي اشوف الدموع دي ف عيونك مرة تانية…أنا ماقدرش اتحمل دموعك دي ابدا مابالك بقى لو كنت أنا السبب فيها….تقدري تطلبي مني التعويض اللي انتي عايزاه وأنا تحت أمرك…يمني اطلبي مني انك تروحي أي حتة ان شاءالله تطلعي القمر حتي هاقولك ساعتها ما ينفعش لأن القمر نزل من السما وقاعد جنبي اهوه

يمنى:انت بقى فاكر انك هتضحك عليا بالكلمتين بتوعك دول

عمرو:ماخلاص بقى يا حبيبتي قلتلك آسف وآخر مرة اعملها واي مكان عايزة تروحيه بعد كده انا ماعنديش مانع…طيب إيه رأيك كمان أن أنا عندي ليكي فكرة كويسة…إيه رأيك تاخدي هدية كويسة لأسماء وتروحيلها البيت وتباركيلها وتعتذريلها انك ماقدرتيش تيجي …وأنا بنفسي هاوصلك قبل ما اروح شغلي…ها يا حبيبتي لسه زعلانة برضه?

يمنى:يعني مش زي الأول طبعا بس لسه مضايقة شوية

عمرو:طيب لو قلتلك ان عندي ليكي خبر حلو تسامحيني?

يمني:والله ده يتوقف على الخبر اللي هتقوله

عمرو:لا لو علي الخبر يبقى أنا متأكد انك سامحتيني خلاص

يمني:طيب قول بقى أما اشوف

ابتسم وقال ممازحاإياها:طيب اتحايلي عليا شوية الأول

وكزته في كتفه قائلة:يا عمرو قول بقى وبطل غلاسة

عمرو:أمري لله…انتي يا ستي نجحتي وطلعتي الأولي زي كل سنة…إيه رأيك بقى ف الخبر ده?

لم تستطع إستيعاب الخبر بسرعة فقالت مستفهمة:هي النتيجة ظهرت?

عمرو:مش عيب عليكي تسألي السؤال ده وانتي مرات دكتور عمرو الألفي …طبعا لسه بس خلاص ادامها يومين وتظهر

قفزت من مكانها وهي تصفق بيديها كالأطفال ثم لفت ذراعيها حول رقبته قائلة بفرح:متشكرة اوي يا حبيبي متشكرة اوي

عمرو:لا انا كده متأكد انك سامحتيني…وبالمناسبة الحلوة دي أنا عازمك على العشا الليلةدي…يلا غيري هدومك بسرعة عشان نخرج

ابدلت يمني ملابسها وخرجت مع عمرو الذي توقف بالسيارة أمام أحد المطاعم الفاخرة ثم ترجل من السيارة وفتح لها الباب قائلا وهو يشير بيده في حركة مسرحية:اتفضلي يا مولاتي

ترجلت من السيارة هي الأخرى وهي تبتسم في سعادة…دلفا معا إلي داخل المطعم لتفاجأ يمنى باخلو المطعم من الرواد …. ولكنها وجدته ممتلأ بالورود والبالونات في كل مكان…اقترب عمرو من إحدي الطاولات التي وضعت عليها بعض الشموع بعناية فائقة وسحب لها المقعد قائلا بحب:اتفضلي يا حبيبتي

يمنى:هو ليه مافيش حد هنا غيرنا

عمرو:يا حبيبتي المكان ده كله النهاردة بتاعنا احنا الاتنين وبس…أنا حجزته عشان احتفل معاكي بمناسبة نجاحك اتفقت معاهم على كل اللي انتي شايفاه ده

دمعت عيناها في سعادة ولم تستطع سوى أن تتفوه بكلمة واحدة :بحبك

أجابها قائلا بإبتسامة:يا حبيبتي أنا عديت مرحلة الحب دي من زمان

يمنىبدعاء:ربنا مايحرمنيش منك ابدا

بعد قليل جاء النادل وهو يدفع أمامه إحدي العربات وقد وضعت عليها تورتة كبيرة الحجم …وضعها على الطاولة أمامهما وانصرف

يمنى:ده أنا علي كده بقى هابقى اطلب منك تزعلني علطول

ابتسم لها وقال برقة:مش أنا سبق وقولتلك لو اخترتيني عمرك ماهتندمي علي اختيارك ده

“باك”

خرج عمرو من الحمام ليجدها مازالت في الفراش فقال بجدية:معقول يا يمني كل ده ولسه مالبستيش

يمني:أنا اسفة معلش سرحت شوية …حالا وأكون جاهزة

****************************************

شيرين:بداية كده قبل مانتكلم ف أي حاجة …أنا عايزة اعرف انت عرفتني ازاي مع إني عمري مارحت الفرع بتاع القاهرة قبل كده…وعرفت منين إني جاية الشركة النهاردة مع إن ده أول يوم ليا

قال عصام موضحا:عرفت حضرتك ازاي فدي بسيطة جدا …أنا سبق وشفت حضرتك قبل كده يوم فرح الأستاذ شريف…وعرفت منين انك جاية الشركة النهاردة …فده لإني ببساطة رحت الفيلا قبل ما آجي على هنا وسألت على حضرتك او مدام فيفي …وهناك الشغالة قالتلي إن مدام فيفي سابت الفيلا ومايعرفوش راحت فين وقالولي إن حضرتك جاية الشركة النهاردة فجيت وراكي على هنا ولحقتك وانتي بتدخلي

شيرين بضيق:ممكن افهم إيه حكاية حضرتك حضرتك دي..من الواضح ان حضرتك اكبر من حضرتي فممكن تبطل تقولي كلمة حضرتك دي

عصام :خلاص لو مزعلاكي كلمة حضرتك دي بلاش منها خالص

شيرين:بس للدرجةدي الموضوع اللي عايزني فيه ده مهم اوي كده لدرجة انك عمال تلف ورايا من الشركة للفيلا والعكس

عصام:أنا هاحكيلك واسيبلك انتي الحكم فى النهاية

شيرين:اتفضل اتكلم أنا سامعاك

بدا عليه الإرتباك وهو لا يدري من أين يبدأ حديثه معها…ولكن ليس هناك بد من ان يحكي لها…استجمع أفكاره أخيرا وقال بجدية:الحكاية بإختصار بدأت من حوالي كام شهر كده…أستاذ شريف ابتدى يعمل حاجة غريبة اوي ف الشغل

شيرين بإهتمام:حاجة إيه دي?

عصام:ابتدى يحرق بضاعة بكميات كبيرة اوي لدرجة اننا كلنا كنا مستغربيين هو بيعمل كده ليه

بدت علامات عدم الفهم واضحة على وجهها فسألته قائلة:يعني إيه يحرق بضاعة?يولع فيها يعني!

ارتسمت إبتسامة خفيفة علي ثغره سرعان ما أخفاها …ولكنها شعرت بالغضب لسخريته من سؤالها فقالت بغضب ظاهر:ممكن افهم حضرتك بتضحك على إيه?

قال معتذرا:أنا اسف بجد …بس اصل أنا تخيلت إن حضرتك فاهمة الكلام ده بما إن والدك الله يرحمه واخوكي رجال اعمال يعني…عموما أنا أسف مرة تانية لو ضايقتك وهاشرحك ببساطة يعني إيه يحرق بضاعة…يحرقها يعني يبيعها بسعر أقل من سعرها ف السوق…وأحياناً أقل كمان من تكلفتها

شيرين بإندهاش:تقصد تقول يبيعها بخسارة يعني

قال مؤكدا علي كلامها:بالظبط كده

شيرين:طيب وايه اللي يخليه يخسر ف البضاعة بالشكل ده?

عصام:هو ف الحقيقة ماكانش خسران حاجة …الخسارة الفعلية كان بيخسرها نجيب بيه مش أستاذ شريف

شيرين:هما مش الاتنين نفس الشركةرضه ولا انا غلطانة

عصام:أن هاشرح لحضرتك نظام الشغل كان ماشي ازاي عندنا ف الفرع…نجيب بيه كان بيشتري البضاعة ويسدد تمنها للموردين من الشركة الأم هنا ف اسكندرية ويبعتها الفرع عندنا هناك واحنا بدورنا بنسلمها للعملا اللي بيسددوا تمنها لأستاذ شريف…يعني بإختصار لو باعها بأي مبلغ فهو كسبان فيها لأنه مش هو اللي دفع تكلفتها أصلا

شيرين:عشان كده بيبيعها بسعر أقل عشان يبيع كمية أكبر…طيب مش المفروض ان فلوس البضاعة بتتورد للشركة الأم هنا بعد شريف ما يستلمها من العملا

عصام:قبل موت نجيب بيه احنا ماكانش عندنا فكرة إذا كان أستاذ شريف بيورد الفلوس فعلا ولا لأ…هو كان بييجي يقولنا ان (س) من العملا سدد مديونيته ويطلب مننا نثبت ده ف الدفاتر لكن هل العميل ده سدد فعلا ولا لأ مانعرفش…لكن بعد موت نجيب بيه اكتشفت ان أستاذ شريف ماكانش بيورد حاجة

شيرين:عايز تقول ان شريف كان يبيع بضاعة الشركة وياخد تمنها لحسابه

عصام:مش كده وبس

شيرين بتهكم:هو لسه فيه حاجة تانية

عصام:حاجات للأسف مش حاجة واحدة

شيرين برجاء: ارجوك كفاية كده…أنا مش عايزة اسمع اكتر من كده

عصام:حتى لو قلتلك ان أستاذ شريف كان سبب غير مباشر ف وفاة والد حضرتك الله يرحمه

ارتسمت علامات الذهول والصدمة علي وجهها وهي تستمع لعبارته الأخيرة فقالت بإهتمام:انت بتقول إيه?

عصام بأسى:دي الحقيقة بكل أسف…الكلام اللي قاله أستاذ شريف عن الوضع المالي للشركة كله كدب ف كدب…الوضع المالي للشركة فوق الممتاز والشركة مافيش عليها أي ديون

شيرين بذهول:طيب والورق والدفاتر والمحامي كلهم كدابيين برضه

عصام:لو انتي فاكرة كويس أستاذ شريف رجع القاهرة بعد أيام العزا التلاته ماخلصت…وطلب مننا كمحاسبين للفرع اننا نجمع كل الدفاتر اللي تخص الشركة ونسلمهاله ونعمل دفاتر جديدة بأرقام وحسابات وهمية تأكد علي ان الشركة على وشك الإنهيار…ونفس الكلام عمله مع الشركة الأم هنا ف اسكندرية…وده سبب إني قدمت إستقالتي من الشركه عشان ما اشاركش ف المهزلة دي…أما اللي وافقوا فمعظمهم وافق تحت تهديد من أستاذ شريف بقطع عيشهم من الشركة

كانت دموعها تتساقط في تتابع وهي تستمع لكلماته كشلال فاضت مياهه…بدت وكأنها تحدث نفسها قائلة في صوت خفيض:يعني انت عايز تفهمني ان أخويا خلص عزا بابا ورجع القاهرة عشان يخطط ازاي يسرقني! طب وكلام المحامي وأستاذ سمير …معقول يكونوا هما كمان اشتركوا معاه ف التزوير!

عصام:بالنسبة للمحامي أنا ماقدرش أحدد هو عمل معاه إيه بالظبط?لكن بالنسبة لأستاذ سمير فأنا متأكد إنه لا يمكن يكون مشترك معاه في الجريمة دي…أنا عارف أستاذ سمير كويس من خلال تعاملي معاه…هو الموضوع فيه حلقة مفقودة للأسف مش عندي

شيرين:طيب وبابا كان فين من ده كله…ازاي كان بيعمل كده وبابا عايش ?

عصام:هو ف الأول كان بيوهم نجيب بيه ان الفلوس دي متأخرة عند العملا لكن نجيب بيه كان شاكك ف تصرفاته بس ما كانش عنده دليل…لحد ما…….

