زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الثالثة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الثالثة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل الثالث عشر

في الصباح كانت شيرين تطرق باب منزل يمنى…بينما كانت يمنى لا تزال في فراشها…أتاها صوت الجرس ففتحت عينيها في تثاقل وهي تحاول تخمين من يكون الطارق في هذه الساعة المبكرة من اليوم…إلا أن تذكرت زيارة شيرين…ابدلت ملابسها بسرعة واتجهت نحو الباب تفتحه…وماهي إلا دقائق وكانتا تجلسان معا بعد أن سلمت كل منهما على الأخرى

شيرين:معلش بقى يا يمنى…صحيتك من النوم بدري النهاردة

يمنى:ماتقوليش كده يا شيرين…انتي ماتعرفيش وحشاني اد إيه…ده أنا مش عارفة لما تتجوزي وتروحي تعيشي ف القاهرة حأعمل إيه من غيرك

تنحنحت شيرين قائلة:ماهو بصراحة كده هو ده الموضوع اللي انا جايالك عشانه النهاردة

يمنى بدهشة:مش فاهمة…موضوع إيه ده?

شيرين بتردد:موضوع الجواز…أصل بصراحة كده عصام كلمني من يومين وقالي انه خلاص جهز الشقة وعايز يحدد معاد الفرح وكتب الكتاب

احتضنتها يمنى قائلة بسعادة:بجد…الف مبروك يا حبيبتي

شيرين وقد زال عنها الحرج قليلا:لله يبارك فيكي يا يمني…أنا كنت جاية النهارده يعني عشان اسألك إذا كان ينفع اننا نعمل الفرح قريب عشان عصام مستعجل اوي…بس أنا قلتله لازم نستأذن يمنى الأول قبل أي حاجة

اطرقت يمنى برأسها ولمعت الدموع في عينيها وقالت بأسى:وهي دي محتاجة إذن برضه يا شيرين?انتي اختي وحبيبتي واللي يفرحك يفرحني طبعا…بس ماتزعليش مني …أنا مش حأقدر احضر الفرح

شيرين بتفهم:أنا طبعا مقدرة… بس بجد يا يمنى انتي مش زعلانة مني

يمنى:ازعل من إيه يا عبيطة انتي…أنا بس حيعز عليا فراقك اوي

داعبتها شيرين قائلة:إيه ده هو أنا حاموت ولا إيه?انتي كده بتخوفيني من الجواز على فكرة…وبعدين انتي حتروحي مني فين بس?أنا كل فترة حآجي اسكندرية أزور خالتو إحسان وازورك انتي وأسماء

يمنى:تشرفي ف أي وقت يا حبيبتي…بس ماقولتيليش حتعملي إيه ف شغلك ف المكتب عند عمرو?

شيرين:حاسيبه طبعا…بس دكتور عمرو ربنا يكرمه جابلي شغل ف مكتب واحد محامي صاحبه ف القاهرة وكلمه ووصاه عليا كمان…وان شاء الله حاستلم الشغل بعد شهر العسل علطول

يمنى:ربنا يوفقك يا حبيبتي…خلي بالك من نفسك يا شيرين…وابقي كلميني علطول

شيرين:حاضر يا حبيبتي…صحيح يا يمنى…انتي ما قولتيليش عملتي إيه مع أخوكي ف دمنهور

قصت يمنى علي شيرين ماكان من أمر شقيقها لتجيبها شيرين قائلة:انا مش فاهمة والله…ليه الرجالة بييجوا لحد موضوع الميراث ده ويتهفوا في دماغهم…بس انا ماكنتش اعرف انك جريئة كده…معقول حترفعي عليه قضية…طلعتي اشطر مني أنا بقى ماقدرتش اعملها

يمنى:هو أنا لسه حارفعها…انا رفعتها خلاص

شيرين:ربنا يوفقك يا حبيبتي…أنا مضطرة امشي بقى عشان الحق اروح المكتب وكمان عشان اكلم عصام ييجي يحدد المعاد مع خالتو

