زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الخامسة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الخامسة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل الخامس عشر

ما إن خطت أولى خطواتها داخل مكتبها هذا الصباح حتى حدقت فيها مني بدهشة…ظلت لفترة تتأملها من رأسها حتى إخمص قدميها ثم صاحت فيها قائلة:مش انتي مشيرة برضه ولا أنا بيتهيألي?ثم استطردت قائلة بدهشة أكبر:ايه اللي انتي عاملاه ف نفسك ده يا مشيرة?

اطلقت مشيرة ضحكة مدوية ثم أجابتهاوهي تدور حول نفسها قائلة:مشيرة بعد التعديل…إيه رأيك ف النيولوك ده?

اجابتها منى قائلة بتهكم:ماقولتيليش قبل كده انك ناوية تشهري إسلامك يعني

مشيرة ضاحكة:احترمي نفسك…هو أنا كنت كافرة ولا حاجة

مني موضحة:لا ما اقصدش طبعا…أنا اقصد انك ماقولتيليش انك ناوية تغيري إستايل لبسك لأ وكمان تتحجبي…إيه طلعت ف دماغك كده مرة واحدة

مشيرة:لزوم الشغل يا عبيطة

مني بدهشة:شغل إيه ده…ما احنا بقالنا سنين بنشتغل ف الشركة وعمر ماحد طلب مننا اننا نتحجب …اشمعنا النهاردة يعني?

ابتسمت مشيرة قائلة:ماتبطلي السذاجة اللي انتي فيها دي…ده لزوم التخطيط والرسم…كيف تصطادين رجلا يا هبلة انتي

وضعت منى يدها على فمها لتكتم شهقتها ثم ازالتها قائلة:يخرب عقلك يا مشيرة…يعني يوم ماتلبسي الحجاب تلبسيه عشان توقعي بيه راجل…مش عشان خاطر ربنا

مشيرة بلا مبالاة:الله…مش المهم إني لبسته وخلاص

منى بإستنكار:لأ طبعا يا فالحة…إنما الأعمال بالنيات

مشيرة:اوعي تكوني غيرانة مني عشان أنا لبسته وانتي لأ

مني :انتي حتصدقي نفسك ولا إيه?…ثم أنا صحيح نفسي البسه وبدعي ربنا يهديني ليه…لكن يوم ما اعمل كده لازم أكون مقتنعة بالخطوة دي من جوايا عشان مش يومين واقلعه وقبل كده طبعا يكون عشان خاطر ربنا وبس

مشيرة بإمتعاض:متشكرين اوي يا شيخة منى علي النصايح الهايلة دي

منى:قوليلي يا مشيرة …فيه سؤال واقف ف زوري عايزة أسألهولك…لو حصل واللي انتي بتخططيلوا ده نجح واتجوزتي عمرو حتعملي ايه بعد الجواز …ناوية على إيه معاه يعني?

تنهدت مشيرة وقالت بأسى:على كل خير…صدقيني يا منى انا ناوية اكون زوجة محترمة ومخلصة لجوزها وعمري ما حافكر أخدعه أو أخونه…أصل عمرو ده هو الوحيد اللي قابلته فيه كل الصفات اللي انا بتمناها في أي راجل

أجابتها منى ساخرة:ده على أساس انك كده مش حتخدعيه مثلا.

مشيرة:صدقيني أنا ناوية أقوله على الحقيقة بس بعد فترة…لما اتأكد انه بقى بيحبني ومايقدرش يستغنى عني ساعتها حأقوله اللي انا مخبياه عنه عشان اضمن انه حيسامحني

منى بنفاذ صبر:انتي حرة يا مشيرة…أنا اصلا تعبت من كتر ما بانصحك…تعرفي يا مشيرة انا ساعات بسأل نفسي أنا إيه اللي مصبرني عليكي ومخليني مصحباكي لحد دلوقتي

اقتربت منها مشيرة وطبعت قبلة على وجنتها قائلة بمرح:عشان بتحبيني زي مابحبك يا منمن…سلام بقى…انا ماشية مش عايزة مني حاجة?

مني بدهشة:انتي كنتي جاية ف إيه وماشية ف إيه?

مشيرة:انا كنت جاية استأذن النهاردة وماشية علطول

مني:وعلى فين العزم إن شاءالله

مشيرة:رايحة الملعب عشان ابتدي اللعب على اصوله

منى :أنا مش فاهمة حاجة

مشيرة :افهمك وامري لله…أنا عرفت يا ستي ان عمرو كل يوم ف نفس المعاد ده بيبقى موجود ف الكافيه اللي جنب العمارة اللي فيها مكتبه بيشرب قهوته هناك كل يوم ف نفس المعاد ماعدا الأيام اللي بيكون عنده فيها محكمة

منى:آه قولتيلي بقى…طيب بالسلامة يا اختي

مشيرة وهي تغادر المكتب :الله يسلمك يا اختي

**************************************

كان جالسا أمام إحدي الطاولات في ذلك المكان الذي اعتاد تناول قهوته فيه يوميا…حين اقتربت من طاولته مدعية محاولة تذكره…وقفت أمام الطاولة قائلة بهدوء:مش حضرتك برضه دكتور عمرو الألفي المحامي ?

عمرو:أيوه أنا يافندم…أي خدمة?

مشيرة:هو حضرتك مش فاكرني

بدا انه يحاول التذكر لكنه مالبث ان قال أسفا:انا اسف يا فندم…مش واخد بالي الحقيقة

مشيرة:أنا مشيرة عبد الحميد…كنت بآجي لحضرتك المكتب من حوالي سنتين ونص او اكتر شوية عشان حضرتك ترفعلي قضية طلاق على جوزي اللي كان محبوس ف قضية إختلاس.

عمرو وقد تذكرها بالفعل:ايوه ايوه افتكرت حضرتك…انا اسف عشان ماعرفتكيش من الأول بس حضرتك يعني اتغيرتي شوية عشان كده ماعرفتكيش.

مشيرة وهي تنظر إلي ملابسها:آه اصل انا الحمد لله التزمت واتحجبت من فترة طويلة

عمرو:طيب كويس…الف مبروك

مشيرة:الله يبارك ف حضرتك…تسمحلي بسؤال أخير قبل ما امشي

عمرو:طيب حضرتك اتفضلي اقعدي اطلبلك حاجة بدال ما انتي واقفة واسألي براحتك

اعتذرت مشيرة قائلة بأدب:انا اسفة بس ماينفعش نقعد انا وحضرتك لوحدنا كده وحضرتك مش من محارمي

عمرو بحرج:بس ده مكان عام يعني

مشيرة:برضه ماينفعش…انا بس كنت عايزة اعرف هو حضرتك بتيجي هنا كتير?

عمرو:ايوه حضرتك عارفة ان مكتبي قريب من هنا …فانا متعود آجي اشرب قهوتي هنا كل يوم ودي كمان ترابيزتي المفضلة…ده طبعا ف غير الأيام اللي بيكون عندي فيها محكمة

مشيرة :غريبة دي…اصل انا كمان شغالة ف شركة قريبة من هنا ومتعودة آجي هنا كل يوم بس دي أول مرة اشوف حضرتك…عموما دي فرصة سعيدة جدا يا دكتور عمرو…ثم نظرت إلى ساعة يدها واردفت قائلةبقلق مصطنع:يا خبر ده الكلام خدني ونسيت معادي ف دار التحفيظ

عمرو بإنبهار:هو حضرتك كمان بتحفظي قرآن?

مشيرة:لا حضرتك انا حفظته من زمان …انا بروح الدار عشان احفظ الأولاد اللي هناك وادرس علم شرعي كمان

عمرو:ماشاء الله…ده من الواضح كده ان حضرتك اتغيرتي تغيير جذري

مشيرة:الحمد لله ان ربنا سبحانه وتعالى من عليا بنعمة الإلتزام…والله يا دكتور عمرو انا وقفت مع نفسي كده وقلت لو حصل يعني واتجوزت تاني وربنا اكرمني بولاد حاربيهم ازاي تربية إسلامية صحيحة وانا جاهلة بامور ديني…فكان لازم اتعلم العلم الشرعي اللي انفع بيه نفسي واولادي بعد كده…وكمان عشان لما اكون إنسانة صالحة ربنا يرزقني بزوج صالح يتقي ربنا فيا…مش ربنا سبحانه وتعالى بيقول الطيبون للطيبات…وطبعا قبل ده كله عشان ربنا يرضى عني

قال مؤكدا علي كلامها:فعلا ده كلام مظبوط…بس هيا الشركة اللي حضرتك بتشتغلي فيها بتخلص ازاي شغل بدري كده

مشيرة بدهشة:ومين قال لحضرتك ان الشركة عندنا بتخلص بدري?

عمرو:امال حضرتك ازاي بتروحي دار التحفيظ كل يوم ف المعاد ده ?

اجابته بإرتباك قائلة:ها…آه ماهو…..اصل…آه آه اصل انا مش بروح غير يوم واحد ف الاسبوع اللي هو النهاردة وباستأذن فيه بدري ف معاد البريك …استأذن انا بقى واسفة لو كنت ازعجت

عمرو:لا ابدا مافيش إزعاج ولا حاجة

مشيرة:طيب عن اذن حضرتك وفرصة سعيدة مرة تانية…السلام عليكم ورحمة الله

عمرو:وعليكم السلام ورحمة الله

*********************************

منى:يخرب عقلك يا مشيرة وصدقك?

علا صوت ضحكاتها وهي تجيبها بإنتصار قائلة:طبعا يا بنتي …انتي مستهونة بيا ولا إيه …ده انتي لو شوفتي نظرة الإنبهار اللي كانت ف عينيه وهو بيبصلي…ده انا متهيألي انه كان عايز يقوم ياخدني بالحضن ويقولي اكثر الله من أمثالك

منى:ده انتي يتفاتلك بلاد …ده إبليس المفروض يقولك يا ماما

مشيرة:هو انتي لسه شوفتي حاجة…ده لسه يا دوب الدرس الأول

منى:وناوية تخلصي الدروس دي امتي ان شاء الله

مشيرة:والله ده على حسب تجاوبه معايا…ادعيلي بقى ربنا يسهلي

منى:انا حادعيلك ربنا يهديكي احسن

مشيرة وهي تحمل حقيبتها مغادرة:ماشي عن اذنك بقى عشان الحق الدرس التاني

منى بضيق:هو انتي حتفضلي تستأذني كل يوم كده وتسيبي شغلك…ثم انه كده ممكن يشك فيكي

طمأنتها مشيرة قائلة:لا اطمني…اصل انا مفهماه ان ده معاد البريك بتاع الشركة يعني طبيعي اكون هناك دلوقتي…سلام بقى

انطلقت مشيرة مسرعة إلى هناك ولكن عمرو لم يكن موجوداهذه المرة …جلست على احدي الطاولات التي يمر بها عمرو في طريقه للجلوس على طاولته المفضلة…وعندما حضر رأها تجلس وهي تطالع احدالكتب بإهتمام بالغ …شعر انه من الواجب ان يلقي عليها السلام …فليس من اللائق ابدا أن يتجاهل وجودها…اقترب من طاولتها قائلا:السلام عليكم ورحمة الله

رفعت عينيها لتنظر إليه قائلة:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عمرو بإبتسامة:ازيك يا مدام مشيرة

مشيرة:الحمد لله بخير بس لو سمحت يا دكتور عمرو ماينفعش كده

عمرو بإندهاش:هو ايه اللي ماينفعش…هو انا عملت حاجة غلط?

مشيرة:انا عارفة ان حضرتك إنسان محترم وماتقصدش حاجة وحشة لا سمح الله…بس امبارح كانت اول مرة اشوف حضرتك بعد فترة طويلة عشان كده شوفت انه من الذوق اني اسلم على حضرتك …لكن لو حد شافني امبارح وانا واقفة مع حضرتك وشافك النهاردة واقف معايا حيفتكر فيه مابينا حاجة…ماتنساش حضرتك ان انا ست مطلقة وموقفي حساس جدا وحضرتك فاهم طبعا

شعر عمرو بالحرج فاستأذن قائلا:انا اسف لو كنت ضايقتك…بس انا كمان شوفت انه مش من الذوق اني اعدي من غير ما اسلم عليكي…عن اذنك

جلس عمرو على طاولته وهو يفكر في ردة فعلها المبالغ فيها بعض الشئ…ولكنه ارجعها إلى التزامها الذي اصبحت عليه…وفي اليوم التالي جلس هو كالعادة على طاولته فيما جلست هي بعيدا ولكن بما يسمح لها ان تراه…كانت تراقبه خلسة حين اقترب من طاولتها احدهم قائلا:الجميل قاعد لوحده ولا مستني حد?

زفرت بضيق ثم صاحت بصوت عال لتلفت انتباهه:عيب كده يا أستاذ …مايصحش اللي انت بتعمله ده

اقترب اكثر قائلا في سماجة:الحق عليا عايز اونس الجميل بدال ماهو قاعد لوحده كده ومتخافيش المشاريب علي حسابي

وقفت صارخة فيه بإنفعال:يا أستاذ قلتلك مايصحش لو عندك اخت ولا بنت ترضى حد يعمل معاها كده?

نجحت اخيرا في لفت إنتباهه فقام متوجها إلي طاولتها إلى حيث يقف ذلك الشاب السمج الذي استطاع تمثيل دوره بإتقان كما رسمته له…اقترب منها متسائلا:فيه حاجة يا مدام مشيرة?

اجابته بضيق مصطنع قائلة:الأستاذ السمج ده عمال يتطفل عليا من ساعتها…ويقولي اقعد معاكي واونسك وما اعرفش ايه وكلام فارغ زي كده

التفت إليه قائلا بغضب:انتي يا ابني حتمشي بالذوق ولا….

لم يتم كلامه حتى قال الشاب وهو ينصرف مغادرا:خلاص يا عم ماتزقش انا ماشي لوحدي

شكرته مشيرة قائلة:انا متشكرة اوي لحضرتك

عمرو:الشكر لله…هو انا عملت إيه يعني

مشيرة:لا ازاي…كفاية ان حضرتك خلصتني من الشاب المتطفل ده…مع انه عصبني وانا لما بتعصب عادة……

لم تكمل جملتها ولكنها امسكت بمقدمة رأسها فجأة قبل أن تسقط ارضا لتلتقطها ذراعي عمرو الذي وضعها على احد المقاعد محاولا إفاقتها…تجمع البعض من رواد المكان يحاولون إفاقتها ولكن محاولاتهم لم تنجح فلم يحن أوان الإستفاقة بعد…شكرهم عمرو على صنيعهم قائلا:متشكر اوي يا جماعة بس الظاهر انها تعبانة اوي وانا حاوديها لأقرب دكتور أو مستشفى
لم تخب توقعاتها فبالفعل حملها عمرو ووضعها على المقعد الخلفي لسيارته وانطلق في طريقه ولكنها بعد دقائق من ركوبها للسيارة فتحت عينيها ببطء وهي تمسك رأسها وتقول بوهن مزيف:أنا فين

تنهد عمرو قائلا بإرتياح:الحمد لله…اخيرا فوقتي
اعتدلت مشيرة وجلست قائلة:هو إيه اللي حصل بالظبط?

اجابها دون أن يلتفت إليها:ابدا…انا كنت باكلمك وفجأة اغمي عليكي

مشيرة:طيب وإيه اللي جابني هنا ف عربيتك?

عمرو:لما اغمي عليكي حاولت افوقك ماعرفتش شلتك وجبتك هنا عشان اوديكي المستشفى

صرخت فيه بإنفعال قائلة:وازاي تسمح لنفسك انك تشيلني وكمان تركبني العربية معاك

عمرو بتعجب:يعني كنتي عايزاني اسيبك مغمي عليكي وامشي مثلا …المفروض انك تحمدي ربنا اني كنت موجود ولحقتك

مشيرة بهدوء:انا أسفة ومتشكرة أوي لحضرتك…بس لو سمحت نزلني هنا عشان ما ينفعش نركب لوحدنا كده

عمرو:طيب اوصلك البيت احسن تتعبي تاني ولا حاجة

مشيرة:متشكرة اوي لحضرتك …انت بس نزلني هنا وأنا حأخد تاكسي

عمرو:طيب ممكن اعرف انتي عايشة مع مين دلوقتي بعد ما اطلقتي…يعني لو تعبتي مين اللي حياخد باله منك

اطرقت قائلة بببكاء مصطنع ن:انا عايشة لوحدي ماليش حد ابدا يسأل عليا أو يهتم بيا…حتى جيراني بعيدة عنهم لانهم للأسف ناس مش كويسين…بيتكلموا عليا ف الرايحة والجاية عشان انا عايشة لوحدي…طب انا اعمل إيه يعني?هو انا كنت لقيت حد يعيش معايا وقلت لأ…ده انا لو مت مافيش حد حيحس بيا من اصله…الوحدة دي حاجة وحشة وصعبة اوي يا دكتور عمرو

شعر عمرو بالأسى من اجلها فقال بتأثر:طيب ارجوكي بلاش عياط…ثم اردف قائلا:مدام مشيرة تسمحيلي اسألك سؤال شخصي شوية ?

مشيرة بترقب:اتفضل اسأل

عمرو بجدية:هو حضرتك قعدتي انتي وطليقك كام سنة متجوزين?

حاولت إخفاء سعادتها بتطرقه لأمورها الشخصية فقال بجدية:تلت سنين

عمرو:طيب ليه ماخلفتوش طول المدة دي?

لمعت عيناها بالدموع وقالت بتأثر حقيقي هذه المرة:انا خلفت ولد قبل كده بس للأسف مات

اجابها قائلا باسف:انا اسف لو كنت فكرتك بحاجة ضايقتك

مسحت دموعها قائلة بإمتنان:انا متشكرة لحضرتك…لكن كفاية كده لو سمحت ممكن تنزلني هنا وانا حأخد تاكسي وارجع الشركة لأن معاد البريك خلص من بدري ولازم ارجع اكمل شغلي

عمرو بجدية:ازاي حترجعي الشغل وانتي تعبانة كده…الأفضل انك تروحي تستريحي

تنهدت قائلة بضيق مصطنع:اعمل إيه بس?انا لو عليا عايزة اسيبه من بكرة…لكن لو سيبته حاعيش ازاي واصرف على نفسي …يلا نصيبي كده…الحمد لله…انا اسف لو كنت ازعجتك بمشاكلي…اردفت قائلة بضيق:لو سمحت نزلني بقى

رضخ عمرو لطلبها فاوقف السيارة قائلا:اتفضلي وياريت تخلي بالك من نفسك اكتر من كده

مشيرة:متشكرة اوي …عن اذنك

********************************

في اليوم الذي يليه ذهب عمرو هذه المرة وقد اراد الإطمئنان عليها…ولكنه لم يجدها…ظل منتظرا قدومها ولكن دون جدوى…ظلت متغيبة طيلة اسبوع كامل …خشي ان يكون قد اصابها مكروه …لا يدري لماذا صار يهتم لأجلها …ربما هو مشفق عليها نتيجة لتلك الظروف التي تحياها… لم يصل الأمر معه إلى مرحلة الحب…ولن يصل بالتأكيد من وجهة نظره…فهو لا يحب سوى يمنى فقط…لذلك فلن يفرق الأمر معه كثيرا إن تزوجها أو تزوج بغيرها…فكلهن بعد يمنى سواء عنده…سواء كانت مشيرة اوغيرها…ولكن لما لا تكن هي?فهي لن تمانع من ترك عملها من اجله…كما ان كل ماتريده هو ان تجد انيسا لوحدتها…ثم انها ملتزمة بالقدر الكافي الذي يمنعها من أن تفعل مايثير غيرته…إلي جانب انها قد سبق لها الإنجاب …وربما قد ألقتها المصادفة في طريقه في مثل هذا التوقيت حتى تكون من نصيبه…اكثر ماكان يضايقه انه لايعرف عنوانا لبيتها او عملها او حتى رقم هاتفها لذلك فلن يستطيع الإطمئنان عليها وليس امامه سوى إنتظارها…وعندما وجد انه لا جدوي من الإنتظار آثر الإنصراف…أما هي فكانت تجلس في مكتبها بصحبة منى التي كانت تحدثها قائلة:ومش خايفة الزبون يطير ولا يلاقيله حد تاني ف الأسبوع اللي غبتيه عنه ده?

اجابتها بلهجة الواثقة مما تفعل:لأ اطمني انا عارفة باعمل إيه كويس…انا ماغبتش عنه كده غير لما حسيت فعلا انه ابتدى يهتم بيا وبدأت اصعب عليه…مش حاقولك انه حبني مثلا…لإني ابقى عبيطة لو فكرت كده…انا بقى من ناحيتي لازم اتقل شوية عشان ما ياخدش باله من حاجة…وانا يا ستي ناوية اروح بكرة يعني باقول كفاية عليه كده

*******************************

كان يقود سيارته بإتجاه عودته للمنزل عندما أتاه إتصال من والدته تطلب منه المجئ إليها فورا…فغير وجهته وذهب إليها ليرى فيما تريده

*******************************

عمرو:خير يا ماما…كنتي عايزاني ف إيه?

فريدة:ثواني حادخل اجيبلك الصور وآجي .

عمرو بدهشة:صور إيه دي يا ماما?

فريدة وهي تنهض من مكانها:استنى بس راجعالك علطول

دخلت فريدة إلى غرفتها ثم عادت بعد لحظات وهي تحمل في يدها مجموعة صور لفتيات في أشكال و أعمار مختلفة وقدمتها لعمرو قائلة:شوف يا سيدي…دي صور بنات عائلات محترمات وكلهم بنات بنوت ماسبقش ليهم الجواز وانت شابف بنفسك آهوه كلهم احلى من بعض وأي واحدة فيهم مستنية إشارة من صباعك…قلت إيه?

ارتسمت على وجهه إبتسامة ساخرة وهو يزيح الصور جانبا ثم سألها قائلا:ماما ممكن اسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحة ومن غير ما تزعلي مني

فريدة:اسأل يا حبيبي.

عمرو :افرضي ان أنا اخترت واحدة من البنات دول فعلا واتجوزتها وطلعت هيا كمان مابتخلفش حتقوليلي اتجوز لتالت مرة ولا إيه بالظبط?

نظرت إليه بريبة ثم قالت مستفسرة:انت عايز ترجع ف كلامك وبتتلكك …مش كده برضه ولا انا غلطانة?

اجابها محاولا طمأنتها:انا مش عايز ارجع ف كلامي ولا حاجة …انا بس بسأل مجرد سؤال

اجابته قائلة بإنفعال:وهما اللي مابيخلفوش اتكتبوا على اسمك انت ولا إيه?ثم انا مش فاهمة حنعمل ايه يعني…ولا انت تقصد يعني انك تتجوز واحدة سبق لها الجواز والخلفة عشان تبقى مطمن انها بتخلف…ليه هو انت ملزم تربي عيال غيرك?ماتقولي بصراحة يا ابني وتريحني انت حاطط عينك على واحدة بعينها

تنهد قائلا:تقريبا كده…بس محتاج شوية وقت عشان أخد خطوة فعلية

فريدة:يا ابني انت عايز تجنني…وقت إيه اللي انت لسه حتاخده?!مش كفاية اللي ضاع من عمرك ع الفاضي…ده انت عديت الخمسة وتلاتين…يا ابني ولاد الشيبة يتامى اسمع كلام امك

عمرو بضيق:يا ماما هو سلق بيض …مش لازم اكون متأكد من الإنسانة اللي حتشيل إسمي

فريدة:طب قولي هيا كانت متجوزة قبل كده?

عمرو:ايوه هيا مطلقة

فريدة:طب عندها عيال ?مخلفة يعني

عمرو:كانت مخلفة ولد بس اتوفى

فريدة:طب خلاص يبقى مستني إيه?اسمع انت تاخد منها معاد عشان اروح انا وانت نخطبها ولا حتى نكتب الكتاب علطول

عمرو:المشكلة انها عايشة لوحدها وملهاش حد ابدا وده اللي مخليها صعبانة عليا

فريدة بإصرار:طيب يا ابني اللي زي دي تبقى غلبانه ومكسورة الجناح وعايزة حد يونسها ويبقى جنبها…يعني عايزني ابوس إيدك عشان تتحرك

عمرو بضيق:يا ماما انا مااعرفش عنها حاجة غير اللي هيا حكته عن نفسها…رغم ان كلها حاجات تشجع

فريدة:أنا قلبي حاسس انها كويسة…بس انت اتكل على الله

زفر قائلا بضيق اكبر:حاضر يا ماما حاضر …لما أشوفها حافاتحها ف الموضوع …ده لو شوفتها تاني يعني…ارتحتي كده?

شعرت أن الموضوع بحاجة الي المزيد من الضغط فاصطنعت الحزن وقالت بتأثر مفتعل:كده برضه يا عمرو…بتزعق فيا عشان أنا عايزة مصلحتك

قبل يدها قائلا بإعتذار:حقك عليا يا حبيبتي…انا اسف ماتزعليش مني…انا كنت محتاج شوية وقت اعرفها فيهم اكتر…لكن خلاص عشان خاطرك حاكلمها حاضر

تبدلت حالتها إلى الفرحة الشديدة خلال ثوان معدودة وقالت بسعادة من عثر على ضالته بعد غياب:كده يا حبيبي أخيرا فرحتني…ربنا مايحرمنيش منك ابدا

*****************************

بعد أن انهي الجلسة مع والدته عاد عمرو إلى منزله ليجد يمنى في إنتظاره …كانت قد مرت عدة أيام على حديثهما معا بهذا الشأن …حتى ظنت يمنى ان عمرو قد نسي الموضوع تماما…أما هو فلم يدري كيف يبدأ حديثه معها أو كيف يمهد لها الأمر…ولكنه مضطر في النهاية إلي إخبارها بما انتوى عليه…استجمع شجاعته اخيرا وحدثها قائلا:يمنى فيه حاجة مهمة عايز اقولك عليها

يمنى بإهتمام:خير يا عمرو

عمرو بتردد:انا تقريبا كده لقيت عروسة وإحتمال اتجوز قريب……………..

زر الذهاب إلى الأعلى