زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الحادية عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الحادية عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل الحادي عشر

ارتسمت معالم الذهول والدهشة علي وجهيهما…ظلا صامتين للحظات قبل أي يقطع رامي ذلك الصمت قائلا:وده حصل امتى إن شاءالله،?

أجابه عصام الذي اقترب ليقف بجوار شيرين منتظرا منها تأكيدا لكلامه:اعتقد ان دي حاجة ماتخصكش…ثم أنا لحد دلوقتي ماعرفتش انت مين وعايز إيه من شيرين

ظل رامي ينظر إليه بشك ثم مالبث أن قال:يعني مش شايف دبلة لا فإيدك ولا فإيدها

أجابه عصام قائلا بنفاذ صبر:قريب اوي ان شاء الله حنعمل الخطوبة …فيه أي تحقيقات تانية?

نظر رامي إلي شيرين محاولا أن يستوضح منها حقيقة الأمر فقال متسائلا:بجد يا شيرين …الجدع ده يبقى خطيبك زي مابيقول

ظلت تنقل بصرها بينهما في تردد…كان يتصارع داخلها في ذلك الوقت شعورين متناقضين …فبقدر ما كانت تشعر بالسعادة…فهاهي قد وجدت اخيرا من يحميها ويهتم لأمرها…بقدر ما كانت غاضبة منه لأنه تفوه بهذه الكلمات دون إذن منها…طال صمتها مما جعل الشكوك تساور رامي مجدداً فقال:ما تردي يا شيرين…الكلام ده مظبوط ولا لأ

شعر عصام بالقلق من سكوتها الطويل…خشي ان تكون الإجابة في غير صالحه… فأجاب هو قائلا:ممكن توجه كلامك ليا أنا وتقول انت مين قبل ما افقد اعصابي وما اضمنش ساعتها ممكن اعمل ايه

بدا واضحا أن فارق القوة الجسمانية لصالح عصام…الأمر الذي جعل الخوف يتسرب إلى نفس رامي الذي اجابه قائلا:انا رامي اخو فيفي مرات باباها

رسم عصام على وجهه إبتسامة صفراء قبل ان يقول:تشرفنا يا أستاذ رامي…اي خدمة?

رامي:انا لحد دلوقتي ماسمعتش رد شيرين على سؤالي

عقدت شيرين ذراعيها أمام صدرها وقالت ببرود:انا ماليش كلام بعد كلمة عصام…واظن انك سمعت اننا مخطوبين…لسه عندك حاجة تانية تقولها?

شعر رامي بخيبة الأمل فانصرف قائلا:انا ماشي …عن اذنكو

عصام بحدة:بالسلامة…ويا ريت ما توريش وشك لشيرين مرة تانية…ولو حاولت انك تتعرضلها تاني حيبقى آخر يوم ف عمرك

انصرف رامي بعد ان القى عليهم نظرة ساخطة لتلتفت شيرين إلى عصام الذي يبدو ان حمم بركانها ستطاله هو الآخر…اندفعت تعنفه قائلة:انت ازاي تتجرأ وتقول انك ….

وضع عصام يده على فمها مانعا إياها من إستكمال كلامها…باغتتها فعلته فارتبكت وتراجعت للخلف…فسبقها بالحديث قائلا:شيرين…ممكن لو سمحتي تهدي وتديني فرصة اشرحلك…انا كنت جاي النهاردة اصلا عشان اقولك إني بحبك وعايز اتجوزك…ولما شفت البني ادم ده وهو بيتعرضلك فكرت ان دي الطريقة الوحيدة عشان اخليه يبعد عنك…مش قصدي ابدا إني أجبرك توافقي على حاجة انتي مش عايزاها…ولو مضايقة من اللي عملته…فأنا أسف لو كنت اتجاوزت حدودي…لكن ده ما يمنعش اني اسمع ردك على طلبي دلوقتي…وصدقيني لو رفضتي اوعدك انك مش حتشوفي وشي مرة تانية….واعتقد ان اللي اسمه رامي ده خلاص مش حيتعرضلك تاني بعد كده..هايا شيرين…أنا بحبك وعايز اتجوزك قلتي إيه?

تنهدت شيرين تنهيدة طويلة ثم قالت في إرتياح:اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله…اخيرا أبو الهول نطق…ده أنا كنت خلاص فقدت الأمل انك تقولها

تهللت أساريره وقال بسعادة:بجد يا شيرين!يعني انتي كنتي حاسة بحبي ليكي

شيرين:كل مرة كنت بتكلمني ف التليفون كنت بقول لنفسي خلاص حيقولها…لأ المرة الجاية …لأ اللي بعدها…لحد ما ابتديت اشك ف نفسي وأقول معقول يكون بيتهيألي

عصام:اعمل إيه?ماكانش ينفع أقولك حاجة زي دي وأنا عاطل وقاعد ف البيت وماعنديش أي حاجة اقدمهالك…المشكلة ان أنا لحد دلوقتي ورغم اني اشتغلت ف شركة كويسة وبمرتب محترم …لكن لسه ماعنديش شقة عشان نتجوز فيها

أجابته شيرين قائلة:يا سيدي نتجوز ف شقة إيجار مؤقتا يعني لحد ماظروفنا تتحسن

عصام:طيب ونفرشها منين

شيرين:مش انت دلوقتي بتشتغل وأنا كمان باشتغل ونفرشها واحدة واحدة ان شاء الله

عصام بإبتسامة:وإذا قلتلك اني مش معايا اجيبلك شبكة ف الوقت الحالي

شيرين بنفاذ صبر:أسلفك

عصام:بس انا مااقبلش بكده

شيرين:خلاص…يبقى الشبكة ملهاش لزوم

قال ممازحا إياها دون أن تفارقه إبتسامته:ده انتي باين عليكي واقعة اوي

ابتسمت قائلة بخجل:احترم نفسك

نظر عصام إلى عينيها قائلا بهيام:شيرين…انا كل اللي اقدر اقدمهولك بجد هو قلبي اللي كل دقة فيه بتقول بحبك يا شيرين

ترقرقت الدموع في مقلتيها وقالت بأسى:يااااااه…اخيرا لقيت حد يحبني عشان أنا شيرين وبس مش عشان أي حاجة تانية…صدقني ياعصام انا مش عايزة اكتر من كده….عشان كده متمسكة بيك عشان بتحبني لشخصي وبس …وانا يعني اخدت إيه من الفلوس غير انها خسرتني أبويا وأخويا

عصام بحب:اوعدك يا شيرين إني اكون ليكي أب وأخ وزوج وحبيب وصديق وكل اللي بتتمنيه…أنا بس عايزك تحدديلي معاد مع خالتك عشان اجيب أهلي وآجي اطلب إيدك منها…وحابقى اكلمك ف التليفون عشان اعرف منك المعاد…معلش أنا مضطر اسيبك دلوقتي عشان الحق ارجع القاهرة…مش عايزة مني أي حاجة قبل ما امشي

شيرين بإبتسامة:لما توصل طمني عليك…مع السلامه

عصام:الله يسلمك…اشوف وشك

وبالفعل تمت خطبة شيرين وعصام بعدها في حضور كل من يمنى وأسماء …وتم الإتفاق على أن يكون عقد القران قبل حفل الزفاف الذي سيتم تحديد موعده عندما ينتهي عصام من إيجاد الشقة وفرشها

***************************************

جلسا معا أمام الطبيبة وقد بدت خيبة الأمل واضحة علي وجهيهما…فقد انتهت الستة اشهر دون جديد…رمقتها الطبيبة بنظرة مشفقة قبل ان تقول:طبعا انتي عارفة انه ماحصلش حمل وده نتيجة ان إستجابتك للعلاج ضعيفة جدا

عمرو بضيق:والمفروض نعمل إيه دلوقتى يا دكتورة?

الطبيبة:والله لو حضراتكو حابين اننا نمد فترة العلاج على أمل ان الإستجابة اللي مستنيينها تحصل مافيش مشكلة…لكن لو حابين تكسبوا وقت انا ممكن اكتب لحضراتكو اسم وعنوان مركز متخصص في عمليات الحقن المجهري وبعد العملية ممكن نتابع مع بعض…والقرار ليكو ف النهاية

أسرع عمرو قائلا بحزم:احنا موافقين على موضوع العملية…مافيش داعي نضيع وقت اكتر من كده

أؤمات الطبيبة برأسها قائلة:وهو كذلك…انا حاكتب لحضراتكو بيانات المركز …وهناك هما حيفهموكوا على كل حاجة…وياريت تحاولوا ماتتأخروش لأن التحضير للعملية بياخد وقت…وحستناكوا بعد العملية ان شاء الله…وبالتوفيق ان شاء الله

********************************

انصرف عمرو ويمنى إلي منزلهم…كان الصمت هو صديقهم الصدوق في الأثناء…يبدو ان عمرو لم يعد يجد كلمات يواسيها بها…أو ربما هونفسه يحتاج إلى من يواسيه…اما يمنى فقد شعرت ان الموقف اكبر من أي كلمات تقال …فالتزمت الصمت…ورغم ضيقها من قراره الذي اتخذه دون إستشارتها وكأن الأمر يخصه وحده…ولكنه على مايبدو قد صار الحل الوحيد الذي لا بديل عنه…وبالفعل بدأ عمرو ويمنى يترددان على المركز للتحضير للعملية الأمر الذي استغرق بعض الوقت قبل ان يتم تحديد موعد إجراؤها …قرر يحيى تأجيل سفره حتى يطمئن على يمنى أولا…وفي اليوم الذي تقرر فيه عودة يمنى لمنزلها بعد إجراء العملية اعطاها طبيب المركز بعض التعليمات قائلا:اهم حاجة يا مدام يمنى هي الراحة التامة وعدم بذل أي مجهود…ويفضل ان حضرتك تعملي التحليل بعد مرور 15 يوم على عملية زرع الأجنة…وياريت تحاولي تتمشي كل يوم عشر دقايق عشان تنشطي الدورة الدموية ف جسمك…يعني تقريبا كده بتوع الحمام والصلاة مش اكتر من كده
استمعت يمنى لتعليمات الطبيب بإنصات وإهتمام شديدين واكدت على إلتزامها بتنفيذها حرفيا
وبالفعل بعد مرور الخمسة عشر يوما قامت بإجراء التحليل الذي حمل لها ولعمرو ذلك النبأ السار الذي يحلم به كل منهما منذ فترة…ولكنه الآن صار واقعا ملموسا…كانت سعادة الجميع غامرة بهذا الحمل واكثرهم بالطبع فريدة التي ظلت تحصي الأيام حتي يأتي ذلك اليوم الذي تحمل فيه حفيدها بين ايديها
وفي الوقت الذي كان فيه جنين يمنى ينمو بين احشائها…كان هناك جنين آخر يستعد ليطلق صرخته الأولي في هذه الحياة…سبقتها بالفعل صرخات أمه التي شقت سكون الليل لتوقظ زوجها النائم إلى جوارها الذي استيقظ قائلا في فزع:إيه يا أسماء…مالك فيه إيه?

أسماء وهي تئن من الألم:الحقني يا عماد…شكلي كده بولد

أخذ عماد يدور حول نفسه فترة جاهلا بكيفية التصرف…صرخت فيه أسماء قائلة:انت حتفضل تلف حوالين نفسك كده كتير…بسرعة اتصل بالدكتورة ووديني المستشفى…وشنطة الهدوم حتلاقيها عندك ف الدولاب

عمادوهو يقوم بتبديل ملابسه :حاضر حاضر…انا حاكلم الدكتورة وحاكلم مامتك وماما عشان يحصلونا علي هناك

وبالفعل اتصل عماد بالطبيبة ثم حمل حقيبة الملابس واسند زوجته إلي السيارة وانطلقا في طريقهما إلى المستشفى

*************************************

دخل عماد إلى الغرفة التي ترقد بها زوجته بعد خروجها من العمليات وجلس بجوارها على الفراش ثم مسح على شعرها بحنان قائلا:حمدالله على السلامة يا حبيبتي

أسماء بوهن:الله يسلمك يا عماد…شوفت البيبي?

عماد بسعادة:ايوه انا لسه جاي من عنده…ماشاء الله زي القمر…ربنا يباركلنا فيه…بس انتي خسرتي الرهان على فكرة

أسماء:ما احنا عارفين من زمان اني خسرته…وبقيت انا الأقلية ف البيت وامري لله…بس انت ناوي فعلا تسميه آدم?

عماد:إيه مش عاجبك الإسم ده?

هزت رأسها نافية وقالت:لا بالعكس د ه اسم جميل آوي

في هذه الأثناء دخل والدا عماد وشقيقته ثم تبعهم والدة أسماء وشقيقتها…هنأها الجيع على سلامتها ودعوا الله بأن يجعله ذرية صالحة ويقر اعين والديه به…اتصلت يمنى لتهنئ أسماء وتعتذر لعدم قدرتها على المجئ…فيما زارتها شيرين لتهنئها وتطمئن عليها

*********************************

في مطار برج العرب وقف الجميع هذه المرة في وداع يحيى وهو يغادر البلاد متجها إلى انجلترا ليعود حاملا معه شهادة الدكتوراه في الهندسة المعمارية….بإستثناء يمنى التي منعتها ظروفها عن المجئ وفؤاد الذي تعلل بإنشغاله…ارتفعت الطائرة في الجو وهي تحمل على متنها يحيى محملا بأحلامه وأماله التي يتمنى تحقيقها في بلاد الإنجليز

************************************

كعادتها كل صباح منذبداية الحمل…تتوجه إلى منزل ابنتها…تطمئن عليها وتقوم بكل شئون المنزل ثم تحضر الطعام لزوج ابنتها الغائب في عمله وتودعها على أمل العودة في الغد…صار هذا روتينها اليومي الذي اعتادته….في ذلك اليوم وبعد ان فرغت من كافة اعمال المنزل اقتربت من فراش ابنتها قائلة:خلاص يا حبيبتي انا خلصت كل حاجة…انا حامشي دلوقتي عشان الحق احضر الغدا لباباكي قبل مايرجع من الجامعة…مش عايزة مني حاجة قبل ما امشي?

يمنى:سلامتك يا حبيبتي…ربنا مايحرمنيش منك ابدا يا ماما

نادية:ولا منك يا حبيبتي…بس اعملي حسابك انا مش جاية بكرة

يمنى بأسى:ليه بس يا ماما…ده انا اتعودت اني اشوفك كل يوم

نادية:اصل انا وابوكي مسافرين بكرة دمنهور عند فؤاد اخوكي…ابوكي الولاد وحشوه اوي وفؤاد مش فاضي يجيبهم…حنروح نزورهم ونرجع علطول…مش حنبات هناك عشان خاطرك…ده حتى ابوكي اخد اجازة من الكلية يوم واحد…انا حضرتلكوا اكل لبكرة كمان…ابقي خلي عمرو يسخنه بس…وانا حاكون عندك بعد بكرة إن شاءالله

يمنى:ماشي يا حبيبتي…تروحوا وترجعوا بالسلامة…ابقي سلميلي على فؤاد وصفاء وبوسيلي الولاد

احتضنت كل منهما الأخري وكأنها تودعها لأخر مرة…غادرت نادية ليعود عمرو بعد قليل…كانت يمنى تتململ في فراشها فقد بدأ الشعور بالسأم يتسلل إليها كثيرا في الأونة الأخيرة من طول فترة مكوثها بالفراش…دخل عمرو ملقبا السلام ثم اقترب من فراش زوجته وقبل جبينها قائلا:عاملة إيه النهاردة يا حبيبتي?

يمنى بملل:تعبانة اوي يا عمرو…طول النهار مش باعمل حاجة غير إني أنام واقوم من النوم عشان ارجع أنام تاني…زهقت زهقت اوي

جلس عمرو بجوارها وامسك يدها قائلا:معلش يا حبيبتي استحملي شوية…خلاص هانت…فات تلت شهور بحالهم اهم…عشان خاطري وخاطر ابننا تعالي على نفسك شوية

يمنى:وانا يعني بإيدي إيه أعمله…ما انا لازم آجي على نفسي واستحمل…بس يا رب تكمل على خير…انا كل ما افتكر ان لسه ست شهور على الحالة دي ماتتصورش بحس بإيه

عمرو:افتكري كده لما الست سهور يخلصوا وناخد ابننا ولا بنتنا ف حضننا ساعتها حنحس بإيه

تنهدت يمنى وقالت في ضجر:ياااه…امتى اليوم ده ييجي بس?

******************************************

امسك بهاتفه وشرع في الإتصال بوالده…لم يعد يتذكر كم من المرات فعلها مسبقا من كثرة ما أجرى من إتصالات دون أن يأتيه رد…بدأ الشعور بالقلق يتسرب إلى نفسه…اقتربت منه صفاء قائلة:إيه يا فؤاد…برضه مابيردش

فؤاد:مش فاهم فيه إيه…المفروض يكونوا وصلوا من بدري…انا كده ابتديت اقلق

اعاد الإتصال مجددا ليأتيه صوت نسائى هذه المرة…انتابته الدهشة فسألها مستفهما:لو سمحتي مش ده برضه تليفون دكتور رفعت الصاوي?

اجابته المرأة قائلة:صاحب التليفون ده حضرتك وصل عندنا هنا مستشفي( ) ومعاه واحدة ست من شوية في حادثة عربية

شهق فؤاد قائلا بفزع:إيه!طب وهما عاملين إيه دلوقتى?

المرأة:المدام اللي كانت معاه اتوفت اول ما وصلت المستشفى وهو اتوفى من عشر دقايق بس

سقط الهاتف من يد فؤاد الذي تجمد في مكانه كالتمثال وهو يحدق في الفراغ أمامه…ارتاعت صفاء لمرأه وهو على هذه الحالة فهزته برفق قائلة:مالك يا فؤاد?هو عمي جراله حاجة?

تحجر الدمع في عينيه وهو يجيبها قائلا:ابويا ومراته ماتوا يا صفاء……….

زر الذهاب إلى الأعلى