احتضنتها يمنى مرة أخرى قائلة:ربنا يتمملك بخير

شيرين:ربنا يخليكي يا يمنى…يلا سلام بقى

يمنى:مع السلامة

اوصلتها يمنى إلي الباب ثم اغلقته خلفها ووقفت خلفه تتمتم قائلة:حتى انتي كمان حاتحرم منك يا شيرين

****************************

كانت جالسة بغرفة إبنتها كعادتها في الأيام الأخيرة …حين اقتحم الغرفة فجأة يحمل في يده أحد الأوراق …بدا وكأن الشياطين قد أقامت حفلا راقصا علي وجهه…اندهشت من فعلته …ولكن دهشتها زالت حين بادرها قائلا:الست يمنى اللي انتي واخدة صفها رفعت على جوزك قضية

أجابته قائلة بتحدي:والله ده حقها اللي انت مارضتش تديهولها بالذوق قالت تاخده بالقانون

فؤاد:لسه بتدافعي عنها برضه بعد اللي عملته

صفاء:أنا بدافع عن الحق…الحق اللي انت مش عايز ترجعه…ومستني تحصل مصيبة لحد من ولادنا بسبب المال الحرام اللي بتأكلهم منه

فؤاد:بقى الفلوس اللي أنا شقيت وتعبت ف جمعها تبقى فلوس حرام

صفاء:احنا مش حنعيده تاني يا فؤاد

لانت ملامحه قليلا وهو يقترب منها محاولا أن يمسك بيدها ولكنها انتفضت آثر لمسته ليصرخ بها قائلا:إيه يا صفاء…محسساني انه قرصك تعبان كده ليه?

تنهدت صفاء وقالت بنفاذ صبر:عايز إيه يا فؤاد?

اقترب منها أكثر لتلفح وجهها أنفاسه الحارة وهو يقول بصوت يحمل الكثير من الشوق والرغبة:حأكون عايز إيه يعني …عايز مراتي…معقول يا صفاء هونت عليكي تبعدي عني أسبوع بحاله…ازاي بتقدري تنامي من غيري …اشمعنا انا بأفضل طول الليل اتقلب على السرير ومش عارف أنام من غيرك…طب ماوحشكيش حضني…اشمعنا انتي وحشاني كلك على بعض

كانت تود أن تصرخ به:أيها الأحمق …الآ تدري كم أشتاق …الآ تدري انني ايضا لا استطيع أن انام بعيدا عنك…ولكنها تمالكت نفسها قائلة:انت عارف تقدر توصلي ازاي يا فؤاد…وصدقني أنا صحيح خايفة على ولادي من مالك الحرام بس خايفة عليك انت أكتر…المال الحرام عمره مابيدوم يا فؤاد

أشاح بيده قائلا في إنفعال:انتي إيه مابتزهقيش…ثم انتي ناسية انك مراتي فاهمة يعني ايه مراتي…يعني أخد اللي انا عايزه وقت انا ما احب…بس لازم تفهمي يا صفاء انك خلاص ماتلزمينيش من هنا ورايح

خرج فؤاد من الغرفة لتهدأ العاصفة التي هبت بدخوله…وتتمتم صفاء بخفوت:ربنا يهديلك نفسك يا فؤاد

*********************************

أدار المفتاح في الباب ثم حملها على ذراعيه ودلفا معا إلي الداخل وانزلها قبل ان يعود ليغلق الباب…ظلت تجول ببصرها في أنحاء الشقة حين اقترب منها وامسك يدها يقبلها قائلا بحب:الف مبروك يا حبيبتي…ها قوليلي بقى عجبتك الشقة ولا لأ?

شيرين:مش لما اتفرج عليها كلها الأول ابقى أقول رأيي…ولو انه من الواضح كده انها جميلة اوي

عصام وهو يمد يده إليها:طيب هاتي إيدك

تشابكت ايديهما وهما يتجولان معا في أرجاء الشقة حتى انتهيا إلى غرفة النوم …دخل عصام وتبعته شيرين وهي تقول في سعادة:بجد جميلة اوي يا عصام …ماكنتش متصوراها جميلة كده بصراحة

عصام:أنا عارف يا حبيبتي انك كنتي تستحقي تعيشي ف فيلا مش ف شقة صغيرة زي دي…بس اوعدك ان شاءالله لما ظروفنا تتحسن حاجيبلك شقة أحسن منها

أجابته ساخرة:وأنا يعني أخدت إيه من عيشة الفلل…وبعدين يا حبيبي كفاية ان احنا فيها مع بعض…واكيد بوجودك جنبي حتبقى جنة مش مجرد شقة وبس

ابتسم عصام قائلا:بالراحة عليا شوية أبوس إيدك…أنا مش اد الكلام الحلو ده…بمناسبة الفلل صحيح…أنا عرفت أن شريف أخوكي باع الفيلا والشركة بتوع إسكندرية وعمل توسعات ف فرع القاهرة وبقي هو الشركة الرئيسية دلوقتي

شيرين بدهشة:غريبة مع انه كان بيقول انه حيعمل العكس

حك عصامرأسه قائلا:مش عارف…بس اللي سمعته من زمايلي اللي ف الشركة انه مراته مارضيتش تسيب أهلها هنا وتروح تعيش هناك ف اسكندرية

تنهدت شيرين وقالت بألم وقد تساقطت لآلئ مقلتيها:ياه…باع الفيلا بالسهولة دي هانت عليه ذكرياتنا مع ماما وبابا وأيامنا الحلوة اللي عشناها فيها سوا

امتدت أنامله لتمسح دموعها قائلا:ماتزعليش نفسك يا حبيبتي…مافيش حاجة تستاهل دموعك دي…بس عارفة يا شيرين…يوم ماقعدت معاكي وأنا باحكيلك اللي شريف عمله وكنتي بتعيطي كان نفسي اوي وقتها اعمل زي ماعملت دلوقتي كان نفسي امد إيدي وامسحلك دموعك …والحمد لله قدرت أحقق أمنيتي دي دلوقتي…بس انتي مش ملاحظة حاجة?

بدا عليها الإهتمام وهي تسأله قائلة:حاجة إيه دي?

عصام:ان أنا أول مرة شفتك فيها كنتي بتعيطي وجالك إنهيار عصبي كمان يومها…والنهاردة أول يوم ف حياتنا الزوجية وبرضه بتعيطي…أنا كده ممكن أخد عنك فكرة انك نكدية

ابتسمت شيرين قائلة:اعمل إيه بس?اللي انت حكيته يومها ماكانش شوية…والنهاردة بجد كان نفسي اوي أخويا يبقى جنبي…ده هو اللي فضلي بعد ماما وبابا

شعر عصام بالأسى من أجلها فقال مهدئا:أنا عندي إحساس انه إن شاءالله حييجي يوم وترجعوا لبعض وتنسوا اللي حصل ده كله

شيرين برجاء:يارب يا عصام يارب…يسمع منك ربنا

**********************************

وكأنه شريط سينمائي أعيد تشغيله مرة أخرى لتتكرر نفس الأحداث…نفس المكان …نفس النصائح…ونفس مدة الإنتظار…إلا أن الإختلاف هذه المرة كان في النتيجة التي لم تكن كسابقتها …إذ فشلت العملية هذه المرة لتدخل يمنى في نوبة من الإكتئاب لازمتها لعدة شهور…اقسمت خلالها أنها لن تعيد تكرار هذه التجربة مرة أخرى مهما كانت العواقب…حاول عمرو إقناعها انه من الممكن تكرارها للمرة الأخيرة ولكنها صرخت فيه قائلة:أنا مش حاعمل عمليات تاني يا عمرو مش حاعمل حاجة…فاهمني ولا لأ…حرام عليكوا بقى حرام عليكوا …أنا تعبت والله العظيم تعبت…احنا بقالنا بالظبط سنتين وشهر متجوزين…كل اللي عدى منهم من غير دكاترة وأدوية وعمليات ست شهور…والباقي كله راح وسط عيادات الدكاترة والمراكز…حرام بقي كفاية كده…أنا قررت أرضى باللي ربنا كتبهولي…وماعنديش إستعداد أسمع أي نقاش تاني ف الموضوع ده…رفض عمرو الضغط عليها اكثر من ذلك حتى لا تتفاقم حالة الإكتئاب لديها…ظلت طيلة هذه الأشهر حبيسة المنزل ترفض الخروج أو رؤية أحد…شعرت أن ماحدث لها هو نهاية العالم…عاشت على أمل ان تستطيع الأيام مداواة جراحها…فإلى متي تستطيع التحمل وإلى متى يطيق عمرو الإنتظار

***********************************

ابدلت ملابسها وخرجت مسرعة بعد أن جاءها إتصال من صديقتها التي يبدو من صوتها انها تعاني من خطب ما…طرقت باب شقتها لمرات قبل أن تفتح لها وهي في حالة من الإنهيارالتام ثم تعود إلي الداخل …دخلت خلفها واغلقت الباب وجلست بجوارها قائلة بقلق:إيه يا مشيرة اللي انتي عملاه ف نفسك ده?!وإيه كمية السجاير اللي شربتيها دي كلها…حرام عليكي نفسك وصحتك…حصل إيه لده كله?انتي متخانقة مع هاني ولا حاجة?

أجابتها وهي تبكي بصوت أقرب إلي الصراخ:الندل الجبان سابني يا منى…بعد ماضيعت تلت سنين واكتر من عمري معاه …بعد ما اديته كل حاجة يقولي أنا مش ممكن اتجوز واحدة بقالي تلت سنين ماشي معاها…قلتله بلاش جواز بس نفضل مع بعض وتخليك جنبي …يقولي يفتح الله اصل أنا نويت ابقى محترم…وأنا مين خلاني مش محترمة غيره

احتضنتها منى وربتت على ظهرها قائلة:إهدي بس يا مشيرة…ما احنا كنا عارفين ان ده حيحصل من زمان وان اليوم ده مسيره حييجي…وأنا ياما حذرتك من اللي اسمه من اللي اسمه هاني ده

اجابتها مشيرة وهي مازالت على بكائها:بحبه يا منى …غصب عني بحبه …أنا ما كنتش عايزة منه حاجة غير إنه يفضل جنبي وبس…أنا كنت بأديله كل الفلوس اللي يطلبها عشان مايفكرش ف يوم انه يبعد عني…وبرضه اللي كنت خايفة منه حصل…اعمل إيه بس?اعمل إيه?ده انا قعدت اترجاه ماكانش فاضل غير اني أبوس رجله…ورغم كده برضه رماني على الأرض زي الكلبة ومشي…والمصيبة اني ما اعرفلوش عنوان ولا مكان اروحله فيه…بقى بعد ما اطلقت من جوزي وضيعته عشان خاطره برضه يسيبني.

ضمتها منى إليها أكثر وقالت في حنان بالغ:إهدي انتي بس…والله هو ما يستاهل دمعة واحدة من دموعك دي…انا اصلا مش فاهمة انتي زعلانة على ايه…اللي زي ده تكسري وراه زير مش قلة وتقولي كلب وراح

لم تجيبها مشيرة فهزتها منى برفق لتفاجئ بأنها قد فقدت وعيها…عندها صرخت قائلة بفزع:مشيرة

***********************************

شعرت بأنه بات يتهرب من زيارتها في الأونة الأخيرة هربا من ضغطها المتواصل عليه خاصة بعد فشل عملية زوجته الأخيرة…عدة اشهر مرت ولم يزرها فيها سوا مرات قليلة…لذلك فقد قررت مباغتته بزيارة في مكتبه…لتعيد حديثها بشأن زواجه من أخرى…ولكنها هذه المرة لن تسمح له بالرفض مجددا…نعم ستخيره بينها وبين زوجته ولتنظر أيهما يختار

في نفس الوقت كانت يمنى تجلس في منزلها وتشعر بالملل…شعرت أنها قصرت في حق عمرو كثيرا في الأونة الأخيرة…فما أن تخرج من نوبة إكتئاب بسبب رحيل والديها حتى تدخل في أخرى بسبب فشلها في موضوع الإنجاب..لذلك فقد عزمت على أن ترتدي ثوبا مناسبا لفترة السهرة وتتوجه إلى مكتبه لتفاجئه بهذه الزيارة وتطلب منه دعوتها إلى تناول العشاء معا خارج المنزل لتكسر من حدة روتينهم اليومي الذي صار مملا لأقصى حد…وصلت المكتب ودلفت إلى غرفة السكرتارية الخاصة بعمرو ولكن سكرتيرة مكتبه لم تكن موجودة…فقررت أن تفاجئه …وما إن وضعت يدها على مقبض الباب وادارته لينفتح الباب قليلا حتى تنامى إلى مسامعها صوت كلماته التي يوجهها إلى والدته قائلا:يا ماما ارجوكي ماتضغطيش عليا اكتر من كده

فريدة بصرامتها المعهودة:اسمع يا عمرو ودي آخر مرة حاقولك الكلام ده…قسما بالله العظيم لو ماكنت تتجوز وتجيبلي الحفيد اللي نفسي فيه لأكون متبرية منك ليوم الدين…ولا حتكون ابني ولا عايزة حتى اعرفك…يا تختارني وتختار رضايا عنك يا تختار مراتك وده آخر كلام عندي

عندها فتحت يمنى الباب ودخلت منه ليتجمد عمرو في مكانه من المفاجأة …بينما أشاحت فريدة بوجهها بعيدا محاولة إخفاء سعادتها بمعرفة يمنى بالأمر

جالت ببصرها بينهما قبل أن تقول بألم:مافيش داعي انك تخسر مامتك عشاني يا عمرو…هيا معاها حق…من حقها تشوف أحفادها وتفرح بيهم…لو ماكانش عن طريقي يبقى عن طريق غيري

عمرو بذهول:يعني إيه الكلام ده يا يمنى?

يمنى:يعني أنا موافقة انك تتجوز يا عمرو

**********************************

في صباح اليوم التالي كانت تجلس في شقتها وتفكر فيما قالته بالأمس …هل تراها تسرعت حين وافقت على أمر زواجه…وهل حقاً تتحمل زواجه من أخرى رغم حبها الشديد له…شعرت انه من الظلم أن تفكر بأنانية في نفسها وفقط…يكفي ان عمرو قد تحملها لأكثر من سنتين رغم عشقه الشديد للأطفال …فإن كانت إرادة الله تعالى أن يحرمها من الإنجاب فما ذنبه أن يحرم هو الآخر?وبالرغم من كل ذلك تشتعل بصدرها نيران الغيرة كلما تخيلت غيابه عنها ليكون بصحبة أمرأة أخرى حتى وإن كانت تلك الأخرى زوجته أيضا…ترى لماذا اختار أن يبيت ليلته خارج المنزل…هل حقا سافر لإنشغاله بإحدى القضايا…أم أنه يهرب منها…وبينما هي غارقة في بحر أفكارها إذ سمعت صوت جرس الباب …تعجبت لذلك فهي لا تنتظر احدا وهو بالتأكيد ليس عمرو…اقتربت من الباب وأجابت الطارق قائلة:مين اللي بيخبط?

جاءها صوت نسائي يقول:أنا مروة يا يمنى افتحي

يمنى بدهشة ممزوجة بالفرح:مروة…حاضر حافتح

اتجهت إلى الباب وفتحته لتجد أمامها مروة وهي تحمل طفلا صغيرا لم تستطع تحديد هويته أو عمره بالضبط…استقبلتها وعلى وجهها إبتسامة عريضة وهي تقبلها قائلة:ازيك يا مروة…إيه المفاجأة الحلوة دي

اجابتها قائلة بإبتسامة مماثلة:طيب مش حتقوليلنا اتفضلوا الأول

يمنى:ده على أساس انكوا مستنيين عزومة مثلا …اللي جابلك يخليلك صحيح…مين الآمور ده يا مروة?

مروة:على فكرة الآمور ده المفروض يزعل منك دلوقتي عشان مش عارفاه….مع إنه يبقى ابن ابن خالك…وابن اعز صحباتك

تهللت أساريرها وقالت بسعادة:معقول ده آدم

مروة:أيوه يا ستي هو ده آدم…إيه رأيك فينا بقى ?مش برضه حلوين وزي العسل

يمنى :ممكن تجيبيه أشيله شوية يا مروة?

مروة:بس هو يرضى بس…ده أنا واخداه من مامته بالعافية لما رضي ييجي معايا

حاولت يمنى حمله فلم يمانع فأجلسته على حجرها…وقبلته قائلة بإبتسامة:وكنتي واخداه فين كده ومبهدلاه معاكي?

مروة:شوفي يا ستي…بقى الأستاذ آدم بكرة ان شاءالله أول عيد ميلاد ليه…وكنت واخداه عشان اشتريله هدية عيد ميلاده…شوفتي بقى يا ستي انتي لسه بتتعرفي على الراجل وهو عنده سنه ازاي

يمنى:أنا شفته مرة واحدة قبل كده وقت ما ماما وبابا اتوفوا …كان عنده وقتها حوالي تلت أو اربع شهور…بس أنا ماكنتش مركزة وقتها وكمان هو دلوقتى كبر ماشاءالله….ثم وجهت كلامها لآدم قائلة:ماتزعلش يا حبيبي من طنط يمنى…بس تعرف انت آمور آوي يا أدم…لو كنت اعرف كده كنت قابلتك من زمان

مروة:هو ممكن يسامحك بس بشرط واحد…توعديه انك تحضري عيد ميلاده بكرة ان شاءالله …والراجل جالك لحد عندك آهو عشان يعزمك بنفسه…قلتي إيه بقى?

يمنى:صدقيني مش حينفع يا مروة …

مروة بإصرار:حينفع ان شاءالله…مش حاقبل منك أي اعذار وبجد لو ماجيتيش حازعل منك …وأسماء كمان قالتلي انها حتتصل بيكي وتعزمك …لسه فيه حد تاني عايزاه يعزمك عشان توافقي انك تيجي

يمنى:مش عارفة اقولك ايه بس يا مروة?

مروة:تقوليلي انك جاية خلاص…وانا حاعدي عليكي عشان اروح معاكي لانك طبعا ماتعرفيش العنوان

يمنى:ان شاءالله ربنا يسهل

مروة وهي تنهض من مكانها:طيب اسيبك أنا بقى عشان الحق أودي آدم لمامته…واشوفك بكرة ان شاءالله

يمنى:ماتخليكي قاعدة معايا شوية أنا لسه ماشبعتش من آدم ولا منك

مروة:لا يا اختي أنا ماشية احسن يكون جوزك جاي ولا حاجة?

يمنى:لا من الناحية دي اطمني خالص …جوزي بايت بره من امبارح …عنده قضية بره اسكندرية ولسه حيرجع بعد بكرة إن شاءالله

مروة:معلش أنا حامشي عشان خاطر آدم…يمنى…انا عزمتك مخصوص عشان تخرجي من حالة الإكتئاب اللي انتي فيها دي…على فكرة يحيى بيسألني عليكي علطول لما بيكلمني لأن صوتك مش بيريحه…وانا باضطر اكدب عليه واقوله انك كويسة

يمنى:كده احسن مافيش داعي تقلقيه

مروة:يلا سلام بقى

يمنى:مع السلامة يا حبيبتي…مع السلامه يا دومي

*********************************

عادت من عملها وصعدت الدرج مسرعة إلى شقتها ….فتحت الباب واخرجت من حقيبتها شريحة جديدة لهاتفها المحمول…اشترتها خصيصا لمكالمة هاني الذي صار يرفض الإجابة على إتصالها…وضعت الشريحة في الهاتف وهي تدعو الله ان يكون هاني مازال محتفظا برقمه ولم يغيره…حمدت الله كثيرا حينما جاءها صوت الإتصال على الجانب الآخر…انتظرت قليلا قبل أن يأتيها صوت هاني الذي أجاب عندما وجده رقما غريبا وما إن أتاه صوت مشيرة حتى هم بإغلاقه مرة أخرى…إلا أنها استوقفته قائلة:استنى يا هاني ماتقفلش…فيه حاجة مهمة عايزة اقولك عليها

هاني بنفاذ صبر:عايزة إيه يا مشيرة?مش خلصنا خلاص

مشيرة:لأ لسه ما خلصناش ولا حاجة…هاني…أنا حامل يا هاني………………..

زر الذهاب إلى الأعلى