حثته شيرين علي المتابعة قائلة:لحد ما إيه ماتكمل

عصام بتردد:في الحقيقة هو ده الجزء اللي ماكنتش حابب اتكلم فيه ومتردد جدا إني احكيلك عنه…بس أنا عاهدت ربنا اني اقولك على كل حاجة واسيبلك انتي الحكم..نجيب بيه كلف واحد زميلنا ف الشركة انه يتابع أخبار أستاذ شريف أول بأول ويبلغه بيها…وف اليوم اللي نجيب بيه مات فيه زميلنا ده كان مسافر اسكندرية قبلها عشان يقابله واللي عرفته انه كان آخر واحد نجيب بيه الله يرحمه قابله ف مكتبه قبل ما يروح تعبان ونعرف بعدها إنه مات

شيرين:ليه?هو قال إيه لبابا بالظبط?

اطرق عصام برأسه ولم يجيب فأردفت قائلة ودموعها مازالت تتتابع:اتكلم قولي زميلك ده قال لبابا إيه

شعر عصام بالأسى من أجلها فقال مهدئا:طيب ممكن لو سمحتي تبطلي عياط عشان ما احسش بالذنب إني حكيتلك…وبعدين مش قادر اكمل وأنا شايف دموعك دي

شيرين:ماتحاولش تغير الموضوع …قولي بقى هو قاله إيه?

عصام:قاله الحقيقة اللي اكتشفها واتأكد منها

شيرين بنفاذ صبر:اللي هي إيه بقى ?

عصام:اللي هي أن أستاذ شريف عنده شركة ومصنع بتوعه ماحدش يعرف عنهم حاجة لأنه كاتبهم بإسم واحد صاحبه ومشاركه من الباطن وأكيد واخد عليه ورق يثبت حقه …وصاحبه ده مجرد واجهة مش أكتر

شيرين وهي مازالت على نفس الحالة من البكاء:أنا كنت متأكدة ان فيه حاجة غلط بس عمري ماتصورت أنها تكون بالبشاعة دي…ثم نظرت إليه بشك قائلة:لأ…انت كداب…انت اكيد بتكدب عليا…انت كنت شغال ف الشركة وعملت حاجة غلط فشريف رفدك حبيت تنتقم منه فألفت الفيلم ده…مش هي دي الحقيقة…اتكلم انطق قول ان ده هو اللي حصل

عصام:إهدي يا أنسة شيرين …إهدي ارجوكي الناس بتبص علينا…ثم مد يده إليها بكوب الماء الموضوع على الطاولة قائلا برجاء:لو سمحتي اشربي واهدي شوية

علا صوت نحيبها وهي تقول في توسل:ارجوك قولي انك كداب …قول انك فاهم غلط…قول أي حاجة ماتسيبنيش كده حرام عليك…قول أي حاجة غير ان أخويا حرامي ومزور

عصام:لو ده هيخليكي تهدي وتبطلي عياط يبقى اعتبريني بكدب…اعتبري انك ماسمعتيش حاجة من أصله

شيرين:بالبساطة دي! انت لازم تثبتلي ان كلامك اللي قلته ده مش كدب

عصام:أنا كنت عامل حسابي على حاجة زي كده …أنا جايب معايا صور الدفاتر الأصلية بتاعة الشركة …اخرج من حقيبته بعض الأوراق وفلاشة كمبيوتر ومد يده بها إلي شيرين اقائلا:دي صور الدفاتر الأصلية أنا صورتها قبل ما شريف يستولي عليها ودي فلاشة عليها نفس البيانات الأصلية للشركة قبل طبعا ما شريف يفرمط كل البيانات …وده الكارت بتاعي فيه رقم تليفوني عشان لو حبيتي ترفعي قضية تزوير واحتاجتيني عشان اشهد معاكي أنا تحت أمرك…بس نصيحة مني يا ريت تحاولي تحلي الموضوع معاه بشكل ودي لأنه للأسف مش هو لوحده اللي هيتسجن…ياريت تفكري ف الموظفين الغلابة اللي مالهمش ذنب وهيروحوا معاه ف الرجلين…كل غلطتهم انهم وافقوا تحت ضغط ان عيشهم يتقطع…أنا طبعا مش بحاول ابرر اللي هما عملوه…لكن بقولك بس ياريت تفكري فيهم

قامت شيرين من مكانها وهي تصرخ في إنفعال :أنا لازم اروحله دلوقتي حالا …لازم اواجهه باللي عرفته…فين عربيتي لازم اتكلم معاه حالا

امسكها عصام من ذراعها ليستوقفها قائلا:استني بس يا أنسة شيرين…ازاي بس هتسوقي العربية وتسافري بيها من اسكندرية للقاهرة وانتي ف الحالة دي?

مسحت وجهها بكفبها وقالت في إصرار:أنا بقيت كويسة وهابقى كويسة اكتر لما اروحله دلوقتي و اتكلم معاه

عصام:طيب استني بس …أنا كده كده كنت راجع القاهرة دلوقتي…إيه رأيك تديني مفاتيح عربيتك واسوق أنا وتركبي اوصلك للشركة

نظرت إليه وقالت في حدة:لا طبعا…ماينفعش اركب معاك العربية لوحدنا

ظل يفكر لبرهة ثم اهتدى للحل فقال بجدية:طيب أنا عندي حل…أنا جاي الصبح ف القطر من القاهرة لإسكندرية …إيه رأيك ناخد تاكسي لحد المحطة ومن هناك نركب القطر اللي انا جيت فيه وتسيبي عربيتك لحد من الشركة يروحها

شيرين بإستسلام:ماشي موافقة

عصام:ثواني اوقف تاكسي وارجعلك

********************************

أمام مبني الشركة بالقاهرة نزلت شيرين من التاكسي الذي استقلته من محطة القطار وبصحبتها عصام الذي كان يريد ان يصحبها للداخل لكنها رفضت خشية أن يعرف شريف بأن عصام هو من اخبرها بتلك المعلومات فيسعى للإنتقام منه…امتثل عصام لطلبها ولكنه رفض المغادرة حتى يطمئن عليها …وقف أمام مبني الشركة في إنتظار خروجها…كاد القلق أن يفترسه وهو مازال واقفا أمام الشركة منتظرا إياها…إلا ان رأها تخرج اخيرا ولكن بحال أسوأ من التي دخلت عليها…كان يبدو عليها الإنهيار التام…اقترب منها قائلا بقلق:أنسة شيرين انتي كويسة

لم تجبه شيرين فقد أغشي عليها لتلتقطها ذراعيه قبل أن تسقط أرضا وهو يصرخ في جزع:شيرين

****************************************

كانت تدلف إلى داخل البناية التي تقع بها شقتها…حين لاحظت وجود البواب وبصحبته شاب وفتاة أمام الشقة المقابلة لشقتها…تلك الشقة المغلقة منذ اشتراها صاحبها الذي لا تعرفه…اقتربت منهم قائلة بإبتسامة:مساء الخير

اجابتها الفتاة قائلة:مساء النور

التفتت إلى البواب قائلة:مين دول يا عم رزق?

البواب:ده الأستاذ عماد ودي خطيبته الأستاذة أسماء اللي هيسكنوا في الشقة اللي ف وش شقة حضرتك

ابتسمت لهم قائلة:مبروك…انتو هتتجوزوا قريب خلاص

أسماء:احنا مكتوب كتابنا وفرحنا إن شاءالله كمان شهرين وجايين عشان نتفرج على الشقة عشان نبتدي فيها التشطيبات ونجهزها

المرأة:ربنا يتمملكوا بخير…أنا جارتكوا ف الشقة اللي قصادكوا علطول…مطلقة وعايشة لوحدي وبشتغل موظفة ف شركة دعاية واعلان واسمي مشيرة…………

زر الذهاب إلى الأعلى