ترفيههل يشفع الحب؟

مسلسل “هل يشفع الحب؟” الحلقة السابعة والثامنة

الحلقة 7

ترددت عالية لحظات…ومدت ايدها اخدت العلبة

“شكرا”

“العفو…كنت عايزك ف موضوع كده”

“خير”

“انا كلمت ماما عنك… بصى..زى ما انتى صريحة معايا من اول لحظة فانا هكون صريح معاكى وعايزك تتقبلى كلامك ومتزعليش منى”

عالية بقلق”خير”

“انا عايزك تقابلى ماما الاول قبل ما تعرف حقيقة ظروفك…وف المقابلة متجبيش سيرة ظروفك خالص…ممكن؟”

سكتت عالية… مفيش اى رد فعل منها…سألها طه

“زعلتى؟”

“انا عارفة ان مش من حقى ازعل…بس ف نفس الوقت مبحبش الكذب”

“ليه مش من حقك تزعلى”

“علشان انا عارفة ان اى حد مش هيقبلنى اكون من عيلته وانا نفسى معرفليش عيلة”

“لا يا عالية متقوليش كده… انتى اى حد يتشرف بيكى”

ابتسمت عالية بسخرية ودموع محبوسة ف عينيها

“ربنا يخليك”

“انا مش بجاملك ولا انا بقولك اى كلام…يمكن انا لسه مش عارفك اوى بس انا متأكد من اخلاقك…ده غير الكلام اللى قالته عليكى فاتن وهى اكيد عارفاكى كويس”

حست عالية بصدق كلامه…فرحت…ارتاحت… قالت له

“مامتك لازم تعرف الحقيقة”

“هتعرف طبعا… بس تتعرف عليكى الاول”

“ولما تسألنى عن اهلى اقولها ايه”

حس طه ان كلام عالية موافقة ضمنية…ارتاح

“متقلقيش… هنبقى نقول اى حاجة عايمة كده لا منها نكذب ولا منها نقول الحقيقة لحد ما اعرف رايها فيكى”

“انا خايفة”

“متخافيش”

“افرض مامتك رفضتنى بعد ماعرفت الحقيقة”

سـألته وهى مرعوبة من رده… وعينيها ف عينيه …رد بدون تردد

“انا اختارتك انتى وحبيتك انتى… مفيش حد ولا حاجة هتخلينى اغير رأيي”

ابتسمت عالية بفرحة… حس طه بيها وفرح اكتر لما شاف فرحة عينيها

                     *********************

 

عالية عند هدير فى بيتها

هدير بتقدم لعالية عصير… وبتقعد معاها

“متتعبيش نفسك ياهدير”

“فين التعب ده بس…انتى تعالى لى كل يوم وملكيش دعوة”

“ما انا بجيلك كتير اهو”

“تنورى يا عالية…انتى عارفة انا مليش غيرك…احكيلى بقى عاملة ايه مع طه”

وابتسمت عالية وهى بتحكى

“بيكلمنى كل يوم…لا مش كل يوم كل شوية… وبيجيلى الدار كل كام يوم …طلب منى اكتر من مرة نتقابل بره بس انا محبيتش نتقابل ونخرج ولسه مفيش حاجة رسمى”

“ومامته؟؟ هتقابليها امتى”

“انا خايفة من المقابلة دى اوى… وبحمد ربنا انها بتتأجل”

“وليه بتتأجل”

“هى مبتبقاش فاضية غير الجمعة بس… فيه جمعة جت كان لازم طه يسافر يجيب بضاعة وجمعة تانية كانت بنتها تعبانة ورايحة معاها للدكتور وجمعة تالتة مش فاكرة حصل ايه”

“طب خلى بالك من التأجيلات دى”

ردت عالية بقلق

“ليه؟”

“يعنى…انتى تعرفى طه منين انه مش بيكذب ولا بيلعب بيكى وبيعلقك بيه ع الفاضى”

“معقول؟؟”

“ليه لأ… احنا ف زمن وحش واى حد ممكن يطمع فينا علشان عارف ان مالناش اهل ولا لينا حد يقف جنبنا لو حصلنا اى مشكلة”

سرحت عالية وهى بتفكر…وقالت بصوت واطى كأنها بتكلم نفسها

“بس هو هيعوز منى ايه واحنا كل اللى بيننا كلام وبس”

“معرفش يا عالية…انا بقولك خلى بالك بس مبقولش هو وحش”

“وابلة فاتن.. معقول هتضحك عليا”

“لا طبعا..بس ابلة فاتن هتعرف نيته منين اللى ربنا وحده هو العالم بيها”

سكتت عالية…كملت هدير كلامها

“اوعى تزعلى منى ..انا خايفة عليكى”

“ازعل منك ازاى..لا طبعا كويس انك نبهتينى”

                     **********************

 

نرمين ومها ف البيت… مها بتتكلم ف التليفون

نرمين بتشاور لها خلصى

“طيب…انا لازم اقفل دلوقتى… لالا مينفعش طبعا انا داخلة على امتحانات… طيب بعد الدرس وصلنا انا ونرمين صاحبتى… هبقى ارن عليك…باى”

قفلت مها…وقعدت جنب نرمين

“مين ده يامها”

“ده مصطفى”

“مين مصطفى …عرفتيه امتى وازاى يعنى”

“لما كنت مروحة من عندك اول امبارح ركبت معاه ف التاكسى واتعرفنا”

“تاكسى؟!! سواق تاكسى يا مها”

“التاكسى بتاعه يا بت… وبعدين قمر قمر قمر حاجة كده مش موجود منها دلوقتى”

“بس سواق تاكسى برضه”

“انا مالى بالتاكسى… هو ابن ناس وخريج اداب والتاكسى ده باباه جابهوله كده لحد ما يلاقى شغل”

“انتى بتقوليله ايه بعد الدرس؟”

“هييجى ياخدنا…ومتقلقيش هبقى اقوله يشوف واحد صاحبه يجيبه معاه”

“لالالا ياختى انا مصدومة بعد ما المستر خطب”

“ههههههه مصدومة ايه يا عبيطة انتى…شوفى حد غيره ينسيكى على طول”

“انتى ازاى بتحبى وتنسى بسرعة كده”

“عادى… اهو بدور على الحب لحد ما الاقى واحد يتقدم لى ويخطبنى ونتجوز…يعنى بعد ما قلت اخوكى هيخطبنى بقى ويبقى هو وخلاص طلع مظبط وعايش حياته عادى وهيخطب… اتصدم بقى واقعد اسمع عبد الحليم واعيط”

“لا بس…”

“بقولك ايه… عايزة تفضلى ف خيبتك دى انتى حرة… محدش لاقى عرسان دلوقتى ومش عيب اننا ندور على عريس”

“يا بنتى احنا لسه بدرى على ما نخلص”

“لا والنبى ايه… اللى قدنا ياماما ف الفلاحين والصعيد بتبقى متجوزة ومخلفة عيل ولا اتنين…وانا مبقولش هقوم اتجوز دلوقتى… نقضيها خطوبة سنتين ولا حاجة وبعدين انا نفسى اتجوز ف الكلية واروح الكلية كده وانا متجوزة ولا حامل وامشى اتمنظر بجوزى”

نرمين سرحانة ف كلامها…كملت مها

“هااا اقول لمصطفى يشوف لك واحد صاحبه ولا ملكيش مزاج”

نرمين وهى بتتصنع اللامبالاة

“بس يكون ابن ناس بلاش سواق”

                           ******************

 

طه عند عالية ف الدار… بيفتح علبة أكل

“بدل انتى مش عايزة اعزمك ع الغدا بره قلت اجيب الغدا ونتغدا مع بعض هنا”

“لا شكرا…انا باكل مع البنات ف الدار”

ساب طه اللى ف ايده… وبص لها شافها مكشرة

“مالك يا عالية؟”

“احنا داخلين على شهر من ساعة ما اتقابلنا وبصراحة شكلى بقى وحش قدام الموظفين والبنات هنا”

“شكلك وحش ليه…احنا مبنعملش حاجة غلط”

“معلش يا طه… مقابلاتنا كل يوم والتانى كده غلط”

قامت عالية

“استنى ياعالية…ايه اللى غيرك كده؟”

“بصراحة انا مش شايفة اى خطوة…انت قلت مامتك تشوفنى الاول معترضتش…انما فين المقابلة دى مبتجيش ليه…يا طه انت لو غيرت رأيك مش هزعل …اللى يزعلنى انك تضحك عليا”

“اضحك عليكى !!طب استنى…اقعدى من فضلك”

قعدت عالية…طلع طه الموبايل من جيبه

“الو…ازيك ياماما…انتى فين…طب بصى ايه رايك تقابلى عالية دلوقتى…اه دلوقتى ايه المشكلة… لا متقفليش ولا حاجة انا هجيبهالك لحد عندك… لو فضلنا نستنى الجمعة اللى فاضية فيها مش هنخلص…نص ساعة ونكون عندك…مع السلامة”

عالية كانت مستغربة تصرف طه

“قومى يالا”

عالية بارتباك”اقوم فين؟”

“انتى مش سمعتى المكالمة… قومى هنروح لماما”

“فجأة كده”

“عالية…انتى هتحيرينى ليه… لا عاجبك نستنى ولا عاجبك نروح دلوقتى…قوليلى اعمل ايه علشان اثبت حسن نيتى”

فرحت عالية ان كل شكوكها ف طه كانت غلط

قامت وقفت

“هروح استأذن ابلة فاتن واجى”

“هستنامى ف العربية… انا كنت عند فاتن من شوية”

                         ********************

 

عالية قاعدة جنب طه ف العربية…مكسوفة

وقفوا قبل المحل بشارع

“انا بركن هنا كل يوم”

هزت عالية راسها

“ايه مالك؟؟”

“خايفة ومكسوفة ومتلخبطة ومش عارفة اتلم على نفسى”

“ههههه ليه كل ده”

“مش عارفة هقول ايه ولا اتكلم ف ايه ولا ممكن مامتك تسألنى على ايه”

“متخافيش انا معاكى اهو …ومش هنطول”

                    *********************

 

نرجس قاعدة ع المكتب وفاتحة التليفزيون

دخل عليها طه… ووراه عالية ماشية بخطوات مترددة”

“ازيك ياماما… تعالى ياعالية”

شاور طه لعالية…اللى قربت من نرجس تسلم عليها

“ازيك ياطنط”

نرجس بتبص لها من فوق لتحت نظرة متفحصة

“اهلا يا حبيبتى”

جاب طه كرسى لعالية وشد كرسى لنفسه وقعدوا قدام المكتب

نرجس”شوف عالية تشرب ايه وابعت هات م القهوة”

عالية بتبص لطه… بتتمسك بيه انه ميقومش

“لالا …شكرا…متجيبش حاجة”

نرجس”ليه ياعالية…هو احنا بخلا”

عالية”لا العفو ياطنط…بس مش عايزة شكرا”

نرجس”معلش انى مش فاكراكى زى ما انتى شايفة انا كل يوم بيجيلى زباين اشكال والوان ومش بفتكرهم كلهم”

عالية”ولا يهم حضرتك…ربنا يعينك”

نرجس”وازى ماما واختك العروسة اتجوزت ولا لسه”

ارتبكت عالية…بصت لطه… نرجس بتبص لها مستنية رد…ردت عالية بارتباك

“الحمدلله”

نرجس”شكلك صغيرة …انتى عندك كام سنة”

عالية”20″

نرجس”اومال مخلصة وبتشتغلى ازاى”

عالية”معايا دبلوم تجارة”

بصت نرجس لطه وهى بتردد

“دبلوم تجارة…آآآه”

طه بيحاول يبرو مميزات عالية

“عالية كمان غير شغل الدار بتدى دروس تحفيظ قران ف الجامع وحافظة القران ومتدينة واخلاقها عالية جدا”

نرجس”ماهو باين عليها”

لحظات صمت بينهم

طه”طب يالا ياعالية اوصلك عايزة حاجة ياماما”

نرجس”متتأخرش”

                       *********************

 

طه وعالية ف العربية…ساكتين…وقبل مايوصلوا للدار

“على فكرة …انا معجبتش مامتك”

“ليه بتقولى كده”

“مش محتاجة ذكاء يا طه”

“لا بيتهيألك”

“هتشوف ان معايا حق لما ترجع وتقولك رأيها فيا”

“انتى غلطانة”

“يارب اكون غلطانة”

وقفوا قدام باب الدار

نزلت عالية…وهى بتقفل الباب

طه”شوية وهكلمك”

عالية هزت راسها وهى مبتسمة…وبتقول ف سرها

“يارب متكونش اخر مرة اشوفك فيها”

                   ********************

 

طه داخل المحل…شاف زباين

وقف يساعد نرجس ف البيع

خلصوا وخرجوا الزباين

رجعت نرجس ع المكتب…مسكت الريموت وقعدت تقلب ف قنوات التليفزيون…طه مستغرب انها معلقتش على عالية خالص

راح قعد قصادها… وسألها

“هااا…ايه رأيك”

“ف ايه”

“ف عالية ياماما”

“من ناحية ايه يعنى”

“من كل النواحى”

واتعدلت نرجس وسندت ضهرها ع الكرسى

“شكلها بنت غلبانة”

“يعنى عجبتك؟”

“لا طبعا معجبتنيش”

“ليه”

وفقدت نرجس هدوئها اللى كانت بتحاول تظهره

“لا لبس ولا شكل وباين اوى ان اهلها غلابة وكمان شهادة اى كلام”

“اولا شكلها مش وحش وطالما انا شايفة حلوة خلاص…ثانيا اللبس ممكن يتغير وابقى اجيبلها احسن…الشهادة بقى انا هتجوزها مش هوظفها عندى”

“ابوها بيشتغل ايه”

“ميت”

“وامها”

“ميتة”

“وعايشة مع مين”

“ف دار ايتام”

نرجس وهى بتجز على سنانها

“لو مكنتش ف المحل كان زمانى رقعت بالصوت الحيانى جبت التايهين”

“ليه يعنى ياماما… هى شخصيا مالها”

“متنفعكش”

“حبيتها”

“وماله…حبها …امشى معاها شوية لحد ماتزهق منها”

“لا انا ولا هى بتوع مشى مع بعض والكلام ده”

“لما تيجى تتجوز لازم تناسب عيلة محترمة وعروسة تشرفك مش تعِرك”

“انا شايف ان عالية تشرف اى حد”

“وانا مش شايفة كده”

“والحل”

“معرفش…المهم انك مش هتتجوزها”

“اسف ياماما… انا اللى هتجوز مش انتى”

“هتتجوزها غصب عنى مثلا؟”

“انا جيت اخد رأيك وبحكيلك كل حاجة م الاول اهو…انما لو رفضتى علشان اسباب مش مقنعة زى اللى قلتيهالى…فانا هتجوزها برضه …انا اللى هعيش معاها مش انتى ياماما”

سكتت نرجس…بتفكر…وتصنعت ابتسامة كذابة

“طيب …سيبنى افكر كام يوم كده واشوف هنعمل ايه”

الحلقة 8

فاتن قاعدة ف المكتب…عالية قصادها

عالية بتبص ف الارض وساكتة

فاتن بتتنهد وبتقول

“استغفر الله العظيم يارب…انتى هتقدرى البلا قبل وقوعه ليه بس”

بصت لها عالية وهو بتبتسم علشان تمنع الدموع اللى ف عينيها من النزول

“باينة يا ابلة”

فاتن بتحاول تطمنها وغير مش مقتنعة باللى بتقوله

“ردودها دى مش مقياس انها رافضاكى “

“بلاش ردودها…احساسى بمقابلتها بيقول انى معجبتهاش”

“لا اله الا الله…يا بنتى مقابلة ايه اللى مكملتش 10 دقايق اللى خلتك تحسى وتتنبأى بالقرار”

“يارب اكون غلطانة”

“غلطانة ان شاءالله… شوية كده واتصل بطه واشوف”

“لا بلاش يا ابلة الله يخليكى”

“بلاش ليه”

“مش عايزة احرجه”

“انا اللى هتصل مش انتى”

“بس هيبقى واضح انك بتسأليه علشانى…بلاش علشان خاطرى”

“طيب… انا لازم امشى …متفقة مع ميار هروح بدرى النهاردة شوية”

“طيب يا ابلة…هى عاملة ايه”

“الحمدلله… امتحنت وخلصت والنتيجة ظهرت ونجحت”

“مبروك”

فاتن وهى بتقوم بتلم حاجتها وتاخد شنطتها… وعلى باب المكتب

“لو كلمك ابقى طمنينى”

                         ***********************

 

عالية ف اوضتها…بتصلى وبتعيط

رن الموبايل… رن رنات طويلة لحد ما خلصت صلاة

اول ما قامت…جريت ع الموبايل بلهفة

“الو”

 

طه فى العربية…بيتصل بعالية…اتأخرت لحد ما ردت

“الو… ايه ياعالية مردتيش ليه على طول”

“كنت بصلى يا طه معلش”

“تقبل الله”

“منا ومنكم”

 

لحظات صمت…مرت بسرعة…قطعها طه

“مالك؟”

“خايفة م اللى هسمعه”

“ليه متوقعة هتسمعى ايه”

“زى ما قلت لك…مامتك رفضتنى”

“للدرجة دى مش واثقة فيا”

“مش فاهمة”

“مش واثقة انى بحبك… مش واثقة انى قد كلمتى لما قلتلك هنتجوز”

عالية بتضحك ودموعها نازلة

“بجد؟؟ يعنى مامتك مش معترضة”

“لا يا ستى… هى كل اللى قالته عايزة شوية وقت تفكر نشوف هنعمل ايه”

“براحتها المهم انها مرفضتنيش”

“لا طبعا… هااا قوليلى بقى…بتحبينى زى ما بحبك”

عالية بتدارى فرحتها وبترد عليه مؤنبة

“طه…وبعدين”

“بعدين ايه…مش خلاص كلها حاجة بسيطة وتبقى مراتى”

عالية وهى مكسوفة

“لما ابقى”

وغيرت الموضوع

“انت بتكلمنى منين؟؟انت ف الشارع”

“انا ف العربية… رايح اجيب فلوس من تجار”

“ربنا يسلم طريقك”

“ربنا يخليكى ليا…بقولك عايزك يوم كده ننزل مع بعض نشترى شوية حاجات”

“حاجات ايه…وانت عارف رايي ف الخروج مع بعض يا طه”

“ياحبيبتى هننزل نجيب لك لبس علشان المناسبات اللى جاية لنا ان شاءالله”

                            *******************

 

نرجس خارجة من اوضتها الصبح

شافت مها ونرمين

“انتوا منتمتوش”

نرمين”لا لسه …شوية وهننام ونقوم نكمل مذاكرة”

نرجس”واحدة فيكم تعملى كوباية شاى قبل ما انزل”

مها”مالك ياطنط…شكلك مقريفة كده ليه”

نرمين”هتنزلى بدرى ليه”

نرجس بعصبية”هروح للهبابة اللى لايفة على اخوكى علشان اخليها تتلم وتبعد عنه”

مها بفرحة بتتابع الكلام

نرمين”هتروحى لها فين”

نرجس”ف الملجأ اللى عايشة فيه …وقعت طه ف الكلام وعرفت العنوان”

مها ونرمين ف وقت واحد

“ملجأ!!!”

نرجس”آآآه شفتوا الخيبة”

مها”يعنى اهلها فين”

نرجس”ميتين”

مها”لو ليها اصل من اصله”

بصت لها نرجس بتساؤل…ردت مها

“مش ف اللى بيلاقوه ف الشارع بيودوه ملجأ”

سكتت نرجس بتفكر ف كلام مها

“يالا الحقونى بكوباية شاى قبل دماغى ما تضرب لحد ما ادخل الحمام والبس”

 

راحت نرجس دخلت الحمام… ودخلت مها ونرمين المطبخ

                 ********************

 

نرجس على باب الملجأ… بتتكلم مع بتاع العامل

العامل بيشاور لها على الجنينة

 

نرجس ماشية ناحية الجنينة اللى بيلعبوا فيها الاطفال

عالية ضهرها ليها ووشها للاطفال… نرجس بتقرب ناحيتها

وقفت وراها

“عالية”

التفتت عالية…اتفاجئت

“اهلا يا طنط”

الف سؤال بيدور ف راس عالية… طه كان بيتهرب من انه يحكى لها تفاصيل الكلام اللى دار بينه وبين مامته

ياترى هى عارفة ايه…الحقيقة ولا انها بتشتغل ف الدار

فاجأتها نرجس

“اتضايقتى لما شفتينى ولا ايه”

“لا ابدا…اتفضلى حضرتك”

قعدت معاها نرجس…وهى بتبص حواليها

“انتى عايشة هنا بقى”

تلعثمت عالية…مش عارفة ترد

“طه حكالى… بس عايزة اعرف منك حكايتك ايه”

“حضرتك عايزة تعرفى ايه”

“انتى مين اللى جابك هنا وملكيش اى قرايب خالص”

عالية وهى حاطة وشها ف الارض والكلام بيطلع بصعوبة

“انا كل اللى اعرفه انهم لقونى ف مستشفى حكومى وكان عمرى يوم … اللى لقونى سلمونى ف القسم ومن القسم لملجأ للتانى للتالت لحد ما جيت هنا”

نرجس متفاجئة… بتحاول تسيطر على اعصابها

“لو انتى مكانى…هترضى تجوزى ابنك لبنت ح.. قصدى يعنى لبنت مالهاش اهل”

الدموع نازلة من عين عالية ومش بترد

 

ف نفس الوقت…فاتن خارجة من مكتبها رايحة لعالية

شافت واحدة قاعدة معاها… شكلها مش من الدار

قربت منهم تشوف مين دى وجاية ليه

 

قربت فاتن…على بعد خطوات…اتواجهت مع نرجس

فاتن المفاجئة عقدت لسانها

نرجس لما شافت فاتن…قامت واقفة بعصبية

“انتى بتعملى ايه هنا؟”

“ازيك يا ابلة نرجس… انا مديرة الدار”

فاتن بتمد ايدها تسلم على نرجس…نرجس مسلمتش

“آآآآآآآآآآآآآه… قلتوووووولى …هى الحكاية كده بقااااا”

 

قامت عالية وقفت مذعورة من نرجس اللى تحولت فجأة

فاتن بتبص لها بابتسامة خفيفة… لانها عارفة طريقتها كويس

“انتى مديرة الملجأ… تبعتى لى واحدة صايعة تلوف على ابنى علشان تنتقمى منى…طول عمرك غلاوية وبتكرهينى”

عالية بتبص حواليها على الموظفين اللى بيبصوا من شبابيكهم واللى خرجوا من مكاتبهم على مصدر الصوت

فاتن”واكرهك ليه بس… اهدى وتعالى مكتبى نتكلم”

نرجس”مكتب…مكتب ايه يا ام مكتب…ده انا لولا فلوسى مكنتيش كملتى تعليمك”

فاتن بترد بضيق

“بابا الله يرحمه هو اللى علمنى وجوزنى قبل ما يموت…محدش له فضل عليا”

نرجس بترد بصوتها العالى

“اسمعى بقى انتى وهى… خطتكم دى مش هتعدى عليا… سامعيييييين”

وبصت لعالية

“وانتى… اوعى تفتكرى ان ممكن اجوز ابنى لواحدة زيك لا ليها اصل ولا فصل ولا حد عارف جيتى من انهى داهية”

وبصت لفاتن”اوعى انتى كمان”

زقت فاتن ف كتفها وهى ماشية وخارجة من باب الدار

 

عالية منهارة من العياط… فاتن بتبص حواليها

بتطبطب على عالية

“روحى اغسلى وشك وتعالى…متعيطيش”

“انا مش قلتلك يا ابلة… انا كنت حاسة…الله يسامحك يا طه”

“طه ذنبه ايه بس”

“مقاليش الحقيقة انها مش عايزانى… ولما هو حكى لها كل حاجة عنى مقاليش ليه… ليه يسبنى اتفاجئ بيها هنا كده ليه”

عالية بتعيط… فاتن نادت لواحدة من العاملات

“خلى بالك من البنات …روحى ياعالية اغسلى وشك وتعالى المكتب”

                   *********************

 

عالية قاعدة قدام فاتن… بتحط كوباية عصير خلصت قدامها ع المكتب

“شكرا يا ابلة”

“العفو”

 

دخل طه المكتب عند فاتن ملهوف

“فى ايه يافاتن… عالية حصل لها حاجة”

اتفاجئت عالية بطه… بصت له بغضب وقامت

فاتن”استنى ياعالية”

طه مش فاهم حاجة”فى ايه”

فاتن”انا اتصلت لطه علشان لازم يعرف اللى حصل…واللى انا متأكدة انه ميعرفش حاجة عنه”

انفجرت عالية ف العياط تانى… وقعدت مكانها

طه مش فاهم ولا عارف يوجه كلامه لمين

“فيه ايه فهمونى”

وحكت فاتن لطه اللى حصل بالظبط

طه لعالية” وانتى متخيلة انى كنت اعرف حاجة زى دى وسكت؟؟”

عالية”وهى عرفت كل حاجة منين”

طه فكر” انا مقلتلهاش حاجة غير ان اهلك متوفيين… وف وسط الكلام سألتنى انتى ساكنة فين؟؟على مكان الدار يعنى قلتلها”

فاتن”مامتك مش غبية يا طه… عرفت توقعك بالكلام وتوقع عالية بالكلام وربطت كله ببعضه”

طه وهو قايم”بصى يا عالية… انتى موافقة عليا ايا كانت ظروفى ولا لأ؟”

عالية”يعنى ايه ايا كانت ظروفك؟”

طه”يعنى لو اخدتك وروحنا بدأنا حياة بسيطة… موافقة ولا لأ؟”

عالية”شايفنى زى ما مامتك شايفانى…انى عايزة استغلك؟”

طه”كل اللى قصده هتقدرى تتحملى معايا اى ظروف”

عالية”ايوه”

طه وهو رايح ع الباب

“لو ماما فضلت رافضة…هنقل شغلى اى محافظة بعيد عن هنا ونكتب الكتاب واخدك معايا”

خرج طه من المكتب وعالية مستغربة

فاتن بتبص لها ومبتسمة

“مخيبش ظنى فيه… غير امه خالص …ربنا يحميك يا اخويا… مبروك يا عالية”

                     **********************

 

نرجس بتفتح الباب وتدخل

شافت مها ونرمين قاعدين

نرجس”هو فين؟”

نرمين”ف اوضته”

دخلت نرجس مندفعة وفتحت اوضة طه

“فى ايه؟؟؟ مجيتش المحل ليه زى كل يوم؟”

“علشان الكلام اللى لازم نقوله مينفعش يكون ف المحل”

“كلام ايه”

“روحتى لعالية ليه”

“آآآآآه… ودودتلك وقومتك عليا…قالتلك ايه الكذابة دى”

“فاتن اللى حكت لى اللى حصل”

“يا بنى فوق …دول عاملين عصابة مع بعض… فاتن وَزت بنت الحرام دى عليك علشان عارفينك طيب”

“ماما لو سمحتى متتكلميش عنها كده… هى مالهاش ذنب ف اى حاجة حصلت… مش ربنا قال لا تزر وازرة وزر اخرى…عايزة تاخديها بذنب ناس هى متعرفهمش ليه”

“العرق يمد لسابع جد… زى ما امها رمتها قبل كده هى مش هيبقى لها امان”

“مش شرط…وبعدين ايه دخل فاتن بالموضوع كله”

“هى اللى مخططة كل حاجة”

“مش صحيح انا شفت عالية قبل ما اعرف ان فاتن تعرفها”

نرجس بتقعد على طرف السرير

“يا بنى فكر … انت شفت البت دى ف المحل اللى فاتن عارفة مكانه كويس… وشفتها تانى ف الملجأ اللى اكيد فاتن هى اللى قالتلك تروح”

“اولا انا شفت عالية اول مرة خالص ف الشارع وهى رايحة الجامع… هنعدى مرة المحل ويوم اليتيم انا اللى قلت لفاتن انى رايح”

نرجس بنفاد صبر”الموضوع منتهى…جواز من البت دى مش هيحصل”

طه وقف لحظات… وفتح الدولاب طلع شنطة وبدأ يحط فيها هدومه

“تمام…الموضوع فعلا منتهى”

نرجس باستغراب وقلق

“انت بتعمل ايه”

“هسيبلك كل حاجة علشان تطمنى ان عالية وفاتن مالهمش دعوة … لا هسكن ف الشقة اللى جيبتهالى ولا هاجى المحل بتاعك… هقعد ف اى فندق لحد ما انقل شغلى واكتب كتابى على عالية واخدها ونبعد خالص”

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:دينا عماد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى