ترفيهمسلسل قاسي ولكن أحبني

مسلسل قاسي ولكن أحبني ج2 الحلقة 27و28و29

محاوله اغتيال رجل الاعمال


وقف امام منزل عائلتها وهو يزفر بضيق
للمره الألف لا تنصت لكلماته..لم يحتمل المكوث في المنزل بدونها.. حتي وان انشغل عنها… ليتجه لها في الساعه الثانيه عشر منتصف الليل…
طرق الباب بهدوء عكس غضبه
فتح مازن الباب بعد دقائق
لينظر له بتعجب:
اياد ايه الي جابك
اياد بضيق:
اروح يعني ولا ايه
ضحك مازن وجذبه لداخل المنزل:
تعالي ياعم ادخل مالك ضارب بوز ليه
وايه الي جابك في نص الليل أصلاً
دلف اياد وهو يبحث بعينيه عن زوجته
لتقع عينه عليها جالسه علي الاريكه
تتابع التلفاز بضحك
ولكن ما اثار حنقه انها ترتدي شورت جينز يفصل ساقها ويصل الي قبل ركبتيها
وتي شيرت ابيض يصل الي رسغها
وخصلاتها الطويله تأخذ مجراها علي ظهرها
انتشله من شروده صوت مازن الضاحك:
الي يشوفك وانتا بتبصلها يقول انك مشفتهاش من سنين مش من انهارده الصبح
نظر اياد الي هند المنصدمه من وجوده
ليقول اياد بصوت متوعد:
لا اصل مراتي المصون قولتلها ترجع البيت ومتباتش بس مسمعتش كلامي
تمتمت هند بغيظ:
علي اساس اني فارقه معاه
جلس مازن بجوار شقيقته محتضنا اياها
قائلا بستفزاز:
ياعم انا الي خليتها تبات اختي وحشتني خليهالي شويه بقا
اقترب اياد من الاريكه وامسك يد هند جاذبا اياها لتقف وتصتدم بصدره
قائلاً بصوت محتد:
طب كفايه عليك كدا بقالها معاك 9ساعات و18دقيقه حلو عليك كدا
قهقه مازن بقوه قائلا:
يخربيتك بتحسبهم… وبعدين ريح نفسك لانكو هتباتو معانا انهارده
نزعت هند يدها من يد اياد قائله بسرعه:
اه انا هبات هنا وبعدين الوقت اتأخر
همس لها بصوت غاضب:
تسكتي خالص وهشوف كلامي الي مبيتسمعش دا
همست بصوت متحدي:
خلي شغلك يسمع كلامك مش دا مراتك التانيه يا استاذ اياد
كان مازن يتابعهم بستمتاع فهو يعلم مدي صبر صديقه… ويعلم مدي برود هند واستفزازها ليقول بصوت ناعس:
طب البيت بيتكو بقا انا هخش انام
وبلاش تتخانقو بصوت عالي عشان ابويا وامي نايمين…. تصبحو علي خير
هند بصوت مترجي:
مازن خليك.. اقعد معايا
كتم مازن ضحكاته بصعوبه ليقول:
من زرع حصد… وانا هسيبك تحصدي
هند بصوت اشبه بالبكاء:
خليك يامازن دا هياكلني
رماها اياد بنظره حاده
وداخله يريد الانفجار ضحكا علي تصرفاتها الطفوليه
دلف مازن الي غرفته وهو يضحك
بينما يد اياد تشتد علي رسغ هند
اياد بصوت حاد:
قبل ما تمشي قولتلك ايه
هند بخوف :
قولت ارجع البيت ومابتش
شد اكثر علي يدها حتي لون يدها تحول الي الابيض من هروب الدم:
وطالما قولت كدا معملتيش الي قولت عليه ليه ياهند
هند بصوت باكي:
عشان اهلي وحشوني
ترك اياد يدها ومسح علي شعره بغضب مكتوم:
ومكلمتنيش ليه وقولتيلي..وخليتي مازن الي يقولي الكلام دا
تعلثمت هند لتقول بتقطع:
اااا يعني انا قوولت اا
قاطعها اياد بصوت هادئ:
قولتي تعلميني الادب وتباتي برا
والراجل يولع صح المهم انتي تبقي عملتي الي في دماغك وخلقتي مشكله صح
اجابت بدموع وصوت حاد:
لا مبخلقش مشكله انتا الي غلطان
شغلك شغلك شغلك وانا مفيش
امسك اياد يدها ودلف الي غرفتها
وهو يحاول ضبط انفعالاته
واجلسها علي الفراش قائلا:
بهدوء كدا ياهند… انا وانتي متجوزين بقالنا قد ايه!
اجابت بصوت مختنق:
بقالنا شهرين
-قعدت معاكي فيهم قد ايه من غير ما اروح الشغل او اتابعه حتي
-شهر ونص بس
اياد بهدوء:
يعني مروحتش الشغل غير15يوم بس
وغير ان الشركه دي بتعتي يعني جدي كان بيديرها فترة جوازنا… وانا لازم ارجع شغلي مش هقعد جنبك ديما
وغير كدا الشغل كتير اوي ولازم اخلصه
واخلص الملفات المركونه دي
لازم تقفي جنبي وتتصرفي بعقل
هند ببكاء :
يااياد انا طول الوقت لوحدي زهقت
ومش بشوفك غير مرتين في اليوم
ومش بشتغل كمان
مسح اياد دموعها قائلاً :
ياحببتي هي الفتره دي بس والله وبعد كدا هتلاقيني مخلص شغل وقاعد في وشك
نظرت له هند بتهكم
دا علي اساس ان الشغل بيخلص
ابتسم اياد وهو يلمس خصلاتها:
اخلص الضغط دا والشغل هيبقا عادي
هند ببساطه:
طب انا عايزه اشتغل يا اياد
تبدلت ملامحه من الابتسام الي الحده:
نعم ياختي تشتغلي
اجابت بأيجاب:
ايوا اشتغل يااياد انا كنت الاول مش عايزه اشتغل بس دلوقتي عايزه
اياد بحنق:
وانا مش عايزك تشتغلي ياهند
هند بستفزاز:
ليه هو انا واخده شهاده عشان اركنها
شغلني معاك في الشركه
ولو مش عايز اشتغل في اي شركه تانيه
اغمض عينيه محاولاً ضبط انفعاله
فهي تثير غضبه بستفزازها ذاك
خلع الكراڤت والستره وتسطح الفراش بدون ان يعلق بكلمه واحده
لتستشيط غضبا من تجاهله
اقتربت منه قائله بحده:
اياد انا بكلمك
اياد بتحذير اخافها:
قسماً بالله في غضون دقيقه ان ما سكتي وجيتي تنامي من غير كلمه لااقوم واطلع فيكي تعب اليوم كله ياهند
تذمرت بحنق وتسطحت بجواره قائله بخفوت:
بردو هشتغل ماهو أصلك مش هتحبسني في البيت عشان
اكون امينه وانتا سي السيد
انا عايزه اشتغل
هن—-د
افزعها صوته بشده
امسكت الغطاء وتدثرت به لتخفي وجهها عنه فهي لازالت تتذكره صبور لأبعد حد ولكن عند الغضب يفعل مالا تحمد عقباه
…………………………………
ياوقعتك السوده ياعطيه ياخرابك ياعطيه طب هعمل ايه دلوقتي
العسكري الاخر بخوف:
معرفش الباشا طلب الاشرطه والعسكري مسعد وداهم يعني انا وانتا روحنا في داهيه
امسك عطيه هاتفه بخوف وطلب رقم ما
ليرد الطرف الاخر:
متصل ليه ياعطيه في نص
الليل
عطيه بخوف:
يس الباشا بيشوف كاميرات المراقبه وهنروح في ستين داهيه:
يس بعدم فهم:
اهدي كدا وفهمني في ايه
عطيه بتعلثم:
بت الراجل الي مات جت القسم وعملت بلبله وقالت انها مشافتش ابوها وانه مهربش ومتعرفش عنه حاجه والباشا عادل هيشوف شريط المراقبه بتاع الزنزانه وهنروح في داهيه
يس بصدمه:
انتا بتقول ايه يازفت انتا
وبعدين انا كدا هروح في داهيه
عطيه بخوف:
هنروح في داهيه.. وبنته عماله تحوم عايزه تعرف أبوها فين وهتعملنا مشاكل
يس بغضب:
وانتا ياغبي مش عارف تلعب في الشريط وتشيل الي احنا باينين فيه مش عارف ان ممكن يحصل كدا!
عطيه بصوت غاضب:
مكنتش اعرف ان الحكايه هتوصل لكدا
ياشيخ كان يوم اسود يوم مادخلت الحوسه دي
يس بحده:
غور وانا هتصرف
ثم اغلق هاتفه وهو يقول بصوت غاضب:
نور عوض… قبل كدا قتلت ابوكي والندم بياكلني بس لو هتوديني في داهيه يبقا هتحصليه
………………………………….
راودتها تلك الكوابيس مره اخري
ولكن اليوم مختلف.. رأت جسده مشوه بالكامل وهو يصرخ بقوه مليئ بالدماء والخدوش ومرأه تبكي بقربه وتقبل يديه
والدماء تخفيه بالكامل
هرولت اليه لتساعده ولكن فات الاوان
اصبح جثه هامده لتصرخ بأسمه باكيه
تقي بصراخ :
ااااادم
استيقظ ادم من صراخها وجدها نائمه متعرقه بشده دموعها غطت طرفي وجهها.. ضرب ادم وجهها بخفه:
تقي.. تقي اصحي.. تقي
فتحت عيناها الدامعه لتراه امامها
يتطلع اليها بعسليتيه بقلق ووجه ناعس
اعتدلت تقي في جلستها وارتمت في احضانه باكيه بنحيب قوي قائله بلهفه:
ادم.. انتا هنا متبع-دش ياادم
عانقها قائلا بصوت هامس:
اهدي ياتقي انا جنبك اهو في ايه
انا اهو اهدي
تعلقت في رقبته قائله بشهقات عاليه:
دم ياادم…
هيخدوك مني بعد ما لاقيتك
ابعدها عنه وابتسم بطمئنان ومسح دموعها قائلا:
اهدي ياتقي دا حلم مش اكتر اهدي
حركت تقي رأسها بأيجاب ومسحت دموعها ليقبل رأسها قائلاً بصوت هامس:
يلا ارجعي نامي تاني
ارجعت رأسها الي الوساده
ولكنه جذبها لتستقر علي صدره قرب قلبه ولكن لم تنام… ولم ينام
يعلم ان هواجسها صحيحه تماماً
والقلق ينهش قلبه ولكن ليس قلقاً علي نفسه… بل علي حوريته الصغيره
انتقلت هواجسها اليه
تلقائيا كثف عدد الحراس علي قصره
ولكن قلبه لازال قلقاً
بينما مازالت مستيقظه
خائفه بشده…لا تريد ان تصبح يتيمه للمره الثالثه…انقلب خوفها منه الي خوفها عليه
تقي بصوت خافت:
ادم
اجاب بهدوء:
ايه ياتقي
سألت بتردد:
زودت عدد الحراس ليه
هو في حاجه
عانقها اكثر ليقول مهدأ:
متقلقيش مفيش حاجه احتياط بس
اجابت بصوت هامس:
طيب انتا كلمت مامتك
ارتسم الضيق علي وجهه ليقول:
افتكرتيها ليه دلوقتي
تقي بتردد:
جت في بالس دلوقتي
انتا كلمتها ولا لسه
تنهد ادم بألم:
انسيها ياتقي كأنك معرفتيش الموضوع دا كأنها ميته متفتحيش الموضوع تاني
استشفت في نبرته الألم:
بس ياادم دي مامتك… انا نفسي أشوفها
واتكلم معاها و
قاطعها ادم بهمس غاضب:
انسيها ياتقي انا قفلت الموضوع دا نهائي
اديتها فلوس تكفيها العمر كله وريحت نفسي منها وصفحه واتقفلت
اعتدلت تقي ونظرت له بتمعن:
عملت كدا في اليوم الي قولت انك عايز تبتدي من جديد ياادم
اعتدل هو الاخر قائلا بصوت حاد:
ايوا وانسي الموضوع
تقي بصوت هادئ وهي تلمس لحيته الخفيفه :
وانتا شايف ان الموضوع اتقفل كدا
خلاص دورها خلص في حياتك…
اجاب بصوت غاضب:
مكنش ليها دور من الاساس
تقي اخر مره اتكلمنا في الموضوع دا
ضربتك وفقد اعصابي… ابعدي عن المشاكل دي قولت الموضوع انتهي
تقي بخفوت:
حاضر ياادم
تسطح مره اخري واعطاها ظهره
وظل يتذكر والدته من جديد
ازالت تقي مفعول المسكن ليكتشف ان مافعله لم يكن سوا مسكن لألمه فقط ليس حل لمشاكله
اخمد ضميره وحنينه فقط
ولكن لا هي انتهت بالكامل.. لا فريده.. لا فريده. لا فريده
ظل يردد تلك الجمله داخله مغمض العينين بقوه كأنه يقنع نفسه بتلك الكلمات
بينما تقي تمتمت في نفسها
ان كل شئ سيكون بخير..
ادم يحتاج لوالدته… وهي سترجعها له
ولكن في الوقت المناسب….
اقتربت منه واحتضنته من ظهره
متشبثه به بقوه أمله ان تنتقل اوجاعه لها
لعل قلبه المتعب يرتاح قليلا
…………………………………….
صباح يوم جديد
كعادتها تلك البطله المشعه.. تستقر في السماء
تنشر اشاعتها الدافئه على الجميع
تلك الاشعه التي يراها البعض مصدر للأمل والاخرون يروها مصدر للأزعاج
استيقظت شهد من نومتها لتري انها في الغرفه ذاتها وحيده علي غير العاده
كانت تستيقظ لتري عمار ينظر لها بدفئ
ولكن اليوم لم تراه ولم تراه امس أيضاً
تري هل يأس منها… تري هل اصبح يمقتها بسبب كونها…
اعتدلت في جلستها وابتسمت بألم قائله:
كنت عارفه انك مش هتستحمل كتير ياعمار كنت عارفه انك هتيأس
اتمت جملتها مع دمعه هربت من عيناها
متحسره علي حالها… علي ظروفها
تسألت في نفسها هل فعلت شئ خاطئ لتحصد كل ذاك العذاب… ربما فعلت
ولكن ماذا….
قاطع استرسال دموعها دخول مريم المفاجأ… تلك الفتاه التي تشبه شقيقها بشده حتي نفس الابتسامه وتلك النغزه في وحنتيهما نفسها
مريم ببتسامه واسعه:
صباح الفل علي القمر
ابتسمت شهد ابتسامه باهته ومسحت دمعاتها قائله:
ازيك يامريم
جلست مريم امامها:
زي الفل كويسه.. انتي كنتي بتعيطي!
اجابت بنفي:
لا دا عشان لسه صاحيه بس
هخرج امتا من هنا
مريم ببتسامه:
بكره هتخرجي وهتيجي تقعدي معايا في البيت ومتقلقيش عمار مسافر مش هنا
اجابت بصوت مبحوح ودمعه في عيناها:
مسافر!
امسكت مريم يدها قائله :
ايوا قالي مسافر لشغل مهم
ووصاني عليكي وقالي تقعدي معايا في البيت لحد ماهو يجي
اجابت نافيه:
شكرا يامريم علي وقفتك انتي وعمار جنبي بس مفيش داعي انا هروح بيتي
ومفيش داعي انه يسيب البيت عشاني
مريم بتعجب :
يسيب البيت!
شهد بدموع:
ايوا انا كنت عارفه ان هيحصل كدا
وانه هيمشي وهييأس من ظروفي
مريم نافيه:
لا طبعا والله سافر شغل
لو مش مصدقه هكلمه وتسأليه
حاولت شهد ان لا تبكي قائله:
لا مفيش داعي
اتصلت مريم بعمار وفتحت مكبر الصوت ليجيب بعد دقائق قائلا بلهفه:
ايوا يامريم شهد صحيت ولا لسه
دقات قلبها اصبحت كالطبول
من سماع صوته الملتهف
مريم ببتسامه وهي تنظر لشهد:
ايوا فاقت اهي بس مش عايزه تيجي معايا البيت
تنهد عمار بضيق:
كنت عارف اديهاني يامريم
اغلقت مريم مكبر الصوت واعطت الهاتف لشهد
اجابت شهد بصوت خافت:
الو
عمار بصوت ملتهف:
ازيك ياشهد انتي كويسه دلوقتي
اجابت بختصار:
الحمدلله
-شهد انا مسافر في شغل كام يوم وهرجع
روحي اقعدي مع مريم عشان اكون متطمن عليكي
اجابت شهد بصوت مختنق :
لا ياعمار شكراً انا هروح بيتي
وشكراً انك وقفت جنبي وو
قاطعها عمار وكأنه قرأ افكارها:
اقسم بالله انا بعمل حجات مهمه وهرجعلك ياشهد والله ماهسيبك
اطمني وروحي مع مريم ياشهد
وخليني انا كمان اطمن عليكي
كانت تسمع كلماته الحانيه وهي تعبث بغضاء الفراش ودموعها منسابه
اجابت بصوت باكي:
ماشي ياعمار
ابتسم عمار قائلا:
اديني مريم بقا
مدت شهد يدها بالهاتف الي مريم التي تتابعها ببتسامه ثم اخذت الهاتف:
ايه ياعمار
عمار بتحذير:
خلي بالك منها يامريم وخلي بالك من نفسك انا مش هغيب كتير
مريم بأيجاب :
حاضر ياعمار ..يلا لا اله الا الله
-محمد رسول الله
اغلق عمار الهاتف… وطلب رقم اخر
عمار بجديه:
ايوا يا متر هقابله انهارده وبلغت البوليس
…..ايوا تمام ماشي… انا اتصلت بيه وهددته لو مجاش هفضحه وهو اكيد هيجي… طيب تمام… سلام
اغلق الهاتف مره اخري قائلا بغضب:
هانت يالبيب الكلب ساعات وتبقي مرمي في السجن زي الكلب
……………………………………
استيقظت صباحاً اثر وجع شديد
تظرت جانبها لم تجد ادم
فاعلمت انه ذهب الي عمله دون ايقاظها
ولكن تشعر بلألم في ظهرها وبطنها
ووخز في قلبها استطاعت ان تتحامل علي ألمها وقامت من الفراش وهي تغمض عيناها بألم واضح علي قسمات وجهها
ارتدت مأزرها وخرجت من الغرفه
متجهه الي المطبخ وهي تستند الي الجدار
مرت خادمه من جانبها قائله بقلق:
مالك يامدام تقي فيكي ايه
تقي بوجع:
مش قادره ياليلي بطني بتوجعني اوي
سندتها الخادمه وهي تقول:
اتصل بدكتور يجي
اجابت نافيه والالم يعتريها:
لا هشرب نعناع وهبقا تمام وديني لداده رحمه بس
ليلي بأيجاب وهي تمسك يدها:
طب تعالي اوديكي المطبخ
وصلت تقي الي المطبخ وهي تتألم بشده
رأتها الداده رحمه وليلي تمسكها
اتجهت اليها بلهفه:
فيكي حاجه يابنتي
تقي بألم شديد:
وجع ياداده زي امبارح بس اجمد
مش قادره حاسه روحي بتتسحب مني
اجلستها رحمه وهي ترمقها بقلق:
طب اقعدي اتصل بدكتور يجي
تقي ببكاء:
اااااه ياداده مش قادره نفسي بيروح
اسرعت رحمه واتصلت علي الاسعاف لتأتي وهي تتحرك برتباك
صرخت تقي من شدة الألم:
اااااااه ياداده اتصلي بأدم
مش قادره خلي-ه يج-ي
رحمه بخوف:
حاضر يابنتي هتصل اهو
اتصلت رحمه علي هاتف ادم ولا يوجد رد
اتصلت مره اخري لتري نفس النتيجه
لتطلق تقي صرخه ادوت انحاء القصر بالكامل صرخه لبدايه جديده… ونهايه اخري
……………………………………….
كانت السياره تسير بشكل منتظم
وهو ينظر من النافذه
وسيارة الحرس تسير خلفه بنفس السرعه
متجها الي مصنعه الخاص بالأقمشه لمعاينة البضائع
شارد الذهن في والدته غضب من تقي انها ارجعت تلك الذكري التي حاول ان يتناساها ولكن لا فائده… هي كاللعنه لا تتركه ابدا… شعور السكينه لم يقطن في قلبه بالكامل… بل زاره وهجره مره اخري
تنهد ادم بضيق واشعل سيجاره
وهو يقول لسائقه:
زود السرعه شويه
حرك السائق رأسه بأيجاب:
حاضر ياباشا
بحث ادم عن هاتفه ولكنه تذكر انه نساه في مكتبه زفر بضيق اكثر ثم وسع كراڤته قليلا عن عنقه… بينما انامله تعبث بخصلاته السوداء بشرود
دقائق ظهرت شاحنه كبيره تعبر الطريق امامه… حاول السائق ايقاف السياره ولكن لا فائده حاول مراراً
السائق بفزع:
ادم بيه العربيه مفيهاش فرامل
مش راضيه توقف او تبطئ السرعه
ادم بصدمه وهو يري السياره امامه مباشره ليصرخ بقوه:
حااااااااسب
ولكن صوت ارتطام قوي صدح في الطريق تصادم السيارتان في بعضهم
صوت الارتطام…. ثم السكون
……………………………

لن يفرق موت
ولكن صوت ارتطام قوي صدح في الطريق تصادم السيارتان في بعضهم
صوت الارتطام…. ثم السكون
توقفت سيارة الحرس وهرعو الي سيارة ادم ليروها حطام سياره والماره متجمعون حول السيارتين
الحارس بصوت هادر:
اطلبو الاسعاف بسرعه
فتح الباب الامامي من السياره
ليري رأس السائق تتوسط زجاج السياره من الامام والدماء تحيط به ببشاعه
والزجاج مغروز في عنقه بشكل قاس
وزع الحارس نظره الي الكرسي الخلفي
ليري ادم مصتدم بين المقعدين الامامين
والدماء اخذت مجراها من رأسه الي وجهه…. فتح الحارس باب السياره بصعوبه واخرج ادم منها ساحبا اياه
في غضون دقائق وصلت سيارة الاسعاف
واخذت ادم والسائق الي المشفي وادم في ظلامه
لا يعي لأي شئ ملامحه الرجوليه اكتست دمائا …اصابت رأسه بالغه جدا
عيناه الحاده اغلقت.. صوته الهادر صامت
داهمه الهدوء وسكنت كل انحائه
كنوم هادئ اجتاحه لا يشعر بشئ
لا يشعر سوا بالسكون فقط
تمتم رئيس الحراس بهدوء:
شوف العربيه التانيه الي فيها اتأذو ولالا
حرك رأسه بأيجاب وذهب ليري
الشحنه الاخري واذا بها خاليه
لا يوجد بها احد…. لييقنو انها محاولة قتل ادم الصياد
………………………………………..
وقفت والخوف يمتلكها
منذ ان رأت الدماء تهبط من تقي
والخوف يجتاح قلبها بقوه
وصراخ تقي عالي جدا
واقفه امام غرفة تقي في المستشفى وهي تدعو الي الله ان تكون بخير
مره اخري امسكت الهاتف لتطلب رقمه
ولكن نفس النتيجه لا رد مما اثار خوفها
رحمه بدموع:
يارب دي بنت يتيمه ملهاش حد
وشافت كتير نجيها يارب هي والي في بطنها وقومها بسلامه يارب
بعد دقائق خرج الطبيب من الغرفه
وتتبعه الممرضه لتقبل عليه رحمه بقلق وهي تقول:
ايه يادكتور طمني عليها
الطبيب بنبره جاده:
مدام رحمه المدام تقي لازم تولد فوراً
والا هنفقد الجنين ودا هيسبب خطوره عليها هي كمان
رحمه بهلع:
بس دي في السابع لسه وبعدين جسمها ضعيف اوي يادكتور
الطبيب يلهجه تحذير:
لو مولدتش انهارده هتفقد الجنين يامدام رحمه لان جالها نزيف لازم نلحقها
رحمه بتشتت:
طب اعمل ايه ادم بيه مبيردش
مش عارفه اعمل ايه
الطبيب بجديه:
اوضته العمليات جاهزه… ولازم تولد
حالتها وحشه اوي وبتصرخ بأسم ادم بيه
رحمه بنصياع:
طيب ماشي يادكتور وانا هتصل تاني علي ادم بيه
ذهب الطبيب من امامها لتقول سهام الممرضه:
متقلقيش يامدام رحمه هتبقا بخير
رحمه بحنان ام جارف:
يارب ياسهام يارب
دلفت رحمه الي غرفة تقي لتجدها تبكي بألم وتصرخ… جلست رحمه بجوراها وربتت علي يدها:
هانت ياحببتي هيدخلوكي تولدي دلوقتي متقلقيش
تقي ببكاء حاد:
ادم فيين عايزه ادم ياداده
مش قادره هموت
رحمه ببتسامه كاذبه:
كلمته وقال جاي في الطريق
زمانه جاي دلوقتي… المهم يالا
صرخت تقي بأسم زوجها بألم
راجيه ان يدلف اليه محتضنا
رأسها هامسا كعادته ان كل شئ سيصبح بخير طالما هو بجانبها….
……………………………….
نائم علي الترول بسكونه الغير معتاد بينما الاطباء مجتمعين حوله عندما عالمو هويته. ادم الصياد
ادخلوه الي العنايه المركزه
وكبار الاطباء حوله يتابعون حالته برتياب وجهه يدل انه ميت لامحال
الطبيب الاكبر وهو يحرك نظارته بجديه:
نبضاته ضعيفه جدا. دا علي وشك الموت خلاص غير اصابة راسه والي جه معاه مات خلاص
الطبيب الاخر بتوتر:
لا لازم نشوف هنعمله إيه بظبط
مدام نازلي لو عرفت اننا قصرنا في حاجه هاا
قاطعه الطبيب بحده:
هنعمل ايه يعني اهو بنشوف حالته
صمت الاخر بتوتر فهو يعلم ان نازلي اذا علمت بحاله حفيد الصياد لن تكون المستشفي بحاله جيده ابدا
بعد معاينة حالة ادم ومحاوله ايقاف الدم الي يتدفق من رأسه كاجريان الماء
الطبيب بأرهاق:
نزيف حاد في المخ لازم نعمله عمليه نوقف فيها النزيف دا والا خلايا مخه هتدمر
الطبيب الاخر :
تمام يادكتور رجدي هنجهز غرفة العمليات دلوقتي…
صمت قليلا ثم قال برتباك:
بس المهم يبقا بخير
……………………………………
كانت تحضر وجبه الغذاء الي زوجها
وهي تسمع اغنيه شبابيه علي هاتفها وتتمتم معها وتاره ترقص وتاره اخري تتابع الطعام
هند بغناء وهي تتمايل:
للصبح مسهرني وكنت بنام من واحده
وفي بعدك بتقطع بتعذب من الوحده لو ترجع تاني قلبي هيرقصلك علي الواحده
كان يتابعها من وقت عودته من عمله
يراها ترقص وهي تعد الطعام
كان يضحك ويقسم داخله انها مجنونه
يعرف من صغرها وهي تعشق الغناء والرقص بل كانت تنتظر المناسبات لترقص بحترافيه تجعل الجميع منبهر من تلك الطفله
اقترب منها بهدوء مانعا ضحكته ان تصدر صوتاً ليقول بصوت هامس افزعها:
حلوتك يابرعي بتعرفي ترقصي كويس
اجدع من فيفي عبده والله
شهقت بفزع واستدارت له لتقول بغضب :
اووووف خضيتني يااياد
حاصرها بين يديه لتلتصق بالرخام البارد
قائلاً بعبث وعينيه الزرقاء تحدق بها:
مين بقا الي من الصبح مسهرك
ومخليكي ترقصي كدا
تلونت وجنتيها خجلاً من رؤيته لها ترقص ولعنت نفسها الف مره لتقول بتعلثم:
ااااا لا م-مفيش دي اغ-نيه
اقترب اكثر حتي التصق بها توترت هي من قربه ليقول بخبث:
مكنتش اعرف انك بتعرف ترقص يابرعي
لا بجد بهرتيني جدااااااا
هند برتباك:
اياد ابعد شويه الاكل هيتحرق و
ابتلع باقي كلماتها في قبله عاصفه
اثارت القشعريره في عمودها الفقري
لتتشبث بقميصه كي لا تقع
حملها اياد بدون ان يقطع قبلته
ووضعها علي الكونتر الرخامي ببرودته
وهو يتمسك بخصرها اكثر
ابتعدت عنه طالبه هواء يملئ رئتيها
ليقول هو بعبث ونظره خبيثه في زرقة عينيه وهو يلتقط انفاسه:
مالك قمر انهارده كدا ليه
خبأت رأسها في عنقه من شدة خجلها
ليضحك هو بستمتاع قائلاً :
طب خلاص هسكت اهو
تشبثت به اكثر عندما سمعت ضحكاته
ولكن ثوانٍ معدوده وابتعدت عنه صارخه:
يالهوي الاكل اتحرق
هبطت من اعلي الكونتر ووقفت امام الاواني وهي تتذمر بصوت مرتفع
ليضحك هو قائلاً :
تستاهلي عشان تعرفي تسيبي الاكل وترقصي كويس
استدرت له بغيظ لتقول:
والله يعني مش انتا الي مسكتني وو
اقترب منها مره اخري قائلاً بعبث:
و ايه يا حببتي
ابتعدت عنه بخجل وغيظ:
يووه مالك بقيت قليل الادب كدا ليه
ضحك ثم ضربها بخفه علي رأسها وهو يقول:
انتي الي نيتك جزمه ياحببتي
وبعدين انا الي غلطان اني جاي اقولك خبر حلو
اقتربت لتقول بفضول :
خبر ايه ها ها خبر ايه
امسك اياد وجنتيها قائلاً :
هتبقي سكرتيرتي يازوجتي العزيزه
قفزت هند بفرحه عارمه وهي تقول:
يعني وافقت اشتغل معاك ياايدو
حاوط خصرها وهو يقهقه:
ايوا ياستي عشان تكوني معايا طول اليوم في البيت وفي الشغل
ابتسمت هند بتساع ولكن ثوانٍ وعبست مره اخري كأنها تذكرت شئ
اياد بجديه:
مالك كشرتي ليه
هند بتردد:
بصراحه كدا مش عايزه اكون سكرتيرتك
عايزه اشتغل في الترجمه او الحسابات زي مجال دراستي
عقد اياد حاجبيه ليقول:
طب ما لما تكوني سكرتيره بردو مجال شغلك
هند بعبوس:
لا مش عايزه حكاية السكرتيره دي
حساها رخمه خليها اي حاجه تانيه
تركها اياد ليقول بلا مبالاه:
براحتك ياسكرتيره يااما تقعدي في البيت
ضربت الارض بقدميها بغيظ لتقول:
مستبد خلاص هشتغل سكرتيره
ابتسم بتعجرف ليقول:
ايوا كدا وبعدين انتي تطولي تبقي سكرتيرتي
ضحكت هند بخبث ولفت يدها علي عنقه لتقول بدلال اذاب عقله:
بقيت مراته.. يعني أطول اني ابقا سكرتيرته
امسك خصرها ليقول ضاحكاً :
ياواد ياواثق
رفعت رأسها بغرور:
امال ايه يابابا دا انا حرم الاوستاذ اياد
تركها اياد قائلاً بتقزز:
اوستاذ…. لا مش هخليكي تشتغلي معايا بعد اوستاذ دي… دا انا اشك ان معاكي لغات اصلا
عانقته مره اخري وهي تقول ضاحكه:
Ich liebe dich
ابتسم اياد وبادلها العناق قائلاً :
انا كمان بحبك بكل لغات العالم يابرعي
……………………………………….

سيده يبدو عليها الشيب والوقار تقف في شرفة قصرها الكبير تعبث بأناملها المتهرئه من الشيخ في ستار الشرفه
نظراتها حازمه… ملامحها صارمه.. من يراها يرتعب من نظرتها الغاضبه
ويهتز لها الف شارب… حين يذكر اسمها ترتعب لها الابدان.. نازلي العدوي
تلك التي غزي الشيب رأسها
ولكن لم يتجرأ ويقترب من قلبها
وزيره سابقه في الدوله… وزوجه الصياد
عائله ذات اسم عالي في الدوله
ولكن اختفي اسمها حين اختفت من الاسكندريه منذ ثلاثون سنه
حين توفي زوجها الحبيب و ولدها الطيب وليد
لم تعد تقدر ان تعيش في الاسكندريه
رغم وجود والدها الاخر وابنتها سميه
ولكنها فضلت العيش بعيد عنهم
لا تريد ان تعيش مع ابن عاق وابنه طائشه ابن لا يعلم للأدب طريق وابنه حنونه ولكنها ترمي بمسؤلية موت والدها علي عاتق والدتها
فأخذت حفيده جواد ابن ولدها المتوفي
في ابعد نقطه في البلاد
هو من يذكره بولدها الراحل
كانت تعلم كل صغيره وكبيره عن أولادها
وحين مات احمد حزنت اكثر واكثر
افاقها من دوامة الزكريات صوت محبب الي قلبها ووجدانها….. جواد
جواد بصوت متوتر:
امي في خبر وحش جداً
التفتت له نازلي برتياب قائله:
في ايه ياجواد اتكلم
جواد بصوت خفض:
ادم
اجابت بقلق احتل معالم وجهها:
ماله ادم في إيه
-عمل حادثه شديده جداً ياامي
بين الحياه والموت دلوقتي
الاخبار لسه وصلالي دلوقتي
حاولت ان تكتم صدمتها وسألت بخوف:
حصله إيه
جواد بتنهيده قويه:
عمل حادثه…. زي بابا وجدي
حاولت نازلي ان تتماسك وتظهر قناع القسوه كما تعودت وخصوصا علي ادم
الذي يشبه والده في كثير من طباعه
التي طالما كرهتها
اقترب جواد منها وربت علي كتفها قائلا برزانه مثل ابيه:
انسي الخلاف الي بينكم دلوقتي ياامي
هو خلاص اتجوزها وهي ملهاش ذنب في حاجه عملها عمها
اجابت نازلي بجمود:
كان ممكن اتقبل الوضع لو كان هيتجوزها عشان متفاهم معاها او بيحبها ياجواد
انما دا اتجوزها لسبب غير الحب
واتجوزها غصب عني زي ما ابوه عمل
واتجوز فريده غصب عني
ثم قالت بنفعال اكثر :
وزي ما سميه عملت واتجوزت مدمن غصب عني بردو ياجواد
ربت علي يدها بعطف قائلاً :
اهدي ياامي بصي للجانب الكويس
ابويا اتجوز الي اخترتيها وانا خطبت بنت حبيتيها يعني زي ما في سلبي في ايجابي
ابتسمت نازلي بحنو وهي تمسح علي وجنتيه:
اااه ياجواد بتفكرني بأابوك وبجدك
كانو كويسين وطيبين زيك كدا
ابتسم جواد بخفه ثم اردف بجديه:
امي احنا لازم ننزل مصر ادم فعلا حالته وحشه جداً
حركت نازلي رأسها بحمود عكس القلق الذي يأكل فؤادها فهو اول عن اخر حفيدها الكبير
…………………………………….
جالس في شقه بسيطه في القاهرة
ينتظر قدوم ذاك البيب بفارغ الصبر
بعد دقائق سمع طرق الباب
فعلم انه هو اشتعلت عيناه ببريق اسود
ولكنه تحكم في نفسه لكي لا يقع في خطأ …فتح الباب ليظهر وجه لبيب الغاضب
عمار ببتسامه جاهد ان يرسمها:
اهلا يااستاذ لبيب اتفضل
دلف لبيب الي المنزل وعينيه غاضبه
لبيب بنبره حانقه:
موضوع ايه الي يخص شهد
جلس عمار ليقول ببتسامه:
عايز اتجوز شهد وحبيت اطلبها منك
اشتعلت عين لبيب اكثر وهو يتخيل شهد بين احضان احد غيره… تخيل ان يحظي غيره بجمالها
لبيب بصرامه:
طلبك مرفوض شهد مخطوبه
اجاب عمار بستفزاز:
مخطوبه لمين! دي هي الي قالتلي اجي اطلب ايديها منك انتا وعمتها
اجاب بسخريه:
الله الله يعني هي الي عايزه تفضح نفسها بأيديها
اخرج عمار سيجاره من علبته واشعلها قائلا بهدوء:
قصدك علي حكاية انك اغتصبتها
كدابه
هتف بها لبيب بتوتر
ليقول عمار بسخريه:
لا مش كدابه ورغم كدا عايزه اتجوزها بردو ياااا عمي
اجاب لبيب برتباك:
بس بردو دا كان بمزاجها وو
تكلم عمار بجديه عكس غضبه الذي يتأجأج داخله:
اغتصبتها وهي سكتت سنين وانا مش عايز افتح مواضيع قديمه هي قالت كدا وانا مصدقها
وانا بقولك اهو انا عايز اتجوزها من غير مشاكل
قهقه لبيب بسخريه فهو علم ان عمار لن يتحدث كلمه واحده او يتهموه:
اممم واضح انا اتجرأت وقالتلك
وانتا عادي كدا لسه عايز تتجوزها
نظر له عمار وكور يده بغضب يحاول اخماده ليقول بهدوء مزيف:
سؤال محيرني جدا وعايز اسألك
وضع ساق علي الاخري واشعل سيجاره:
قول
عمار بغضب مكبوت:
ازاي تغتصب واحده قد بنتك
ابتسم لبيب بتساع:
بت عنيها لونها غريب وعليها جسم مشفتوش في عمتها وعيله صغيره تقدر تسكتها بكلمتين تدوق الشهد ولا تسيب غيرك يلهفو….
ماهو مش بعد ما اكل واشرب واصرف
واكبرها وفي الاخر ماخدش حاجه
البت زي القمر وتتاكل اكل
وقف عمار واقترب منه ثم لكمه بقوه ثم لكمه اخري واخذ يضربه بحقد وغضب بينما لبيب يحاول ان يوقف ذاك الاسد الهائج:
ياو** يالي معندكش ضمير ولا قلب
يا**** انا هقتلك انهارده
خرج من الغرفه ثلاث رجال
حاولو ان ينقذو لبيب من يد عمار
ولكن ظل عمار يضربه بكل ما اوتي من قوه ضربه بعدد ما رأي دمعات شهده
ركله لكمه صفعه ولكن كل هذا لم يشفي غليله ولو ذره واحده
واخيرا تركه وهو غائب عن الوعي ملطخ بالدماء
الضابط بجديه:
مينفعش كدا يااستاذ عمار احنا أخدنا الاعتراف خلاص وهنوضبه في القسم
مكنش له لازمه
نظر عمار الي لبيب الغائب عن الوعي وبصق علي وجهه قائلاً :
ابن**** الو*** الي عايز الحرق ابن***
محسن مهدأ اياه:
اهم حاجه الموضوع مشي ياعمار بيه وخلصنا
أمر الضابط بأمين الشرطه ان يأخذه
بينما عمار غاضب بشده كلمات لبيب تخترق اذنه.. لمسها غيره…
تلك هي الحقيقه التي هرب منها
ولكنها تلاحقه
ربت المحامي علي كتفه قائلاً :
كدا هياخد اعدام علي طول متقلقش
هز عمار رأسه ثم خرج من المنزل مسرعاً
محاولا الهروب من سم لبيب الذي يلاحقه
……………………………..
ساعات مرت وهي في غرفة العمليات
ورحمه تبكي وتضرع لله ان يجعلها سالمه
وتبكي علي حالة ادم فهي علمت بحادثته
انتظرت ان تخرج تقي من العمليه لتسرع له وتطمئن قلبها عليه فهي من قامت بتربيته بدلاً من اباه او امه
ساعه اخري مرت كالدهر وهي واقفه امام العمليات تبكي في نفس الساعه كلا منهم يجري عمليه… كلا منهم يتألم… كلا منهم لا يشعر بالحياة
وأخيراً سمعت صوت صراخ طفل
حمدت ربها كثيرا وانتظرت خروج الطبيب بعد قليل خرجت الممرضه سهام وفي يدها مولود لم يري الدنيا بعد
اقتربت منها بلهفه لتري طفله لون جلدها الناعم احمر وهي تبكي بصوت منخفض
لحديث ولادتها
سيدرا
همست بها رحمه وهي تراها بلهفه
ابتسمت سهام قائله:
ادعي بقا لمدام تقي…انا هودي البنوته الحضانه وهدخل تاني لمدام تقي
رحمه بقلق:
طب تقي كويسه ياسهام
سهام بأيجاب:
اه كويسه حاليا.. بس والدتها في السابع هتتعبها ادعيلها يامدام رحمه
امسكت رحمه حقيبتها قائله:
طيب خلي بالك منها ياسهام علي مااجي
حركت سهام رأسها بأيجاب ثم ذهبت للحضانه لتضع بها الطفله
بينما تقي نائمه بفعل المخدر حلم مزعج يراودها
تري زوجها غارقا في دمائه
لتصرخ بصوت عال بأسمه
رأته يفتح عينيه بوهن قائلا:
تق-ي
نطقه لأسمها جعلها تركض اليه
ولكن كلما ركضت وجدت المسافه تكبر
لتحاول مره اخري لتكبر المسافه مره اخري…. وقعت أرضاً وصرخت بضعف :
ادم تعالي مش عارفه اوصلك
ليقول بصوت هامس وعينيه تنغلق:
بعيد. … اوي… ياتقي
لتري الظلام مره اخري والدموع اخذت مجراها بجانب عيناها
……………………………………

 اشتياق
استيقظت في وقت متأخر
كان المنزل مظلم عدا غرفتها فهي اصبحت تخشي الظلام رغم صداقتهما في السابق ولكن الان..تحب النور تكره الوحده…تحب الأمل
عند هذه النقطه توقف عقلها عن التفكير
اتحب الامل ام تحب عمار..فالأمل مقترن بعمار …ذاك الاسمر الذي جعل منها انسانه أمله نوعا ما
قامت من فراشها وخرجت من الغرفه
وهي توزع عيناها في منزل عمار
تري الالوان الهادئه لون الابيض الممزوج بالون البيج واللوحات الفنيه
ظلت تتفحص المنزل بعنايه الي ان وقفت امام غرفه مغلقه ..امسكت مقبض الباب ودلفت الي الغرفه بهدوء
وجدتها مظلمه خطت الي الخلف بتردد
ولكن فضولها اقوي من خوفها
دلفت مره اخري وتحسست موضع زر الاضائه الي ان ضغطت عليه
ليعم الضوء القوي فس الغرفه
جعلها تغمض عيناها في البدايه
فتحت عيناها ببطئ لتري غرفه
ممزوجه بلوني الابيض والاسود
واساسها بلون الاسود …غرفه كئيبه ولكن الوانها جريئه تمتمت بداخلها مؤكد انها غرفة عمار
خطت قدماها داخل الحجره وهي تتفحصها بدقه ..ولفت نظرها زجاجه عطره الموضوعه علي الرف الخشبي
اقتربت من العطر وعيناها الفيروزيه مسلطه عليه..التقطته وقربته منها لتشتم رائحته المنعشه
اغمضت عيناها بستمتاع ورشت في الهواء منه..داهمها شعور ان عمار بجانبها يحميها عطره يحيطها كعادته
همست بصوت متهدج:
الزكري الوحيده الكويسه في حياتي
-شيفاني هبقا زكري كويسه
تجمدت الدماء في اوردتها
شحب وجهها ازدات نبضات قلبها
رعشه اخذت جسدها في جوله
خارت قواها ليقع العطر من يدها
لا تعلم ماسبب ذاك الارتباك الذي داهمها
التفتت له ببطئ وعيناها متوسعه من الصدمه ..همست بين انفاسها العاليه:
عمار
اقترب منها بوجه هادئ قائلا :
مالك ياشهد فيكي حاجه
ظلت تحدق به وهي ساكنه
عدا انفاسها التي كانت مسموعه
اقترب منها اكثر وامسك يدها..ليجد يدها كاقطعة ثلج
امسك كفها بين يديه وظل يمسح عليها
بينما سوداوتاه مسلطه علي خرزتيها الفيروزيه
نظر لها بشتياق وهو يتأمل وجهها الناعس كأنه يحفر تلك الصوره في عقله وقلبه العاشق المتعب
عمار بصوت دافئ اجتاح عواطفها
لتسري القشعريره مره اخري في جسدها:
عامله ايه دلوقتي ياشهد
حركت رأسها قائله:
ب-بخير
تطلع الي ملابسها ليجدها ترتدي منامه قطنيه سوداء وخصلاتها البنيه تعدت رقبتها بقليل ووجهها شاحب
ولكن رغم شحوبها فاتنه
اغرته بملابسها وبرائتها تلك
ليبتلع ريقه وترتفع تفاحة ادم وتهبط مع حركته قائلاً برتباك لاحظته:
ايه الي مصحيكي لدلوقتي وجايه الاوضه ليه
نظراته لها جعلت الرعب يدب اوصالها
رغم ثقتها فيه ولكن خوفها اكبر
سحبت يدها من يده قائله بتوتر:
ااا انا بس كنت ب-شوف البيت وو
شعر بخوفها منه تمهد بثقل ثم قطع كلماتها بلهجه متعبه:
روحي نامي ياشهد.. وانا كمان هرتاح عشان تعبان من السفر
حركت رأسها بأيجاب وخرجت سريعاً في لمح البصر ليتنهد هو بتعب
ثم رمي جسده علي فراشه بعد ارهاق يومين كاملين
…………………………………………
يراها امامه الان تبكي وتهتف بأسمه
ليقف هو عاجز مكتف اليدين لا يستطيع ان يعانقها ويهمس لها ويطمئنها
لا يشعر بأي ألم ولكن وخز في قلبه
يجعله يتألم ومما زاد الأمر سوء
يشعر بكهرباء تحتل جسده وتصفعه
مره اخري يشعر بجسده ينتفض
ولكن لم يعد يريد الحياة
هو لم يريدها ابدا كان يموت كل دقيقه من زكرياته وينتظر الموت كزائر نبيل
والان لا يريدها لا يريد زكريات بائسه
او طفوله تزكره بماضيه او جسد معذب وروح مدميه ذاقت من الاام مايكفي لسنوات… يريد ذاك الهدوء الموحش
يريد تلك القوقعه السوداء البعيده كل البعد عن الواقع ولكن شئ تمناه فؤاده الذي قارب علي فقدان الحياة
يريد تلك الثمره التي هبطت له من الجنه
تلك التي اخذت من البندق خرزتي لعيناها.. يريدها معه داخل القوقعه
بعيداً عن الزكريات …يريدها معه حتي في الموت…
فتح عينيه علي شهقات عاليه
ليري تلك الحوريه تبكي وتنظر له
ليبتسم بوهن ويغمض عينيه متأهبا
للرحيل الذي اشتاقه بشده
ولكن هديل الحوريه وهي تهتف بأسمه
ليشعر بالكهرباء تصفع جسده مره اخري
ليسمع صرختها الذي روت قلبه قبل ان يغمض عينيه بألم وقد بدأ جسده بالأنين
اآاااادم
تنهد الطبيب قائلاً برتياح:
اخر لحظه وكان هيموت
رجدي وهو يترك صدمات القلب:
اوووف مفتري وجبار وهو عايش
ومتعب وجبار وهو علي وشك الموت
اشرف بأرهاق وهو يخرج من الغرفه:
اسكت يادكتور كميه كسور في جسمه
دراعه ورجله ونزيف في دماغه
ورغم كل دا محظوظ وعاش
رجدي بحنق:
عيلة الصياد طول عمرهم الحظ صاحبهم..
انا هروح ارتاح شويه
…………………………………….
هبطت الطائره الخاصه علي الاراضي المصريه معلنه عن قدوم نازلي الصياد
والحفيد الثاني جواد وليد الصياد
هبطت نازلي من الطائره مستنده علي حفيدها جواد وهي تحدق حولها بشتياق
ليقول جواد ببتسامه صغيره:
وحشك ياامي
همست نازلي بضعف ودموع كادت ان تخونها وتفضح شعورها:
وحشوني ياجواد ابوك وجدك وعمتك واحمد كلهم وحشوني الموت اخد مني اعز الاحباب مش باقيلي غير سميه وانتا
اجاب جواد ببتسامه:
طب وادم
تنهدت بثقل قائله :
تعرف ياجواد انتا شبه ابوك شكل وطبع
وادم شبه جدك في الشكل لكن الطبع شبه احمد للأسف…
تغاضي جواد عن تهربها من السؤال
ليقول بهدوء:
العربيه مستنيه ياامي يالا
سارت معه بخنوع وقلبها يدق بالحنين
الحنين الذي غلفته بالقسوه والصرامه
الحنين والاشتياق غزو قلبها الان
ليختفي قناع القسوه مع الرياح
ويبقا الحنين… الحنين فقط
……………………………………
فتحت عيناها بتعب شديد
تشعر ان روحها سلبت منها
لتهمس بضعف :
ادم
اقتربت رحمه منها وامسكت يدها بفرحه:
حمدلله علي سلامتك ياحببتي
همست تقي بوهن وهي تفتح عيناها بتعب :
ادم فين ياداده
ارتبكت رحمه واجابت بتعلثم:
اا مش هتشوفي النونه اجبهالك من الحضانه تشوفيها
ابتسمت بوهن لتقول:
ادم شاف سيدرا
شعرت بشفقه عليها وهربت الكلمات من فمها لتنظر لها بدموع صامته
تقي بخوف وهي تحاول ان تعتدل في جلستها لتطلق تأوها
اسرعت رحمه اليها وساعدتها بهدوء
تقي بخوف:
سيدرا فيها حاجه ياداده
هزت رحمه رأسها بنفي
لتقول تقي بتوجس:
امال في ايه… وفين ادم
رحمه بتردد:
ادم بيه ع-عمل حادثه امبارح وتعبان شويه
نظرت لها تقي بصدمه وحركت رأسها بنفي ونظرت حولها بتشتت
وحاولت القيام ولكن يد رحمه منعتها
تقي ببكاء وهي تدفع يدها:
انا شوفته بيموت ياداده انا عايزه اروحله
اوعي ياداده ادم لا
امسكتها رحمه وهي تقول بدموع:
ياحببتي اهدي هيكون كويس اهدي يابنتي
تقي ببكاء وعقل تائه:
الدم ياداده ادم مش بخير لا عايزه اروح انا كويسه عايزه اروح
ضغطت رحمه علي زر استدعاء الممرضه
لتحضر في غضون دقيقه
تقي ببكاء حاد ووجه متعب وهي تحاول دفعهم بيعد عنها:
سيبوني جوزي هيموت ياداده
الدم ياداده ادم لازم اروح
امسكت الممرضه مهدئا وحقنتها به
رغم مقاومة تقي لتقول رحمه وهي تربت علي خصلاتها بحنو:
هيقوم بسلامه ياحببتي متقلقيش
تقي ببكاء وهي تصارع النعاس:
ادم ه-روحله ادم
لم تستطع رحمه كبح دموعها لتنهمر بشفقه علي من رأته يكبر امام اعينها
وعلي تلك التي رأتها واحبتها كأبنه
ودائما تخالفهم الظروف ليقعو مره اخري
في وقت تحتاج قلوبهم بعضها
………………………………….
حزمت امتعتها للرحيل
لا تصدق ان المنزل الذي عاشت فيه طفولتها ومراهقتها ستتركه.. بل المحافظه بأكملها.. الجيران… الاصحاب..شقيقتها… ستتركهم جميعاً
وتذهب لبلده لا تعرف عنها سوا انها اصلها
صدمت بدايةً ولكن بعد قليل لم تبالي
اصبحت لا تهتم بأي شيء
خاوية الامال والمشاعر
تنظر في الفراغ بشرود فقط
قطع شرودها دخول والدها الغرفه
وهو ينظر لها بحنان وحزن
اقترب منها وامسك حقيبتها الكبيره واخذها منها ليقول بحنان:
مسيرك هتتعودي علي بيتنا في الصعيد يابتي
تنفست بلا مبالاه وهي تقول:
مش فارقه هنا زي هناك
نظر لها بحزن كسا ملامحه
وخرج من الغرفه بهدوء
لتتبعه هي الاخري بشرود
هبطت سماح ووالدتها من المنزل بعد توديع الجيران …توقفت امام السياره لتري شاب فارع الطول عريض المنكبين
نظراته قاتمه يبدو في الثلاثون من عمره
افاقها من تحديقها له صوت والدتها
فاطمه بخفوت:
اهلا يابني عامل ايه
علي بصوت اجش:
مرحب بيكي يامرات عمي
ثم حول نظره لسماح الشارده:
ازيك يابت عمي
سماح ببرود:
اهلا
ثم نظر لهدير بترحاب:
اهلا بيكي يابت عمي
هدير ببتسامه حزينه:
اهلا ياعلي
جاء محمد من خلفهم قائلا:
يالا ياعلي احنا جاهزين
هدير بدموع:
خلاص هتمشو يابا مستعجلين
عانقتها سماح قائله ببتسامه صغيره:
هنجيلك يابت
ثم ابتعدت لتعانقها والدتها وهي ترشدها ان تهتم بمنزلها وزوجها وان تصبح مطيعه له
ثم عانقها محمد قائلاً بجديه:
لو حصل اي حاجه يابتي اتصلي بيا
هنجيلك لحد عندك لو كنت في اخر بلاد الله… خلي بالك من نفسك وبيتك ياهدير
هدير ببكاء:
حاضر يابا ابقو كلموني
كان علي يتابع تلك اللحظه العائليه بوجه خالي من التعابير ولكن ما لفت انظاره نظرات تلك الشارده…. مغيبه عن مايدور حولها …..في عالم اخر
افاقه من شروده صوت محمد بأنهم مستعدين للرحيل
ركب افراد العائله العربه
واخذ علي موقع القياده وذهبو متجهين الي تلك البلد الذي هربو منها منذ سنوات طويله… والان ذاهبون لها بأنفسهم تاركين عروس البحر متحهين الي… . الصعيد
…………………………………..
استيقظت شهد في وقت الظهيره
نظرت حولها قليلاً حتي زال النعاس من فيروزتيها… وتذكرت عودة عمار المفاجأه
قررت الرحيل اليوم لترجع في قوقعتها
الصغيره التي شهدت علي ضعفها ولحظات بكاؤها وحزنها..
تنهدت بقوه وهي تقرر انها ستبدأ حياة جديده..
دلفت الي الحمام الملحق بالغرفه
اخذت حمام دافئ.. وارتدت بنطال جينز من اللون الازرق وقميص من اللون الاسود يصل لخصرها وخصلاتها البنيه التي تجاوزت رقبتها
جلست امام المرأه وبدأت بتسريح خصلاتها القصيره..وشردت في حياتها
مجيئها الاسكندريه.. عملها في شركة الصياد. رؤية عمار…حادث الدراجه…محاوله اغتصابها
كانت الزكريات كالاجراس في اذنيها
وضعت يدها علي اذنيها واغمضت عينها محاوله الهروب من كل تلك الآلم
دموع بارده اخذت مجراها علي وجنتيها
ظلت تنتحب وتحاول الصراخ
تحاول الهروب من كل تلك الزكريات المشينه
دخلت مريم غرفة شهد لتجدها تبكي مغمضه عيناها بألم وتضع يدها علي اذنيها
اسرعت مريم لها قائله بفزع:
شهد مالك ياشهد
ظلت شهد تنتحب بقوه
شعور الظلم والقهر يجتاحها
قلبها المحطم وجسدها المنتهك يريدان ان يصرخا عالياً طالبين الرحمه
مريم بصوت مرتفع:
عماااار تعالي بسرعه.. الحق شهد
في ثوانٍ جاء عمار والخوف علي محياها
لينفطر قلبه عند رؤية شهد تبكي بقوه
اقترب عمار منها قائلاً بلهفه:
شهد مالك ياشهد… في ايه ياحببتي
رغم شعور الاطمئنان الذي ملئ فؤادها
ولكن تريد ان تبكي لتفرغ تلك الطاقه السلبيه التي سكنت قلبها من سنين
امسك عمار يدها وانزلها من علي اذنيها
قائلاً بصوت دافئ ملهوف:
انا جنبك اهو ياشهد فتحي عينك
فتحت عيناها الفيروزيه الحمراء من اثر البكاء وهي تقول بصوت متهدج:
عايزه اروح بي-تي عايزه ام-شي
نظرت له مريم بأيجاب بمعني يجب ان ترجع الي منزلها
تنهد عمار بقلب مهموم ليقول بهدوء وهو يمسح دموعها المنهمره:
طيب اغسلي وشك ويالا هروحك البيت
حركت رأسها بأيجاب ودلفت الي المرحاض
بينما خرج عمار وتبعته مريم قائله بصوت منخفض نسبياً :
قرارها صح ياعمار وجودها هنا غلط
اجاب عمار بضيق:
عارف يامريم عارف
صمتت مريم وهي تعلم مدي الصراع الذي يدور في عقل اخيها الذي اصبح
اكثر جديه… واكثر حزن
لتقول له بصوت هادئ:
سيبها ياعمار… بلاش تتجوزها
فتح عمار عينيه علي مصراعيهما قائلاً بصدمه وغضب:
انتي بتقولي ايه يامريم..ايه الكلام دا
مريم بجديه وهي تمسك يده متجهة الي الشرفه ووقفت امامه :
عمار انتا بقيت حزين… مهموم مش هتعرف تعيش معاها كل يوم وكل دقيقه هتلمس ايديها فيها هتفتكر الي حصلها
مش هتستحمل ياعمار
نزع يدن منها بغضب قائلاً :
ودا مكانش كلامك قبل كدا يامريم
مريم بهدوء وهي ترجع خصلاتها الي الخلف:
ياعمار انا حبيت شهد جداً.. بس بحبك اكتر.. بص وشك من ساعة ماعرفتها
بقيت حزين.. مهموم.. مبتبتسمش حتي
وفي الاخر انتا وهي هتتعبو
فا بلاش تزيدها وجع علي وجعها ياعمار
ابعد انا عملت الي عليك وسجنت جوز عمتها وضربت وسجنت هاني.
كدا عملت الي عليك وزياده
حدق عمار بوجهها بصدمه الجمته
ليست مريم التي تتحدث
رماها بنظره غاضبه
ثم استدار ليذهب…ولكنه وجدها امامه
ولكن رأي شهد القديمه صاحبة الوجه الجامد.. الخالي من التعابير
حاول ان يتحدث ومريم تنظر لها بذنب
ولكنه اخاها الحبيب
شهد ببتسامه جاهدت لرسمها شطرت قلبه نصفين:
شكراً جدا علي كل حاجه تعبتكو معايا
واسفه لو كنت لغبطت حياتكو
ثم غادرت المنزل بهدوء مريب
ركض عمار خلفها ولكن يد مريم منعته قائلا بهدوء”
كدا احسن ياعمار سيبها تكمل حياتها بعيد
شد يده منها ونظر لها بشراسه قائلاً :
قسما بالله يامريم لو خسرت شهد
هخسرك نهائي
ثم غادر محاولا اللحاق بشهد
التي اختفت بلمح البصر
بينما نزلت دموع مريم قائله:
اسفه ياشهد بس دا اخويا الي مليش غيره
وقف امام مدخل البنايه ينظر حوله بغضب.. لهفه… خوف ولكن لم يراها
مسح علي خصلاته بغضب هامسا:
اااااه خسرتك تاني ياشهد
………………………………

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة
بقلم الكاتبة:وسام اسامة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى