زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه التاسعة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه التاسعة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل التاسع عشر

في مطار برج العرب وقف كل من محمود ومروة في إنتظار هبوط الطائرة التي تحمل يحيى على متنها إلا أن هبطت أخيرا ثم انهى يحيى الإجراءات سريعا وخرج ليجدهما في إنتظاره …احتضنه خاله قائلا:حمدالله على السلامة يا حبيبي

يحيى:الله يسلمك يا خالي

مدت مروة يدها لتصافحه قائلة:حمد الله على السلامة يا يحيي

يحيى وهو يصافحها:الله يسلمك يا مروة

محمود:معلش يا ابني عماد ماقدرش ييجي معانا عشان راح النيابة يحضر التحقيقات مع يمنى

يحيى بقلق:وهيا عاملة إيه دلوقتى يا خالي?

محمود بأسى:حتكون عاملة إيه بس يا ابني…ربنا معاها

يحيى:طيب يلا بينا على هناك علطول

مروة:طيب مش حتودي شنطتك الأول وترتاح شوية ده انت بقالك كام ساعة ف الطيارة

يحيى:أنا مش جاي عشان ارتاح يا مروة…أنا جاي عشان الحق أختي ف المصيبة اللي هيا فيها دي

محمود:ماشي يا ابني …يلا بينا على هناك

***********************************

ممكن تهدي شوية يا يمنى عشان نفهم

نطق ياسين هذه العبارة قبل أن يلتفت موجها حديثه إلى عمرو:ممكن حضرتك تفهمنا ازاي عايز تدافع عنها مع انك خصمها ف القضية وحضرتك اللي مقدم البلاغ?

عمرو:ما أنا جاي النهاردة عشان اتنازل عن إتهامي ليها وأتولى الدفاع عنها ده بعد إذنها يعني

عقدت يمنى ذراعيها أمام صدرها وقالت بتهكم:ومين قالك إني عايزاك تتنازل …ولا مين قالك ان أنا محتاجة محاميين من أصله…أنا معايا المحامي بتاعي…ثم نظرت إليه واكملت بنفس النبرة المتهكمة:هو صحيح مش ف خبرة حضرتك طبعا…بس يكفيني انه مصدق ومقتنع ببراءتي

تدخل عماد في الحديث قائلا:يمنى ممكن تهدي شوية لو سمحتي

ياسين:طيب يا جماعة احنا حنسيبكوا تتفاهموا مع بعض شوية عشان تقدري تقرري إذا كنتي حتوافقي ان دكتور عمرو يتولي مهمة الدفاع عنك ولا لأ…يلا بينايا عماد

اعترضت يمنى قائلة:لأ…أنا مش محتاجة اتكلم مع حد

عمرو برجاء:يمنى ممكن تديني فرصة بس اتكلم معاكي

أشاحت بوجهها بعيدا عنه دون ان تجيبه فوقف عماد قائلا:يمنى احنا حنستنى بره شوية…اسمعيه وشوفي عايز يقولك إيه

أومأت يمنى برأسها فأشار ياسين إلى سكرتير النيابة أن يخرج ثم تبعه هو وعماد…لتبقى يمنى مع عمرو بمفردهما …اقترب منها قائلا:ازيك يا يمنى?

رمقته بنظرة حادة حاولت أن تجمع بها كل غضبها قبل أن تجيبه قائلة:عارف انت المثل اللي بيقول يقتل القتيل ويمشي ف جنازته …آهو أنا عمري ما تخيلت إني ممكن أقابل ف حياتي الشخصية دي اللي تقتل القتيل وتمشي ف جنازته…أنا نفسي افهم انت بأي عين جاي هنا…منين بلغت عني ومنين جاي تتنازل وتدافع عني…نكتة دي ولا فزورة?لو نكتة احب أقولك أنها بايخة أوي ولو فزورة فأنا اسفة ماعنديش حاليا دماغ تحل فوازير

عمرو:دي مش طريقة مناقشة يا يمنى…كده مش حنعرف نتكلم

اجابته بإنفعال قائلة:ومين قالك اصلا ان أنا عايزة اتكلم معاك …أنا بس عايزة افهم إيه اللي جابك

عمرو:أنا جيت عشان افهم

يمنى :تفهم إيه بالظبط?

عمرو:عايز افهم إيه اللي حصل يوم الخناقة …وعايز اعرف إيه اللي كنتي عايزة تقوليه يومها وأنا ما ادتكيش فرصة …وإيه اللي تعرفيه عن مشيرة?

أجابته ساخرة:اعرف كتير اوي…اكتر حتى من اللي انت تعرفه عنها …ثم اردفت بمزيد من السخرية :انت ناسي إني كنت بشوفها كل ما اروح لعشيقي شقته ف غياب مراته …نسيت ولا إيه يا دكتور?

عمرو:يمنى أنا متأكد انك لا يمكن تعملي كده …لكن حطي نفسك مكاني لما أدخل وأشوف المنظر اللي شوفته يومها ده ادامي …ومشيرة تقول الكلام اللي قالته عنك وانتي تأكدي انك روحتي من ورايا…وبعدين مراتي وابني يروحوا مني الاتنين ف لحظة واحدة …تفتكري كان فيا عقل ولا كنت قادر افكر وقتها

اجابته قائلة بتسرع:مش ده لما يبقى ابنك الأول

ضيق عينيه في دهشة قائلا:تقصدي إيه?

شعرت أنها قد تسرعت فأجابته قائلة بتلعثم:ماقصدش حاجة…ولو سمحت تتفضل من هنا بقى…وقتك عندي خلص خلاص

عمرو:لاحظي أن أنا جيت هنا من غير ما اعرف ولا افهم إيه اللي حصل بالظبط ولا حتى اعرف إيه اللي وداكي عند مشيرة اليوم اللي اتقتلت فيه…ورغم كده جيت…جيت عشان متأكد انك بريئة

يمنى بتهكم:يعني انت جاي عشان تفهم مش عشان تدافع عني زي ما قلت

عمرو:ما أنا لازم افهم الأول عشان اقدر ادافع عنك

يمنى بإصرار:اسمعني يا دكتور عمرو…لو انت المحامي الوحيد في مصر كلها اللي حيطلعني براءة…يبقى أنا مستعدة إني أخد حبل المشنقة بالحضن

شعر عمرو أنه أمام أمرأة أخرى تختلف كليا عن زوجته التي لطالما أحبها وعشقها…تلك المرأة المسالمة الطيبة التي لا تعصي له أمرا…شعر أن المارد الأنثوي قد استيقظ داخلها رافضا أن يعيده أحد إلى قمقمه مرة أخرى….استطاع أن ينطق أخيرا قائلا:للدرجةدي يا يمنى?

يمنى بإصرار:واكتر من كده كمان….أنا نسيت اسألك صحيح …هيا الست والدتك عرفت انك جاي هنا عشان تتنازل عن إتهامك ليا ولا انت جاي من وراها?

لم يستطع تحمل إهانتها فأجابها قائلا:لحد كده وكفاية يا يمنى

لم تستطع أن تتحمل إحتباس الدموع في عينيها اكثر من ذلك فتركتها تنساب على وجنتيها وهي تصرخ فيه قائلة:إيه يا دكتور…مش مستحملني ف كلمتين باقولهملك…اشمعنا أنا استحملتك وانت بتقتل طموحي وبتدفن حلمي جوايا…وإشمعنا برضه استحملتك وانت بتخليني اقاطع أقرب الناس ليا من غير ذنب…واشمعنا أنا استحملتك وانت بتتجوز عليا عشان حاجة أنا ماليش يد فيها…ويمكن بشوية صبر كان ربنا رزقنا بيها…ورغم كده كنت باحاول ابينلك إني مش زعلانة وأنا ف الحقيقة بتقطع من جوايا…وليه برضه استحملتك وانت بتتهمني ف شرفي وبترميني بره بيتك…وقلت لنفسي معلش انتي اللي غلطانة عشان روحتي من وراه…واشمعنا استحملتك وانت بتبلغ عني وبتتهمني إني قتلت مراتك…انت مش شايف ان أنا استحملتك كتير أوي…يا راجل ده أنا استاهل أدخل موسوعة جينبس من كتر الصبر…ثم سكتت قليلا تلتقط أنفاسها قبل أن تستطرد قائلة:امشي يا عمرو…من فضلك حافظ على شوية الإحترام اللي باقيين ف قلبي ناحيتك وامشي من هنا…أنا مش عايزاك تتنازل…ولا عايزاك تدافع عني…أنا كل اللي عايزاه تسيبني ف حالي بقى…سيبني الحق الملم الشوية اللي فاضلين من يمنى بتاعة زمان قبل ما يضيعوا هما كمان …ثم صرخت فيه بمزيد من الإنفعال وقد علا صوتها قائلة:امشي بقى امشي

لم يستطع أو يتحدث أو ينطق بكلمة واحدة …فقط فتح الباب وخرج منكس الرأس شاردا واجما لا يقوى على رفع ناظريه لأي أحد …لم يفق من شروده إلا على لكمة قوية أسالت الدماء من انفه…رفع عينيه لتصطدم بتلك العيون المتحفزة التي صرخ به صاحبها في غضب قائلا: هيا دي الأمانة اللي أنا سافرت وسيبتهالك…مش مكفيك انك اتجوزت عليها وكسرت نفسها …وصلت كمان انك تدخلها السجن يا ندل يا جبان

قبل أن يتحدث عمرو حضر عماد وياسين الذي تحدث قائلا:هو فيه إيه هنا بالظبط?

أجابه محمود قائلا بإعتذار:احنا أسفين يا سيادة الوكيل …ده سوء تفاهم وراح لحاله…ثم جذب يحيى من ذراعه قائلا:تعالى يا ابني اقعد واستهدي بالله كده لما نشوف أختك حيحصل معاها إيه…هو انت جاي من انجلترا عشان تخرجها ولا عشان تدخل معاها…ثم توجه بالحديث إلى عمرو قائلا:وانت يا دكتور عمرو لو سمحت اتفضل من هنا دلوقتي…واحنا آسفين على اللي يحيى عمله

تحسس عمرو أنفه المصاب ثم قال بخفوت:عن إذنكو

انصرف عمرو مغادرا فيما تولي عماد مهمة تقديم ياسين إلى والده ثم إلى يحيي الذين رحبا به قبل أن يعود ومعه عماد إلى مكتبه لإستكمال التحقيقات ولكن بصفة رسمية هذه المرة…والتي ما إن انتهت حتى قال ياسين معتذرا: أنا اسف يا يمنى…بس أنا مضطر اديكي 15يوم حبس زي ما انتي عارفة …صدقيني لو كان فيه فرصة إني اخرجك بكفالة ماكنتش اترددت إني اعمل كده

هزت يمنى رأسها في تفهم وقالت:انت بتتأسف على إيه بس يا ياسين?ما تحملش نفسك ذنب مش ذنبها

ياسين:أنا كل اللي أقدر أعمله ف الوقت الحالي هو إني أوصي عليكي مأمور القسم …ولما نخلص من إستجواب الشهود ويوصل تقرير البصمات وتشريح الجثة يمكن ساعتها نقدر نلاقي خيط يوصلنا لأي حاجة تثبت براءتك

عماد:مفهوم طبعا…وانا حاطلب إستدعاء صاحبتها دي للتحقيق…اكيد عارفة عنها حاجات كتير واعتقد ان دكتور عمرو حيكون عارف اسمها ومكانها

تنهد ياسين قائلا:ربنا يسهل…ثم التفت إلي سكرتير النيابة بجواره قائلا:اكتب يا ابني..”.قررنا نحن ياسين جلال الشناوي وكيل أول نيابة( ) حبس المتهمة يمنى رفعت الصاوي خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات على أن يراعى التجديد في الميعاد”

**********************************

خرجت يمنى ومعها عماد إلى الخارج لتجد الجميع بإنتظارها حتى شيرين التي قدمت من القاهرة للإطمئنان عليها …وما إن رأت وجهه بين الوجوه حتى حدقت فيه غير مصدقة ثم قالت بفرحة:يحيى

جرى إليها مسرعا لتلقي نفسها بين أحضانه قائلة بلهفة:وحشتني اوي يا يحيى…حمدالله على السلامة يا حبيبي…ثم رفعت رأسها قائلة بإندهاش:إيه ده انت عرفت ازاي وجيت ليه بس?ثم نظرت إلى مروة قائلة:كده برضه يا مروة

رفعت مروة يديها قائلة:أنا براءة والله ماقلتله على حاجة

يحيى:يا حبيبتي مش مهم مين اللي قالي ولا عرفت ازاي…المهم إني جيت عشان أكون جنبك …عاملة إيه يا يمنى?

دمعت عيناها وهي تجيبه قائلة:زي ما انت شايف …أخرتها بقيت رد سجون

ربت على ظهرها قائلا:معلش يا حبيبتي شدة وتزول …وإن شاءالله ربنا حيظهر الحق…وأنا مش عايزك تشيلي هم طول ما أنا عايش على وش الدنيا وان شاءالله حاجيبلك حقك من كل اللي ظلموكي ..وحافضل جنبك لحد براءتك ما تظهر

يمنى:ربنا مايحرمنيش منك ابدا يا أخويا…ماتتصورش أنا كنت محتجاك جنبي ازاي

اقتربت شيرين منها ثم احتضنتها قائلة : ازيك يا يمنى …قلبي عندك يا حبيبتي…أنا اول أسماء ماكلمتني وقالتلي جيت علطول

يمنى:ربنا يخليكي ليا…بس ماكانش فيه داعي تتعبي نفسك

عندها تحدث العسكري الواقف بجوارها قائلا: يلا يا مدام…كفاية كده…ليخرج ياسين في نفس اللحظة ويستمع إلى ما قاله فيتحدث قائلا بلهجة آمرة:سيبها براحتها يا عسكري

العسكري:حاضر يا افندم

يمنى بإمتنان:متشكرة اوي يا ياسين…ياسين كان زميلي ف الكلية يا يحيى

يحيى:آه ماهو عماد عرفني بيه…تشرفنا مرة تانية ومتشكر أوي لحضرتك على اللي بتعمله مع يمنى

ياسين بإبتسامة:الشكر لله…ياريت كنت أقدر اعمل حاجة اكتر من كده ماكنتش اتأخرت …حضرتك ماتعرفش يمنى كانت عزيزة علينا كلنا ازاي…عن اذنكو عشان ورايا شغل

يحيى:اتفضل حضرتك…ثم التفت إلى يمنى قائلا:خدي بالك من نفسك يا يمني…وأنا إن شاءالله حاقعد مع عماد اعرف منه كل التفاصيل واشوف إيه اللي ممكن اعمله

اقترب منها خالها قائلا:عاملة إيه يا بنتي…شدي حيلك

يمنى بإمتنان:الحمد لله يا خالي…ربنا يخليكوا ليا كلكوا ومايحرمنيش منكوا..مش عارفة من غيركوا كنت حاعمل إيه بس

انصرفت يمنى لتعود إلى محبسها مرة أخرى بينما التفت يحيى إلى خاله قائلا:لو سمحت يا خالي …أنا محتاج عربيتك أروح بيها مشوار

مد محمود يده بالمفاتيح إلي يحيى قائلا:اتفضل يا ابني وانا حاروح مع عماد انا ومروة

التفت عماد إلى شيرين قائلا:وانتي يا شيرين مش حتتفضلي معانا

شيرين:ايوه يا عماد…انا جاية معاكوا عشان اشوف أسماء واعرف اللي حصل ده حصل ازاي

عماد:ماشي يلا بينا…بس ماقولتليش يا يحيى…انت رايح فين كده وانت لسه راجع من السفر

يحيى:رايح اصفي حساب يمنى مع الندل التاني هو كمان…قالها يحيى ثم جرى مسرعا قبل أن يحاول أحدهم إستيقافه فالتفتت مروة إلي والدها قائلة:بابا بعد اذن حضرتك أنا حالحقه واروح معاه …أنا خايفة يعمل حاجة ف فؤاد ويأذي نفسه

محمود:طيب يا بنتي …خلي بالك منه وقوليله خالك بيقولك بلاش تهور

جرت مروة مسرعة هي الأخرى لتلحق بيحيى الذي لم يمانع في مجيئها معه…وبالفعل بعد ساعات كان يحيى يطرق باب منزل فؤاد وبصحبته مروة التي ظلت طوال الطريق تحثه على أن يبقى هادئا ويحاول ضبط أعصابه …وبعد دقائق فتح محمد الباب ليجد أمامه عمه يحيى وزوجته وما إن رأه حتى تهللت أساريره قائلا بفرح:عمو يحيى انت جيت من السفر امتى…حمدالله على السلامة.

احتضنه يحيى قائلا:الله يسلمك يا حبيبي…قولي يا محمد…هو بابا هنا ولا مش موجود

محمد:ايوه موجود…اتفضلوا اقعدوا وانا حانادي بابا…ثم التفت إلى مروة قائلا:ازيك يا طنط مروة

داعبت مروة وجنته قائلة بإبتسامة:ازيك انت يا حمادة…اخبارك إيه وأخبار ماما وسمر إيه?

محمد:كلنا كويسين الحمد لله

في هذه اللحظة قدم فؤاد وهو يقول متسائلا:مين اللي بره يا محمد…ليفاجأ بشقيقه وزوجته…ابتسم قائلا بترحيب:يحيى…حمدالله على السلامة يا أخويا…جيت من السفر امتى

ثم تقدم نحوه ليقوم بإحتضانه ليفاجأ بلكمة قوية اسالت الدماء من جانب فمه…فقد على اثرها توازنه وكاد أن يسقط ارضا ولكنه تماسك قائلا:انت اتجننت يا يحيي.

وقفت مروة أمامه قائلة:كده برضه يا يحيى…ده اللي اتفقنا عليه برضه

تلألأت الدموع في عيون الصغير وهو يجذب عمه من قدمه قائلا:عمو يحيي…انت وحش انا مش بحبك عشان انت بتضرب بابا

مسح يحيى وجهه بكفيه وهو يقول محاولا الهدوء:استغفر الله العظيم

جذب فؤاد طفله من يده قائلا:ادخل يا حبيبي جوه عند ماما…جرى الصغير مسرعا نحو غرفة شقيقته التي اتخذتها والدته مقرا دائما لها قائلا بخوف:ماما إلحقي عمو يحيى هنا وبيضرب بابا وبابا متعور

اعتدلت صفاء قائلة بفزع:إيه!يحيى رجع من السفر…ياترى فيه إيه ربنا يستر…ثم التفتت إلى ابنتها قائلة:سمر خلي بالك من أخوكي يا حبيبتي وانا خارجة اشوف فيه إيه …واقفلوا الباب وماتخرجوش من الأوضة مهما حصل

سمر بإذعان:حاضر يا ماما …ثم ربتت على كتف شقيقها قائلة:ماتخافش يا محمد…تلاقي عمو يحيى بيهزر مع بابا بس

في نفس اللحظة التي دخلت فيها صفاء كان فؤاد يلومه قائلا:كده برضه يا يحيى…بتمد إيدك على أخوك الكبير…هيا حصلت?

ضحك قائلا بإستهزاء:كبير تصدق ضحكتني…هو الكبير عندك كبير بالسن ولا بالأفعال…بقى اختك تتصل تستنجد بيك وهيا واقعة ف مصيبة زي دي تقولها غلطتي ف العنوان…للدرجةدي انت عديم الإحساس…يعني مش مكفيك تاكل حقها كمان تتخلى عنها وهيا متهمة ف جريمة قتل …امال حتقف جنبها امتي ان شاءالله?

شهقت صفاء قائلة بجزع:إيه!جريمة قتل

فؤاد بإنفعال:وهيا ماقالتلكش انها خلت البيه جوزها يرفع عليا قضية

يحيى:دي أقل حاجة ممكن تعملها بعد اللي انت عملته معاها…ثم حاول الإقتراب منه وهو يقول بإنفعال:وربنا ما حاسيبك يا فؤاد

صفاء:حوشي جوزك يا مروة مش ناقصين مصايب كفاية المصيبة اللي اختهم فيها دي

جذبت مروة يحيى من يده قائلة بتوسل:عشان خاطري يا يحيى …تعالى اقعد وإهدى بقى

فؤاد:ماكنتش اعرف انك رايح انجلترا تاخد دكتوراة ف الفتونه

يحيى:وأنا ماكنتش اعرف ان الحقد اللي جواك ممكن يوصلك لحد كده

تدخلت صفاء قائلة:لحد كده وكفاية يا يحيى …فؤاد مش ناقص حاجة عشان يحقد على حد …وإن كان على الشهادة …فؤاد عقله يوزن بلد احسن من احسن واحد معاه شهادة

يحيى:خرجي نفسك انتي يا صفاء من الحسبة دي…احنا عارفينك كويس…وعارفين انك انتي وفؤاد مش ف مركب واحدة

أجابته قائلة بإعتراض:انت غلطان يا يحيى …المركب اللي فيها جوزي وأبو ولادي اكيد أنا كمان لازم اكون فيها

لم يستطع منع إبتسامة لاحت على شفتيه وهو يستمع لدفاعها المستميت عنه…اخيرا تحدث يحيى قائلا:ماشي يا فؤاد…بس تأكد انها ماخلصتش على كده…اخلص بس من موضوع يمنى وبعدين افضالك…يلا بينا يا مروة

غادر يحيى ومروة فالتفتت صفاء إلى فؤاد قائلة:تقدر تقولي كسبت إيه من اللي عملته …عمال تخسرنا واحد ورا التاني…وآخرتها إيه يا فؤاد?نفسي اعرف مستني إيه عشان تفوق وترجع الحق لأصحابه…لم تمهله صفاء فرصة للرد على اسئلتها وانطلقت مسرعة نحو غرفة ابنتها …فيما اتجه هو إلى غرفته ليمكث فيها وحيدا كما تعود في الأونة الأخيرة…بعد فترة سمع صوت طرقات على باب غرفته …سمح للطارق بالدخول ليجد أمامه كل من محمد وسمر…تقدمت سمر بخطوات مرتعشة ثم قالت:بابا لو سمحت احنا عايزين نتكلم شوية مع حضرتك

اندهش فؤاد من مجيئهم فقال:خير يا أولاد فيه إيه?

محمد:بابا هو حضرتك زعلت عمو يحيى هو كمان?

ضيق فؤاد مابين عينيه قائلا في دهشة:أولا انتو مالكو بالكلام ده…ثانيا يعني إيه هو كمان

سمر:يا بابا احنا مش صغيرين زي ما حضرتك وماما فاهمين …أنا عندي 13 سنة ومحمد عنده10 سنين يعني كبار بما فيه الكفاية اننا نفهم ان حضرتك وماما متخاصمين بقالكوا مدة طويلة …والسبب ف ده ان حضرتك زعلت عمتو يمنى ودلوقتي عمو يحيى هو كمان زعلان منك

فؤاد بضيق: والله وكبرتوا يا ولاد فؤاد وجايين تحاسبوا أبوكم

سمر:العفو يا بابا…احنا مانقدرش نحاسب حضرتك…بس احنا كل اللي عايزينه ان حضرتك وماما ماتبقوش زعلانين من بعض ومتخاصمين كده

أشار لهم فؤاد قائلا:تعالوا جنبي يا ولاد

اقترب محمد وسمر من والدهم الذي احتضنهم قائلا:حتى لو كنتوا كبرتوا زي ما انتو فاكرين…فيه حاجات صعب أوي تفهموها دلوقتي…حاجات ما يفهمهاش غير اللي حاسس بيها…أنا عايزكوا تلتفتوا لمذاكرتكوا ودروسكوا وبس…ومالكوش دعوة بأي حاجة تانية …مفهوم ?

محمد وسمر:مفهوم يا بابا

************************************************

كان مستلقيا على فراشه يفكر بها وكيف ظهرت فجأة في حياته من جديد…وكأن القدر ألقاها في طريقه مرة أخرى مع إختلاف الظروف حتى يستطيع تعويض ما فاته…قطع شروده صوت طرقات على باب غرفته ثم دخلت والدته…وما إن رأها حتي اعتدل قائلا:اتفضلي يا ماما

جلست بجانبه على الفراش متسائلة:إيه اللي مسهرك لحد دلوقتي يا حبيبي?

أجابها قائلا:ابدا كنت بفكر ف حاجة كده…قوليلي هيا خديجة نامت

الأم:أيوه نامت يا حبة عيني بعد ماشبعت عياط…والله يا ابني البنت دي كل ما ببصلها وافتكر ان أمها ماتت وهيا بتولدها وانها حتعيش بقية عمرها محرومة من حنان الأم قلبي بيتقطع عشانها .

ياسين:معلش يا ماما نصيبها كده…حنعترض على أمر ربنا…وبعدين ما البركة ف حضرتك آهوه تعوضيها حنان الأم

الأم :هو انت لسه برضه منشف دماغك ومش عايزني أشوفلك عروسة…أنا مش فاهمة…امال لو ماكنتش انا اللي مجوزاك المرحومة أمها واختارتهالك عشان بنت صاحبتي كنت حتعمل إيه …اللي يشوفك وانت رافض تتجوز بعدها يقول انكوا واخدين بعض عن حب

ياسين محاولا تغيير مجرى الحديث:قوليلي يا ماما…فاكرة يمنى اللي كانت زميلتي ف الكلية?

الأم:يمني…أيوه طبعا فاكراها…مش دي البنت اللي انت كنت بتحبها ورفضت تصارحها بحبك عشان صاحبك اللي هو ابن خالها كان بيحبها…وانت كتمت حبك ف قلبك وسكت وهيا ف الآخر اتجوزت الدكتور بتاعكوا

ياسين بإندهاش:ياااه…ده حضرتك فاكرة كل حاجة بالظبط آهوه

الأم:طبعا يا ابني…ده أنا فاكرة حالتك يومها كانت عاملة ازاي عشان كنت بتحبها اوي

ياسين:هيا دلوقتي اطلقت وعماد دلوقتي متجوز ومخلف وواضح كده انه سعيد مع مراته

الأم:هو انت قابلتها تاني ولا إيه

ياسين:أيوه يا ماما تصوري انها متهمة ف جريمة قتل وأنا اللي بحقق معاها

الأم بإندهاش:معقول يا ابني…دي الدنيا صغيرة اوي

ياسين:تصوري كده يا ماما وأنا واقف ف المحكمة وبأطالب بتوقيع أقصى العقوبة على الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها من قلبي مع إني متأكد انها لا يمكن تعمل كده

الأم:خلاص يا ابني سيبك من القضية دي خالص

ياسين:أنا فعلا بافكر اتنحى عن القضية وف نفس الوقت باقول يمكن وجودي يساعدها بأي شكل

الأم:فهمني يا ياسين انت بتفكر ف إيه بالظبط

ياسين:بافكر ف اللي جه ف دماغك…بس تخلص من القضية الأول وبعدين يحلها ربنا

**************************************

كان منهمكا في مراجعة الحسابات الخاصةبالأرض حين جاءه أحد الفلاحين يجري مسرعا بإتجاهه وهو يصرخ قائلا:الحق يا فؤاد بيه…الحق يا فؤاد بيه

قام فؤاد من مكانه مسرعا وهو يجيبه قائلا بفزع:فيه إيه يا بني أدم انت

الفلاح :محمد ابن حضرتك ضربته عربية وهو راجع من المدرسة ونقلوه علي المستشفى بين الحياة والموت

جحظت عيناه وهو يقول:بتقول إيه?

***********************************

أمام غرفة العمليات بالمستشفى وقف فؤاد وصفاء بإنتظار خروج الطبيب الذي خرج بعد ساعات وهو يهز رأسه في أسف قائلا:البقاء لله يا جماعة…شدوا حيلكوا………..

زر الذهاب إلى الأعلى