طفلك

أخطاء تربوية ….. احذر من اتباعها

أخطاء تربوية ….. احذر من اتباعها


أخطاء تربوية .. احذر من اتباعها

التربية السليمة هي مناط وصول الإنسان إلى أسمى مكانة، حيث تعد بمثابة المحفز الأساسي لسلوكيات الإنسان، سواء على المستوى الوظيفي ( المهني ) ، أو التعليمي، أو الاجتماعي، أو الأخلاقي، أو النفسي، إلى غير ذلك من جوانب شخصية الإنسان،

وكما أن للتربية السليمة دور في صلاح الإنسان، وارتقاء شخصيته، فاقتراف أخطاء تربوية شنيعة في حق الأبناء، تضرهم أيما ضرر، وتهدد سواءهم النفسي، والسلوكي لا محالة.

هيا نتعرف سويًّا على أبرز أخطاء تربوية شائعة فيما يلي:

الإهانة والتعنيف

من أبرز ما يتم اقترافه من أخطاء تربوية فادحة: توجيه الإهانة، وتعمد تعنيف الأبناء، على سبيل الدوام، على ما يتطلب ذلك، وما لا يتطلب، والحق أن الإهانة والتعنيف لا داعي منه على الإطلاق؛ لما له من تأثير سلبي على إيذاء نفسية الطفل، ولعل هذا التأثير السلبي لا يقتصر بدوره على المرحلة العمرية، التي يتم توجيه الإهانة للأبناء خلالها فحسب، بل يتعدى تأثيرها إلى مدى الحياة.

إن تعمد توجيه الإهانة إلى الطفل، يؤدي إلى تدمير ثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم يوقنون بما ينعتون به، من أقسى أنواع الإهانة التي يتعرضون عليها، وسواء في ذلك، إن تم توجيه الإهانة من قبل الأبوين أنفسهم، أو سماحهم إلى الغير من المحيط الأسري، بإهانة أبنائهم، من دون رفع الأذى عنهم، ورفع معنوياتهم أمام الآخرين.

الضرب المبرح

غالبًا ما يلجأ الآباء إلى ضرب أبنائهم ضربًا قاسيًا، مبرحًا، ولا شك أن الضرب في حد ذاته من نماذج أخطاء تربوية مشينة، تعرقل خطى الأبناء، وتحط من شأنهم، حتى فيما بينهم، وبين أنفسهم، وتجدر الإشارة إلى أن تربية الطفل منذ الصغر، تعد بمثابة منهج تربوي على طول المدى، فما يتم اتباعه منذ الصغر، هو ما يتم تعويد الطفل عليه، وبالتالي، صعوبة تعديل النتائج المترتبة عليه بالضرورة.

من خلال نظرة فاحصة في الأمر، فإن الأبوين إذا ما اتبعا أسلوب الضرب مباشرةً، وبدون تفاهم، وبلا انتهاج سبيل آخر إيجابي، في تربية الطفل على اتباع السلوك القويم، والابتعاد عن المساوئ والأخطاء، فإنه لن يتعلم شيئًا، سوى الرهبة، والجبن، دون أن يصحح من نفسه؛ لأنه لا يتلقى توجيهًا سليمًا، يدفع به إلى الأمام.

فما المانع من التدرج في عقاب الطفل أثناء اقترافه خطأ ما؟ دون اللجوء إلى الضرب، بالطبع سيتعود الطفل على عدم تكرار الخطأ؛ مثلًا لأن والده يظل حزينًا من فعله، يغضب منه، ولا يحادثه، وهكذا، ذلك من شأنه التأثير الإيجابي في نفس الطفل، وبالتالي تمكينه من تقويم سلوكه، بفضل توجيهاتك، بعكس اتباع الضرب، دون إيضاح ما هو صحيح من السلوكيات، وما هو خاطئ.

الإهمال

الحق أن الأبناء يحتاجون إلى قسط وفير من الاهتمام، من قبل ذويهم، ما يجعلهم أسوياء، يحملون شخصيات بناءة، متأهبة إلى إثبات ذواتهم في المستقبل المشرق، الذي يتطلعون إليه، ولعل بعض الآباء يجهلون قيمة الاهتمام بأبنائهم نفسيًّا، حيث يظنون أن الاهتمام مقتصر على تلبية المطالب المادية، بدون أي اعتبار لمعنوياتهم، وهذا خطأ فادح.

حينها ينظر الأبناء إلى غيرهم ممن يكونون في المرحلة العمرية نفسها، ويجدون الاهتمام، والعناية الفائقة، التي لا يتجرعون منها أي قسط على الإطلاق، بل يواجهون أقسى أنواع الإهمال، مما يزعزع ثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم دائمًا يشعرون بالنقص، مما يدفعهم إلى مشاعر الكراهية، والحسد، والبغضاء، حتى وهم كبار.

الشدة والقسوة

اتباع الشدة والقسوة، من أبرز ما يرتكب من أخطاء تربوية في التعامل مع الأبناء،

إذ إنه يولد الرهبة، والخوف، والذعر من الآباء، ويولد ضعف الشخصية، والجبن الشديد، والحق أن اتباع القسوة في التعامل لا يجني ثماره على الإطلاق، كما يظن بعض الآباء، بل إنه على العكس تمامًا من ذلك، فهو كالضرب، يجعل الابن يخشى أن يعلم والداه عما اقترفه من سلوكيات سيئة، ولكنه يقبل على اقترافها، مع الحرص الشديد على عدم معرفة الأبوين بما يفعل، ذلك لأنه لم يوجه توجيهًا سليمًا من البداية.

الخذلان في الوفاء بالوعود

كثيرًا ما يعد الآباء أبناءهم بوعود لا تنفذ، ومن الغريب أن كثيرًا من الآباء حينما يقطعون الوعود على أنفسهم، يعلمون تمامًا في قرارة أنفسهم، أن تنفيذها ضرب من الخيال، ومحال التحقيق، فلماذا يفعلون ذلك؟!

إن الوعود الكاذبة من أكثر الأضرار وقعًا في نفس الأبناء، وتجعل خذلانه أمر معتاد، مما يؤثر بالسلب على سلوكه، وشخصيته بوجه عام.

كل ما سبق من أخطاء تربوية فادحة من شأنه توريث التردد، وزعزعة الثقة بالنفس، لدى الأبناء، كما وتحط من احترامهم إليك، وما يبادلونك سوى الرهبة منك أثناء حضورك، فإذا ما غبت توالت السلوكيات الخاطئة تباعًا..

فاحذر اتباع السلوكيات السيئة في تربية أبنائك؛ حتى يشبوا أسوياء.

زر الذهاب إلى الأعلى