زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الخامسة والعشرون والاخيرة من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الخامسة والعشرون والاخيرة من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل الخامس والعشرون(الأخير)

هل كان يخيل إليه حين سمع جملتها الأخيرة أم انها نطقتها بالفعل ? هل تريد بذلك أن تعاقبه بحرمانه من رؤية طفله الذي ظل يحلم لسنوات بتلك اللحظة التي يضمه فيها إليه ويشبع به غريزته ? نعم من حقها أن ترفض الرجوع إليه لكن ليس من حقها أن تحرمه طفله المنتظر…سألها محاولا أن يستوضح ماتعنيه : مش فاهم…تسافري انجلترا مع يحيى ليه ? حتعملي إيه يعني في انجلترا ? وحتقعدي اد إيه هناك? وحتسافري ازاي وانتي حامل ?

ارادت أن توقف سيل الأسئلة المنهمر من فمه فقالت بحسم: أنا قبل موضوع الحمل ده كنت ناوية اقعد فترة بسيطة يعني شهر ولا حاجة اغير فيه جو واخد قرارات ف حاجات كانت محتاجة حسم وكنت حارجع عشان ابتدي احضر دراسات عليا واشتغل…لكن بعد موضوع الحمل ده مش حينفع ابتدي الحاجات دي غير بعد الولادة عشان كده نويت اطول هناك شوية.

أجابها قائلا في تساؤل: طيب يبقى إيه لزوم السفر بس

يمنى بإصرار: أنا محتاجة إني ابعد فترة واعيد حساباتي

شعر وكأن قبضة باردة اعتصرت قلبه بقسوة فقال بألم: يمنى أنا ممكن استحمل منك أي عقاب غير إنك تحرميني من إبني…معقول عايزة بكل بساطة كده تحرميني من اللحظة اللي بقالي سنين مستنييها …مش كفاية عليا انك عايزة تحرميني منك وتبعدي …للدرجةدى شايفة إني ما استاهلش فرصة تانية ومش عشان خاطر ابننا…لا يا يمنى لو حترجعيلي عشانه يبقى بلاش أحسن…أنا عايزك ترجعي عشاني أنا يا يمنى عشان عمرو اللي بيحبك …واللي احلفلك بإيه إنه عمره ماحب في حياته غيرك …يمكن انتي فسرتي حبه وغيرته وخوفه عليكي على انه بيحاول يتحكم فيكي أو يفرض رأيه عليكي …لكن ربنا العالم إن أي حاجة عملتها كانت من حبي وخوفي عليكي مش اكتر …كنت باعاملك زي أب خايف على بنته الصغيرة أم قلب أبيض عشان عارف ان الناس مش ملايكة زي ماهيا متصوراهم …يمكن كنت أناني لما فكرت اتجوز لكن والله كنت باجاهد نفسي لأخر لحظة…كنت بأقول لنفسي اكيد لو يمنى مكاني عمرها ما كانت حتتخلى عني …استحملت ضغط أمي عليا اكتر من مرة لحد ما انتي نطقتيها بنفسك…عارفة لو كنتي قولتيها بيني وبينك كنت حاسمع وانسى …لكن المشكلة انك قولتيها ادامها ف الوقت اللي أنا فيه كنت عمال اتحجج بيكي…ما انكرش إني غلطت لما سمحتلها تتدخل في حياتي بالصورة دي…لكن صدقيني بيكي أو من غيرك الوضع ده مش حيستمر لأنه كان غلط من البداية…كان يتحدث ودموعه تسبق كلماته وهو يقول: غلطت أيوه ما انكرش…لكن مين مابيغلطش…لكن على الأقل من حقي فرصة تانية اصلح فيها أخطائي

بدا وجهها خاليا من أي تعبيرات وهي تستمع لكلماته …أجابته دون أن تنظر إليه قائلة: للأسف مابقاش ينفع …يمنى اللي انت دبحتها أنا دفنتها خلاص وأخدت عزاها…أنا لو رجعتلك مش حأرجع يمنى اللي انت تعرفها …أنا خلاص عرفت طريقي ومش محتاجة لأي راجل فحياتي عشان أوصل…لا انت ولا غيرك …أنا حاعيش لنفسي ولإبني اللي جاي وبس …حاشتغل واثبت ذاتي واثبت لنفسي إني ما كنتش غلطانة لما رفضت ارجعلك

ربما هذا هو الأمل الأخير بالنسبة له…ألقي بأخر أوراقه ربما تكون الغلبة له في النهاية…قال بأسى ظاهر:حتى لو قلتلك إني موافق انك تعملي كل ده وعندي إستعداد أساعدك فيه كمان

نظرت له بريبة ثم قالت بشك: غريبة…وإيه اللي غير رأيك بالشكل ده?

أجابها قائلا بجدية: حاسيبك تجربي بنفسك …يمكن ساعتها تقدري تفهمي سبب اللي عملته معاكي وتقدري موقفي…ويمكن انتي اللي تثبتيلي إني كنت غلطان…وكمان عشان أنا اكتشفت أن الدهب مهما استخبي وسط التراب حيخرج منه برضه دهب …يمنى انتي خسارة كبيرة اوي بالنسبالي …لوخسرتك متأكد إني عمري ما حأقدر اعوضك…ممكن اكون أنا ما استاهلكيش عشان كده ربنا حرمني منك

يمنى: عمرو…صدقني خلاص هيا كده خلصت…يا ريت تسيب الشرخ اللي حصل بينا للأيام يمكن تقدر تداويه…وعلى فكرة انا صحيح مسافرة لكن مش ناوية احرمك من إبنك ولا حاجة…أنا حافضل هناك لحد معاد الولادة وأوعدك إني ابلغك بيه من قبلها بعد ما ارجع …وابنك حتقدر تشوفه في أي وقت زي ماتحب …ممكن بقى تروحني عشان أنا تعبت وعايزة استريح

لم يجد بدا من الإذعان لطلبها فانطلق بالسيارة واوصلها إلى منزلها وودعها وكأنه يودع روحه للأبد

( زوجي العزيز عفوا. ….. لست قاتلة)…روايتي الثانية

بعد مرور أسبوعين كان كل من يمنى ويحيى يودعان الجميع بالساحة الخارجية للمطار …بعد أن انتهوا من السلام على كل من محمود وعماد وفؤاد وصفاء ومروة وأسماء فؤجئوا بإقترابه من حيث يقفون …القى السلام على الجميع ثم استأذن أن يحادث يمنى على إنفراد…ابتعدا قليلا عن الأخرين ليستطيعا الحديث بحرية…تحدث هو أولا قائلا بتأثر: أشوف وشك بخير يا يمنى…أنا جيت عشان اسلم عليكي قبل ما تمشي مع إني زعلان منك عشان مارديتيش على الطلب اللي طلبته منك قبل ما تسافري لكن اللي أنا فهمته انك مسافرة عشان تفكري وتاخدي قرار ياترى كلامي ده مظبوط ولا لأ?

أجابته قائلة بجدية: أنا كنت فاكرة انك غيرت رأيك بعد اللي عماد قالهولك

أجابها ياسين بإصرار: بالعكس اللي عماد قاله ده خلاني مصمم على طلبي اكتر…يعني دلوقتي نقدر نتجوز ونخلف عادي وابنك أو بنتك اللي جاي ده تأكدي إنه حيكون عندي زي خديجة بالظبط …هايايمنى قلتي إيه ?

نكست يمنى رأسها وقالت بخجل: ياسين…أنا متشكرة اوي على انك فكرت فيا واخترتني أنا بالذات … أنا كان نفسي اقدر أوافق على طلبك ده لكن صدقني أنا مش حاقدر أكون الزوجة اللي تسعدك …يمكن اتقابلنا في توقيت غلط ….مش عارفة اقولك إيه بصراحة

ياسين: يمنى أنا قولتلك إني عندي إستعداد استناكي زي ما تحبي …طيب على الأقل ماترديش على طلبي دلوقتي سافري وهناك حتبعدي عن أي ضغوط وتفكري بهدوء وساعتها تقدري تقرري

يمنى بأسف: أنا أسفة يا ياسين لكن حقيقي القلب مايقدرش يحب اتنين وأنا لو وافقت حابقى باظلمك معايا

خفض بصره وقال بأسى: حترجعي لدكتور عمرو?

أجابت قائلة بحيرة: تصدقني لو قلتلك مش عارفة

ابتسم قائلا بمرارة:عموما أنا اتمنالك السعادة من كل قلبي سواء مع دكتور عمرو أو مع أي حد غيره …أشوف وشك بخير مرة تانية

غادر ياسين فاستدارت يمنى خلفها لتعود لكنها فؤجئت بعمرو يقف خلفها وهو يبتسم بوهن قائلا والأسى يقطر من كلماته: مقدرتش امنع نفسي إني آجي اودعكوا وانتو مسافرين انتي وابني…أشوف وشك بخير يا يمنى .

اشاحت بوجهها بعيدا وهي تجيبه قائلةبخفوت: متشكرة اوي

ثبت نظره على عينيها الممتلئتين بالدموع وقال بحزن: وقت ما تقرري ترجعي حتلاقي قلبي وحضني مفتوحينلك قبل بيتي…أنا مش حافقد الأمل ابدا اننا نكون لبعض من تاني وبقولهالك لتاني مرة مش عشان ابننا…لكن عشان أنا بحبك وماقدرش أعيش من غيرك …أنا عارف انك سامحتيني لكن أنا مش حاسامح نفسي ابدا لو خسرتك …كفاية عليا إني حاتحرم من إحساس جميل كان نفسي أعيشه وهو إني أشوف إبني وهو جنين بيكبر ادام عنيا واكلمه وأقوله أنا مستني اللحظة اللي اشوفك فيها بفارغ الصبر واخدك ف حضني أنا حاعتبره عقاب من ربنا ليا أنا استحقه فعلا …أشوف وشك بخير يا يمنى …خلي بالك من نفسك

يمنى بدموع: أشوف وشك بخير يا عمرو.

عمرو: يمنى ممكن أطلب منك طلب أخير…ماما جت معايا ونفسها تشوفك وتسلم عليكي قبل ما تسافري لكن طلبت مني أسألك الأول إذا ماكانش عندك مانع…وعلى فكرة هيا لسه ماتعرفش بموضوع الحمل …إذا كنتي عايزة تقوليلها انتي يكون أحسن لكن لو مش عايزة أنا حاقولها بس بعد ما تسافري

يمنى : خليها تتفضل طبعا…وأنا حاقولها بنفسي على موضوع الحمل

بعد قليل كانت الطائرة المتجهة إلى لندن وتقل على متنها يحيى ويمنى تحلق في سماء مدينة برج العرب …فيما وقف عمرو يشيعها بأنظاره وهي تحمل معها أماله بأن يأتي ذلك اليوم الذي تستطيع فيه يمنى أن تسامحه وتعود إليه …أما عن يمنى التي كانت تجلس إلى جوار يحيى وتنظر من نافذة الطائرة وهي تأمل حقا أن يأتي ذلك اليوم الذي تستطيع فيه العودة إليه وان تبدأ معه حياة جديدة تكون فيها شريكا أساسيا لا مجرد تابع مهمته الوحيدة هي تنفيذ الأوامر

واخيرا ليتنا نتخلى عن تلك المقولة السخيفة ” وراء كل عظيم أمرأة” فما الداعي أن تكون وراءه ولما لا تكون بجانبه يدا بيد وساعدا بساعد…وليتنا ندرك جميعا ايضا اننا نجمع الأموال كي نستطيع أن نحيا بها في هذه الدنيا …لا نحيا في الدنيا كي نستطيع أن نجمع الأموال…نجمعها لتكون في أيدينا لا لتسكن في قلوبنا وتصيرنا عبيدا لها …وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

نصيحة أخيرة: لا تتخلي عن أحلامك من أجل رجل…فالرجال نادرا ما يتخلون عن أي شئ من أجلك

زر الذهاب إلى الأعلى