ترفيهمسلسل عناد الحب

مسلسل عناد حب الحلقة 5و6و7و8

تعارف

الحب يقوي ….و الفراق يُضِعف

هذا هو حال الأحبة غالبا لكن بطلنا يُعّد استثناء فالآن لا يوجد لديه نقطة ضعف اصبح انسان لا يخشى شئ ذو قلب ميت او لنقول لم يعد هذا القلب موجود من الاساس فقد أعز الاشخاص اليه حبيبته وصديق عمره ماذا فاعلة بنا هذه الحياة البائسة تقسي علينا و المطلوب ان ننسى او حتى نتناسى أُناساً لا يُنسوُ

رحماك يا الله

بعد مرور ثلاثة اشهر على حادث زوجته ومأسآة صديقه نجده فى المشهد المعتاد جالس على كرسيه خلف مكتبه يبدو كالصقر المستعد للانقضاض على أية فريسة امامه …. ان كان فيما سبق قاسيا فلقد اصبح الآن جباراً وان كان عصبياً فلقد صار الآن قنبلة موقوتة جاهزة للإنفجار فى اى لحظة فى وجه اى شخص يخالف اوامره او يخطئ فى عمله

هذا هو حال بطلنا .. الوحيد القادر على التحدث معه دون قلق او خوف هو صديقه وشريكة معتز فقد كان حقا نعم الصديق فى محنته لن ينسى له موقفه بجانبه وقت حاجته .
نجدهم الآن جالسين فى انتظار شريكهم الجديد والذي سيكون بديلا عن أيمن فلقد رفض والديه بيع اسهمه لآدم بحجة انهم سيجدون من يحل محله ويكون اهلاً لذلك…….
تدخل سكرتيرة آدم معلنة وصول شريكهم الجديد فيأذن لها آدم بالدخول

تدلف الى المكتب بخطوات رشيقة واثقة بثيابها المهنية السوداء و الكعب العالى الذي يكسبها انوثة تطغى على شكلها العملي
ليقف معتز مرحبا بها ماداً يده لمصافحتها ناظراً لها بإعجاب لترمقه بنظرة سريعة مجيبة اياه
………….. : عذرا لا اصافح الرجال
ليخفض يديه بإحراج يشوبه قليل من الغضب ويطلب منهما آدم الجلوس والتعريف عن نفسها لتجيب
………… : المهندسة اسيل نور الدين
لتعتلى و جوههم الدهشة ويسرع معتز بالرد
معتز : اتقصدين انكِ ………

أسيل مقاطعة : نعم انا شقيقة أيمن رحمه الله لم اجد من المناسب ان يحل شخص غريب محل اخي كما انى واثقة انكم توافقوني رأيي هذا اليس كذلك؟

يسود صمت للحظات ليقطعه آدم قائلا
آدم : بالطبع لا نفضل ان يأتى غريب ويحل محل ايمن هذا غير مقبول بالمرة لذلك عرضت على والديكِ شراء الاسهم الخاصة به ….. كما انكِ على ما اظن لديكِ عمل خاص بك فى امريكا وايضا غير معتادة على العمل فى السوق المصرية

أسيل بجدية : لقد انهيت اعمالي فى امريكا وقدمت استقالتى وبخصوص تعودي على السوق فلا داعي لقلقك هذا . كل ما عليك هو الانتظار الى ان ترى عملي ووقتها لك الحق فى الحكم علي وإن كنت قادرة على اخذ مكان اخي ام لا .. رغم ان لا حق لك فى الحكم علي لكن لا بأس انا اقدر خوفك على المؤسسة ومصلحتها.
يسود الصمت المكان مرة اخرى يقطعه معتز هذه المرة موجهاً حديثه الى آدم

معتز : اوافق أسيل الرأي بالطبع هى افضل من الغريب كما ان سوق امريكا واسع لابد انها معتادة على العمل على مستوى عالي من جهتي اوافق على ان تكونى شريكتنا ماذا عنك آدم ؟

آدم بعد صمت : حسنا لا بأس ……ثم بنبرة ذات معنى ………لنرى عملك ونقيمه ان كان مناسب لنا ام لا

أسيل بغيظ : حسنا ان سمحتو لي سأذهب لرؤية مكتب ايمن اولا واغادر لأبدأ العمل من الغد وداعا سيد معتز الى اللقاء باشمهندس آدم

شعر معتز بالاحراج لملاحظته اصرار أسيل على استخدام الالقاب فأجاب مصطنعا ابتسامة
معتز : الى اللقاء باشمهندسة اسيل
لتبتسم هى ابتسامة جانبية فى حين اجابها آدم بإماءة من راسه دون حتى النظر اليها لتخرج من مكتبه وكلها اصرار لإثبات نفسها امام ذلك المتعجرف

سترى يا آدم حلمى الشناوي من هي أسيل نور الدين

من جهه اخري وفى مكان ليس ببعيد عن ابطالنا نجد رجل فى الخمسين من عمره يبدو عليه الوقار يجلس على طاولة الافطار و بجانبه سيدة فى منتصف الاربعينات ولكن بالنظر اليها تكاد تجزم انها لم تتعدي الثلاثين من عمرها لما تبذله فى سيبل العناية بجسمها وبشرتها وما الى ذلك

…………. : الم تستيقظ أسيل بعد لم اعهدها بهذا الكسل ألم تعتاد على التوقيت حتى الآن ام ماذا ؟

…………… : اسيل تنام حتى الآن اتمزح معى لقد استيقظت مبكرا وتناولت افطارها وغادرت… فأنت تعلم اليوم انها قررت الذهاب للمؤسسة لمقابلة آدم الشناوي و شريكه

………… : حمدا لله انها لم تعترض على تولي مسئولية اسهُم اخيها بعد وفاته بل هى من اقترحت هذا ايضا لولا ذلك لاضطررت الى البحث عن شخص نثق به لهذه المهمة يجب علينا اصلاح ما افسده ابنك المدلل هذا يكفينا فضيحة موته وما تلى ذلك من احداث

حنان : نور الدين إياك ونسب هذا الفتى لى وحدي هو ابنك مثلما انا امه ، منذ ميلاده وانا اجده لاشئ غير جالب للمصائب ولكن لم اعتقد ان يصل به الحال اللى تلك الدرجة ويموت بهذه الطريقة لا استطيع تصديق انه كان م…………..

ليقاطعهم صوتا من خلفهم غاضبا

…………… : امازلتم تثرثرون بهذه التفاهات ، حقا لا ادري كيف تصدقون مثل هذا الكلام على ولدكم الوحيد بحق الله هو لم يلمس سيجاراً بحياته لتجعلوه مدمن لا بل يتاجر بالمخدرات ويموت ايضا بجرعة زائدة ……………
” وجهة نظر”

أسيل : امازلتم تثرثرون بهذه التفاهات ، حقا لا ادري كيف تصدقون مثل هذا الكلام على ولدكم الوحيد بحق الله هو لم يلمس سيجاراً بحياته لتجعلوه مدمن لا بل يتاجر بالمخدرات ويموت ايضا بجرعة زائدة

ليلتفا كلا من حنان ونور الدين لها

حنان بحدة : لسنا من جعلناه هكذا بل هو من فعل هذا بنفسه وتسبب بموته ثم كيف تتحدثين معنا بهذه الطريقة انسيتى اننا والداكي وعليك احترامنا

أسيل : لا لم انسى هذا للاسف انتم فعلا والداي ولكن اسماً فقط هل فكرتم بلحظة سبب ما آل اليه حال اخى ليموت بهذه الطريقة اتصدقون انه تناول هذه الاشياء اللعينة برغبته بل ويتاجر بها ايضا

نور الدين : كفا كلاماً فى هذا الموضوع هذا لن يغير شيئا من الواقع وانه تسبب لنا فى فضيحة ابذل قصارى جهدى من التخلص منها لثلاثة شهور كامله ومازالت آثارها حتى الآن

أسيل : حقا لا فائدة من الجدال معكم لن تتغيروا ابداً

وتركتهم ذاهبة الى غرفتها محاولةً منع دموعها من السقوط

نعود مرة اخرى لبطلنا ونجده ما زال جالسا مع صديقه

آدم : حقاً امرك غريب الم تكن رافضاً اى شخص قادم من جهه نور الدين ليشاركنا لما غيرت رأيك الآن

معتز : انت تعرف انى لم اكن رافضا كرهاً فى نور الدين لشخصه لكن انت تعلم كم الأشاعات التى طالت المؤسسة بعد وفاة ايمن بهذه الطريقة لكني فكرت مرة اخرى ووجدت ان قبولنا بشخص من جهه عائلة ايمن ستسكت هذه الاشاعات والاتهامات فمابالك بقبولنا اخته بعينها …. ثم سكت متابعا …..حقا لا أدري كيف استطاع أيمن فعل هذا بنا وبنفسه ايضا لقد وضعنا فى موقف لا نحسد عليه

ساد الصمت قليلا وبدا آدم مستغرقا فى التفكير ليقاطع هذا الصمت صوت معتز مرة اخرى

معتز : فيما تفكر؟

آدم بجدية وبعض من الحدة : لا احب طريقة تفكيرك بموقف ايمن ولا بعتابك عليه

معتز : انا لم اقصد ا………..

آدم مقاطعا : كفى ولنعد للعمل … غدا اعطى اسيل اخر مشروع عمل عليه ايمن لتكمله واخبرها بإحضاره الي متى انتهت منه

معتز مغادرا : حسنا سافعل وداعا
ليترك آدم وحيدا لينطر الى اللاشئ قليلا مفكرا فى امرا ما لتعتلى عينيه نظرة تدل انه نوى على شئ وسيحصل عليه مهما حدث

تمر الايام بنا سريعا وها قد مر اسبوعان على عمل اسيل فى المؤسسة وقد اثبتت جدارتها للجميع وانها كفؤ لتحل محل اخيها لكن هناك من لا يزال يقف كالشوكة فى حلقها نعم ياسادة ومن يكون غير بطلنا الحبيب فبرغم عملها لاسبوعان فقط الا انه لم يخلو يوم واحد من الخلافات والصراعات بينهم … كلاً منهما يجد فى الآخر تحدي لابد من ان يكون الفائز به ……. حتى ان بعض الموظفين اطلقوا عليهم لقب ( توم وجيري ) بالطبع جيري هى اسيل وتوم هو آدم لكن خلافاتهم وتحديهم لبعضهم البعض لم يؤثر على نشاط العمل بل جعله افضل وارقى فخلافاتهم دائما رغبةّ منهم فى عمل افضل

……….. : تبدين منهمكة فى العمل لدرجة انك لم تلاحظى انها ساعة الغداء حتى، تذكريني بشخص ما لا اظن انك تفضلين سماع حرف من اسمه …. هيا لتتناولى شيئا يجب عليك الاهتمام بصحتك أسيل

اسيل بجدية : شكرا لك سيد معتز ولكن ليست لى ايه شهية كما اننى اوشكت على الانتهاء من العمل الذي بيدي وسأذهب لتناول الغداء مع صديقة لي
والآن هل تسمح بتركي اكمل عملى وتذهب انت لتناول الغداء والاهتمام بصحتك

معتز ببعض الانزعاج : حقا لا ادري لما هذا التمسك بالرسميات بيننا نحن شركاء كما ان فارق العمر ليس بكبير نكاد نكون فى نفس السن وايضا انتى شقيقة صديقى المقرب رحمه الله لما كل هذا التعقيد

اسيل بحدة وقد علا صوتها قليلا : هذه هى طريقتى فى التعامل ولا اظن انني مجبورة على التحدث بالاسلوب الذي يعجبك انت
والآن من فضلك اتركنى لأكمل عملى لست متفرغة لهذه المهاترات

ليقف غاضبا مغادرا المكان وهو يسبها فى نفسه لتذفر هى فى ضيق من تصرفاته ويلمحه آدم ويستغرب ملامحه المنزعجة

هذه هى الحال خلال اسبوعان وهذا المعتز يحاول التقرب منها والتباسط معها فى التعامل ورغم صدها المستمر له الا انه لا يكل ولا يمل منها ابدا

بمجرد عودتها لإستكمال عملها تجد من يدخل بدون طرق الباب بل يقتحم المكان ويجلس على احدى المقاعد ناظرا اليها باستهزاء

اسيل : الم يعلمك احد طرق الباب قبل الدخول والانتظار للسماح لك بالجلوس اولا

آدم باستهزاء : لما استأذن او انتظر فى مكان ملكي كما اننى لم ادخل غرفة نومك هذا مكان عمل ولابد ان كل ماتفعلينه هو العمل فقط اليس كذلك؟ …. قال جملته الاخيرة بنبرة استهزاء وشك

أسيل بهدوة خلافا لما بداخلها : اولا طرق الباب يعد من قواعد الذوق والتى يبدو انك مفتقرا لها …. ثانيا هذا المكان ليس ملكك نحن شركاء فيه وامتلاكك لنصف الاسهم لا يعنى اننى مهمشة بل بالعكس يجب عليك تذكر انك لا تستطيع اخذ قرار دون موافقتى عليه ….ثالثا يجب عليك الاخذ فى الاعتبار ان من تحادثها هى سيدة محترمة وواجب عليك اختيار كلماتك والفاظك عند التحدث معها
سيد آدم

آدم بحدة : وتلك السيدة المحترمة تحادث شريكها فى مكتبها مغلقة عليهما الباب على الأقل راعى وجود موظفين حولك و ماراسي نشاطاتك خارجا ليس فى مؤسستي افهمتى ؟

لتنظر اليه بعينيها المتسعتين بدهشة …… هو حقا لا يدري لما قال لها هذا الكلام هو يدرك تصرفات معتز جيدا واساليبه فى التقرب منها و صدها المستمر له واقرب دليل ملامحه وهو خارج من مكتبها لكنها هى من استفزته فلتتحمل

أسيل بغضب وصراخ : اخرس لم يخلق بعد من يتعدى على سمعتى ويشكك فى اخلاقى لا انت ولا غيرك انا لم الاحظ غلقه لباب المكتب رغم انى لست مرغمة على التفسير لك…..وتابعت بهدوء مستفز وبابتسامة فهم هو معناها فورا ….. ثم لماذا انت مهتم بي هكذا؟!

آدم وقد فهم سخريتها منه : اهتم؟ وبكِ ؟ فى احلامك لستي نوعى بالمرة …سمع رنين هاتفه نظر للمتصل وتغيرت ملامحه من الاستهزاء للاهتمام واردف
….. على كلاً لقد اتيت لإخبارك اننا تولينا مشروعا جديدا لفندق جديد بالغردقة ويجب علينا السفر للمعاينة ومقابلة العميل ، السفر سيكون بعد غد وسنبقى لاسبوع وداعاً
وتركها مغادرا دون اعطائها فرصة للرد عليه

حنين

عاد الى مكتبه ليجيب هاتفه يرتسم على وجهه الاهتمام والتركيز لما يقوله محدثه بعد فترة من الاستماع أجابه

آدم : جيد استمر واخبرنى الجديد اولاً بأول

ثم اغلق هاتفه وظل فترة يفكر فيما وصل اليه من اخبار ثم نهض مغادراً

وعلى الجهة الاخري عادت أسيل الى المنزل متجهمة الوجه وحمدت ربها انها لم تري احد من والديها فهى ليست فى حالة تسمح لها بالجدال المعتاد معهم
صعدت الى غرفتها بعد ان تناولت شطيرة خفيفة وبمجرد دخولها غرفتها عادت الى أسيل الطفلة المدللة تنظر الى صورة اخيها وتحكي له يومها كما اعتادت منذ وفاته لتخبره بوجهها الطفولى الغاضب عن شريكها المتعجرف وتشكيه له

اسيل : واليوم السيد المغرور يُشكّك فى سلوكي و اخلاقي حقا لا ادري كيف كان صديق عمرك …. اهذا المغرور يمكن التعامل معه بسلام وعقلانية ……. وهذا الفاسد الآخر لا يضع فى الاعتبار ابدا انى شقيقة صديقه ويحاول بشتى الطرق التقرب منى . من يظن نفسه هذا الفاسق ! ……… ااااه اخى اشتقت لك كثيرااااا لا اشعر بطعم لهذه الحياة فى غيابك كل الايام متشابهة لا يميزها سوا عجرفة وغرور صديقك هذا

واستمرت فى حديثها هذا حتى غلبها النعاس ممسكة بصورة اخيها محتضنة اياها كعادة كل يوم

اما عند المتعجرف اقصد عند بطلنا فلقد كان يتناول عشاءه وحيدا فى قصره كعادته كل يوم يفكر فى العمل والمشاريع الى ان جاءت فى باله صورة تلك المزعجة وهى تكاد تموت غيظا من كلامه اليوم لترتسم ابتسامة صغيرة على ثغره و يوعد نفسه بالاستمتاع فى اليومين القادمين باثارتها واستفزازها ولأول مرة يجد المتعة فى شئ بعد وفاه حبيبته

فى اليوم التالى لم تذهب للعمل واعتبرته اجازة لتستريح قبل السفر وقضته فى تجهيز حقيبتها و انهاء بعد الاعمال بواسطة حاسوبها النقال .. قضت اليوم وحيدة لعدم وجود والديها حيث سافر والدها الى المانيا لحضور مؤتمر ما و قررت امها مرافقته وهذا ما شجع أسيل ان تأخذ يوم عطلة

لم يحدث شيء مميز هذا اليوم غير ان معتز لم يكن فى استطاعته السفر معهم فى نفس اليوم لوجود بعض المشاكل فى مشروع كان هو المشرف عليه لذا اتفقو على انه سيوافيهم هناك بعد حل المشكلة

مر اليوم سريعا ليأتي صباح جديد ويتقابل كلا من آدم وأسيل ويبدأ الشجار لهذا اليوم بسبب اختلافهم ان كانو سيسافرون بنفس السيارة ام كُلاً بسيارته و كالعادة نفذ آدم رأيه بأن يسافرا معا فى سيارته لتجلس أسيل بجانبه طوال الرحلة وعلي وجهها علامات السخط

آدم بسخرية : حقا لا ادري سبب تصميمك على السفر بسيارتك أليس وضعنا هذا اكثر راحة لكِ

أسيل بغيظ : راحتى ليست من شأنك كما انى استمتع بقيادة السيارة

آدم بنبرة انتصار : ولهذا اصررت على ان نسافر بسيارتي

أسيل : الا تجد حديثك طفولياً قليلاً انت تتعمد مضايقتى

آدم : عذرا ولكنكِ لستي بتلك الاهمية لدي لأتعمد مضايقتك كما تقولين ثم انى اخترت ذهابنا بتلك الطريقة لانه اكثر عملية

لتهز راسها يمينا ويسارا بعدم رضى

اكملا باقى الطريق فى صمت كلا منهما يتجنب الآخر حتى وصولهما الى الفندق
ذهب كلا منهم الى غرفته والتى حجزها لهم الفندق ليرتاحا قليلا قبل مقابلة العميل

بعد فترة نزلا معا وتوجها الى مطعم الفندق للمقابلة ليجدوه منتظرهم على احدى الطاولات وقد رحب ترحيبا شديدا بكلا منهما ولكن كان واضح اهتمامه الخاص بأسيل والتى كانت تحاول معاملته برسمية شديدة بعد الاتفاق على شروط العمل وميعاد البدء

طارق ( العميل ) : لما لا تشرفونى فى حفلتى الليلة انت تعلم يا آدم ان هذا الفرع يحتاج للدعم اكثر من اى فندق آخر فهو مازال جديد وغير معروف للجميع مما جعلنى ازيد من النشاطات والحفلات به

أسيل معتذرة : اعذرني انا فلا اظن ان لدى الطاقة للحضور الليلة فكما تعلم لقد وصلنا اليوم ولم نأخذ كفايتنا من الراحة

طارق بتصميم ازعج كلا منهما : لديكم النهار بطوله للراحة كما انكم فى حاجة لمعاينة الفندق جيدا وفى الحفلة سيتم شرح تاريخ الفندق و كل مايخصه وهذا سيوفر عليكم كثيرا

آدم بانزعاج : حسناً سنري سنحاول الحضور

واكتفت أسيل بالابتسام بتكّلُف ثم ودعاه وذهبوا لغرفهم للنوم

تستيقظ أسيل مساءاً على رنين هاتفها لتجيب دون النظر الى هوية المتصل لتجده صوت محبب الى قلبها لتهتف بسعادة

اسيل : كارول كيف حالك من اين تتصلين هذا ليس رقم دولى حبي هل عدتى الى مصر لما لم تخبرينى قبل الآن ظننتك نسيتنيني اعانى بدونك حقا لما لا تردين أأنتي بخ…………….

كارول ضاحكة مقاطعة : لم ولن تتغيري ابدا مازالت لديك هذه العادة لا تعطينى فرصة لأرد وتتذمرين …. واجابة لأسئلتك جميعها نعم انا بخير وبالفعل انا بمصر ولم اخبرك لأفاجئك ولكنى من تفاجءت حين اخبرونى انك لست بالقاهرة اين ذهبتي؟

أسيل : انا فى الغردقة بسبب العمل وسأبقى لاسبوع مممم لما لا تأتين انتي ايضا

كارول : لا استطيع

أسيل بحزن : لما ؟ الجو رائع ومناسب لسائحة فاتنة مثلك حقا ستنبهرين

كارول ضاحكة : هههههههههه شكرا حبيبتي على الاطراء الجميل لكن لا استطيع المجئ لانني بالفعل هنا هيا اخبريني بأي فندق انتى كي آتى لرؤيتك

أسيل بسعادة حقيقية : حقاً حسنا انا فى فندق ……….. سأنتظرك بالمطعم لا تتأخري وداعاً

كارول ضاحكة : وداعاً يا مجنونة

اغلقت معها الهاتف و تحركت بسرعة لتتجهز لمقابلتها قبل الحفل

عند خروجها من غرفتها قابلته بالصدفة امام الباب لينظر لها بإندهاش

آدم : الى اين؟ ظننتك نائمة

أسيل : جيد اننى رأيتك لقد كنت على وشك محادثتك انا ذاهبة لمقابلة صديقتى وبعدها سأعود لاستعد للحفلة

آدم بسخرية : اذاً انتى ستحضرين ؟ ظننتك متعبة وبحاجة للراحة ؟

أسيل بتأفف : نعم هذا ما قلته بالفعل لكنه على حق حضورنا الحفلة ومعرفة معلومات عن الفندق سيفيدنا ويوفر علينا وقت ومجهود

آدم بغيظ : نعم نعم فكل مايقوله سيد طارق صحيح ومعه حق به

اسيل : انا لا افهمك حقا ماذا يضايقك فى كلامي ما قلته منطقى جداً ولا علاقة له بطارق
آدم بغضب: هل اصبح طارق الآن بدون ألقاب

أسيل بغضب وصوت عالٍ : .ماذا تقصد ؟ انت……….. ثم اغمضت عينيها للحظة متذكرة موعدها مع صديقتها واردفت بهدوء ………….. هل تعلم انسى الموضوع لا فائدة من مجادلتك كما انه علي الذهاب الآن وداعاً
قالتها مغادرة المكان تاركةً اياه يستشيط غيظا منها ومن تلفظها بإسم هذا الطارق دون ألقاب
هدنة

بداخل غرفة بطلنا نراه يكاد يموت غيظا ًً من تصرفات مزعجته الصغيرة فكيف جاءت لها الجرأة بإنهاء حديثهما و تتركه وتذهب بل وتقبل دعوة سيد طارق بدون الرجوع له اولاً …اه مهلا هو طارق فقط وليس سيد طارق ….. ليزيد غضبه عند تذكره نطقها لإسمه مجرداً وكأنها معتادة عليه وما يتلف اعصابه حقاً انه مغتاظ من هذا الموضوع فما شأنه هو بها او بهذا الاحمق لما يهتم من الاساس ….. لينهض و يأخذ حمام بارد لتهدئة اعصابه قبل هذا الحفل اللعين

وعلى الجهة الاخري نجد حال بطلتنا على العكس تماماً الابتسامة الواسعة مرسومة على ثغرها فرحاً برؤية صديقتها اخيرا بعد ثلاثة اشهر عانت فيها من افتقادها

أسيل : لا اصدق عيناي واخيرا اتيتي ولبيتي دعوتى كنت على وشك الجنون لو لم اراكي قريبا …. حقا لا اجد احداً يتحملني و يفهمنى غيرك

كارول بتفاخر : هذا جيد حتى تدركي اهميتي وما اعانيه من رفقتك قلتيها بنفسك لا يتحملكِ احد

أسيل بغضب طفولى : لا تتحدثى وكأنى لا اطاق كل ما فى الموضوع اننا اعتدنا على بعضنا البعض وتوافقنا معنا هذا لا يحدث مع الجميع كما تعلمين

كارول بجدية مصطنعة : حبيبتى لم اقل ابدا انك لا تطاقين ما اقصده فقط
هو انك مجنونة

تصنعت أسيل انها تذكرت امراً هام لتجيب

أسيل : اااه صحيح الم اخبركى ؟ كيف انسى هذا ؟

كارول بإهتمام : ماذا ؟

أسيل بضحك : لقد تعقلت

كارول بإنزعاج : نعم و فقدتى حسك الفكاهى ايضاً لاحظت ذلك

لتنفجر كلتاهما ضاحكتين ويعاودا احتضان بعضهما البعض للمرة السادسة ربما

وبدأت كلا منهما فى سرد ما لديها من احداث فى الفترة التى قضتها وحيدة لتدمع اعين أسيل عند ذكر وفاة اخيها وما تلى ذلك من اشاعات ثم تتحول ملامحها من الحزن الى الانزعاج عند ذكر معتز ثم تتحول ملامحها مرة اخرى الى الغضب عند ذكر بعض مواقفها مع آدم لتنفجر كارول ضاحكةً ولكن هذه المرة لا تشاركها الضحك لكن بعد وقت قليل ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة لتتوقف صديقتها عن الضحك وتنظر لها بإستغراب
كارول بخبث : وما سبب هذه الابتسامة الآن ظننتك منزعجة من هذا الآدم ام انا مخطئة؟
أسيل بقليل من الارتباك : لا لستى مخطئة بالطبع بل انى غاضبة ولست منزعجة فقط
كارول بخبث : نعم نعم الاحظ هذا.. هذا واضح

لتعود الى سلسة ضحكاتها ولكن هذه المرة على ما جال فى خاطرها بخصوص صديقتها وشريكها هذا فَرِحة لصديقتها متمنية لها السعادة .. فيما كانت الجالسة امامها تهتف بها ان تتوقف عن الضحك
استمر حالهما هذا لفترة حتى استأذت أسيل للمغادرة بسبب الحفلة وتواعدوا ان يتقابلو مرة اخرى

عادت أسيل الى غرفتها لتتجهز للحفل لترتدي فستان بسيط ولم تهتم بتصفيف شعرها بشكل مبالغ فيه بل اسدلته فقط على كتفاها ووضعت بعض اللمسات البسيطة من المكياج لتبدو جاهزة للذهاب
فى حين ارتدي آدم ملابس كاجوال ووضع من عطره الرجولى الفرنسي واستعد للذهاب وفتح كلا منهما باب غرفته فى نفس اللحظة لينظرا الى بعضهما البعض وينسيا للحظة شجارهم منذ قليل ولكن هيهات فقد اتى مفسد اللحظات السعيدة السيد طارق لاصطحابهما خصيصا .. ويكاد يطير فرحا لحضور أسيل وبالطبع لم ينسى ان يثنى على اناقتها وبساطتها اما نحن يا سادة فلم ننسي صديقنا آدم والذي كان على وشك الاشتعال من الغيظ ولكنه كالعادة استطاع ضبط ملامحه حتى لا ينكشف ما بداخله

حمد لله انه خلال الحفل انشغل طارق بضيوفه والا لكان احدهم قام بإرتكاب جريمة ولا يستطيع ان يلومه احد فأسلوب طارق المبالغ فيه ازعج أسيل نفسها وجعلها هى ايضا على وشك الانفجار وفى عقلها انه ان لم يكن عميل مهم لكانت تناولت سلاح آلى من احد افراد الأمن هنا وافرغت الرصاصات جميعها فى صدره ولربما ايضا اخدت قليل من النبيذ واسكبته عليه مدعية انها لم تقصد ثم تطلب من آدم ولاعة سجائره والذي لن يتأخر عنها لحظة لاتفاقهم ولاول مرة على هدف واحد لتشعل فيه النار

ولكنها بالطبع فتاه رقيقة ليست ذا تفكير اجرامي لتفعل هذا … لذا فستظل صامدة وتتحمل هذا الكائن السمج .. لتستقيظ من افكارها البريئة هذه على صوت آدم يحدثها

آدم محاولا انشاء حوار ينسيه هذا الطارق : ماذا هناك ؟ تبدين مستغرقة فى التفكير

أسيل و : لقد كنت افكر فى كلام السيد طارق اليوم

آدم بغيظ : بالطبع هذا واضح

أسيل باستغراب : ماذا تقصد؟

آدم : اقصد انك لا تفكرين سوا بالسيد طارق وكلام السيد طارق

أسيل بغضب : ماذا تقصد بكلامك هذا .. اه صحيح انت لمحت لشئ مثل هذا اليوم .. لما لا تقول ما فى جعبتك دون استخدام اسلوب التلميح و التحايل فى الكلام هذا

آدم بغضب : انا لا اتحايل ولا المح انا اقول ما اراه امامي ثم ان لم تغادري وتركتيني اكمل حديثي سابقا كنتى ستفهمين ما اقصد لكنك هربتى من الحوار لعدم قدرتك على ايجاد ما تبررين به موقفك

أسيل : لست بحاجة لتبرير موقفى لك ، ما اريده أفعله دون تفسير ….. ثم بنبرة سخرية ….. حقا لا ادري لما انت مهتم بتصرفاتى وبعلاقاتى لهذه الدرجة .. اتغار؟

آدم : سبق وقلتها لكي قبلا لكن واضح انك تعانين من النسيان……. ثم اكمل متحدثا ببطء شديد ….. انتى لستي نوعى بالمرة…… لا تعطين لنفسك اهمية فطفلة مثلك لا تثيرنى ونظر لها نظرة استحقار شملتها من راسها لاخمص قدميها وتركها وغادر القاعة بأكملها

تركها مازلالت تستوعب كلامه لا تصدق انه بهذه الحقارة لكن بداخلها ليس غضب بل حزن حزن عميق وجرح سبَّبَهُ كلامه لها شعرت بلسعة بعينيها لتذهب مغادرة الى الحمام تنظر للمرآة لتري دموع حبيسة فى مقلتيها … تبكى … تبكى بسببه وبسبب كلامه فيزيد بكاءها حزنا على حالها و ضعفها امامه . لما أثر فيها كلامه لهذه الدرجة!!!!!! ليست اول مرة يحدثها بهذه القسوة اذاً لماذا تهتم !!!!!
بقيت فترة تبكى حتى هدأت قليل لتغسل وجهها بالماء مغادرة الحمام والحفل بأكمله.

فى طريقها لغرفتها وقبل ان تفتح الباب سمعت صوت تكسير وتحطم زجاج صادر من غرفة آدم لتفزع وتهرول لغرفته وتطرق الباب بحدة تسمع صراخه الغاضب تبتلع ريقها قبل ان تدير مقبض الباب وتدخل لتراه واقف فى منتصف الحجرة يقابلها ظهره تحرك كتفاه يدل على تنفسه الغير منتظم
لترمي نظرة سريعة على الغرفة لتجد جميع ما قابل للكسر فيها محطم
خرج صوتها ضعيفا هاتفا باسمه ليبدو وكأنه لم يسمعها كررت ندائها ليلتفت اليها وياليته لم يلتفت ولاول مرة تخاف من نظراته الحادة الغاضبة فلقد كان فى اقصى حالات غضبه وانفعاله ، ملامحه مكفهرة يشوبها الغضب والالم والحزن حزن عميق ، ظل هكذا لبعض الوقت حتى هدأت ملامحه قليلا وان كان مازال يبدو عليه الغضب لينطق بآخر كلمة توقعت ان تصدر منه

آدم : آسف
لتتسع عينيها فى دهشة وترمش عدة مرات ليردف
آدم : لقد تجاوزت حدودي معكِ اثناء الحفل آسف لم اقصد هذا
أسيل بصوت منخفض ومازالت تسيطر عليها الدهشة : حسنا لابأس لم يحدث شيئا لذلك
ساد صمت مخيف بعدها ليكمل

آدم بابتسامة غريبة : لنعقد هدنة

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى