ترفيهمسلسل مليكتي

مسلسل مليكتي الحلقة الثالثة والرابعة

الحلقة الثالثة

أخذا يتضاحكان وقد سادت الفرحه الأجواء،وبدأ جلال وحياة بتقطيع قالب الجاتوه سوياً،وقد علت غمغمات المدعوين،بين سعاده وحقداً عليهما،في حين كانت مادلين تقف بالقرب من والده حياة وبدأت تصفق لهما والسعاده تعتريها،وفي تلك الأثناء هتفت مردده…
-شكلهم حلو أوي يا ماما زينب،ربنا يسعدهم،ثم أرتسمت علي وجهها إبتسامه خفيفه
وبينما جلال يهمس لها بصوتاً خافتاً أنه يحبها في تلك اللحظه سمع صوت طلقات مدويه ،،أنتفض علي اثرها المدعوين،وما هي إلا لحظات حتي غابت حياة عن الوعي…
نظر جلال لها في زعرِ وهو يلتقطها قبل أن تسقط فقد دب الرعب إلي أوصاله خوفاً من أن يكون قد أصابها مكروه….
-حيااااااة
ثم قام بحملها بين يديه وأخذ يهتف في غضب لبعض الرجال….
-أمنوا الطريق لباب القصر بسرعه
أتجه جلال بها إلي داخل القصر فور تأمين الطريق له ثم صعد بها الدرج وقام بإدخالها إلي غرفتهما،،بدأ جلال في إفاقتها بعدما تأكد أنها بخير وقد غابت عن الوعي من اثر الخوف ليس أكثر…
-حياه،حبيبتي فوقي، أنا جنبك!
نظرت له حياة بأعيناً مرهقه وكانت الرؤيه مشوشه بالنسبه لها،وما هي إلا دقائق حتي أكملت في بكاء….
-هم ليه بيعملوا فيا كدا!…انا مأذيتش حد ،ليه مش عاوزين يبعدوا عني بقا!…ومهما عملوا مش هقول علي أي معلومات عن المقبره!
أخذ جلال يهديء من روعها وهو يضع يده علي فمها وقام بإحتضانها متابعاً…
-إهدي لو سمحتِ ،،ليه يا حياة مقولتيش ،أنهم عاوزين يأذوكي علشان المقبره اللي اكتشفتيها!
-كنت هقولك بس مستنيه الوقت المناسب
هتفت بتلك الكلمات وهي تبتعد عنه قليلاً،في حين تابع هو ….
-وأمتي الوقت المناسب دا!
نظرت حياة له بحزن نتيجه إستنتاجها بضيقه منها
-صدقني كنت هقولك كل حاجه،بس مستنيه أنك تكون جنبي مش فون ،، كنت خايفه ليكونوا مراقبين الفون،،أنا هحضر المؤتمر بعد 3 أيام وهصرح بوجود مقبره للأثار قمت بإكتشافها وبكدا هتكون في إيد المسؤلين ،أفضل بكتير من أنهم يخفوا وجودها عن المسؤلين في البلد ويهربوا الأثار برا مصر،ودا من خلال أنهم يتخلصوا مني.
نظر لها جلال في صدمه مما سمعه،فما قالته حياة ،كافِ لكي يقومون بإغتيالها ولكن كيف علموا بهذا،وفي تلك اللحظه تابع هاتفاً…
-حياه!… هم أزاي عرفوا بأمر إكتشافك للمقبره دي!
نظرت له في تهكم وعيناها تلمعان من أثر الدموع التي تأبه الهطول….
-بيدخلوا في أدق تفاصيل حياتي،ومش عاوزهم يكتشفوا دا..هو أنا لازم أكون شخصيه بلا هدف علشان أعيش حياه مرتاحه!… أنا تعبت أوي يا جلال.
نهض جلال من مقعده ثم أسرع بغلق النوافذ بإحكام شديد،،ثم تابع حديثه لها وهو يتجه ناحيه باب الغرفه….
-انا هقفل الباب دا بالمفتاح علشان أكون مطمن عليكي أكتر وهنزل أتابع الوضع وأشوف وصلوا لأيه وراجع فوراً
تابعته هي بعينيها في تفهم ثم أومأت برأسها موافقه.
——
جلست السيده زينب في حجره الصالون الملحقه بالقصر بصحبه مادلين التي أخذت تهديء من روعها وصدمتها بما حدث،في حين هتف السيد عبد الفضيل موجهاً حديثه لمجدي…
-وصلتوا لأي معلومات عنهم يا مجدي؟
أردف مجدي وهو يلتقط أنفاسه بعتنا رجالتنا وراهم ياعمي ،متقلقش!
في تلك اللحظه دلف جلال إلي الحجره ،وعندما وجد السيده زينب علي هذه الحاله،،تابع موجههاً حديثه إليها…
-ماما زينب الخدم جهزوا لحضرتك غرفه في القصر،،لازم تطلعي تستريحي،بعد أذنك
ظلت تبكي وقد علت صوت شهقاتها في حزناً مكبوتاً متابعه…
-مش باقيلي غيرها يا جلال،هياخدوها مني ليه!
إتجه جلال إليها ثم طبع قبله علي جبينها هاتفاً بإبتسامه ثقه…
-هتخافي عليها معايا بردو!… متخافيش كل حاجه هتكون بخير والثقه في ربنا كبيره.
ثم هتف متابعاً بصوتاً أجش…
-منديلا،،تعالي فوراً!
أتجهت الخادمه مسرعه إليها حينما هتف قائلا..
-إصطحبي السيده زينب إلي غرفتها،فهي بحاجه شديده إلي الراحه
تابعت الخادمه في تفهم..
-أمرك سيد جلال
ثم قامت بإصطحاب زينب إلي حجرتها بين نظرات الجالسين ،،بينما أكمل جلال حديثه إلي صديقه وقد بدي الإرهاق في نبره صوته…
-بعد أذنك يا مجدي،وصل مادلين لبيتها،علشان أكون مطمن أكتر عليها.
في تلك اللحظه خفق قلبها بشده عند نطق اسمها فكم تعشقه هي وتكتفي بسماعه يهتف بإسمها،،ثم تابع مجدي في تفهم…
-أتفضلي أستاذه مادلين علشان أوصلك للبيت.
نظرت له مادلين بإبتسامه خفيف،ثم توجهت معه خارج القصر…
وعقب خروجهما هتف عبد الفضيل موجهاً حديثه لإبنه…
-أنا عارف أنك تعبت النهاردا جداً وحاسس بدا يا ابني،،أطلع شوف مراتك،وربنا يصلح الحال
أبتسم له جلال في أرهاق ثم تابع…
-أنا فعلا محتاج أرتاح،تصبح علي خير يابابا
——
نظر لهم معتز والشرر يتطاير من عينيه،،حين تابع قائلا وهو يجول داخل الغرفه…
-أزاي مماتتش ازاي!!،، أمال القناص دا بيعمل أيه معاكم..أفهم!
نظر له أحد الواقفين والتوتر يسيطر علي كافه تغاصيله،وقد أُصيب برصاصه في كتفهِ..
-أنا فعلا حددت مكانها ،وكانت هدف سهل بالنسبالي إقتناصه بس لقيت رصاصه أصابت كتفي ،،اسف يافندم!
أقترب منه معتز ثم شرع بضربه في مكان إصابته ،فأخذ يتلوي الشاب بين يديه وهو يصرخ من شده الألم،،ثم تابع معتز بضيق….
-بص بقا قدامك يومين كفرصه قبل ميعاد المؤتمر ولو مخلصتش عليها!
في تلك اللحظه أمسك معتز بأحد المسدسات الموضوع علي الطاوله المجاوره له ثم تابع…
-اقسم بالله،،مش هيكفيني فيك قتلك،فاهم!!
نظر له الشاب بصدمه وقد ارتعشت أوصاله ،،ثم تابع وهو يهز رأسه…
-فاهم يا باشا فاهم.
—–
دلف جلال إلي داخل الحجره ليجدها قد أبدلت ملابسها،وأرتدت نظارتها الخاصه لأداء عملها،وتجلس علي الفراش واضعه أمامها الكثير من الاوراق،،في تلك اللحظه نظر لها جلال في دهشه وهو يعقد حاجبيه،،ثم هتف بها قائلا..
-بتعملي أيه يا حياة!
نظرت حياة له وهي تضع الاوراق جانباً وقد إرتسمت علي تغرها إبتسامه مشرقه..
-لقيتك إتأخرت قلت أشتغل شويه
في تلك اللحظه أقترب هو منها ثم قام بسحب نظارتها واضعاً إياها علي الكومود المجاور له ثم تابع في مرح…
-وخلصتي شغل ولا لسه!
-اه خلصت خلاص،،سوري!
هتفت تلك الكلمات وهي تقوم بإلمام تلك الأوراق ثم قامت بوضعها في حقيبه عملها،،في حين تابعت في ترقب…
-ماما زينب كويسه! .. مش كدا!… لو سمحت ياجلال لو حصلي حاجه خلي بالك منها أوعي تتخلي عنها أبداً،دي ملهاش حد غيري!
أقترب جلال منها أكثر ثم تابع وهو يضع يده علي وجنتيها في إبتسامه مليئه بالهدوء…
-إنتِ هتفضلي موجوده بيننا منوره دنيتنا،،صدقيني …إنتِ الحياه وأنا علي قيدك..،،إنسي الخوف وانتِ جنبي لو سمحتي.
…ثم تابع قائلا في مرح يخالطه بعض الخبث…
-بس أحنا حالياً عندنا مناقشات وإجتماعات سريه لازم نتمها يا قلبي،،مش كدا ولا أيه
نظرت حياة له بترقب ثم تابعت بتنحنح..
-بص أحنا نتناقش ونتداول في وقتاً لاحق بس سيبني أنام دلوقتي
ثم قامت بجذب الغطاء عليها،،فبادرها هو بنظره من جانب عينيه ثم قام بإزاحه الغطاء هاتفاً في حب……
-لا ونأجل المناقشات ليه،متعرفيش يا دكتوره الأثار المهمه أن في مقوله بتقول،لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد،،ثم قام بالإقتراب منها وسط ضحكاتها الجذابه التي آثرته بها،ولكن في تلك اللحظه سمع صوت إنذاراً بإشاره خضراء يصدر من هاتفه،،فنظر إليها في دهشه وهو يرفع أحد حاجبيه ثم هتف وهو يحك يده بذقنه متابعاً…
-حياة حبيبتي،إنتي حاطه الجهاز فين
نظرت له حياة نظرات مذبهله ثم تابعت بطفوليه شديده وهي تبتسم له …
-لبساه في إيدي
إبتسم لها جلال إبتسامه صفراء وهو يجز علي أسنانه هاتفاً…
-قلبي،أنا قلتلك إلبسيه وإنتي خارجه مش وإنت معايا في البيت،،مفهوم ياروحي!
نظرت له حياة وكادت أن تفجر من الضحك ولكنها وضعت يدها علي فمها حتي لا تستشيط غضبه.
-حاضر،سوري!
وفي تلك اللحظه أقترب منها مره أخري ثم قام بإنتزاع الجهاز من يدها،،وهو يقبلها في شوقاً و….
——-
….في صباح اليوم التالي…
إستيقظ جلال من نومه ولم يجدها بجانبه،،مما أثار رعبه وإضطربت نبضات قلبه،،فأخذ يهتف بصوتاً عالياً…
-حيااااة،،حياة أنتِ في التواليت!
ولكن لم يجبه أحداً فهرول متجهاً إلي خارج الغرفه وهو يصيح..
-منديلا، منديلااااااا
هرولت منديلا ناحيته علي الفور ثم أجابت..
-أمرك سيدي!
هتف هو علي الفور وهو يجول بأنظاره في أركان الفيلا…
-أرأيتِ السيده حياة اليوم!!
-أجل سيدي فهي تقف في حديقه القصر
شكرها جلال ثم إنصرفت وأخذ هو يلتقط أنفاسه ولكنه أسرع فوراً خارج القصر لكي يرتاح قلبه برؤيتها،،وما أن رأها تقف بجوار مجموعها من الزهور تستنشق عبيرها ،حتي وقف خلفها وهو يحاوطها بكلتا يديه…
-مش قلتلك متخرجيش من الغرفه بدون علمي!
نظرت له بحب وهي تضع يديها حول عنقه متابعه..
-ما أنا لابسه الجهاز علي فكره،ومحبتش ازعجك فقولت أسقي الزهور
وهنا هتف هو متابعاً،بعدما قام بحملها بين ذراعيه
-أنا من رأيي نروح نكمل المناقشات بقا
في تلك اللحظه نظرت له بجانب عينيها ثم هتفت في غيظ…
-هو أحنا مش أتناقشنا أمبارح يا جلال!.. ولا أيه!
ألقت تلك الكلمات وهي تضع إصبعها السبابه علي أنفه،في حين تابع هو قائلا…
-لاااا،، أنا كدا راجل منضبط بحب أتشاور في كل الأمور ،علشان منكونش ناسيين حاجه،،إلمام يعني يا قلبي،في مانع!
ضحكت هي جراء سماعها لكلماته المليئه بالفكاهه ثم تابعت في مرح..
-لا مفيش… أمري لله
—-
مرت الأيام علي جلال وحياة ولم تخلو من السعاده ونمو العشق بينهما،،ولم يضيع جلال أي فرصه لحمايتها كما وعدها،،حتي جاء يوم المؤتمر.
-جهزتي يا حياة!
كان يقف أمام المرأه يهندم من حلته السوداء،حين هتفت هي …
-خلاص جهزت يلا بينا!
إتجه جلال بصحبه زوجته خارج القصر ثم أستقل جلال سيارته بصحبه زوجته وإنطلقا ذاهبين إلي المؤتمر…
——–
دلف مسرعاً داخل القصر وهو يلهث بأنفاس متقطعه،ثم هتف بصوتاً عالياً..
-جلاااااال،،جلاااال
إجتمع الخدم علي صوت صراخه وخرج عبد الفضيل من حجره مكتبه نتيجه لسماعه لهذا الضجيج،،حتي وجده يقف أمامه فهتف متابعاً..
-مجدي ،،في أيه يابني!!
-فين جلال !
هتف مجدي بتلك الكلمات وهو يتابع صراخه..
-جلاااال
نظر عبد الفضيل له في إستغراب ثم تابع…
-جلال وحياة ،،راحوا المؤتمر
نظر له مجدي بصدمه ثم هرول خارج القصر وسط ذهول السيد عبد الفضيل،،ثم ترجل سيارته محاولاً اللحاق بصديقه…
وبينما هما يسيران في طريقهما حتي هتفت حياة متابعه في ضيق…
-جلال هدي السرعه شويه أنا دوخت،،مش قادره
نظر لها جلال بإستغراب وشك شديدين ثم هتف بترقب…
-حياة فيكي حاجه!… حاسه بإيه بالظبط
وبينما هو يحادثها حاول مراراً إيقاف السياره لكنه لم يستطع،،فهتف في زعر…
-العربيه مش بتقف خالص!
حاول جاهداً إيقافها ولكن محاولاته لم تجدي نفعاً،،فقد أيقن أن أحداً ما قام بإتلاف الفرامل الخاصه بالسياره…
أخذت حياة تبكي بشده وهي تضع يدها علي معدتها بتأوه وظلت تصرخ وهو يحاول جاهداً إيقاف السياره،،وبينما هو يهديء من روعها،وجد أمامه صديقه مجدي يسرع بسيارته لكي يصبح في مواجهتهم ثم هتف قائلاً بصوتاً مسموعاً…
-جلال ،حاول تفتح الباب ناحيه حياة وتمسكها كويس وانا هقرب بعربيتي وهاخدها منك وبعدين أنت نط في الباب الخلفي بعد ما أفتحه…
وبالفعل قام جلال بفتح باب السياره ممسكاً حياة بشده حتي تلاصقت السيارتين فقام مجدي بجذبها داخل سيارته بنجاح،،ثم قام بفتح الباب الخلفي لسيارته وأستطاع جلال بنجاح القفز داخل السياره،وما هي إلا لحظات حتي إصطدمت سياره جلال بأحد عربات النقل الكبيره وتدمرت كلياً…
ظلت حياة تبكي بمراره وقد علت صوت شهقاتها ،حينما قام جلال بإحتضانها بشده وهو يهتف بحنو متابعاً…
-أهدي علشان البيبي
نظرت له حياء بصدمه مستفهمه..
-بيبي!
أبتسم لها في حنو وهو يربت علي شعرها قائلاً.
-كل الأعراض بتقول كدا،وهنتأكد بمجرد ما نوصل للبيت!
هتفت هي في إعياء شديد..
-بيت أزاي!هو إحنا مش هنروح المؤتمر يا جلال
-لا يا حياة روحتنا للمؤتمر مش في صالحنا أبداً صدفيني
وهنا تدخل مجدي مكملاً..
-معتز مش هيسيبك تروحي المؤتمر بالسهوله دي،،أنتِ مش مضطره تروحي المؤتمر دا،، أكيد في فرصه أقوي جايه،،بس حالياً لازم تكوني في أمان.
تابعت حياة بصدمه وكأن أحداً ما قد ألجم لسانها وأخيراً هتفت…
-معتز هو اللي ورا كل المصايب دي!
أجابها مجدي بتهكم..
-تخيلي!!… تعرفي أنك بريئه أوي يا حياة،لدرجه أنك مش عارفه أنه بيكرهك من زمان من ساعه ما أخدتي جايزه نوبل في السلام،دا إنسان حقير،،وممكن يعمل أي حاجه علشان الفلوس وتهريب الأثار
نظر له جلال في غضب والشرر يتطاير من عينيه….
-الحقيره،قسماً بالله ما هرحمه
وبالفعل وصل الثلاثه إلي القصر بسلام مره أخري،وتأكدت حياة من خبر حملها بالفعل،،كادت الفرحه أن تنسيها أن كل ما تمر به لو أستمر لن يدوم هذا الحمل أبداً ،فأخذت تدعو الله أن يحميها،ويحمي جنينها
…مرت الأيام سريعاً…وبعد مرور ثمانيه أشهر…
وإنقطعت حياة عن عملها بسبب وضعها الخاص،وإقتراب موعد ولادتها،،فكانت دائمه المكوث في القصر بصحبه السيده زينب وبعض الأحيان صديقتها مادلين بجانب الخدم الموجودين في القصر للإهتمام بها،لما تمر به من حملاً أضعف جسدها الصغير بشده…
-كانت تجلس أمام التلفاز تشعر بالملل ولم يكن أحداً بالمنزل سوا الخدم،،فمادلين تأتي إليها بعد إنتهاء عملها،وجلال بصحبه والده في الشركه بينما انصرفت السيده زينب إلي منزلها لإحضار بعض الملابس الخاصه بها والعوده مره أخري إلي القصر….
في تلك اللحظه قامت حياة بمناداة …
-mandela please, come here..i need you
جاءت منديلا في تلك اللحظه وهي تنظر لها بإبتسامه ثم هتفت…
-أجل سيدتي،،كيف أساعدك!
هتفت حياة بإبتسامه..
-بليز، أريد هاتفي المحمول من حجرتي علي الفور
إنطلقت منديلا إلي حجره حياة وما هي إلا لحظات حتي عادت،،فشكرتها حياة ثم إنصرفت.
أخذت حياة تقلب في هاتفها بملل حين أعلن الهاتف عن وصول إتصال،،فأجابت هي بهدوء…
-السلام عليكم
-لو عاوزه خالتك ترجع بسلام تكوني هنا(….) في ظرف عشر دقايق وإلا تعتبريها من عداد الموتي
نطق بها أحد الأشخاص ثم قام بإغلاق الهاتف
في تلك اللحظه أخدت حياة تبكي بهستيريه وهي تضع يدها علي فمها ولا تعرف ماذا تفعل فهي في حيره من أمرها،،ثم قررت بعد بضع دقائق من التفكير الذهاب إلي هذا المكان،،دون أن تخبر جلال بما تفعل فهي كانت تتصرف دون وعي منها خوفاً من أن يصيب خالتها بمكروه…
إنطلقت خارج القصر ثم قادت سيارتها مسرعه إلي المكان المقصود وبعد مرور العشر دقائق وصلت هي بالفعل إلي المكان…
—-
وصل جلال إلي القصر ولم يجدها به فسأل الخدم،،فأجابته منديلا بما حدث ومحاوله اللحاق بها ولكنها لم تستطع…
حاول جلال الإتصال بها مراراً ولكنها لم تجب ،ولكن أجابت أخيراً
-حياة إنتِ فين !!
صرخت حياة به وهي تبكي بإنهيار..
-أنا روحت أجيب ماما،،عاوزين يقتلوها يا جلال،لازم أنقذها
-أرجعي يا حياة ،،أرجعي البيت فوراً،،الله يخليكي،،أنا هرجعها بس متوجعيش قلبي وقوليلي إنتِ فين!
أخذ يصرخ بها مترجياً إياها بالعوده في حين هتفت هي ببكاء..
-مش هقدر أقولك أنا خايفه عليك أوي ،،سامحني يا جلال،،أنا بحبك بجد وأنت عملت كل حاجه علشان تحميني،،ودلوقتي جه دوري ولازم أنا كمان أحميك وأحمي ماما زينب منهم،،وأعرف هم عاوزين أيه مني!
ولكن أخذ هو يصرخ بها والدموع تنهمر منه كالمجنون يجري في الشوارع …
-قوليلي إنتِ فين يا حياة!… وبطلي جنان الله يخليكي،،متبعديش ومتروحيش ليهم
ولكن قبل أن يكمل حديثه أغلقت هي الهاتف وقد أغرورقت عيناه وهي تنتحب بشده….
وصلت حياة إلي المكان المقصود لتجد بعضاً من الرجال يقفون أمامها ،،ثم قاما بتكبيل يديها،،في حين هتف معتز قائلا..
-وأخيراً شرفتي،دا انتي تعبتيني معاكِ علشان اللحظه دي
ثم قام بصفعها علي وجهها وسط صرخاتها الضعيفه وهي تكمل…
-لو سمحت فين ماما،بليز!
قام معتز في تلك اللحظه بالإشاره إلي شخصاً ما فقام هذا الشخص بإحضار السيده زينب…
-ماما،،إنتِ كويسه!
-كويسه يا بنتي،،مين دول يا حياة وعاوزين منك أيه!
وهنا قطع حديثها صوت معتز وهو يجذب حياه من ذراعها فأخذت تصرخ هي بتأوه،،ثم إصطحبها إلي أحد السيارات هاتفاً بها…
-أركبي العربيه دي حالاً
خضعت حياة له ودلفت داخل السياره ثم قام بتكبيل يديها داخل السياره وإغلاق جميع النوافذ،،وما هي إلا لحظات حتي قام هو بالسير خلفها ثم قام بإزاحتها في النهر وسط ذهول وصرخات خالتها….
-حيااااااة
في تلك اللحظه تعالت الضحكات منه هاتفاً…
-بالسلامه يا حلوه
ثم قاد سيارته هارباً من المكان…أخذت زينب تنظر في النهر وهي تصرخ بشده …
-حيااااااة
—-
في تلك اللحظه قام جلال بإخبار الشرطه بما حدث لزوجته ثم أخبرهم بمكان وجودها ،تبعاً للإشاره الموضوعه في ملابسها،،وبعد مرور أقل من عشر دقائق وصل جلال بصحبه الشرطه إلي المكان ليجد السيده زينب تجلس القرفصاء والدموع تنساب من عينيها ولا تنطق أبداً ،،أخذ هو يهتف بها..
-حياة فين!!…ردي عليا ،فين مراتي!
لم تجب السيده هاله فالصدمه ألجمتها عن الكلام ،،ولكنها قامت بالأشاره بيدها ناحيه النهر،،في تلك اللحظه نظر جلال في النهر ليجد سياره ملقاه فيه،،فأخذ يصرخ بهستيريا كالمجنون …
-حياااااااة
في تلك اللحظه قامت الشرطه بإحضار جهازاً خاص لإخراج السياره من النهر وبالفعل نجحت مهمتهم،،في حين هرول جلال ناحيه السياره وقام بمعاونه الشرطه لإخراج حياة منها،،كانت حياة لا تزال علي قيد الحياة
فأسرع جلال بإحتضانها هاتفاً لهم بمساعدته لإسعافها وبالفعل إصطحبها جلال إلي اقرب مشفي قابلته ولكنها للأسف كانت تلتقط أنفاسها الأخيره حين نظرت له والدموع تندلع منها كالشلال وقد تلون جسدها بلون الزرقه فأصبح أقرب إلي لون عينيها حتي هتفت بصعوبه…
-أنقذ بنتي يا جلال … الجنين لسه عايش أنا حاسه بحركه في بطني،،أسفه مش هقدر أكمل معاك للأخر زي ما كنا بنحلم سوا بس أتاكد اني بحبك أوي،،خلي بالك من مليكه هتوحشوني..
أخذ هو يصرخ في سائق السياره بالتعجل ،،في حين هتفت هي قائله…
-صدقني خلاص،،أنا كنت حاسه أن نهايتي قربت بس طلب أخير لو سمحت،،أتجوز مادلين يا جلال ،،مادلين بتحبك،،أنا كنت حاسه وهي أكيد هتحافظ علي بنتي،،دي وصيتي الأخيره ليك…بحبك يا قوتي الروحا…..
ولكن في تلك اللحظه قد فارقت الحياه إلي عالم أفضل مما كانت فيه،لا يوجد به ظلم،
فارقت الحياه وهي تحمل في أحشائها طفلا ما زال يتنفس بالحياة..
-حياااااة،،متسيبينيش ،ارجوكي
وصلت السياره إلي المشفي ولكن دون جدوي لقد فارقت الحياه بالفعل ولكن جلال أخذ يصرخ بهم لكي يقوموا بإنقاذ الجنين.
وبعد مرور أقل من ساعه،،خرجت أحدي الممرضات وهي تحمل بين يدها فتاه شديده الجمال،،تشبه تلك السيده المتوفاه بشده..
ثم قامت بإعطائها له وسط صرخاته المكتومه وإنهيار السيده زينب….
———-
أفاق جلال من شروده في ذكرياته المؤلمه ووجعه من عبق الماضي ومخاوف المستقبل،نعم أصبح جلال في السادسه والأربعون من عمره،،يجلس في حديقه القصر يتذكر ما حدث قبل أحدي وعشرون عاماً،وأخذت الدموع الحاره تنساب علي وجنتيه قهراً وألماً لفراق من كانت له حياة،،رغم مرور أحدي وعشرون عاماً علي تلك الحادثه لكنه لا يستطع نسيانها قط….
وبينما يقوم بمسح دموعه المنسابه علي وجنتيه،،سمع صوتاً يأتي من خلفه هاتفاً..
-وحشتني

الحلقه الرابعة
———
عاد هو بذهنه سريعاً إلي ما حدث قبل إحدي وعشرون عاماً،ليست بفتره قليله علي الإطلاق،ولكنه مازال يتذكر تلك الأحداث المرير وكأنها حدثت بالأمس،،تراوده تلك الذكريات بإستمرار وكلما تذكرها إنسابت دموعه علي وجنتيه، لا يعرف أيسعد لبقائه مع من أحب في تلك الفتره أم يبكي لفقده لها وفي كلتا الحالتين يجد الدموع تهطل وبغزاره،لا يستطع السيطره علي نفسه عندما يتذكر من عشق،وأثناء شروده بالماضي،يجد مستقبله يعمل علي إفاقته من شروده…..
-وحشتني
أطلقت مادلين تلك الكلمه وهي تضع يديها حول عنقه في عشق،في حين بادرها هو بإبتسامه خفيفه وهو يربت علي يدها،ثم تابع…
-وإنتِ أكتر يا مادلين،ها عملتي شوبنج!
في تلك اللحظه جلست مادلين بالقرب منه،ثم أمسكت بيده بين كفيها وهي تنظر داخل عينيه…
-اه اليوم كان جميل جداً،بس أنت مضايق من حاجه!
-لا يا مادو ،ينفع أضايق وإنتِ موجوده بردو
هتف هو بتلك الكلمات،حتي لا يجرح مشاعرها بسبب ضيقه،ثم نهض من مجلسه ممسكاً بيدها وأنطلاقا داخل القصر هاتفاً…
-أنا من رأيي نتغدي،لأني جعان جداً،وأكيد أنتِ نفس الشيء بسبب الشوبينج،مش كدا ولا أيه!
-Really, Iam so hungry
كانت السعاده تطغي علي جميع خلجات وجهها،وقد إبتسمت إبتسامه واسعه،نتيجه إمساكه ليدها وإحساسها بالدفء معه،،فكم تعشق وجوده بقربها،،بل أدمنت وجوده…
……داخل القصر…..
كانت تجلس زينب في غرفه الصالون تشاهد التلفاز،والضيق يبدو جلياً علي قسمات وجهها،وأثناء دلوفه بصحبه زوجته مادلين،نظرت لهما نظره لم يفهمها جلال قط،فهي منذ حادث أبنتها،وهي فاقده لحاسه النطق،في حين أقترب هو منها وطبع قبل علي جبينها هاتفاً….
-ماما زينب،مالك فيكي حاجه!
نظرت له السيده زينب وهي تهز رأسها بالسلب،ثم قامت إخفاض بصرها إلي الأسفل وأخذت تبكي بشده،مما أرعب جلال بشده فهو لا يعلم ماذا بها!،وهي لا تستطع إخباره بما يؤلمها،،وفي تلك اللحظه تابع موجهاً حديثه لها…
-ماما زينب ،إنتِ لازم تستريحي في غرفتك شويه،شكلك تعبان،ثم نظر لمادلين الواقفه بجانبه….
-لو سمحتِ مادلين خدي ماما زينب لغرفتها علشان ترتاح.
-حاضر
أستجابت له مادلين،راسمه إبتسامه خفيفه علي ثغرها،ثم قامت بإسنادها متجهه إلي الغرفه،أخذت مادلين تربت علي ظهرها في حنو،وهما يتحسسان طريقهما إلي الغرفه،،ثم قاما بصعود الدرج وقبل الوصول إلي الغرفه،تعثرت قدماي السيده زينب فسقطت من فوق الدرج وسط صرخات مادلين وصدمه جلال الذي لم يستوعب ما حدث بعد..
-ماما زينب!
هتفا بها سوياً في تلك اللحظه،ثم أسرعاه متجهين ناحيتها،،ليجدانها فاقده للوعي كلياً والدماء تنزف منها بغزاره،،فصرخ جلال وقد دوي صوت صرخاته داخل القصر بأكمله،،ثم تجمع الخدم وقام جلال بإحضار طبيب العائله للإطمئنان عليها،وما هي الا لحظات حتي قدم الطبيب،وأتجه إلي غرفه السيده زينب،وقام بفحصها وعقب إنتهائه تابع…
-أنا أديتها حقنه مهدئه ،لأنها أستعادت وعيها،وبتصرخ ،وحالياً حالتها تمام بس في بعض الكسور في قدمها ،ياريت تساعدوها متضغطش عليها،وهي إن شاء الله هتُشفي قريباً جداً،،بس ياريت يكون في إهتمام ومتابعه لحاله المريضه.
وهنا هتفت مادلين بحزن قائله….
-متقلقش يا دكتور أنا جنبها
غادر الطبيب الغرفه بصحبه جلال في حين أتجهت مادلين إلي حيث تغفو السيده زينب ثم طبعت قبله علي جبينها هاتفه…
-خير إن شاء الله
———-
….في صباح اليوم التالي….
أخذت تصرخ بها بشده أثر صدمتها بهذا الخبر،فصديقتها أصبحت في كارثه لا تُحسد عليها،أخذت هي تجول داخل الغرفه ذهاباً وإياباً،في حين توجهت ناحيه صديقتها الجالسه وتبكي في مراره،،ثم جلست بجانبها وهي تحك أصابعها بغره رأسها في حين تابعت…
-مايا حبيبتي،اللي حصل دا من البدايه غلط،وكبير جداً،أحنا اه في أمريكا،وأتربينا هنا علي العادات والتقاليد دي،بس أحنا في الأصل مصريين،واللي عملتيه دا أكبر جريمه في حق نفسك،ممكن متلاقيش حد يلومك هنا علي دا ،بس لو رجعتي مصر والناس عرفوا أنك حامل من قبل ما تتجوزي تفتكري،هيتقبلوا دا!!.
نطقت مليكه بتلك الكلمات وهي تنظر في أعين صديقتها المنتحبه بضيق شديد لا تعرف إن كان منها أو عليها!…..
في حين نطقت مايا صديقتها من بين شهقاتها وأنفاسها المتقطعه…
-ساعديني يا مليكه بليز،أعمل أيه في البيبي دا!
-نامي إنتِ دلوقتي يا مايا،وانا أكيد هلاقيلك حل
نطقت مليكه بتلك الكلمات وهي تنهض من مجلسها،ثم عدلت من وضعيه صديقتها وقامت بدثرها داخل فراشها حتي ترتاح قليلاً من أثر إرهاقها…
في تلك اللحظه هتفت مليكه في نفسها..
يا تري هعمل أيه وهساعدها أزاي!.ثم إتجهت مسرعه إلي شرفه غرفتها وقامت برفع يدها للسماء في حزن هاتفه…
-ساعدني ياربي ،ألاقي حل لصديقتي.
وقبل أن تكمل حديثها تذكرت أنها لا تضع شيئاً ما لتغطيه شعرها،فأسرعت علي الفور بجذب أحد الإيشاربات التي تستخدمها في وضعها حول عنقها ….
“فقد علمـت من والدها مسبقاً في طفولتها،بأنها يجب أن ترتدي وشاحاً علي رأسها،لكي تداري به خصلاته المموجه -عن عمـد-أثناء مناجاتها مع الله،تجليلاً لعظمته عز وجل،ومن ثم تبدأ في مناجاته أملاً في تحقيق جميع رغباتها وهي رافعه يدها للسماء”
،ثم تابعت مره أخري في حزن،وهي مازالت علي نفس وضعيتها ورافعه يدها للسماء….
-اللي مايا عملته دا غلط،بابا قالي زمان أن دا مينفعش،بس أنت أكيد هتسامحها ياربي،بس أنا خايفه مازن يرفض يتجوزها ويتخلي عنها،ساعتها مايا هتنهار،أنا مش عارفه دماغها كانت فين قبل ما ترتكب الغلطه دي!.. ساعدني ياربي…
وعقب أنتهائها دلفت إلي غرفتها ،ثم قامت بالإمساك بهاتفها لمحادثه والدها لشده حزنها،فهو الوحيد من يستطع إخراجها من حزنها،بعشقه اللا محدود لها،فهي فلذه كبده وما أنجبتها له الحياه،كان خائفاً عليها بشده من بقائها في مِصر،لذلك قام بإرسالها إلي احد المدارس الخاصه بأمريكا في سن السابعه ظناً منه أنها هكذا ستكون في مأمن عن أعين الأعداء،ويذهب لزيارتها من حيناً إلي أخر…
وقبل أن تشرع مليكه في الضغط علي زر الإتصال،تجد والدها يقوم بالإتصال عليها،فأجابت هي علي الفور والإبتسامه تعلو ثغرها…
-dad, I miss you so much
في تلك اللحظه خفق قلبه عند سماعه صوتها،،فكم يعشقها،وصوتها يشبه كثيراً لصوت والدتها،ليس صوتها فحسب بل هي نسخه مصغره من والدتها،في حين تابع هو والسعاده تبدو جليه في نبره صوته….
-حبيبه دادي وحشتيني أكتر يا مليكه قلبي،،ومفتقدك أوي يا بنتي
-وأنا كمان يا دادي مفتقداك ،وحشني حضنك اوي والكلام معاك،هو انا هفضل دايماً كدا ،بعيد عنك،صدقني أنا محتاجاك جنبي،أنا بقيت بحس إني لوحدي!
خرجت تلك الكلمات من فمها،بشهقات،كان يتقطع لها قلب والدها،وأخذت الدموع تنساب علي وجنتيها،في حين تابع هو بإبتسامه حب حاول جاهداً إخفاء ألمه بها…
-أنتِ مش وعدتيني أنك مش هتعيطي أبداً،مهما حصل نسيتي إني قلتلك أن الدموع ض…..
-ضعف!
قاطعت هي في تلك الأثناء وهي تكمل نصيحته الشهيره لها،التي يرددها علي مسامعها كل يوم،في حين أكمل هو قائلاً…
-بالظبط،وعندي ليكي خبر حلو أوي.
أنصتت مليكه لحديث والدها جيداً في إنتظار معرفه هذا الخبر حين أكملت…
-أيه هو يا دادي!
تابع هو بثقه باتت واضحه في نبرته…
-جحزتلك تذكره عوده لمصر بكرا يا مليكه،،ماما زينب تعبت وطلبت تشوفك.
جحظت عيناي مليكه جراء سماعها لكلماته،،ثم أكملت في ضيق…
-الف سلامه عليها يا دادي،،بجد نانا وحشتني،،خلي بالك منها وأخيراً هشوفها بكرا.
ثم تابعت حديثها له بإستفهام..
-دادي،هقعد فتره أد أيه!
-مفيش رجوع لأمريكا تاني،كفايه اوي 14 سنه حرمان منك
هتفت مليكه في سعاده وكأنها لا تصدق ما تسمع،فهذا الخبر أخر ما توقعت أن يتردد علي مسامعها حين هتفت في ترقب…
-دادي،،حضرتك بتتكلم بجد.
هتف هو بإبتسامه علي أثر سعادتها…
-طبعاً بجد،هتوحشيني لحد بكرا.
أغلقت مليكه الهاتف مع والدها،والسعاده تطغي علي جميع حركاتها،فأخذت تقفز علي فراشها الإسفنجي بمرح شديد،ولكنها أنتبهت لوجود صديقتها في الغرفه،فنظرت إتجاهها لتجدها مستيقظه وتنظر إليها في حزن،في حين تابعت مليكه هاتفه…
-اوه سوري،،صحيتك يا مايا،،بجد أسفه بس من سعادتي نسيت أنك نايمه في الغرفه.
نظرت له مايا بحزن ثم شرعت في البكاء،ثم نهضت بإتجاه مليكه وسرعان ماجلست في مواجهتها وتابعت حديثها في ضيق..
-خلاص هتسيبيني وترجعي مصر!
نظرت مليكه لها ثم قامت بضمها بشده متابعه في همس…
-ومين قال إني هسيبك يا مايا،إنتِ متعرفيش صاحبتك ولا أيه،،بإذن الله بمجرد ما أوصل وأشوف الوضع هناك،هقول لبابا يحجزلك تيكت عوده فوراً،أنا مليش غيرك إنتِ صاحبه عمري،وساعدتيني كتير علشان أتأقلم مع غربتي،بعد كل دا أتخلي عنك يا مايا…صعب أعمل كدا،ويلا بقا ننام علشان أقدر أقوم بدري وأجهز كل مستلزماتي قبل ميعاد الطياره.
———
دلفت مادلين داخل الغرفه،لتجد زوجها ممسكاً بالهاتف،،فأقتربت منه ثم وقفت في مواجهته وهي تضع يدها حول عنقه في دلع متابعه…
-جلال حبيبي،كنت بتكلم مين!
أبتسم لها جلال وهو يضع يده حول خصرها في حين أكمل متابعاً…
-مليكه،،راجعه من أمريكا بكرا،،علشان تشوف ماما زينب،،وحشتني اوي يا مادلين.
-بجد،خبر حلو أوي،،فعلاً وحشتنا كلنا،بس هتقعد هنا فتره أد أيه!
-مليكه هتعيش معايا هنا في مصر لأخر عمري،مش هترجع أمريكا تاني،كفايه أوي اللي أستحملته لحد كدا.
نطق هو بتلك الكلمات وهو يبعد يدها الموضوعه حول عنقه،ثم توجه إلي فراشه،هاتفاً..
-مليكه راجعه بكرا علي الساعه 5 المغرب،فياريت بليز تطلبي من الخدم يجهزوا غرفتها،اللي جنبنا دي علشان تكون قريبه مني.
نظرت له مادلين بنظرات لا توحي بأي تعبيرات ثم توجهت هي الأخري الي الفراش وهي تدثر نفسها بداخله في ضيق.
-حاضر
———
….في صباح اليوم التالي…..
إستيقظت مليكه علي صوت ضجيج يصدر من خارج غرفتها،،وأخذت الاصوات والصرخات تتعالي شيئاً فشيء،،إتجهت هي مسرعه خارج الغرفه،لتجد مازن يقف في مواجهه مايا،،وقد أشتد النزاع بينهما،في حين صرخت مليكه في ضيق…
-stoooop
نظر لها مازن في ضيق ثم أكمل متابعاً..
-بصي بقا يا مايا،أنا مأجبرتكيش علي حاجه،ومش عندي إستعداد أتحمل مسؤليه طفل،أنا بمعني أصح كنت بتسلي،وإنتِ كنتي راضيه بدا.
ثم أكمل متابعاً وهو يتوجه ناحيه مليكه واضعاً إصبعه أسفل ذقنها…
-مش كدا ولا أيه يا كوكي!
-شيل إيدك دي لاقطعهالك،فاهم!
نظر لها مازن في ثبات وهو يبتسم ببرود متابعاً..
-ليه بس،دا أحنا حتي مصريين سوا في بلد غريبه،بلاش يبقي في خلافات بيننا،كل حاجه صاحبتك عملتها بإرادتها…..باي.
أنطلق مازن خارج المنزل،وعقب خروجها إنهارت مايا من أثر كلماته في حين قامت مليكه بدورها فأحتضنتها محاوله أن تخفف عنها ألمها،،ثم أكملت…
-حبيبتي مايا،إن شاء الله هترجعي مصر بعدي بفتره بسيطه وهناك أكيد هنلاقي حل وبليز خلي بالك من نفسك،علشان أنا أكون مرتاحه.
ثم قامت مليكه بإزاله الدموع المنسابه علي وجنتي صديقتها،متابعه في مرح…
-يلا بقا قومي جهزي اللبس معايا،علشان متأخرش علي الطياره.
وبالفعل أتمت مليكه تجميع كل مستلزماتها وأستعدت للسفر بنفساً راضيه وإبتسامه لا تغيب عن ثغرها،فهي عائده إلي موطنها الحبيب،أي حضن والدها المُفتقد،،أنهت مليكه ما تفعله ثم إستعدت للذهاب،وهي تحتضن صديقتها بشده،،ثم أكملت في حب..
-هتوحشيني أوي يا مايا،،أشوفك علي خير في مصر.
وبالفعل إتجهت مليكه في طريقها إلي المطار…
——–
كانت تقف بسيارتها،في إحدي إشارات المرور وكانت الشوارع مزدحمه بالناس،والمواصلات سيئه للغايه،،وقد شعرت بالحر الشديد،،مما أزعجها بشده،وبينما هي تنتظر الإشاره بالسير….
-معايا أنواع كتير للشيكولاته يا مدام،دي منتج أصلي 100% من فرع الشركه نفسه ،ممكن تشتري مني!
نظرت له هي بضيق ثم قامت بالإشاره له بيدها لكي يغادر دون ان تتحدث علي الإطلاق،في حين تابع هو في ضيق…
-أيه الطريقه دي،أنتِ بتكلمي واحد خريج تجاره بس الظروف واقفه ضده.
وهنا نظرت له بتفكير لبعض الوقت ثم تابعت في ثبات حينما خطر لها فكره ما
-أنت اسمك أيه!!
أجابها هو علي الفور وهو لا يفهم تغير طريقتها علي الفور بهذه الدرجه…
-سيف، اسمي سيف عبد الحميد
بينما هتفت وهي مسلطه نظرها إليه وبنبره يخالطها الثبات..
-مش لاقي شغل!…..
——
دلف جلال إلي غرفه السيده زينب لكي يطمئن عليها ويخبرها بخبر قدوم مليكه لرؤيتها،وعقب دلوفه داخل غرفتها وجدها تجلس ممسكه بصورتاً ما في يدها ومسلطه نظراتها عليها،في حين هتف هو ….
-ماما زينب!… إنتِ كويسه دلوقتي!
انتبهت له زينب ثم قامت بهز رأسها بالإيجاب،في حين تابع هو تقدمه ناحيتها،ليري الصوره التي تحملها بين يديها،وما أن رآها حتي دب الوجع المسجون داخل قلبه بالثوران من جديد،نعم أنها صوره لها،لمن أمدته بالحياه في وجودها وحتي بعد فقدها،وفي تلك اللحظه قام بتقبيل يد السيده زينب وهو يهتف…
-ماما زينب،تعرفي أن مليكه جايه النهاردا علشان تشوفك ومش كدا وبس،دي هتعيش معانا هنا علطول علشان تكون جانبك دايماً.
نظرت له زينب في فرح وقد إحتلت الإبتسامه ثغرها،،وبدأت دموعها في الهطول من أثر سعادتها المفرطه،بينما أكمل هو هاتفاً…
-أستأذنك يا ست الكل أكلم الحاج عبد الفضيل،لأنه واحشني شكله أنشغل بالعمره ونسينا.
وبالفعل إنطلق جلال خارج الغرفه ثم قام بإجراء إتصالاً بوالده،وقام بسرد ما حدث بشأن قدوم مليكه،،سعد السيد عبد الفضيل بقدوم حفيدته للعيش بينهم من جديد،فلقد إشتاق لها كثيراً ،فقد تعلق قلبه بها منذ ولادتها.
وعقب إنتهائه من الحديث مع والده قرر الذهاب إلي المطار لإحضار إبنته….
——
بعد مرور عده ساعات مرت وكأنهم دهراً وصلت مليكه إلي الأراضي المصريه بسلام،إتجهت مليكه في طريقها إلي بوابه الخروج ،ولكن في تلك اللحظه قدم شخصاً ما إليها هاتفاً….
-تحبي أخد الشنطه الخاصه بحضرتك برا الصاله!
نظرت له مليكه في ترقب مثبته مقلتي عينيها عليه ،ثم تابعت في ثبات…
-لا ميرسي
وبينما هي تكمل حديثها قام بإنتشال حقيبتها الصغيره التي تحتوي علي نقودها وهويتها وهاتفها الجول،وهرب علي الفور..
ظلت تصرخ به في غضب،وصدمه مما حدث قبل قليل ثم هتفت متابعه…
-ياشيء يا كائن أنت!… أستني بس، الشنطه دي فيها فوني،طيب أستني هات 100 جنيه بس حتي،،الإحتياط واجب بردو.
ثم تابعت وهي تضع يدها علي رأسها في إرهاق…
-أوه شت بجد ،شيء متخلف،هو دا الإستقبال بيا في مصر بعد 14 سنه غياب ونعم الترحاب!
وفي تلك اللحظه وجدت مليكه والدها أمامها،وكأن الزمن توقف هنا،،فلقد إشتاقت له بشده ،فهي لم تره منذ فتره كبيره وكذلك الحال معه،وهنا أسرعت مليكه تهرول داخل الصاله كالطفله التي وجدت والدها،ثم قامت بضمه بشده وأحكمت قبصته حوله،وهنا أكملت في حباً وإشتياقاً له…..
-داادي،وحشتني اوووي بجد،،أخيراً شفتك وحضنتك!
نظر لها والدها في سعاده لا متناهيه وهو يحاوطها بذراعه ثم قام برفعها عن الأرض،وأخذ يدور بها هاتفاً….
-وحشتيني يا مليكه قلبي.
ثم قام والدها بإنزالها،هاتفاً في حب…
-يلا بينا بقا بسرعه علي البيت،زوز مستنياكي،دي هتفرح اوي.
وبالفعل إنطلق جلال بها خارج ساحه المطار،وترجلا السياره عائدياً مره أخري إلي القصر…
وبعد مرور ما يقرب من النصف ساعه،وصلا إلي داخل القصر،ومن ثم أسرعت مليكه إلي غرفه السيده زينب كالأطفال،بعدما أخبرها والدها علي مكان وجودها،وإنطلق هو ملحقاً بها إلي غرفه زينب…
طرقت مليكه حجره السيده زينب ثم دلفت علي الفور هاتفه….
-نااانااا
وما أن رأتها السيده زينب حتي قامت بفتح ذراعها لها ،فأسرعت مليكه بدورها إلي أحضانها وهي في قمه سعادتها،،فهي تعشق السيده زينب بشده،فهي من أعتنت بها في صغرها،في تلك اللحظه أخذت السيده زينب تربت علي شعرها الكيرلي،الذي يتخذ وضعه المموج،ثم قامت بتقبيل وجنتيها في حب وهي تبكي بشده،،حين هتفت مليكه متابعه وهي تجفف دموعها…
-نانا،طيب أنا جيت أهو بتبكي ليه بس!
وقبل أن تكمل مليكه حديثها،سمعوا صوت صريخا يأتي من خارج الغرفه،وما هي إلا لحظات حتي قدمت أحد الخادمات وهي تهتف بأنفاسها اللاهثه….
-الحق يا جلال بيه

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:علياء شعبان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى