ترفيهمسلسل بين نارين

مسلسل بين نارين الحلقة التاسعة والعشرون والثلاثون والأخيرة

الحلقة 29

اتفاجئت راوية بكلمة طارق

قربت منه ورمت نفسها فى حضنه… وبهدوء وحنان

“قدرت تقولها ياطارق”

وبعدها عنه بشويش

“انتى اللى وصلتينى لكده ومش هسمحلك تانى بفرض سيطرتك عليا”

“مش سيطرة ده حب”

“ده حب تملك وانا اتخنقت”

“خلاص ياحبيبى انا اسفة بس متزعلش منى… ومتزعلنيش تانى وتجيب سيرة الطلاق”

“ماشى ياراوية… خلاص ادخلى نامى”

“وانا معقول اسيبك متضايق كده…قولى مالك”

“مفيش حاجة خلاص..انا هدخل انام”

 

تانى يوم اول ماطلع النهار وبقى الوقت مناسب

اتصل طارق بأبو بسمة

“ازيك ياعمى…اخبارك ايه”

“الحمدلله بخير”

“كنت عايز اشوف الولاد”

“حاضر حدد الوقت والمكان اللى يناسبك”

“انا محرج اوى منك ياعمى…كنت متوقع انك هتقولى كلمتين فى العضم علشان طول الفترة اللى فاتت دى”

“بص ياطارق انت ابو الولاد ومن اول يوم وانا قلتلك وقت ماتحب تشوفهم هتشوفهم انما لما متطلبتش فانت حر المهم انى ممنعتش الولاد منك علشان متحملش الذنب ده”

“ربنا يخليك ياعمى…انا اسف”

“متتأسفليش انا …حاول تعوض ولادك عن الفترة اللى فاتت دى وطبعا اقصد بالحب والحنان لان سيف ميعرفكش وجودى تقريبا نسيتك”

كلامه كان رغم ذوقه…مؤلم جدا… ورد عليه طارق

“طيب ممكن يوم الجمعة المغرب نتقابل واشوفهم”

“ان شاءالله”

 

فى المعاد المحدد كان طارق بيلبس وبيستعد للقاء ده وكأنه رايح فرح… كان فى منتهى السعادة وهو رايح يشوف الولاد

“انت نازل؟؟”

“اكيد مش بلبس علشان اقعد فى البيت”

“رايح فين”

“اشوف ولادى”

“مقلتليش ليه؟؟”

“مش لازم اخد منك الاذن علشان اشوفهم”

“طيب دقايق واكون جاهزة”

وراحت على الدولاب تطلع هدومها

“استنى هنا …جاهزة ليه؟؟”

“علشان اجى معاك”

“ومين قالك انى هاخدك معايا”

“ومتاخدنيش ليه”

“بقولك رايح اشوف ولاااااادى…ولاااااااااادى فهمتى ولا صعبة”

“وايه اللى يمنع انى اجى معاك”

“انا اللى امنعك…انا عايز اكون مع ولادى عندك اعتراض”

“يعنى ولادك دول هيكونوا لوحدهم …اكيد معاهم مامتهم”

“لا اطمنى اكيد مش معاهم”

“برضه اجى معاك اطمن بنفسى”

“طيب عليا الطلاق ماانتى نازلة معايا النهاردة ياراوية… اما اشوف بقى حكايتك ايه”

قعدت راوية مكانها متحركتش… لانها فعلا خافت يطلقها

سابها طارق ونزل وراح يشوف ولاده

 

فى المقابلة

كان طارق مشتاق يشوفهم… بس جودى وسيف اتعاملوا معاه بجفاء لانهم ببساطة مش عارفينه

طارق مزعلش منهم بس زعل من نفسه

وطلب من جدهم انه يشوفهم كل جمعة…ووافق

مع مرور الوقت وتكرار المقابلات اللى تطورت من مقابلة المغرب

لتقضية اليوم كله مع طارق

كان جدهم بيوديهم لطارق فى المكان اللى بيحددوه ويرجع ياخدهم منه…بالاتفاق على المعاد

وكانوا ساعات يقضوا اليوم بره او فى بيت مامة طارق مع جدتهم وعمتهم والبيبى الجديد ابن بسنت

كانت احلى لحظات حياة طارق هى يوم الجمعة اللى بيقضيه مع ولاده اللى اتعلقوا بيه جدا…من غير راوية

اما راوية فكانت اسوأ لحظات حياتها هى يوم الجمعة علشان طارق بيسيبها ويروح لولاده

والسر فى سكوت راوية …هو الحل السحرى اللى اكتشفه طارق

وبقى على لسانه كل مايتضايق منها

يحلف عليها بالطلاق…لان ده الحاجة الوحيدة اللى كانت بتسكتها

اما بسمة فكانت فرحانة ان طارق قرب من ولاده وشافت الفرحة اللى فى عيون ولادها

وكانت زعلانة لانها كانت بتتمنى انها تكون معاهم…طارق والولاد

 

فات حوالى 4شهور على الحال ده

وحصل اللى كانت راوية بتتمناه

حملت راوية وقدرت تستغل حملها فى جذب طارق ناحيتها تانى

هى كانت سعيدة وطايرة من السعادة من حملها لاكتر من سبب

اولا هتحقق رغبتها فى انها تبقى ام… الامنية اللى بتحلم بيها بقالها فترة

الحمل هيخلى طارق يقلل من كلمة الطلاق كل شوية ويربطه بيها اكتر

وحاولت انها تتحجج فى اكتر من مرة يوم الجمعة باى حجة علشان طارق يلغى معاد ولاده… بس مقدرتش

حبه لولاده كان اقوى من انه يضيع اليوم الوحيد اللى بيشوفهم فيه

وسلمت راوية بالامر الواقع على امل انها لما تخلف هيهتم بابنها اللى موجود معاه اكتر من ولاده التانيين

وبدات تخفف من شغلها ومتنزلش كل يوم علشان تحافظ على حملها… اللى هو حلمها

 

وفى يوم وطارق فى المكتب اتصلت بيه راوية وهى بتعيط

“مالك ياراوية”

“عمتى توفيت ياطارق”

“البقاءلله”

“انا لازم اروح العزاء”

“مش دى عمتك اللى عايشة فى السويس”

“ايوه”

“طيب جهزى نفسك وقولى لمامتك تجهز ونروح العزاء ونيجى بالليل”

“ماما سافرت مع اعمامى…انا هجهز واستناك”

راح لها طارق… كانت لابسة ومستنياه

راحوا العزاء … وبالليل وهما راجعين

“طنط مش هترجع معانا”

“لا ماما هتقعد ال3 ايام”

“طيب يالا بينا”

طارق كان مرهق جدا طول اليوم لانه من ساعة ما نزل الصبح وراح الشغل مارتاحش خالص

الطريق كان كويس ومش زحمة

نامت راوية لانها كانت مرهقة طول اليوم فى العزا

حس طارق انه عايز ينام… فضل يقاوم احساسه ده

بتركيزه على الطريق

غفل لحظة… واتقلبت العربية بطارق وراوية.

 

الحلقة 30 والاخيرة

فى المستشفى

طارق وراوية فى العمليات

وبره العمليات بسنت وايمن ومامة طارق

ومامة راوية وواحد من اعمامها

خرج الدكتور وخرجت راوية من العمليات

راحت مامتها وراها… وكانت راوية لسه فى البنج

عم راوية” ايه الاخبار يادكتور”

الدكتور” اصابتها الحمدلله مش خطيرة بس فقدت الجنين وعندها كسور متفرقة يعنى محتاجة وقت بس مش اكتر”

ام طارق” وابنى يادكتور”

الدكتور”حالته اصعب شوية لان اصابته كلها فى العمود الفقرى”

مشى الدكتور وكان طارق فى العمليات ومعاه اكتر من دكتور

بسنت ومامتها متحركوش من قدام العمليات وهما بيعيطوا

بعد ساعات خرج طارق من العمليات

ايمن”حالته ايه يادكتور”

الدكتور”عنده كسور فى العمود الفقرى والحوض”

ايمن”يعنى هيرجع طبيعى”

الدكتور”كام يوم ونتأكد… بس غالبا لازم هيحصل تأثير”

كان طارق فى اوضة وراوية فى اوضة وكل واحد معاه مامته

 

تانى يوم لما فاقت راوية

“ماما…طارق فين”

“كويس ياحبيبتى حمدالله على سلامتك”

“هو فين”

“عامل عملية وميقدرش يتحرك”

“حصل حاجة للجنين”

“بكرة تعوضيه المهم انك انتى وطارق ربنا نجاكم الحمدلله”

عيطت راوية من صدمتها ان حلمها ضاع والالم المعنوى اللى حست بيه كان اكتر من الالم اللى كانت حاسة بيه من اثر العمليات

اما طارق لما فاق

“راوية فين ياماما”

“كويسة بس تعبانة من العملية”

“انا تعبان اوى… جسمى كله بيوجعنى”

“الحمدلله ان ربنا نجاك والوجع ده من الكسور يابنى ربنا يشفيك”

“انا عايز اشوف جودى وسيف”

“حاضر ياطارق… هبعت بسنت تجيبهم لك”

“الحادثة اثرت على حمل راوية؟”

“مفيش نصيب ياطارق ربنا يعوضكم”

“والنبى ياماما خلى بسنت تجيبهم بسرعة…وحشونى اوى”

 

لما راحت بسنت بيت بسمة كنا فى معاد غريب…الساعة 2 الظهر

وكانت بسمة لسه راجعة من الحضانة

“بسنت…اهلا وسهلا تعالى اتفضلى”

ودخلت بسنت وهى بتقعد

“ازيك يابسمة…وازى طنط وعمو والولاد”

“كويسين….مالك”

وعيطت بسنت

“طارق عمل حادثة امبارح بالليل وعايز يشوف الولاد”

اتصدمت بسمة… وعيطت

“حصل له ايه؟؟؟ هو كويس”

“عنده كسور كتير والموضوع شكله هيطول… انا خايفة ميرجعش يمشى على رجليه تانى”

“بعد الشر…ان شاءالله هيبقى كويس ويرجع احسن من الاول”

“لسه بتحبيه يابسمة”

“وانتى تفتكرى انى بكرهه مثلا… طارق الراجل الوحيد فى حياتى وابو ولادى يعنى اكيد زعلانة عليه طبعا بس هو انتهى من حياتى بعد ما صدمنى وخاننى”

“انا عارفة انك بتحبيه بس مش هاين عليكى كرامتك”

“ميفيدش بحاجة يابسنت خلاص بقى… المهم ربنا يشفيه ويقومه بالسلامة الولاد اتعلقوا بيه اوى الفترة اللى فاتت ودايما فى سيرته ان شاءالله يرجع كويس علشان ولاده وشبابه”

“طيب ما تيجى تزوريه معايا”

“لالالالا مينفعش اكيد مراته هناك وانا مقدرش احط نفسى فى موقف محرج زى ده”

“مراته كانت فى الحادثة معاه وهى فى اوضة بعيد عنه ومش بتقوم من السرير تعالى حتى علشان الولاد ميتخضوش على باباهم وتطمنيهم”

بسمة كانت فعلا نفسها تشوفه بس مترددة

“ها يابسمة جاية معايا ولا لأ”

“جاية”

 

اول ما دخلت بسمة والولاد على طارق

كان حاول يقوم حتى بجزء من جسمه مقدرش

فرحته بيهم كانت اقوى من اى ألم

بسمة قدرت تتحكم وتحبس دموعها علشان طارق ميفسرهاش انها رغبة فى الرجوع ليه

كلام بسمة كان مختصر جدا…بس قلبها بيتقطع

طارق حس بالحنين لبسمة ولمتهم كلهم مع بعض

خرجت مامته من الاوضة ووراها بسنت

“سامحينى يابسمة”

“خلاص ياطارق الموضوع ده فات عليه وقت والوقت بيداوى كل حاجة”

“انا عارف انى ظلمتك”

“مش وقته المهم صحتك وسلامتك “

“يعنى هنتكلم مع بعض بعدين”

“انا جيت ياطارق بحكم العشرة جيت ازور ابو ولادى وهو تعبان متفسرش زيارتى اى تفسير تانى… ومتنساش انك دلوقتى متجوز”

كلماتها كانت كافية لصده… وسكوته

 

بدأت راوية تتحسن وخرجت من المستشفى وكان فى كسر رجلها

قعدت فى بيت مامتها وكانت حالتها النفسية سيئة بعد فقد الجنين

طارق كانت الامه كبيرة وعدم القدرة على الحركة طالت

فات اسبوع وكل اللى بينه وبين راوية اتصالات لظروفهم الصحية

وحالة طارق مفيش اى تحسن… واتطلب وضعه عملية جديدة

بعد العملية… استدعى الدكتور مامة طارق

“خير يادكتور”

“خير ان شاءالله… بس حضرتك عارفة ان الاصابة كانت فى العمود الفقرى والحوض… وبكل اسف هتؤدى لعجز”

وكتمت الام صرختها

“مش هيمشى تانى”

“لا هيمشى ان شاءالله بس بعد فترة وبالعلاج الطبيعى”

“اومال عجز ايه؟؟”

“للاسف فقد قدرته على الانجاب “

 

خرج طارق من المستشفى على بيت مامته

لان راوية مكنتش قادرة انها تقوم بخدمته

شهور مرت لحد ما بدا طارق يمشى تانى

طول فترة وجوده عند مامته وعلاقته براوية زيارات منها

ومكالمات تليفون… وبدأ البرود يدخل بينهم

راوية لما عرفت انه فقد قدرته على الانجاب اتغيرت مشاعرها ناحيته… مبقتش مهتمة بيه زى الاول

وده بسبب حالتها النفسية اللى بتسوء من بعد فقدها الجنين

رجع طارق وراوية بيتهم

الحياة بينهم بقت مملة… راوية مش طايقة نفسها ولا طايقة طارق

بتعيط كتير من غير سبب… حساسة من ناحية اى كلمة تتقال لها

الحياة بينهم بقت لا تتطاق

طارق لما كان فى بيت مامته كان ولاده بيروحوله كتير

وكان احيانا بيكلم بسمة يسال على الولاد وتسأل على صحته

اما لما رجع فكان كل مايكون رايح يقابل ولاده

راوية تتخانق وتفضل تزعق وتصرخ

ولما افتكر الحل السحرى وحلف عليها بالطلاق ماتجيب سيرة ولاده

“طلاق طلاق حتى يبقى ارحم من عيشتى معاك”

واتفاجئ طارق من ردها

“ليه عيشتك معايا مالها”

“انت مش حاسس انك بتروح وتيجى مع ولادك ومش حاسس بيا ولا مقدر مشاعرى ان اى امل انى اكون ام راح خلاص”

“معقول…انا كنت فاكر ان حبك ليا اقوى”

“غصب عنى انا نفسى اكون ام”

“ده حقك ياراوية… انا اسف انى مش هقدر احققلك رغبتك دى لو عايزة نتطلق معنديش مانع”

“واضح ان مفيش حل غير كده انت عندك ولادك بيعوضوك عن حرمانك ده انما انا معنديش بديل”

“انتى طالق ياراوية”

 

بعد الطلاق سابت راوية المكتب نهائيا

وبقى يتقابلوا زى اى اتنين زملاء فى المحكمة

بس من غير اى تبادل لاى كلام بينهم

طارق مكنش عنده الجرأة انه يطلب من بسمة انها ترجعله

حس ان اللى هو فيه ده عقاب ربنا ليه عن ظلمه وانانيته

فاتت شهور وهو عايش فى بيت مامته بعد ماساب شقته اللى كان متجوز فيها راوية لبسنت وايمن

اتصل بيه حماه وقاله انهم هيعملوا عيد ميلاد لجودى وممكن يحضر

فى عيد الميلاد…كان كل الاسرتين موجودين

وهما واقفين يطفوا الشمع… كان طارق واقف جنب بسمة وقدامهم جودى وسيف… صورتهم بسنت صورة

وبعد ماطفوا الشمع

بسنت”شوفوا الصورة دى حلوة ازاى”

بصت بسمة وطارق لبعض وهما فاهمين قصدها

طارق”ياريت بسمة تقدر تسامحنى ونبدأ صفحة جديدة”

سكتت بسمة… وردت مامة بسمة

“سكتتى ليه يابسمة… شفتى صورتكم وانتوا كلكم مع بعض حلوة ازاى”

دمعت بسمة… مسح طارق دموعها ومسك ايدها

“انا مش هتسبب فى دموعك تانى… بس ارجعيلى”

رد باباها

“انت مش هتقدر تزعلها والا هتلاقينى عندكم واخدها تانى”

طارق”خلاص ياعمى حرمت والله”

ضحكت بسمة لما فهمت من رد باباها انه عايزها ترجعله

بسمة لطارق “هتزعلنى تانى”

طارق”ابدا وحياة جودى وسيف “

———–———-———————-————

 الى اللقاء ومسلسل جديد

بقلم الكاتبة: دينا عماد

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى