زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه السابعة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه السابعة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل السابع عشر

ظل لثوان محدقا فيهما وهو يحاول إستيعاب هذا المشهد الماثل أمامه…إلا أن استطاع أن ينطق أخيرا قائلا: ممكن افهم إيه اللي بيحصل هنا بالظبط ?

تجمدت يمنى في مكانها وشلت المفاجأة تفكيرها للحظات كانت كافية لأن تستغلها مشيرة التي قامت من مكانها وجرت مسرعة بإتجاه عمرو لتلقي نفسها في أحضانه قائلة ببكاء مصطنع ودموع مزيفة كدموع التماسيح وهي تحاول إتقان دورها جيدا:الحقني يا عمرو…الحق مراتك كانت عايزة تموت ابننا

حدق عمرو فيها بشدة غير مصدق أن يمنى من الممكن ان تفعل ذلك ثم نقل بصره إلى يمنى قائلا:صحيح الكلام ده يا يمنى?

لم تدري بما تجيبه فكيف له ان يسأل مثل هذا السؤال من الأساس…طال صمتها فصرخ فيها قائلا:انتي مابترديش عليا ليه?

اسرعت مشيرة تجيبه قائلة:عايزها تقولك إيه بس ?مش قادرة تتكلم طبعا ولا تنكر عملتها السودة

صمتها اكد له كلام مشيرة فاسرع قائلا بإستنكار:ليه يا يمنى?ليه استكترتي عليا الفرحة ?عايزة تحرميني من إحساس بقالي اد ايه نفسي احسه ومش طايل…معقول الغيرة عمت قلبك للدرجةدي…طيب لما انتي غيرانة ومش مستحملة قولتيلي اتجوز ليه?ثم اردف قائلا بصوت اشبه بالصراخ:ماتردي عليا

ترقرقت الدموع في عينيها وهي تستمع لإتهاماته الظالمة حتي استطاعت أن تتحدث اخيرا قائلة:أنا يا عمرو…أنا اقتل ابنك …انت تصدق ان أنا اعمل كده …طيب ازاي كنت عايزة اقتله وأنا اللي قلتلك اباركلها ف التليفون …وانت اللي قلتلي روحي زوريها

شعر انه تسرع في إتهامها فهدأ من نبرة صوته وهو يقول:امال إيه اللي انا شوفته ده

لم تمهلها مشيرة فرصة للرد فاسرعت تجيبه قائلة:ماتصدقهاش يا عمرو دي كدابة…دي كانت عايزة تنزله عشان تنتقم مني عشان انا اول ماشوفتها عرفتها وهددتها إني اقولك على الحقيقة اللي هيا مخبياها عنك

التفت إليها قائلا بشك:حقيقة إيه دي?

اسرعت تطرق الحديد وهو ساخن فاردفت قائلةحقيقة انها على علاقة بعماد ابن خالها وانا بنفسي شوفتها قبل كده داخلة وخارجة من شقته اللي ف وش شقتي القديمة علطول ف الأوقات اللي مراته كانت فيها بره البيت وفكرت كمان اني اقول لمراته بس قولت بلاش اخرب عليها…ودلوقتي لما شوفتها وعرفتها وقولتلها اني حأقولك على الحقيقة قعدت تضرب فيا عشان تسكتني وتنتقم مني ف ابني وابنك اللي بقالك كتير بتحلم بيه ومستنيه …ولو مش مصدقني تقدر تسألها إذا كانت راحت شقة عماد قبل كده ولا لأ…وهيا مش حتقدر تنكر ولا تقول عليا كدابة

شعر عمرو أن دماء جسده قد اندفعت جميعها لتستقر في دماغه الذي صار عاجزا عن التفكير…التفت إلى يمنى في محاولة منه للحصول على أمل أخير في ان يكون كل ما سمعه كذبا أو وهما أو ربما أضغاث أحلام …بادرها قائلا والشرر يتطاير من عينيه:يمنى …انتي روحتي شقة عماد قبل كده?

ازدردت لعابها بصعوبة ثم قالت بخفوت:عمرو اديني فرصة بس افهمك

لم يمهلها وصرخ فيها قائلا:ردي عليا…روحتي عند عماد قبل كده?

شعرت بالخوف يسري في أوصالها وهي تجيبه قائلة:ايوه روحت بس والله مش زي ما انت فا………
.
لم تستطع أن تكمل كلامها فقد تلقت للتو صفعة قوية اسالت الدماء من جانب فمها…لم تكن الضربة التي تلقتها مؤلمة بقدر ماكانت كلمته التالية اكثر إيلاما حين نطق قائلا:”انتي طالق”

حدقت فيه غير مصدقة ما سمعته أذناها فيما وقفت مشيرة خلف ظهره وقد وضعت ذراعيها في خصرها وارتسمت على شفتيها إبتسامة نصر ممزوجة بالشماتة.

اقترب عمرو منها وجذبها من ذراعها ثم فتح الباب والقاها خارجه قائلا في غضب:مش عايز اشوف وشك ده مرة تانية …فاهمة ولا لأ?ثم دخل واغلق الباب خلفه…ثم ارتمي على اقرب مقعد واضعا رأسه بين كفيه رافضا تصديق كل ما حدث…اقتربت منه مشيرة وقالت بصوت أقرب إلى فحيح الأفاعي وهي تبث سمومها:ماتزعلش نفسك يا حبيبي…الحمد لله ان ربنا بعتني ليك عشان اكشفلك حقيقتها…والحمد لله ان ربنا بعتك ليا ف الوقت المناسب قبل ماتعمل ف ابننا حاجة

رفع بصره إليها قائلا بلهفة:انتي كويسة والبيبي كويس…حد فيكوا حصلوا حاجة?يلا عشان اوديكي للدكتور نطمن عليكي وعلى البيبي

اشاحت بوجهها بعيدا وقالت بتلعثم:لا يا حبيبي ماتخافش انا كويسة الحمد لله…والبيبي كمان كويس وبخير…صدقني أنا مش حاسة بحاجة ولو تعبت حابقى اقولك توديني…ماتقلقش عليا

اسرع عمرو متجها نحو الباب فاوقفته مشيرة قائلة:رايح فين يا عمرو?

عمرو بضيق:حاسس ان انا مخنوق ومحتاج اتمشى شوية

مشيرة:طيب خلي بالك من نفسك

عمرو:حاضر…عن اذنك

********************************

خرجت من منزله باكية هائمة على وجهها …لا تدري اين تذهب ولا إلى من تلجأ…عقلها الذي يرفض مافعله بها عمرو يصرخ بها قائلا:كيف له أن يصدق هذا عنكي …أما قلبها الذي لا يستطيع إلا أن يحبه مازال يلتمس له الأعذار متعللا بأنها هي من وضعت نفسها موضع الشبهات فلا تلومن إلا نفسها…فكرت أن تذهب إلى منزل والديها المغلق منذ وفاتهما…لكنها تراجعت خوفا من أن تجلب لها الذكريات مزيدا من الأحزان …طرأت لها فكرة بأن تذهب إلى منزل خالها تستنجد به…ولكن ماذا عساه أن يفعل من اجلها…كما انها لن تسلم من شماتة زوجته التي تدرك يمنى جيدا انها لم تنس لها رفضها لعماد حتى الآن…واخيرا اهتدت إلى من يمكنه مساعدتها …فهرولت مسرعة بإتجاه منزله.

**********************************

اما عمرو الذي جلس امام البحر شاردا يرفض عقله قبل قلبه تصديق ماحدث…فعقله يصرخ به قائلا:إذا كانت تحب عماد حقا فلما لم تتزوجه منذ البداية…اما قلبه الذي كان يشعر بصدق حبها يؤكد على كلام عقله ويصرخ به قائلا:كيف تصدق أن يمنى يمكنها ان تفعل ذلك…كان يرمق البحر بنظرات متسائلة فهو يعلم كم تعشقه يمنى وتفضي إليه بمكنوناتها ولربما افشت إليه بسرها هذه المرة… ولكن منذ متى والبحر يفشي سر من ائتمنه?
لام نفسه على تسرعه …لماذا لم يترك لها الفرصة لتتحدث…فلربما كان لديها ما تقوله دفاعا عن نفسها…نعم بالتأكيد لديها أسبابها التي يجهلها ولم يعطها الفرصة لتعلن عنها…لابد من ان يذهب إليها ليعلم ما كانت تنوي ان تقوله…لابد انها الآن في منزلهما وإن لم تكن هناك فبالتأكيد في منزل خالها…قطع شروده صوت هاتفه…نظر إلى شاشته فوجدها والدته…لم يشأ أن يجيب…شعر بالحنق من نفسه لأنه لم يغلقه …ولكنها لن تسأم من تكرار المحاولات حتى يجيبها…فتح الخط ليأتيه صوتها قائلة بإنفعال:انت فين يا عمرو?اناعايزاك عندي ضروري دلوقتي حالا

تعجب من نبرتها الحادة …فهل من الممكن ان تكون قد علمت شيئا عن الأمر اجابها قائلا:خير يا ماما فيه حاجة ?

فريدة بصرامة:انا عايزة اقفل التليفون الآقيك ادامي

اجابها قائلا بضيق:حاضر يا ماما حاضر

وبالفعل ركب سيارته وانطلق في طريقه إليها وما إن رأته حتى انفجرت فيه كقنبلة نزع احدهم فتيلها:انت ازاي تكتفي انك تطلقها وبس …ازاي ماتبلغش البوليس عن السفاحة اللي كانت عايزة تقتل حفيدي اللي بقالي سنين مستنياه?

قطب جبينه قائلافي ضيق:انتي عرفتي ازاي هيا مشيرة كلمتك?

بدا عليها الإرتباك الذي سرعان ما أخفته قائلة:لأ مشيرة ماكلمتنيش انا اللي كنت باتصل عشان اطمن عليها وعلى حفيدي لقيتها يا حبة عيني منهارة من اللي حصل ولما ضغطت عليها حكيتلي كل حاجة…بس انت ما ردتش على سؤالي مابلغتش ليه عن المجرمة اللي كانت عايزة تقتل ابنك وتقهرك عليه?

عمرو:يا ماما ماهي مشيرة كويسة الحمد لله وانا عرضت عليها اوديها للدكتور رفضت وقالت مالوش لزوم

فريدة:لا انا كده مش حاطمن غير لما تجيبلي مشيرة تقعد معايا هنا…لازم تيجي هنا عشان تبقى تحت عيني واخلي بالي منها بنفسي

عمرو:حاضر يا ماما…ربنا يسهل…وبعدين يا ماما انا مش مصدف ان يمنى تعمل كده ابدا

صرخت فيه قائلة:انت لسه برضه بتدافع عنها حتى بعد اللي عملته وبعد اللي عرفته عنها

عمرو:يا ماما هيا كانت عايزة تقول حاجة بس انا ساعتها الشيطان كان راكبني وما اديتهاش فرصة تتكلم…انا لازم اروحلها واتكلم معاها واشوف كانت عايزة تقول إيه

اقتربت منه وقالت في هدوء شديد:عمرو…سمعني تاني كده كنت بتقول عايز تعمل إيه

عمرو:كنت بأقول عايز أروح ليمنى واسمع منها

اجابته قائلة بكلمات تحمل نبرة تهديد واضحة :قسما بالله العظيم يا عمرو…لو اعرف انك روحت ولا اتكلمت مع المجرمة دي لا حتبقى ابني ولا اعرفك وساعتها انا اللي حابلغ عنها بنفسي وده آخر كلام عندي…وامام تهديداتها لم يجد عمرو بدا من الرضوخ لطلبها وإن ظل قلبه يحدثه ان هناك شي ما يخفى عليه وحدها الأيام كفيلة بأن تظهره

*************************************

كان جالسا يلاعب طفله الصغير في حين وقفت زوجته بالمطبخ تنتهي من إعداد طعام الغداء عندما سمعوا صوت جرس الباب…توجهت أسماء لتفتح فاوقفها عماد قائلا:روحي انتي يا أسماء وانا حافتح
فتح عماد الباب ليفاجأ بيمنى امامه في حالة يرثى لها…نطق قائلا بدهشة:يمنى

يمنى بوهن:ازيك يا عماد …تسمحلي ادخل?

عماد وهو يفسح لها الطريق:وهي دي عايزة سؤال…اتفضلي طبعا البيت بيتك…ثم نادى زوجته قائلا:تعالي يا أسماء سلمي على يمنى

جاءت وهي تقول في دهشة:معقول يمنى عندنا…ده إيه المفاجأةالحلوةدي!

احتضنت كل منهما الأخرى ثم اشارت أسماء لها بالجلوس فجلست وهي تقول:انا اسفة لو كنت ازعجتكوا وجيت من غير معاد

عماد:إيه اللي بتقوليه ده يا يمنى…البيت بيتك طبعا تيجي ف أي وقت…أخبارك إيه بقى وأخبار دكتور عمرو إيه ?

كان سؤاله إيذانا لدموعها أن تبدأ بالتساقط …اقتربت منها أسماء وربتت على كتفها قائلة:مالك يا حبيبتي?انتي متخانقة مع دكتور عمرو ولا حاجة?

علا صوت نحيبها وهي تجيبها قائلة:عمرو طلقني يا أسماء

عماد بذهول:طلقك ليه يا يمنى?هو إيه اللي حصل بالظبط?

قصت عليهما يمنى كل ما حدث بداية مما سمعته هي ومروة يوم ميلاد آدم إلى ان انتهت إلى ما حدث منذ ساعات بإستثناء الجزء الذي يخص عماد …كان يستمعان والذهول يسيطر على كليهما إلى ان انتهت فقالعماد:معقول مشيرة تبقى هيا اللي اتجوزها دكتور عمرو…إيه الصدفة العجيبة دي…سبحان الله انا من يوم ما جيت اسكن هنا وأنا مش مرتاح للست دي…بس ازاي دكتور عمرو يصدقها هيا ويكدبك انتي ?

اجابت يمنى مدافعة عنه:هو معذور برضه يا عماد…أنا مراته وهيا كمان مراته …والفيصل مابينا اللي شافه بعنيه

عماد:معقول لسه بتدافعي عنه حتى بعد اللي عمله…ازاي يصدق انك عايزة تموتي ابنه …هو لسه حيعرفك النهاردة ?عموما أنا عشان خاطرك حاروحله وافهمه على الحقيقة وأقوله ان مشيرة كانت جارتي وإني عارف عنها كل حاجة…ولازم يفهم أن اللي ف بطنها ده مش إبنه

أجابته يمنى قائلة بتوسل:لا يا عماد الله يخليك بلاش انت بالذات اللي تكلمه

نظر عماد وأسماء إلى بعضهما البعض في دهشة ثم مالبث ان قال:أمرك غريب يا يمنى…منين جايالي عشان اساعدك ومنين مش عايزاني اكلمه?

أسماء:اشمعنا بلاش عماد يا يمنى ?

اشاحت بوجهها بعيدا وهي تقول بتلعثم:اصل بصراحة يا عماد عمرو بيغير منك عشان يعني……

لم تستطع أن تكمل عبارتها ولكن عماد فهم ما تعنيه فقال بذهول:معقول يكون بيفكر كده…ثم إن ده موضوع فات عليه سنين وحاجة راحت لحالها خلاص…اقولك أنا حاروحلها هيا وأخليها غصب عنها تقوله على الحقيقة وإلا….

قاطعته يمنى قائلة برجاء:أبوس إيدك يا عماد…بلاش انت تتدخل ف الموضوع ده بأي شكل من الأشكال …تدخلك حيعقد المشكلة اكتر مش حيحلها…أنا اللي خلاني جيتلكوا اني حسيت أن كل الأبواب اتقفلت ف وشي وماعدش ليا غيركوا…ثم انت ما تعرفش هيا قالت إيه لعمرو

أسماء:قالتله إيه يا يمنى?ماتتكلمي يا حبيبتي وتفهمينا كل حاجة عشان نقدر نساعدك

اطرقت يمنى برأسها وقالت بخفوت:اصل مشيرة فهمته ان أنا وعماد على علاقة ببعض وإني كنت بأجيله هنا الشقة ف غيابك وانها شافتني وأنا خارجة من عندكوا وأنا ماقدرتش انكر اني جيت هنا قبل كده

أسماء:ليه هو دكتور عمرو ما كانش عارف انك جيتي هنا قبل كده?

يمنى:لأ أنا ما قلتلوش عشان كنت عارفة إنه حيرفض لو طلبت منه

نهض عماد من مكانه قائلا بإنفعال:أنا قلبي كان حاسس إنه هو اللي منعك عننا…ثم ضرب كفيه ببعضهما وقال وهو مازال على إنفعاله:وازاي الحقيرة دي كمان تجيلها الجرأة انها تقول كده?اسمعي يا يمنى…الموضوع كده مابقاش يخصك لوحدك ومدام هيا جابت سيرتي تبقى هيا اللي جابته لنفسها وأنا بقى مش حاسكت

علا صوت بكائها وهي تستجديه قائلة:عشان خاطري يا عماد …لو ليا خاطر عندك اديني بس فرصة إني أروحلها تاني واتكلم معاها وأحاول اقنعها انها تقول لعمرو على الحقيقة…ارجوك ماتخلينيش اندم إني جيت هنا

ضحك بإستهزاء قائلا:ضحكتيني …وانتي بقى متخيلة انها حتوافق تقوله على الحقيقة بالبساطة دي كده

يمنى:لا ما أنا حاهددها بانك حتقول لعمرو على الحقيقة وحتجيب شهود كمان من جيرانك ف العمارة يأكدوا كلامك…سيبني بس اعمل المحاولة الأخيرة دي يمكن تجيب نتيجة

أسماء برجاء:خلاص يا عماد عشان خاطري إديها فرصة تعمل المحاولة دى يمكن تنجح

عماد بدهشة:أنا مش فاهم انتي ليه بتحاولي ترخصي نفسك بالشكل ده يا يمنى…إذا كان هو صدق الكلام ده عليكي يبقى ما يستاهلكيش

يمنى:معلش يا عماد…حتى لو مش ناوية ارجعله لازم افهمه على الحقيقة الأول…دي عايزة تنسبله طفل مش إبنه

تنهد قائلا في ضيق:ماشي يا يمنى …بس تأكدي انك لو ماقدرتيش تقنعيها أنا اللي حاتصرف بنفسي…خديها دلوقتي يا أسماء عشان ترتاح ف اوضة آدم والصبح يحلها الحلال

***************************************

في اليوم التالي وقبل ذهابه إلى عمله اخبر عمرو مشيرة برغبة والدته في المكوث عندها لبعض الوقت …وافقت مشيرة على مضض…فطلب منها عمرو أن تقوم بتحضير حقيبتها على أن يذهب إلى الجامعة أولا ثم يعود ليقوم بتوصيلها إلى منزل والدته …وبعد مرور ساعتين من خروج عمرو كانت يمنى تقف اسفل البناية التي تقع بها شقة مشيرة…تصادف دخولها مع خروج حارس العقار الذي من إن رأها حتي قال في حدة:عايزة مين يا مدام?

يمنى:عايزة مدام مشيرة

رمقها بنظرة متفحصة قبل ان يجيبها قائلا:مش انتي اللي كنتي عندها إمبارح واتخانقتي معاها ودكتور عمرو طردك …جاية تكملي الخناقة النهاردة ولا إيه?

يمنى:أنا جاية النهاردة عشان اتأسفلها على اللي حصل إمبارح

البواب:إذا كان كده ماشي …انا رايح اجيبلها طلب من السوبرماركت وراجع علطول…اتفضلي اطلعيلها وانا حاحصلك

صعدت يمنى إلي شقة مشيرة وهمت أن تضع يدها على الجرس ولكنها وجدت الباب مفتوحا قليلا…طرقته عدة مرات وعندما لم تجد إستجابة دفعته ودلفت إلى الداخل بحذر شديد…وما إن خطت بضع خطوات حتى فوجئت بمشهد انخلع له قلبها…كانت مشيرة ملقاة على الأرض غارقة في دمائها وقد انغرس نصل سكين حاد أعلى صدرها…كادت أن تصرخ ولكنها كممت فمها بيدها بسرعة…وأخذ عقلها يعمل بسرعة اكبر محاولا الوصول إلى التصرف السليم في هذه الحالة…اقتربت منها قليلا لتتأكد انها قد فارقت الحياة بالفعل…شعرت أن الأرض تميد بها فماذا عساها أن تفعل لو عاد البواب الآن ليحضر ما طلبته مشيرة …فبالتأكيد سيتهمها بقتلها…لم تجد حلا سوى الهروب مسرعة من نفس الباب الذي دخلت منه…ولحسن حظها لم يعد البواب بعد…اشارت إلى أحد التاكسيات وأوقفته وركبت وهي تشعر أن قلبها يكاد يتوقف عن النبض …حتى وصلت إلى منزل عماد مرة أخرى وما إن فتحت أسماء لها الباب حتى ارتمت يمنى في أحضانها خائفة مذعورة وهي تبكي بهستيرية قائلة:أنا ماقتلتهاش يا أسماء والله العظيم ما قتلتها …أنا روحت لقيتها مقتولة

اجابتها أسماء قائلة بفزع:هيا مين دي يا يمنى اللي اتقتلت?

في هذه الأثناء دخل عماد ليجد يمنى على هذه الحالة من الذعر والخوف فقال بقلق:مالك يا يمنى?عملتي إيه عند مشيرة

يمنى:مشيرة اتقتلت يا عماد

ارتسمت معالم الذهول والصدمة علي وجهه وهو يجيبها قائلا:إيه اتقتلت!مين اللي عمل كده?

يمنى:مااعرفش…والله العظيم ما اعرف…انا روحت لقيتها مرمية على الأرض ومضروبة بسكينة وغرقانة ف دمها

حاول عماد تهدئتها قائلا:ممكن تهدي بس وتفهميني إيه اللي حصل

قصت عليه يمنى كل شئ منذ لحظة خروجها من منزله حتى عودتها إليه مرة أخرى

عماد:طيب إهدي بس عشان نعرف نفكر….قوليلي انتي لمستي أي حاجة جوه الشقة?

يمنى بتذكر:مافيش غير الباب لما زقيته ودخلت منه بس…عماد…ارجوك ما تتخلاش عني انا مابقاش ليا غيرك دلوقتي

عماد بضيق:إيه اللي بتقوليه ده بس يا يمنى…وحتى لوفيه حد انا برضه مش حاتخلى عنك وحافضل جنبك لحد تخرجي منها على خير إن شاءالله

*********************************

عاد عمرو من عمله متجها إلى منزله ليصطحب مشيرة إلى والدته…ولكنه ما أن اقترب من الباب حتى لاحظ وجود تجمع من الجيران أمام منزله ووجود عدد من رجال الشرطة …اندفع عمرو من بين الجموع إلى الداخل …ليجد ضابط الشرطة يقوم بإستجواب الحارس …حاول أحد العساكر منعه قائلا:ممنوع يا أستاذ…وجه الحارس حديثه للضابط قائلا:ده الدكتور عمرو صاحب الشقة وجوز القتيلة…ترددت كلمته الأخيرة في أذني عمرو دون أن يستوعب بعد ما يقصده.

الضابط:سيبه يا ابني…اتفضل يا دكتور عمرو

دخل عمرو قائلا:خير يا حضرة الظابط

الضابط:عم شعبان بواب العمارة اتصل بينا وبلغنا ان فيه جريمة قتل حصلت عنده ف العمارة …ولما وصلنا لقينا المدام بتاعة حضرتك مرمية على الأرض ومطعونة بسكين اعلي الصدر

حدق فيه عمرو بشدة غير مصدق لما قاله …ظل لفترة عاجزا عن الكلام إلا أن استطاع ان ينطق أخيرا قائلا:انتو بتقولوا إيه?مشيرة اتقتلت

توجه الضابط بالحديث إلى احد العساكر قائلا:اكشف وش القتيلة يا ابني…ليزيح العسكري الغطاء عنها

الضابط:مش هيا دي مدام مشيرة مراتك يا دكتور عمرو

نظر عمرو إلي الجثة المسجاة أمامه على الأرض غير مصدق ثم تهاوى إلى أقرب مقعد واضعا رأسه بين كفيه ودموعه تتساقط في صمت

الضابط:البقاء لله يا دكتور عمرو…شد حيلك…ممكن تهدى شوية عشان نقدر نسأل حضرتك شوية أسئلة بعد ما ننتهي من استجواب البواب

ثم توجه بالحديث إلى البواب قائلا:كمل يا ابني كنا بنقول فيه حد زارها النهاردة او طلع عندها ولا لأ

شعبان البواب:مافيش حد زارها يا بيه غير واحدة ست كانت جتلها إمبارح برضه وتقريبا اتخانقت معاها لإني شوفت دكتور عمرو لما جه طردها بره البيت وكانت نازلة وعمالة بتعيط…والنهاردة كنت رايح اشتري حاجة للست مشيرة من السوبرماركت ولقيتها طالعة وقالتلي انها جاية تتأسفلها على اللي حصل إمبارح وطلعت عندها وانا روحت السوبرماركت ولما طلعت اودي الحاجة للست مشيرة لقيتها مقتوله قعدت اصرخ والناس اتلمت زي ماحضرتك شايف واتصلنا بيكوا

وكأن صاعقة اصابته وهو يستمع لكلمات الحارس…شرد قليلا في كلمات والدته التي ظلت تترددعلي مسامعه”انت ليه مابلغتش البوليس عن السفاحة اللي كانت عايزة تقتل حفيدي”…لم يفق من شروده إلا على صوت الضابط الذي كان يحدثه قائلا:حضرتك تعرف الست دي يا دكتور عمرو?

جفف عمرو دموعه قائلا بإصرار:يا حضرة الظابط أنا بتهم طليقتي يمنى رفعت الصاوي بقتل مشيرة

الضابط:حضرتك متأكد من الكلام ده يا دكتور?

عمرو :ايوه متأكد

الضابط:طيب وطليقة حضرتك دي نلاقيها فين ?

عمرو:هيا ملهاش غير مكان واحد من اتنين…يا إما عند اخوها ف دمنهور وده مستبعد لأن فيه بينهم مشاكل على الميراث….يا إما عند خالها وده الإحتمال الأقرب

الضابط:طيب ممكن تدينا عنوان خالها ده…وتفهمنا الموضوع من الأول

********************************************

كان ثلاثتهم جالسين في حالة ترقب…إلا أن اعلن هاتف عماد الرنين فانتفضت يمنى من مكانها بذعر فقال مطمئنا إياها:ماتقلقيش يا يمنى ده بابا

فتح عماد الخط وظل يتحدث لوالده إلى ان انتهى فاغلق الخط والتفت إلى يمنى قائلا بأسى:يمنى انتي لازم تسلمي نفسك…البوليس بيدور عليكي وراحوا عند بابا سألوا عنك هناك وفتشوا البيت وعشان كده بابا كان بيكلمني

اجابته قائلة بفزع:اسلم نفسي ليه?أنا ماعملتش حاجة

عماد:ماهو عشان انتي ماعملتيش حاجة لازم تسلمي نفسك لحد مانقدر نثبت براءتك

يمنى بتوسل:ارجوك يا عماد عمرو لازم يعرف اللي حصلي …ولازم الأول يعرف الحقيقة

عماد بدهشة:معقول يا يمنى بعد كل ده ولسه بتجيبي سيرته برضه

يمنى:انا متأكدة انه مش حيتخلى عني لما يعرف بالمصيبة اللي انا واقعة فيها دي …انا متأكدة ان هو اللي حيدافع عني كمان ويثبت برائتي

صاح فيها عماد قائلا:يا يمنى فوقي بقى من اللي انتي فيه ده فوقي …عمرو هو اللي بلغ عنك………..

زر الذهاب إلى الأعلى